أسد
سوريا يقول "يجب على أمريكا
أن تصغي"*
ترجمة:
د. عبدالوهاب حميد رشيد
في مقابلة أجرتها صحيفة
شبيغل الألمانية مع الرئيس
السوري حافظ الأسد، حذَّر بشار
الأسد أن "الشرق الأوسط"
تترنح على حافة الفوضى. ناقش
علاقات بلاده مع الولايات
المتحدة، وسلَّط الضوء على
عواقب الحرب الإسرائيلية على
لبنان والوضع في العراق.
شبيغل: الهجوم
الفاشل على السفارة الأمريكية
في دمشق انتهى بمقتل ستة أشخاص،
وركَّز مرة أخرى أنظار العالم
على العلاقات السورية
الأمريكية المعقدة. ماذا تعرف
عن خلفية هذا الهجوم؟
أسد: كان هجوماً
إرهابياً، حيث يعكس في ظاهره
القليل جداً. الإرهاب الآن حالة
ذهنية/ فكرية يتفاعل مع الجهل/
التجهيل من جهة، ومن جهة أخرى
يمكن أن يكون حصيلة الشعور
باليأس من الوضع السياسي، ويمكن
أن يأخذ في بعض الأحيان شكل
الثأر. ويظهر أن الشكل الثأري
اقترن بخلفية هذا الهجوم: رد
الفعل تجاه السياسات الأمريكية
في العراق، فلسطين، وأفغانستان.
شبيغل: بقي أحد
المهاجمين حياً لوقت قصير بعد
الهجوم. هل تمكن رجال الأمن
عندكم من التحقيق معه؟
أسد: كلا، كان في
غيبوبة قبل موته. استنتاجاتنا
تعتمد على البيانات التي
وجِدَتْ في أجهزة الكومبيوتر
للمهاجمين وعلى المعلومات
المستقاة من محيطهم الاجتماعي.
كانوا أساساً من نفس الطراز
الفكري: رجال ممن يعتبرون أسامة
بن لادن "أسد/ بطل الإسلام."
جماعة القاعدة لا تقوم وفق
المفهوم الكهنوتي/ الديني بل
وفق منظورهم العالمي. عزلة
الشباب في أطراف دمشق- تجعل
الأمور كلها خطيرة. نستطيع أن
نحارب مجموعة إرهابية ، لكن هذه
الخلايا المنعزلة توحي أن هذه
الأفكار منتشرة على نحو واسع.
شبيغل: سكرتيرة/
وزيرة خارجية الولايات المتحدة
كوندوليزا رايز شكرت سوريا
لدورها في إفشال الهجوم.
وبالمقابل، على أي حال، وجهتَ
نقداً حاداً لسياسات أمريكا في
الشرق الأوسط. لماذا لم تحاول
الاستفادة من هذه الإيماءة
الودية النادرة؟
أسد: الآنسة/
السيدة رايز لم تشكرنا من أجل
سياساتنا، بل فقط بسبب كيفية
استجابتنا للهجوم. لكن هذا
الهجوم حدث بالضبط بسبب
السياسات الأمريكية في منطقتنا.
شبيغل: لماذا
يُفترض أن يكون الأمريكيون على
خطأ؟
أسد: لأنهم
يُساهمون بوضع بلدنا في حالة
يأس، وخنق المناقشات بين
الثقافات. وبعد ذلك هناك لغة
هابطة- لفظة- "الإسلام
الفاشست" الذي استخدمه
الرئيس بوش، وهذا مثال رئيس.
كذلك ملاحظات البابا مؤخراً
تُشكل جزءاً من المشكلة. مثل هذه
الملاحظات تزيد الحالة تعقيداً
وتخلق الحاجة/ الدوافع للثأر.
شبيغل: الحاجة إلى
الثأر يمكن أن تكون مفهومة في
العراق أو فلسطين- ولكن في
سوريا؟
أسد: توجد علاقات
قريبة بين شعوبنا سواء في
العراق، سوريا، فلسطين.. لدينا
نفس الشعور، نفس العادات، وكذا
الاعتداد بالنفس. أنظر إلى
دمشق، يتواجد نصف مليون لاجئ من
هضبة الجولان المحتلة، حوالي
نفس مليون لاجئ فلسطيني،
وحوالي مائة ألف عراقي جميعهم
يعيشون هنا. نحن نعمل على مراعاة
حاجات هؤلاء الناس، ولكن كل ما
نحصل عليه من الغرب هو الرفض.
شبيغل: ماذا
يُفترض أن يحدث لكل من سوريا
والولايات المتحدة لتحقيق
المصالحة/ التوافق بينهما؟
أسد: يجب على
أمريكا أن تصغي. يجب عليها أن
تصغي لمصالح الآخرين. لكن
الحكومة الأمريكية ليست راغبة
أو معنية بالمساواة أو التعامل
المتكافئ.. فكِّرْ في الحرب على
الإرهاب. من وجهة نظري طريقة
واشنطن يمكن مقارنتها بحالة
طبيب يصرخ عند مشاهدته ورم
المريض بدلاً من أن يزيله
جراحياً. الإرهاب ينمو بدلاً من
أن يتناقص. وكلانا نُعاني منه،
لكن الولايات المتحدة لا تتعاون
معنا.
شبيغل: كان الوضع
مختلفاً لفترة قصيرة بعد 11
أيلول/ سبتمبر 2001.
أسد: نعم، بعد تلك
الهجمات، كتبت رسالة إلى الرئيس
بوش وعرضت تعاوناً أكبر في
القضايا الأمنية. عملنا معاً
لفترة قصيرة بنجاح فعلاً. وفي
ذاك الوقت أكد جورج تنيت- مدير CIA- للكونغرس الأمريكي بأننا
قد أنقذنا حياة العديد من
الأمريكيين. وعندئذ بدأ التحضير
للحرب على العراق يأخذ طريقه
الفعلي وأخذ الأمريكيون
يرتكبون الكثير من الأخطاء.
وهكذا انتهى التعاون بيننا.
شبيغل: بعد الهجوم
الأخير، كان هناك أيضاً اتصال
بين الدبلوماسيين الأمريكيين
والرسميين السوريين.
أسد: نعم، ولكن ما
إذا كانت هذه الاجتماعات تنتهى
إلى أي شيء سيعتمد على رغبة
الأمريكيين. ما نوعية القضايا
التي نبحثها معاً؟ هل نريد أن
نجلس ونحتسي القهوة ونتحدث عن
المناخ؟ أم نريد أن نصل إلى شيء
ملموس بخصوص العراق، لبنان،
وعملية السلام في الشرق الأوسط؟
هؤلاء ممن يسألون الحكومة
الأمريكية بشأن تصورها/ منظورها
لن يتلقوا أي جواب.
شبيغل: كان هناك
تصور: الديمقراطية في العراق-
نموذج للشرق الأوسط.
أسد: وأين هي
الديمقراطية اليوم؟ ببساطة، أن
تسمية الأهداف غير كافية لبناء
التصور. إذا قلت أنا متجه لبناء
قصر كبير، لكني لا أملك مالاً
لتنفيذ ذلك، إذن هذا ليس تصور-
أنه هلوسة.
شبيغل: أنت متشائم
جداً عندما يتعلق الأمر بالعراق.
ماذا تستطيع بلدان الشرق الأوسط
أن تفعله من أجل العراق؟
أسد: لطالما كنت
متشائماً قبل الحرب على العراق.
أخبرتُ الأمريكيين: لا خلاف على
أنكم ستربحون الحرب، ولكن بعد
ذلك ستغوصون في مستنقع. ما حصل
الآن هو أكثر مما توقعتُ.
أن المشكلتين الرئيستان هنا:
أولاً الدستور ومسألة
الفيدرالية. تشكل هذه المشكلة
مركز الصراع الدائر بين
المذهبين (الإسلاميين) الرئيسين.
الثانية مشكلة كركوك والحرب
الأهلية التي تتطور بين الأكراد
والعرب. هذه المشكلات يجب
الاهتمام بمواجهتها ومعالجتها.
ليس من المفيد للأمريكيين مجرد
الإشارة إلى إجراء الانتخابات
أو مستويات المعيشة لأنها ليست
أكثر من مظاهر تجميلية.
شبيغل: ماذا ستكون
عواقب التقسيم: الأكراد في
الشمال، الشيعة في الجنوب،
والسنة في وسط العراق؟
أسد: ستكون مؤذية،
ليس فقط للعراق، بل لكل المنطقة
من سوريا عبر الخليج ولغاية
آسيا الوسطى. غالباً كافة الدول
لديها خطوط تقسيم طبيعية.
تصوَّر نزع مفاجئ وعنيف لـ عقد/
قلادة لؤلؤ وانتشار حباتها على
الأرض. أنها ستحصل سريعاً في
أماكن أخرى. ستكون الحالة شبيهة
بالاتحاد السوفيتي- فقط أسوأ
كثيراً. وسواء حصلت حروب كبيرة
أو صغيرة فلا أحد يستطيع أن
يسيطر على عواقبها الناجمة.
شبيغل: إذن ستفضل
حكم الرجل القوي القادر على
لملمة العراق؟
أسد: ليس بالضرورة
رجل واحد، ولكن بالتأكيد سلطة
مركزية قوية. يجب ترك الأمر
للعراقيين ليقرروا بالضبط كيف
يمكن أن يكون هذا الأمر. من
المؤكد أن السلطة العلمانية
ملائمة بشكل جيد لهذا الوضع
الموزايكي الاثني الديني، ولكن
يمكن أن تكون أيضاً رمزاً
وطنياً قوياً. هؤلاء ممن جاءوا
على الدبابات الأمريكية
يفتقرون إلى المصداقية في
العراق.
شبيغل: بعد وقف
النار بين إسرائيل ومليشيا حزب
الله تحدثتَ كثيراً عن الوضع في
الشرق الأوسط. ذكرتَ في كلامك
"مرحلة خطيرة في تاريخ سوريا
والمنطقة." أين تقبع الفرصة؟
أسد: أولاً وقبل
كل شيء، من الواضح لكل امرئ أن
الوضع (المتذبذب) الراهن بما
يتضمنه من صراع وحرب واستقرار
ليس مقبولاً بعد الآن. أمريكا
تدخل الصورة الآن، لأنها فقط،
بسبب ثقلها، يمكن أن تكون
الوسيط الرئيس للسلام في الشرق
الأوسط. لكن إدارة بوش تحت الضغط.
لقد اُتهمتْ بعدم الاستمرار في
مواصلة مسيرة تحقيق السلام على
مدى ست سنوات. هذا الضغط جيد. دور
السياسة الخارجية الأوربية
كذلك في نمو. نحن لا نريد على وجه
التحديد، دورا خاصاً للأوربيين.
ننتظر منهم أن يعملوا بصورة
مشتركة مع أمريكا لتحقيق السلام.
ومن أجل بلوغ هذا الهدف فإن أساس
التصور/ المنظور الأمريكي يجب
أن يتطور.
شبيغل: ما هو دور
سوريا؟
أسد: لن يكون هناك
سلام في الشرق الأوسط بدون
سوريا. أن الصراعات اللبنانية
والفلسطينية مرتبطة، على نحو لا
يمكن الفكاك منها، مع سوريا. لقد
سبق وقلت بتواجد نصف مليون
فلسطيني في سوريا. أن نصل إلى حل
منفرد لصراعنا الإقليمي مع
إسرائيل بشأن هضبة الجولان سوف
نحقق الاستقرار. ولكن في هذه
الحالة فقط نستبعد الأمل
الفلسطيني ليتحولوا من لاجئين
إلى مقاتلين في المقاومة. هذا هو
سبب عزم وتصميم سوريا تحقيق حل
سلمي شامل.
شبيغل: ماذا
بالضبط سيحدث للاجئين
الفلسطينيين؟ أين يجب أن
يعودوا؟
أسد: لهم حق
العودة على الأقل إلى فلسطين.
شبيغل: إلى فلسطين
أم إسرائيل؟
أسد: عليك الحديث
إلى الفلسطينيين بشأن ذلك. ما
نتحدث عنه هو عودتهم إلى الدولة
الفلسطينية- وهي موضوع حديث
جورج بوش أيضاً، لكن حديثه يثير
أسئلة.
أي نوع من الدولة تلك؟ دولة
ذات سيادة أم بضع قطع من الأرض
تُغطي بضعة كيلومترات؟
بالمناسبة، لا أعتقد أن أغلبية
الفلسطينيين يريدون العودة إلى
إسرائيل. أغلبهم يريدون العودة
إلى فلسطين مع حدود عام 1967.
المشكلة هي أن إسرائيل ترفض
حالياً حتى عودتهم. هذا غير
مقبول.
شبيغل: في خطابك
كانت لهجتك مختلفة قليلاً. في
ذاك الخطاب دعوت إسرائيل بـ "العدو"
وأثنيت على "القتال المجيد"
لحزب الله. ولهذا السبب ألغى
وزير الخارجية الألماني زيارته
إلى دمشق.
أسد: كلما جئتم
أنتم الألمان إلى سوريا تتحدثون
عن حرية الفكر. لماذا لا تقبلون
أن يكون لي رأيي؟ ولكن وبشكل جدي:
على السياسيين أن يصغوا بعناية.
في خطابي استخدمت لفظة "سلام"
57 مرَّة. وإذا كان هذا الخطاب
عنيفاً كيف على المرء أن يُفسر
حقيقة أن الألمان يبعثون بغواصة
إلى إسرائيل كل سنتين؟
شبيغل: هل شعرتَ
بخيبة أمل عندما ألغى وزير
الخارجية الألماني زيارته إلى
دمشق؟
أسد: طبعاً، لكنه
بقي على اتصال بوزير خارجيتنا
وقال أنه يريد أن يقوم بالزيارة.
هناك شيء آخر: أن أغلبية شعبي
يفكر بنفس الطريقة التي تحدثت
بها. علينا جميعاً أن نأخذ في
اعتبارنا أفكار عامة الناس في
بلداننا: الأوربيون بالنسبة
لأفكارهم، وأنا بالنسبة لأفكار
عامة الناس في سوريا.
شبيغل: الرأي
العام في ألمانيا لم يكن ليقبل
من وزير الخارجية عدم إظهار رد
فعل لتسميتك إسرائيل عدوة.
أسد: لكن إسرائيل
تحتل جزءاً من بلادي. بالطبع
إسرائيل هي عدوة. إذا أردت أن
تمارس دوراً في منطقتنا عندئذ
عليك أن تكون قادراً لترى
الأمور من وجهة نظرنا. هذا أيضا
صحيح فيما يخص تصنيفكم حزب الله
بـ "منظمة إرهابية. هذا
الأسلوب لا يمكن أن يستمر هكذا.
مارست ألمانيا عام 2004 دوراً
هاماً أثناء تبادل السجناء بين
إسرائيل وبين حزب الله. هذا هو
بالضبط المقصود: العمل في إطار
الحقيقة القائمة في هذا الجزء
من العالم.
شبيغل: التاريخ
الألماني كذلك يلعب دوراً. هل
تقبل أن لألمانيا مسؤولية خاصة
تجاه إسرائيل.
أسد: هل تعني
السماح لإسرائيل بقتل
الفلسطينيين والعرب لأن اليهود
في ذلك الوقت قُتلوا في
ألمانيا؟
شبيغل: لا بالطبع.
نحن نتحدث عن حق إسرائيل في
الوجود.
أسد: لماذا لا
تبادرون أيضاً بحماية حقنا في
الوجود؟ بالنسبة إلينا التوازن
مهم. وهناك أوربا أقرب إلينا
بكثير من أمريكا. أوربا تعرف
عالمنا.
شبيغل: ليس
طويلاً، من الآن السفن
الألمانية ستبدأ أعمال الدورية
في السواحل اللبنانية. ماذا ترى
بشأن المهمة العسكرية
الألمانية في الشرق الأوسط؟
أسد: المسألة
تعتمد على المهمة ذاتها. يُفترش
أن ألمانيا تمنع الأسلحة من
الوصول إلى حزب الله. التاريخ
يُعلمنا أن لا أحد يقدر على منع
مجموعة مقاومة من التسلح عندما
تتمتع بتأييد الناس.
شبيغل: هل المهمة
مستحيلة للبحرية الألمانية؟
أسد: طالما استمر
تأييد الناس عالياً لحزب الله،
نعم المهمة مستحيلة. الأغلبية
هنا ترى أن المقاومة ضد إسرائيل
مسألة شرعية. أود أن أنصح
الأوربيين: لا تهدروا وقتكم،
عالجوا جذور المشكلة.
شبيغل: كيف تدعم
سوريا حزب الله؟ بالسلاح؟
أسد: باعتباره
منظمة مقاومة، يحق لحزب الله أن
يُسلّح نفسه- ولديهم كمية أسلحة
أكثر من كافية. في سوريا لا نجعل
أنفسنا هدفاً لإسرائيل بإمداد
المقاومة بالسلاح. نحن ندعمهم
بمساعدتهم على بناء لبنان و/ أو
نفتح لهم جامعاتنا للدراسة فيها.
شبيغل: في هذه
اللحظة، تتمتع سوريا بعلاقات
ممتازة مع إيران. هل تتفق مع
الرئيس محمود أحمدي نجاد بقوله
"أن تُمسح إسرائيل من
الخارطة؟"
أسد: التصريح كلام
معروف ومشهور إلى درجة أن لا أحد
يعتقد أبداً بنوايا إسرائيل
السلمية. أن جيلاً كاملاً ينمو
اليوم مع قناعة راسخة بأن القوة/
الحرب وحدها ستقود إلى السلام.
شبيغل: هل تعتقد
أنت أيضاً بهذا؟
أسد: لا أعتقد
بالحرب.
شبيغل: ولكن هذا
لا يوضح الموقف من مقاصد الرئيس
الإيراني.
أسد: أنا لا أقول
أن إسرائيل يجب أن تُمسح من
الخارطة. نحن نريد تحقيق السلام-
السلام مع إسرائيل.
شبيغل: إذن لك
وجهة نظر مختلفة عن أحمدي نجاد؟
أسد: بأمانة، لم
أُناقش أبداً هذه المسألة معه
شخصياً. ولكن حتى مع رأيي
الشخصي، أملي في السلام يمكن أن
يتغير يوماً ما. فعندما يختفي
هذا الأمل، ربما تكون الحرب
عندئذ الحل/ الطريق الوحيد.
شبيغل: إسرائيل
قوية- لكن الحرب في لبنان
أضعفتها. أمريكا قوية- لكن الحرب
في العراق أضعفتها. سوريا وحزب
الله أصبحا أكثر قوة بعد الصراع
الأخير. حسب منطقك، أليس الآن
لحظة تحقيق السلام؟
أسد: كثيرون من
الناس سألوني أثناء الحرب: "لماذا
تتكلم دائماً عن السلام؟ لماذا
لا نسير نحو الحرب؟ دعنا نمارس
المقاومة- حزب الله يحقق النجاح
من خلالها." هذا هو المزاج
القائم هنا. على المرء في الغرب
أن يعرف ذلك.
شبيغل: في ظل حكم
أبيك، اقتربت سوريا وإسرائيل
كثيراً باتجاه توقيع معاهدة
سلام. هل ستجلس يوماً ما مع رئيس
الوزراء الإسرائيلي ايهود
اولمرت؟
أسد: عادة ما يجلس
الدبلوماسيون معاً لمدة طويلة،
كما حصل قبل عشر سنوات عندما جرت
مفاوضات مع إسرائيل برعاية/
وساطة الرئيس بيل كلنتون. ولكن
إذا جاء السلام عندئذ يتغير كل
شيء. للسلام قوة واعدة، فيما إذا
جلستُ أبداً مع اولمرت، فيما
إذا صافحت أبداً يده، سأقرر ذلك
عندما يحين الوقت.
شبيغل: خلال
مناقشاتنا الأخيرة قبل عام مضت،
أنكرتَ أية علاقة لسوريا بمقتل
رئيس الوزراء اللبناني السابق
رفيق الحريري.
أسد: واليوم أنا
أكثر قناعة مما كنت في ذلك الوقت.
أنه لسوء الصدف كان محقق الأمم
المتحدة الألماني ديتلف ميلس
الذي اتهمنا بأننا كنا وراء
الحادثة. لكنه لم يُقدم أبداً
دليلاً دامغاً.
شبيغل: أن خلف
ميلس هو سرج براميرتس سيقدم
قريباً تقريره الدوري.
أسد: لسنا قلقين.
بماذا يستطيع المرء اتهامنا؟
الشيء الوحيد الذي نعرفه أن
الحادثة كانت هجوماً انتحارياً
مشابهاً للهجوم على سفارة
الولايات المتحدة في دمشق. لا
نعلم إذا كان هناك شخصاً كبيراً
وراء هذه الجريمة.
شبيغل: قبل سنوات
مضت تسلمتَ مسئوليتك، كشخص
مصلح، هل خاب أملك بأنك لم تحقق
في الواقع أي قدر من التقدم؟
أسد: هدفي الأساس
هو خلق الرفاهية. لكن حالياً
وبسبب الحرب على العراق، أصبح
الأمن، في الغالب، يحظى بأولوية
أكبر. سرنا في سياق جدولنا بشأن
التحول الديمقراطي. وهذه السنة
حققنا نمواً بمقدار 5% وهذه
النسبة ضئيلة جداً. نحن متجهون
قريباً لفتح أول محطة تلفزيون
في القطاع الخاص ومجلة أخبارية.
ولكن علينا أن نبقى حذرين.
الطريقة التي ينظر بها جيراننا،
نحن نترنح دائما على حافة
الفوضى. ونحن لا نريد هذه الفوضى.
شبيغل: شكراً
جزيلاً للسيد الرئيس على هذه
المقابلة.
ـــــــــــــ
*
Syria s` Assad says “
America
must listen”, Aljazeera.com,
26
September,2006
.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|