سـيناريوهات
التغيـير السلمي في سـوريا
الدكتور
خالد الاحمــد*
اتفقت المعارضـة
السـورية في الداخل والخارج على
التغيير السلمي ، دون الاستقواء
بالخارج ، بـعد أن تأكد للشعب
السوري والعربي وللعالم كله أن
النظام السوري يرفض وبإصرار
يرفض الإصـلاح ...
وهذا أحـد احتمالات
التغييـر السـلمي المنتـظر :
كشف ديبلوماسي
خليجي في أبوظبي النقاب أمس
الخميس عن أن الادارة الاميركية
كررت الشهر الماضي الى الرئيس
السوري بشار الاسد العرض الذي
كانت قدمته الى الرئيس العراقي
المخلوع صدام حسين قبيل غزو
العراق في مارس 2003 بالتخلي عن
السلطة والخروج من البلاد مع
ولديه عدي وقصي مقابل عدم شن
الحرب على العراق ورفضه الرئيس
العراقي يومذاك .
اذ نقلت الى الرئيس
السوري في الواحد والعشرين من
اغسطس (2006) بواسطة أمير قطر
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
عرضاً بالتخلي عن السلطة
والخروج مع زوجته وأطفاله وعدد
من أفراد عائلته المتحكمين
بمفاصل النظام القائم مقابل
منحهم جميعاً إقامات مريحة في
الدولة التي يختارونها دون
ازعاج".
لكن هل يستطيع بشار
أن يفرض قراره على بقية أفراد
الأسـرة ، وخاصة على أختـه
بشـرى ذات النفوذ القـوي في
الحكـم ، وعلى أخيـه العقيد أو
العميد ماهر قائد الحرس
الجمهوري الذي ينتظر بفارغ
الصبر أن يتربع على عرش سوريا ،
تركة والده التي ورثهـا لهم ،
بعد أن ( يسأم بشار ) ويتركها لـه
...
ونقل الديبلوماسي
عن مسؤول عربي كبير على اطلاع
على هذا العرض الاميركي لبشار
الاسد قوله ان الرئيس السوري
"الذي ذهل لهذا العرض سأل
ناقله اليه عما اذا كانت الامور
مع الادارة الاميركية وصلت
بالفعل الى هذا الحد
الدراماتيكي تجاهه وتجاه نظامه
فجاءه الرد بالايجاب".
وقال الديبلوماسي
"ان الغريب في الامر ان الاسد
لم يفعل مثل صدام حسين لدى تلقيه
مثل هذا العرض من وزير خارجية
قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني
قبل اشهر معدودة من الاجتياح
الاميركي للعراق, فلم يرفضه بل
اجاب عليه بأن الوقت ما زال
مبكراً جداً لهذا الأمر, وبأن
هذا العرض قد يكون مرسلاً إليه
من الجناح اليميني المتطرف الذي
يقوده المحافظون الجدد, دون
الوقوف على رأي الجناح الآخر
المعتدل الداعي إلى فتح حوار مع
النظام السوري".
هـل هذا اسـتقواء
بالأجنـبي ؟
ويرى بعضهم أن هذا (
السيناريو) استقواء بالأجنبي ،
وتحديداً بأمريكا
، وقد أعلنت المعارضة
السورية رفضها الاستقواء
بالأجنبي ... والجواب على ذلك أن
هذا ( السيناريو) عمل سياسي ،
يعني أن الإدارة الأمريكية رفعت
مظلتها عن النظام السوري ،
وتريـد أن تـرد له بعض الجميـل
الذي قدمـه للإدارة الأمريكية ،
وللعصابات الصهيونية ، فتوفـر
لـه ملاذاً آمنـاً لـه ولأفراد
أسـرته ...
لماذا تريـد أمريكا
سقوط النظام الأسدي ؟
وهذا سؤال يطرحه
الكثير من السوريين ، الذين
عرفوا أن الأسد الكبير والصغير
حلفاء وربما موظفون عند
الصهيونية العالمية ، وبالتالي
عند أمريكا ، فلماذا تسقط
أمريكا نظامهم ، وتعرض عليهم
اللجوء إلى أي بلـد يختارونه ،
فتوفر لهم الحمايـة هناك ؟...
لقد أجبت عن هذا
السؤال في موضوع سبق نشره
عنوانه ( محاولة لفهم السياسة
الأمريكية ) خلصت فيه إلى أن
أمريكا تتحالف لمصلحتها ،
والمصلحة متغيرة متقلبـة ،
لاتكاد تثبت على حال واحدة ، فقد
كان حافظ الأسـد حليفاً يحقق
مصالح أمريكا ، عندما قضى على
المقاومة الفلسطينية في لبنان ،
وقضى على الشباب المسلم في
سوريا ... أما بشار الأسد فقد
صـار عبئاً ثقيلاً في المنطقـة
كلها ، لأنه وضع البيض كلـه في
السـلة الإيرانيـة ، وبات يهدد
منطقة الخليج ( حلفاء أمريكا ) ؛
بالهلال الشيعي الذي تعهـد
تنفيـذه لمصلحة إيران ، ومصلحة
تصدير الثـورة الإيـرانية ،
لذلك يبدو أن الإدراة
الأمريكية قررت إنهاء هذا
النظام .....
وإن غـداً لناظـره
قريـب ....
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|