ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 05/10/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تباً للمجتمع الدولي .. ما أظلمه !!

أ.د. محمد اسحق الريفي

المجتمع الدولي هو المسؤول عن مآسي الفلسطينيين، وهو الذي يتحمل مسؤولية التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية والأمنية في فلسطين، فقد تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية بطريقة جائرة منذ أكثر من نصف قرن، مانحاً الاحتلال الصهيوني الدعم والحماية الكاملة دون أن يبذل أي جهد لإجباره على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ويعاقبه على جرائمه بحق شعبنا وتجاوزاته المتكررة للقرارات والمواثيق الدولية.

ومنذ أكثر من ستة أشهر، يحاصر المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني ويعاقبه دون جريرة اقترفها، ويتآمر على حكومته الشرعية لأنها ترفض الإذعان لإملاءاته وشروطه الجائرة، ويحرك أدواته المأجورة لنشر العنف والفوضى والتخريب في فلسطين، في صورة مقززة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية، والمجتمع الدولي يرتكب كل هذه الحماقات بهدف كسر إرادة شعبنا الفلسطيني الذي بدأ في تصحيح مسار جهاده ونضاله وأخذ يقترب أكثر من تحقيق أهدافه المشروعة.

إن المعايير المزدوجة للمجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية تدل على أنه يتعاطى معها بطريقة مجحفة بحق شعبنا، فهو لا يتحرك لإنصاف هذا الشعب المضطهد مهما وقع عليه من ظلم الاحتلال، ولكنه يهب مسرعاً لنجدة الاحتلال الصهيوني وحماية أمنه وسلامه كلما تصدي شعبنا لهذا لاحتلال دفاعاً عن النفس واستجابة لنداء الدين والفطرة، وذلك بمحاصرة شعبنا ومحاولة إذلاله والنيل من عزيمته في الوقت الذي لا يقوم هذا المجتمع الدولي بأي ردة فعل تجاه ما يقوم به الاحتلال الغاشم من خرق متواصل للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية سوى تقديم المزيد من الدعم لهذا الاحتلال والتغطية على جرائمه وممارساته البشعة.

لقد أباح المجتمع الدولي للكيان الصهيوني تدمير البنية التحتية للأراضي الفلسطينية والاعتقال والاغتيال وهدم المنازل وقطع الماء والكهرباء وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير وارتكاب الجرائم تلو الجرائم بحجة أسر جندي صهيوني، ولكن هذا المجتمع الدولي لا يضطلع بمسؤولياته في محاسبة حكومة الاحتلال ومعاقبتها على ما تقترفه من جرائم ضد شعبنا الفلسطيني والشعب اللبناني الشقيق، وهي جرائم كثيرة وأعظمها جريمة الاحتلال البشعة التي لا يمكن السكوت عليها والتغاضي عنها.

ورغم كل الجرائم التي ترتكبها حكومات الاحتلال ضد العرب والفلسطينيين، لم يحاصر المجتمع الدولي حكومة الاحتلال اقتصادياً وسياسياً، ولم يقطع عنها الأموال التي تتدفق عليها بالمليارات، بل لم يفعل المجتمع الدولي أي شيء عندما قام الصهاينة بتهجير الملايين من الشعب الفلسطيني سوى مساعدة الصهاينة في تهجيرهم وتكريس أوضاعهم القاسية في المهجر، ليعيشوا ظروفاً مأساوية يندى لها جبين العالم.

واليوم، وبكل تبجح ووقاحة، يعلن من جعلوا أنفسهم قادة للنظام الدولي (الأمريكي) أنهم يحرضون الشعب الفلسطيني وأجهزته الأمنية على الحكومة الفلسطينية للإطاحة بها، وهم بذلك يأملون في رجوع النمط السابق للحكومات الفلسطينية لتواصل مسيرة التفريط بحق شعبنا على أساس اتفاقية أوسلو البائدة، فهل بقي مبرر لمن يعتبر المجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية التي تتحكم في قراراته وتوجهاته، حكماً منصفاً في القضية الفلسطينية والصراع مع الصهاينة؟!!

لو أراد المجتمع الدولي أن يكون منصفاً في تعامله مع القضية الفلسطينية لأدرج قادة الاحتلال الذين ارتكبوا مجازر ضد الفلسطينيين والعرب على قائمة الإرهاب، وصنفهم ضمن مجرمي الحرب، وقدمهم إلى المحاكم الدولية، ومنعهم من التنقل بين بلاد العالم، ولكنه، وبسبب انحيازه التام للاحتلال، يستقبلهم بحفاوة وتكريم ويقدم لهم كل أصناف الدعم.

ولو كان المجتمع الدولي منصفاً للشعب الفلسطيني لقاطع حكومة الاحتلال وفرض عليها عقوبات اقتصادية حتى تلتزم بقرارات الأمم المتحدة ومنها القرار (194) الذي يقضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم التي أجبرهم المستوطنون اليهود على الخروج منها بقوة السلاح والإرهاب.

ولو كان المجتمع الدولي صادقاً في دعوته للتهدئة وحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة لأرسل قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من بطش جيش الاحتلال وعملياته الحربية المتواصلة على قطاع غزة والضفة الغربية، كما فعل في لبنان ويحاول أن يفعل في دارفور، ولقام بخطوات عملية لحظر بيع الأسلحة لجيش الاحتلال الصهيوني ولأوقف دعمه الاقتصادي له خاصة أنه يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد أمن المنطقة بأسرها.

ولو كان المجتمع الدولي حريصاً على حقوق الإنسان، كما يزعم، لما بارك ممارسات الاحتلال التي حولت قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم وصمت عنها صمت الأموات.

إن الحرب التي يشنها المجتمع الدولي على الشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية هي جزء من حرب غير معلنة على الإسلام وتأتي في سياق المشروع الصهيوصليبي لخلق شرق أوسط جديد منزوع العزة والكرامة، ويضم دولاً ممزقة وشعوباً متنازعة وطوائف متناحرة، ليتسنى للغرب السيطرة الكاملة على المنطقة وشعوبها، وذلك بعد أن أدركوا أن حضارتهم قد انهارت وفشلت وأنها لم تأت للبشر إلا بالشقاء والضنك والشرور.

أما آن لهذا المجتمع الدولي الأخرق أن يكف عن عبثه وظلمه؟!! لماذا يرفض المجتمع الدولي التعاطي مع الحقائق على أرض الواقع ويصر على إلغاء خيار الشعب الفلسطيني وكسر إرادته؟!! فلقد أعلنها الشعب الفلسطيني بكل قوة ووضوح، وبأساليب عدة، وفي كل مناسبة، أنه لا يقبل عودة النمط السابق للحكومات التي زادت شعبنا ضياعاً ودماراً، وجلبت له البؤس والشقاء، وجعلته فريسة سهلة للاحتلال.

لذلك على المجتمع الدولي أن يكف عن محاولاته اليائسة في جر شعبنا إلى حرب أهلية، وعليه أن يكف عن محاولاته اليائسة في تكوين تحالف إقليمي عربي صهيوني فلسطيني ضد الحكومة الفلسطينية لإسقاطها أو جرها للتنازل عن الحقوق والثوابت، وعليه أن يتحلى بالشجاعة ويعلن أنه يحول دون نيل شعبنا الفلسطيني حقوقه، وعليه أن يتحلى بالشفافية ويظهر ما يبطنه من تأييد مطلق للاحتلال الذي يدوس على كل القيم والمبادئ الغربية ... وحينها يجب على المجتمع الدولي ألا يتشدق بمعان إنسانية (زائفة) ويتستر خلفها لتحقيق مآربه الشريرة القاضية بتصفية القضية الفلسطينية ومنع الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه وأهمها حق تقرير المصير على أرضه.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ