ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 07/10/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

عندما يفلس النظام السوري

الطاهر إبراهيم*

في حديثه لصحيفة "ال باييس" الاسبانية، لفت انتباهي عبارات للرئيس السوري "بشار أسد"  تصف بعض اللبنانيين بالأعداء. والبعض هنا هم فريق الأكثرية في المجلس النيابي الحالي. وكان مما ورد في الحديث قوله: (مجموعات من لبنان دعت بشكل علني ورسمي الولايات المتحدة إلى احتلال دمشق وضرب سوريا، وهذه في القانون السوري صارت في موقع "العدو"، والسوريون المتعاطفون معها ليسوا سجناء رأي).

ويحضرني هنا-قبل أن أعلق على المقولة أعلاه- شاهدٌ فيه عبرة وحكمة يحكي قصة رجل شكا إلى كبير قومه ما يلاقيه من أهله وجيرانه. فقال له كبير القوم: لِمَ لَمْ تلجأْ  إلى فلان وفلان ..... و عدّدَ له أهله وجيرانه واحدا واحدا، فكان الشاكي يعقب بعد كل اسم بقوله: فلان ضدي، وفلان ضدي... وهنا انتبه كبير القوم إلى أن المشكلة ليست عند الآخرين، بل عند الشاكي نفسه، فقال له: إذا كان كل هؤلاء ضدك، فأنا أيضا ضدك!.

لن أدخل في جدل بيزنطي فأزعم أنه لا يعقل أن تدعو مجموعات لبنانية الولايات المتحدة، بشكل علني ورسمي، إلى احتلال دمشق! ولنفترض –جدلا- أن هذا صحيح! فكم هو فظيع هذا الشر الذي ألحقه نظام الوصاية في دمشق بهؤلاء اللبنانيين حتى يطلبوا من "الكاوبوي" الأمريكي أن يأتي "فيحتل دمشق ويضرب سورية" فيكون جارا للبنانيين ؟ وهم بذلك كالذي يستجير من الرمضاء بالنار. هذا الزعم لايقف على رجلين. فمن يضمن أن الأمريكي يقف عند حدود دمشق، فلا يجتاح بيروت، وقد رأى اللبنانيون ما فُعِل في العراق؟.

اللبناني يمكن أن يكون خصما للسوري وبالعكس، ولكنه أبدا لايمكن أن يكون أحدهما عدوا للآخر، لسبب بسيط يعرفه اللبناني ويعرفه السوري و يعرفه الآخرون. فالخصم هو أخوك أو ابن عمك أو جارك، تختلف معه حول قضية طارئة أو عدة قضايا وتلتقي معه في أصل القرابة. فإذا زال سبب الخلاف عادت المودة والتواصل، وكأن شيئا لم يكن. أما العدو فلا يكون منه إلا الغدر واللؤم، كإسرائيل، التي ما يفتأ الرئيس السوري يعلن عن استعداده للسلام معها، وقد صافح رئيسها "كيتساف" قبل أقل من سنة.

فكيف يغيب هذا المعنى عن الرئيس السوري الذي تتلمذ على أساتذة كباركالشيخ "البوطي" في حياة الرئيس الراحل، والشيخ "فتحي يكن"، حديثا؟ رأينا ذلك ينعكس من الرئيس تنظيرا سياسيا في مؤتمرات القمة العربية، ناهيك عن مؤتمرات أحزابٍ قومية وإسلامية كان ينزل ممثلوها ضيوفا في فنادق خمس نجوم، ثم يحتشدون في قاعات المؤتمرات لسماع مطولات الرئيس السوري، متناسين أن قانون الذبح 49 لعام 1980 ،الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ما يزال معمولا به في سورية الأسد.

الذين عايشوا النظام السوري منذ اليوم الأول الذي استولى فيه على الحكم بانقلاب آذار في عام 1963 يعرفون الأسلوب الذي درج عليها هذا النظام. فهو بنى فلسفته في الحكم مع السوريين ومع دول الجوار على مقولة "من ليس معنا فهو ضدنا". الحكومة اللبنانية الحالية في أكثريتها تحظى بأكثرية نيابية مريحة جاءت إلى المجلس النيابي في ظل القانون النيابي 2000 الذي شرع في عهد الوصاية السورية. وقد تآلفت فيما بينها حول قضية مركزية في رفض أي تدخل سوري في شئون لبنان. وما على النظام السوري إلا أن يتعامل معها على أساس الأمر الواقع.   

ولو عدنا لأصل القضية، فإننا نزعم أن المشكلة ليست في اللبنانيين والسوريين المعارضين وإنما في منطق النظام المنغلق على نفسه المعزول عن الشعب السوري، الذي أحاط نفسه بجيوش جرارة من أجهزة الأمن حتى تحميه من غضب الشعب، إذا ما أراد هذا الشعب أن يقول كلمته. وإلا فماذا يستطيع عارف دليلة وميشيل كيلو أن يفعلاه، وهما لا يملكان إلا الكلمة، لو أن القضية كانت قضية عدد؟ منطق النظام الذي قسم المواطنين إلى "مواطن مع،  ومواطن ضد" جعل السوريين ينفرون منه منذ أول يوم استولى فيه على الحكم.

فالسوري مواطن ذكي ولماح، يدرك أن النظام السوري يقلب الحقائق ويسمي الأمور بغير أسمائها. فلا تنطلي عليه اتهامات النظام لإخوانه اللبنانيين بأن بعضا منهم يمكن أن يطلب من واشنطن أن ترسل جيوشها لاحتلال دمشق، فالسوريون واللبنانيون يعرفون أن الحقيقة غير ذلك. فالرئيس الراحل هو -وليس اللبنانيين- من اتفق مع واشنطن على إدخال الجيش السوري إلى لبنان في عام 1976 لأسباب لا تتعلق بالدفاع عن لبنان، والرئيس السوري الحالي يعرف هذه الأسباب، لأنها من إرث أبيه، ومدونة في إرشيف الرئاسة.

السوريون يعرفون أن النظام مفلس ولا رصيد لديه عربيا. فهو يرجع لدفاتره العتيقة يبحث فيها عمن يقف معه إذا حزبه الأمر. ولأنه نظام لا رأسمال له يرفع من قامته بين الأشقاء العرب، وديونه ينوء بها ظهره حتى لا يراه دائنوه، وليس في دفاتره العتيقة موقف يشفع له عند قطر عربي يشد من أزره، فهو لايجد من يقف إلى جانبه، فيلجأ إلى الاتهامات بالعمالة والخيانة والخضوع للأجنبي .... إلى آخر ما في قاموسه من شتائم واتهامات، في حق قادة بعض الدول العربية، وحق الأشقاء اللبنانيين، الذين يرفضون ممارساته.

سيجد كثيرٌ من القراء العرب ،ممن لم يعاصر النظام السوري من بداياته، أن هذا المقال لا ينطبق على واقع دعم النظام للفلسطينيين. فقط أذكّر هؤلاء ،ممن عاش في ثمانينيات القرن العشرين، كيف كانت راجمات الصواريخ السورية تصب حممها على قوات "ياسر عرفات" بقيادة "أبو جهاد" في الشمال اللبناني حول طرابلس، ما أرغم الفلسطينيين على الرحيل إلى تونس. وعلى العكس من ذلك فقد رأينا النظام السوري يقف مع إيران في خلافها مع أي دولة عربية، وخصوصا ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في قضية الجزر الثلاث. ومع ذلك فإن هذا الكلام لن يقنع الذين يناطحون عن النظام السوري "بقرون من عجين"، لأن طائر "الحبارى" عند هؤلاء هو "عنزة ولو طارت".

*كاتب سوري 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ