الفك
المفترس
أبو
عمر الأسدستاني
في صالات السينما
الأسدستانية .. وبعد طول انتظار
.. ابتدأ أخيراً عرض الجزء
الثاني من الفيلم الكرتوني
الكوميدي (الفك المفترس) ...
وقبل التطرق لأحداث
الجزء الثاني من فيلم الفك
المفترس لا بد من التذكير
بأحداث الجزء الأول حيث افترس
القرش الكبير حينذاك أسماك
الزعبي والياسين .. ومن كان على
شاكلتهم من أسماك السردين ..
لإفهام الهبل والمعتوهين
والمختلين .. بأن القرش الوريث
الفهيم .. سيحارب الحرس القديم ..
المسؤول الأول عن الفساد المهول
العظيم .. لتتخلص الرعية بعدها
من كل لص فاسد وكل حاقد لئيم ...
وليعم الرخاء في عهده الكريم .
أما الأحداث
الرئيسية للجزء الثاني من
الفيلم فتدور حول القرش الوريث
والذي بدأ يطارد العلق والطحالب
والإشنيات وكذلك الأسماك
الصغيرة والمتوسطة الحجم من آل
ميرو وحميرو وحقيرو.. ويتهمها
بسرقة طعام السمك المسكين ..
والذي جهد مع أبيه طوال سنين ..
لتأمينه لأسماك السردين ...
ليبدأ بالتهامها بلا رحمة
واحداً تلو الآخر أمام أعين
أسماك السردين الضعيفة
والخائفة أملاً منه أن يحتمي
بأسرابها الضخمة والكبيرة من
الصيادين الدوليين ومحاولاتهم
الدؤوبة لاصطياده .
ونظراً لضيق الوقت
على الإخوة الكرام في شهر رمضان
المبارك وأيضاً للإخوة
المغتربين ممن ستفوتهم فرصة
مشاهدة الفيلم الهزلي المليء
بالإثارة والتشويق والمغامرات
برسومه المتقنة وأبطاله
الفكاهيين وإخراجه البعثي
العريق .. فقد قررت أن أكتب لهم
ملخصاً عن مشاهدتي الأخيرة له
في صالة مكافحة الفساد المملوكة
من قبل آل الأسد وشركائهم من آل
مخلوف والأخرس وشوكت وشاليش ...
يبدأ الفيلم بعرض
القرش الوريث ذو الفك المفترس
والذي سميّ في الفيلم بشار ..
تحبباً وتقرباً من المشاهدين
الصغار.. وذويهم الكبار ...
الفك المفترس بشار :
أشعر بأنني أختنق ..سأموت.. سأموت
.. ستصطادني الشباك الدولية ..
ساعدوني ..ساعدوني..
ضحكات طفولية من
مشاهدي الفيلم في الصالة
وتعليقات بريئة من ذويهم على
وزن ... موت وريحنا منك .. أرجوك لا
تمت من أول الفيلم .. خلي
الصيادين يصيدوه ويعملوا من
لحمه علب تونا ...
سنحنطك ونعلق رأسك على حائط
مزبلة التاريخ السوري ... الخ
الإخطبوط رامي :
تماسك يا بشار .. مازال بإمكاننا
سرقة كم مليار ... باليورو أو
الدولار ...
الفك المفترس بشار :
لم نعد نملك الوقت الكافي يا
مستشار .. فقد فات القطار .. ولم
أعد أملك غير الانتظار .. قبل أن
يقبض عليّ العلوج الكفار .
عَلقًَة مقرفة : لا
تخف يا أسد البحار .. وقاهر
المغول والتتار .. سألمّع وأنظّف
صورتك في نشرات الأخبار ..لتبدو
كالفارس المغوار.. الذي استعاد
توازنه بعد الدّوار.. ليجد من
حوله الأشرار.. يعيثون الفساد في
الديار ..فاستل سيفه البتار..
ليعيد الحق للأخيار.. ويدشن
بعدها مشواراً طويلاً من
العمار.. بعد الخراب المهول
للديار .. يبدأ في عهد الأسد
الأول بشار.. وينتهي في عهد
الأسد السادس والخمسين بشار ..
بإنتاج شحاحيط بإصبع للمجندين
الأغرار.. في الجيش العقائدي
الجرار .
طحلب لزج وسمج :
ونعم الخيار يا عَلقـَة الإعلام
.. وأنا بدوري سأفرد غطائي
الأخضر عليه وأقدمه لأسماك
السردين .. وجمهور المؤمنين....
كالأمل بعد المأمون والأمين .
الفك المفترس بشار :
لن تفيدني غـُنة الطحلب .. أو
بلاغة العَلقََـَة .. في الهروب
من حبل المشنقة .
وعادت تعليقات
المشاهدين من جديد ... ليس
المشنقة بل الخازوق ... سنعلقك
بسيخ الفروج أولاً .. سنجلسك على
الكرسي الألماني يا لص يا سفاح
يا حرامي .. يا ابن القائد
الضرورة سنريك تدمر بالصوت
والصورة..
كتلة غير عادية من
الإشنيات : وأنا أيضاً سأستخدم
حصافتي الدبلوماسية للتغطية
على القضية .
الفك المفترس بشار :
لا تكلمني عن الحصافة
الدبلوماسية .. يا أفشل وزيرٍ
للخارجية .
أفعى حنكليس سامة :
سأعبر القفار والبحار .. لأنسل
بين أسراب السردين والمحار ..
وألدغهم لأجل آل الأسد وعيون
بشار .
الفك المفترس بشار :
لو لم تكوني أفعى في الماء
..لأصبحت حية رقطاء ... شكراً
لنفثك السم من أجلي وأجل أسماء ..
ولكن لا أعتقد بأن هناك فرصاً
للبقاء ... فحبل المشنقة بات
معلقاً في الهواء .
كلب البحر آصف : قل
لي يا نسيبي ..من خصمك .. ليكون من
نصيبي .
الفك المفترس بشار :
إن كنت نسيبي ساعدني كي أرحل عنك
.. أو كنت طبيبي ساعدني كي أُشفى
منك .. فالغدر الأزرق في عينيك
يناديني نحو الأعمق .. وأنا ما
عندي تجربة ٌ .. في الصهر ولا
عندي زورق .. إني أتنفس تحت الماء
.. إني أغرق .. أغرق .. أغرق .
السلحفاة أنيسة : ما
هذه الأغنية التعيسة .. ولماذا
ترى طباع صهري خسيسة.. سيؤلم هذا
ابنة حافظ وأنيسة .
الفك المفترس بشار :
أنا خائف من أسراب السردين .. فقد
ظلمتهم ونهبتهم إلى يوم الدين .
الحوت ماهر : لا تخف
يا ابن الأسد والخال مخلوف ..
ستدافع عنا ماريا معلوف .
الفك المفترس بشار
باكياً : شكراً يا أخي العاهر ..
يا سيادة العقيد ماهر .. على لطفك
الباهر .. ولكن هل تستطيع عشيقتك
اللبنانية .. وحماي ذو الرحلات
اللندنية .. إنقاذي من الشباك
الدولية .
الأفعى ذات السبعة
رؤوس بشرى : لا تبك كالنساء ..
مُـلكاً لم تدافع عنه كالرجال .
الفك المفترس بشار :
قولي أنصاف الرجال .. أنصاف
الرجال .. يا ابنة القائد الدجال
.. وأخت الفيلد ماريشال .
وفجأة .. وبدون سابق
إنذار .. صعد أحد المشاهدين إلى
خشبة المسرح أمام شاشة العرض
وابتدأ بالدبكة الحماسية
مردداً .. بل ابنة الملهم .. أخت
الملهم.. ابن الخالد .. أخت
الواعد .. زوج القاتل .. بنت
القاتل .. أخت القاتل.. بنت
الحافظ .. أخت العاهر .. اسمه ماهر
..
ودب الحماس في
جمهور المشاهدين .. فنهضوا من
كراسيهم .. وانهمكوا مع زميلهم
في الدبكة مفرغين من مدخرات
ذكرياتهم شحنة دفينة من القهر
والذل والهوان عمرها ثلاثة
وأربعون عاماً ... متجاهلين أو
ربما لا مبالين بنهاية الفيلم
الهزلي المتكرر السيناريو
والضعيف في الإخراج من قبل
الفاسد الأول بشار .. وعصابة
الأربعة الكبار .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|