ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 08/10/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نفحاتُ الرُّوح 5

الكُنُوزُ الإيمانيةُ والشرعيةُ والأخلاقيةُ لسورة الحُجُرات

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

الكنـز السابع : (أخلاق المؤمنين2)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا ..) (الحجرات: من الآية 12)

لنتدبّر في تفسير القسم الأول من الآية الكريمة

1- تتحدّث الآية الكريمة في قسمها الأول، عن أخطر ما يواجه المؤمنين في علاقاتهم، وقد نهت بمجملها عن ثلاث صفاتٍ ذميمةٍ تتناقض مع حقائق الأخوّة الإيمانية: أدناها: الظن السيئ، الذي يقود إلى التجسّس وهتك الحُرُمات، ومن ثم إلى الغيبة (في القسم الثاني من الآية تالياً)، المؤدية إلى النميمة التي بها تتم إشاعة الفواحش في الذين آمنوا.. وهذا كله سيؤدي إلى: التدابر والتحاسد والتباغض، وإلى استحكام الشرّ بين المؤمنين الذين يجب أن يكونوا إخوةً في الله عز وجل!..

2- إذن الآية الكريمة تُشيّد سياجاً آخر في المجتمع المسلم حول حُرُماتِ الأفراد وكرامتهم، وتبدأ بالنداء الحبيب إلى القلوب.. قلوب المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..)، فيأمرهم سبحانه وتعالى باجتناب كثيرٍ من الظن: (.. اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ..)، أي: لاتظنّوا، لأن بعض الظن إثم يستحق العقوبة عليه من الله عز وجل، والظن هو: أن تتوهّم أو تشك بالسوء بحق أهل الخير والفضل من المؤمنين، لِتُلحِقَ الأذى بهم وبسمعتهم وبأنفسهم.. وإساءة الظن يمكن أن تكون، خلال حديثٍ مع الآخرين من الناس، أو خلال حديثٍ مع نفسك، فليس من حقك أن تحدّث نفسك مُسيئاً الظن بأخيكَ المسلم المؤمن.. وذلك قطعاً لدابر الشيطان الذي يوسوس للإنسان، آمراً إياه بارتكاب المحرّمات.

يقول الإمام الغزالي رحمه الله: (ما لم تشاهده بعينك، وما لم تسمعه بأُذُنِك، ثم وقع في قلبكَ، فإنما الشيطانُ يُلقيه إليكَ، فينبغي أن تُكَذِّبَهُ، فإنه أفسقُ الفُسّاق)!..

3- من علامات إساءة الظن بالمؤمن ما يلي :

أ- تغيّر قلبكَ تجاهه عما كان عليه وعما عَهِدَه أخوكَ المسلم منك.

ب- النفور منه واستثقاله واستثقال الاحتكاك به والحديث معه.

ج- الفتور في إكرامه ومراعاته.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظنّ، فإنّ الظنَّ أكذبُ الحديث) (رواه البخاري ومسلم).

4- الكفّ عن ظن السوء يُطهِّر النفس الإنسانية، ويُلقي بالمودّة والمحبّة والطمأنينة في قلوب المؤمنين، ليبقى المجتمع المسلم نقياً بريئاً، لا تُعَكِّره الهواجس والظنون.

5- تدعو الآية الكريمة إلى الاحتراس من سوء الظنّ، باجتناب أكثره خشية الوقوع في الجزء المحظور المحرَّم منه.. وهناك أنواع من الظن ليست حراماً، لأنّ فيها الاحتياط والسلامة للنفس والعِرض، أو للمال والمتاع.. وهناك أيضاً الظن في استنباط الأحكام الشرعية عندما لا يكون الدليل قاطعاً.. وهكذا..

وسوء الظن بالمسلمين، خاصةً بمن اشتهروا بالتقوى والاستقامة.. حرامٌ شرعاً، وقد قال الإمام الشافعيّ رحمه الله: (سوء الظنّ لا ينبعث إلا من قلبٍ خبيث).

وإن كان سوء الظن بالمسلمين حراماً.. فإن على المسلم من جهةٍ ثانيةٍ ألا يقف مواقف التهمة والشبهة، ولا يُعرّض نفسه للظنون والريب: (رحم الله امرئاً جبَّ الغيبةَ عن نفسه).

6- (.. وَلا تَجَسَّسُوا..)..

قد يكون التجسّس هو الخطوة التالية لسوء الظنّ، وهو العمل أو السلوك الذي يؤدي إلى هتك الأستار، وكشف عورات الناس، والاطلاع على السَّوْءات.. وهذا كله من العمل الدنيء الذي يقاومه القرآن الكريم وشرع الإسلام، حفاظاً على علاقات الأخوّة الإيمانية، التي يجب أن تسودَ المجتمع المسلم.. وحفاظاً على كرامة الإنسان وحرّيته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع:

(إنّ دماءكم وأموالَكم وأعراضَكم.. حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا) (رواه البخاري ومسلم).

فالمجتمع المسلم يجب أن يعيشَ الناسُ فيه آمنين مطمئنّين، على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعوراتهم وأسرارهم.

وهكذا يُشَيِّد القرآنُ الكريم وشرع الإسلام العظيم.. سياجاً آخر حول حُرُمات الناس وحقوقهم وحرّياتهم.. فلا تُمَسّ هذه الحقوق، بموجب شرع الإسلام وحكمه.. بأي شكلٍ من الأشكال، وفي أي حالٍ من الأحوال.. وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(مَن يتّبع عورة أخيه يتّبع الله عورَتَه، ومَن يتّبع الله عورَتَهُ يفضحهُ في جَوْفِ الليل) (رواه أحمد والدارمي).

ويقول الأوزاعي رحمه الله: (ويدخل في التجسّس، الاستماعُ إلى حديث قومٍ وهم له كارهون)!..

7- وهكذا فالتجسّس على المسلمين، أو على دولة الإسلام، أو على الفئة المسلمة.. لهتك أستارهم وكشف أسرارهم، لصالح العدوّ الظالم المجرم المتربّص.. هو حرامٌ، بل يُعتَبَر من أعظم الجرائم، وهو خيانة عظمى يستحق مرتكبوها أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.

8- غني عن القول: إن رصد العدو وتتبّع أخباره وحركاته ومؤامراته وعيونه وأعوانه.. وكذلك بث العيون في صفوفه واختراقه.. لا يُعتبَر تجسّساً حراماً.. لأنه بقصد دفع الأذى والشرّ والعدوان عن المسلمين وبلادهم وحُرُماتهم ومقدّساتهم.. وقد فعل ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كل مراحل دعوته، ضد العدو المتربّص بالمسلمين.

لنتدبّر في الدروس والعظات المستوحاة من القسم الأول للآية الكريمة

1- سوء الظن بالمسلمين حرام شرعاً.. لأنه يقود إلى تدمير العلاقات الاجتماعية الوثيقة بينهم، وعلى كلٍ منا أن يراقب نفسه ويحاسبها كي لا يقع في هذا المحظور.

2- على المسلم المؤمن ألا يضع نفسه في مواطن الشبهات، وألا يجعل من أعماله وتصرّفاته وسلوكه.. مَدعاةً لسوء الظن به.

3- التجسّس على المسلمين حرامٌ شرعاً بكل أشكاله.. بينما هو واجب وضرورة على العدوّ المتربّص بالمسلمين وأمة الإسلام.

4- سوء الظن يقود إلى مساوئ وشرورٍ كثيرةٍ بحق المسلمين، كالغيبة والتجسّس والفضول السيئ والنميمة.. وغير ذلك من الأذى والشرّ.

الكنـز الثامن : (أخلاق المؤمنين3)

(.. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (الحجرات: من الآية12).

لنتدبّر في تفسير القسم الثاني من الآية الكريمة

1- (.. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً..)..

بعد سوء الظنّ ونهي الله عز وجل عنه بقوله: (اجتنبوا..).. وبعد أن عرفنا كيف أنّ سوء الظنّ يقود إلى الفضول والتجسّس.. والتجسّس يقود إلى الغيبة والتحدّث بأعراض الناس.. بعد ذلك.. تحدّثت الآية الكريمة عن داءٍ عُضال.. هو داء: (الغيبة) الذي يفتّت المجتمع، ويتناقض كلياً مع معاني الأخوّة الإيمانية بين المسلمين، ويُسيء إليها أيما إساءة.

والغيبة تكون على ثلاثة أوجه:

أ- الغيبة المعروفة : وهي ذكرُ أخيكَ المسلمِ في غيبته بما يكره.. بما هو فيه!.. أي تذكره بما يكره في غيابه، فهي غيبة ولو كنتَ صادقاً بما تذكره عنه!..

ب- الإفك : هو أن تُرَدِّد ما يُقالُ عن أخيكَ المسلم، أو ما بلغكَ من سوءٍ عنه.. من غير بيّنةٍ أو تثبّتٍ أو وجهٍ شرعيٍّ حقيقيّ!..

ج- البُهتان : وهي أن تذكر أخاكَ في غيابه كاذباً.. أي بما ليس فيه!..

2- لقد جاء نَهْيُ القرآن الكريم عن الغيبة بأسلوبٍ عميقٍ وعظيم التأثير في النفس الإنسانية، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بأن: لا يذكر أي منا أخاه بما يكره في غيبته.. وهذا هو النهي القاطع.. ويأتي تصوير الفعل الشنيع المرتَكَب بأسلوبٍ بالغ التقريع والتأثير والإدانة:

فالمغتاب ينال من عِرض أخيه المؤمن، وكذلك يعتدي عليه عدواناً آثماً، والأخ الضحية ذلك.. ميّت وليس حيّاً، والمغتابُ لا يأكل (من) لحم أخيه الذي يغتابه فحسب.. بل يأكل لحمه (كله): (.. أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً..)!.. وتلك لَعَمْري، إشارةٌ إلى شدة العدوان والنَّهَم الشديد.. وكل ذلك أسلوب قرآنيٌ في التعبير عن شناعة الفعل.. فالاعتداء ليس على أحدٍ من الناس بشكلٍ عام.. لا!.. الاعتداء واقع على الأخ المسلم المؤمن: (أَخِيهِ)!.. وهو ميّت: (مَيْتاً)!.. وبِنَهَمٍ شديد: (أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ..)، أي يأكل لحمه كله (دليل النهم الشديد) وليس بعضه!..

فأي عدوانٍ أفظع من هذا العدوان؟!.. الذي لا يُلقي بالاً للأخوّة الإيمانية ولو في أبسط درجاتها!.. وأي خِسَّةٍ يقع فيها هذا الذي يغتاب إخوانه المسلمين المؤمنين.. ويتسلى بأعراضهم؟!..

3- كل ما جاء سابقاً.. جاء في يضع كلماتٍ بسيطةٍ يسيرة الفهم مختصرة:

(.. أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ..)؟!.. وجاءت كلمة: (فَكَرِهْتُمُوهُ) للتقرير بأنكم حتماً تكرهون هذا الفعل الشنيع (كما صوّره الله عز وجل في بضع كلمات)، فهو فعل مثير للاشمئزاز، لذلك عليكم أن تكرهوا (الغيبة) كما تكرهون أكل لحوم إخوانكم وهم موتى.. وبنفس الدرجة من الكره الشديد!..

4- واحذروا عقاب الله عز وجل لكم.. إن ارتكبتم فعل الغيبة الشنيع بحق إخوانكم المسلمين المؤمنين،  (وَاتَّقُوا اللَّهَ).. واعلموا أنّ الله عز وجل يتوب على المذنبين التائبين، ويرحمهم، ويغفر لهم.. إن أقلعوا عن تلك الأفعال الشنيعة الخسيسة: (إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)!..

5- لأهمية قضية (الغيبة)، التي تجرّ إلى (النميمة).. لا بد أن نتوسّع بموضوعهما، فنقول:

أ- من أهم أسباب الغيبة :

- الحقد والرغبة في أن يشفي المغتابُ غيظَه.

- مجاملة الناس المغتابين، الذين لا همّ لهم إلا الطعن بأعراض الناس والتحدّث بها.

- التباهي، وحرص المغتاب على أن يرفع من قَدْرِ نفسه.. بانتقاص الآخرين.

- الحسد، لأصحاب المنـزلة والسُمعة الحسنة، ممن يتمتّعون بمنـزلةٍ أعلى من منـزلة المغتاب.

ب- ما يُستثنى من تحريم الغيبة :

- التظلّم إلى السلطان أو القاضي، ليقوم بإنصاف الناس وإحقاق الحق.

- الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب.

- السؤال عن فتوى تخصّ شخصاً معيناً، كأن يستشير شخصٌ أهلَ الاستشارة فيقول: ظلمني فلان بكذا وكذا، فكيف يمكنني أن أحصّل حقي منه؟..

- تقديم النصيحة للمستشير بشأن شركةٍ أو مصاهرة.

- نُصح المشتري بشأن عيب سلعةٍ لم يُعلمه به البائع.

- ذكر نقائص مَن توكل إليه مهمة أو ولاية.. وذلك لولي الأمر.. لاستبداله أو تقويمه أو إصلاحه.

- ذكر المجاهر بفسقه أو بضلاله، لفضحه وتنبيه الناس منه، كالمجاهر بشرب الخمر مثلاً، أو بالشرك، أو بما شابه من الأفعال المشينة.

ج- كفّارة الغيبة :

- التوبة إلى الله عز وجل.

- الاعتذار إلى الذي ارتُكِبَت الغيبة بحقه، وطلب العفو منه.

- والاستغفار له والدعاء لصالحه.. إن كان ميتاً، أو تعذّر الوصول إليه.

د- ماذا تفعل إذا حضرتَ مجلساً تُرتَكَب فيه الغيبة ؟!..

إن من مقتضيات الالتزام بالإسلام، والأخلاق الإسلامية، والشهامة والمروءة.. أن تدافع عن أخيكَ الذي تُرتَكَب بحقه جريمة الغيبة، أو أن تغادر مجلس الغيبة الذي يُقتَرَف به هذا الإثم العظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(مَن رَدَّ عن عِرضِ أخيه في الدنيا، رّدَّ الله عن وجههِ النارَ يوم القيامة) (رواه الترمذي).

هـ- عقوبة الغيبة :

هل تعلمون أنّ الغيبة كَبيرةٌ من الكبائر؟!.. نعم، الغيبة من الكبائر، مثلها مثل شرب الخمر، أو ممارسة الميسر.. أو الزنا.. فلماذا نستكبر تلك الكبائر الشنيعة ونستصغر الغيبة؟!.. وها هوذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض علينا بعضاً من عقوبة مرتكِب الغيبة، فيقول:

(لما عُرِجَ بي، مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاس، يخمِشون وجوهَهم وصدورَهم، قلت: مَن هؤلاء يا جبرائيل؟!.. قال: هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس، ويَقَعونَ في أعراضِهِم) (رواه أبو داوود عن أنس بن مالك).

و_ النميمةُ صِنوُ الغيبة :

- لا تُذكَر الغيبة في موضعٍ إلا ذُكِرَت معها النميمة.. وهذه وتلك حرامٌ في شرع الله عز وجل.. والنميمة -كما الغيبة- داءٌ خطير إذا استفحل في المجتمع المسلم، لأنه يأتي عليه وعلى فضائل أخلاقه الإيمانية الإسلامية، ويقضي على كل علاقةٍ تربط بين الإخوة في الله عز وجل.. لذلك فالنميمة تتناقض كلياً مع حقائق الأخوّة الإيمانية المذكورة في هذه السورة (إنما المؤمنون إخوة..).

- والنمّام هو الإنسان الخسيس، الذي لا يستطيع أن يعيشَ إلا على خلافات الآخرين من إخوة الإيمان المسلمين، فيعمل على تخريب هذه العلاقة بينهم بأسلوبٍ منحطٍّ متخلِّفٍ دنيء، فيقوم بالنميمة بين الناس، وهي أن (ينقل ما يسمع من شخصٍ إلى شخصٍ آخر، أو يختلق كلاماً تزويرياً.. بصورةٍ توقِع الخلاف بينهما، وتُكدِّر صفوَ العلاقة التي تربطهما)!..

- لذلك فالنميمة عملٌ ذميمٌ، وخُلُقٌ بشع، نهى عنه الإسلام، وجاء النهي شديداً من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم:

(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (القلم :10 و11).

(لا يدخُلُ الجنةَ قتّات) أي نَمّام.. (متفق عليه).

(شِرارُ عبادِ الله المَشّاؤون بالنميمة..) (رواه أحمد).

لنتدبّر في الدروس والعظات المستوحاة من القسم الثاني للآية الكريمة

1- الغيبة كبيرة من الكبائر، وهي حرامٌ، لها كفارةٌ خاصة.

2- التوبة من الغيبة واجبة للنجاة من عقوبة ارتكابها، ولا بد أن يُطلَبَ الصفح والعفو من الضحية، ولا بد من الحرص على إرضائه.

3- ما يُستثنى من تحريم الغيبة.. إنما يُستَثنى لغرضٍ شرعيٍ صحيحٍ لا يمكن الوصول إليه أو تحقيقه إلا بها.

4- التقوى ثم التقوى.. تقوى الله عز وجل.. هي خير ما يحفظ المؤمن المسلم من الوقوع في ذنب الغيبة الكبير أو الاستماع إلى مرتكبيها.

-------------------------

من أهم المراجع :

(تفسير ابن كثير)، و(في ظلال القرآن) للشهيد سيد قطب، وكتاب (البيّنات في تفسير سورة الحجرات) للأستاذ عبد المجيد البيانوني.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ