الجولان
برسم البيع
درويش
محمى
d.mehma@hotmail.com
عادت قضية الجولان
المحتل تطفو على السطح مجدداً ،
إثر تنامي النداءات المتكررة
لرأس النظام السوري
بشار الاسد لاسرائيل ،
ودعوتها من اجل البدء في
مفاوضات السلام ، والردود
المتكررة للحكومة الاسرائيلية
في المقابل ، برفض اجراء اي
مفاوضات مع النظام السوري ،
بذريعة ان سياسات هذا الاخير
داعمة للارهاب ، هذا هو المعلن
ولكن ما الذي يحدث ، او يمكن ان
يحدث في الخفاء ؟
رغبة النظام السوري
والحاحه واستعجاله الدخول في
مفاوضات مع اسرائيل حول هضبة
الجولان ، تحمل رسائل مبطنة غير
عادية ، وتأتي في ظروف
استثنائية وخاصة جداً ، بعد
الحرب الاخيرة الخاسرة التي
خاضها النظام السوري وشريكه
الفارسي كمخطط وممول وحليفهم
حزب الله كمنفذ ، واستنفاذ
الاوراق الاقليمية الواحدة تلو
الاخرى التي كان يمتلكها النظام
السوري ، بالاضافة لما يعانيه
من عزلة دولية واقليمية عربية
خانقة ، ما عدا علاقاته
المتميزة مع
كل من تركيا وقطر ، وكلا
البلدين يحظى بعلاقات متميزة
أيضاً مع دولة اسرائيل ، في حين
تشهد العلاقات السورية العربية
اسوء مراحلها، بالاضافة للمأزق
الخطير الذي يهدد بشار الاسد
شخصياً وحاشيته ، فيما يخص
اغتيال الرئيس رفيق الحريري ،
واقتراب التحقيقات بهذا الشان
من نهايتها، وانشاء المحكمة
الدولية المختصة ، وما تشكله من
ازمة حقيقية تعصف بالنظام
السوري ، ومدى تأثيرها في
سياساته ومواقفه وحتى مزاجه
.
نجد في المقابل
تصريحات رئيس الوزراء
الاسرائيلي اولمرت المبطنة
ايضاً "بأن الظروف غير ناضجة
بعد للمفاوضات مع سوريا " ومن
ثم تصريحه الاخير" بان جولان
ارض اسرائيلية " وظهور بوادر
انفراج ومحاولة تنشيط وانعاش
للمفاوضات على الجبهة
الفلسطينية ، وقبول اولمرت
اللقاء برئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس بدون
شروط مسبقة ، مؤشرات على وجود
طبخة غير عادية يجري اعدادها في
الخفاء ، الرفض الاسرائيلي
المعلن للعرض السوري بالدخول في
المفاوضات ، والرغبة
الاسرائيلية المعلنة بالقبول
بالطرف الفلسطيني كشريك في
المفاوضات ، ربما تخفي نوايا
اسرائيلية غير معلنة ، بأبرام
صفقة مع النظام السوري تقوم على
ابتزاز هذا الاخير الى اقصى حد
ممكن ، نظراً
لحالة الضعف والفشل والتشتت
الذي يعاني منه .
المحنة والازمة
المزمنة التي يعاني منها النظام
السوري ، قد تدفعه الى فعل اي
شيء لانقاذ نفسه ، وربما عن طريق
اسرائيل هذه المرة عكس كل
التوقعات ومن خلال صفقة شاملة
متكاملة ، واسرائيل لن تتردد في
ابرام صفقة من هذا النوع وهي
تدرك انها امام فرصة ذهبية لعقد
صفقة رابحة مع نظام ضعيف على وشك
الانهيار ويعاني من العجز، اذا
اخذت الضمانات من الحليفة
العظمى الولايات المتحدة
بالابقاء على النظام السوري
لبضعة اعوام اخرى واستمرار
الاسد في التربع على دفة الحكم
.
النطام السوري
الحاكم لا يتميز فقط بالفاشية
والتسلط والقمع بل باللاوطنية ،
واتفاقية اضنة لعام 1998 بين
تركيا والنظام السوري التي
اعترفت بموجبه سوريا بالسيادة
التركية على لواء اسكندرون ،
وحلت المشكلة العالقة منذ 1939
بشخطة قلم وبدون مقابل ، بل مع
"شوية بهارات
" حيث تم طرد عبد الله اوجلان
الذي امضى اكثر من عشرين عاماً
في ضيافة سوريا ودعمها، وبدأت
فجأة ظهور خارطة جديدة "
للقطر السوري " في الاسواق
وعلى شاشة التلفزيون الرسمي
السوري بدون لواء اسكندرون ،
نموذج فظ ووقح للاستهتار بالقيم
الوطنية التي طالما تبجح بها
البعث السوري ونظامه .
الجولان في البازار
وبرسم البيع ، وهي الورقة
الوحيدة الباقية التي يمتلكها
النظام السوري ، وقد
نشاهد قريباً اتفاقية اضنة
جديدة مع اسرائيل هذه المرة ،
الجولان في خطر واعتقد انه
يستحق من المعارضة السورية
اصدار بيان بعدم شرعية اي
معاهدة بين الطغمة الفاشية في
سوريا ودولة اسرائيل ، لان
النظام السوري فاقد للشرعية من
جهة ، كما انه نظام قاصر من جهة
اخرى ، والقاصر لا يحق له التصرف
ولا ابرام العقود ولا اعطاء
العهود ولا تغيير الحدود .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|