ـ

ـ

ـ

الاثنين 09/10/2006

تقرير براميرتس يتهم سوريا ضمناً

الدكتور خالد الاحمـد*

نشرت صحيفة النهار البيروتيـة موضوعاً عنوانه ( مواقف من الاتهام غير المباشر لسوريا في جريمة اغتيال الحريري ) ؛ تذكر فيـه أن تقريـر براميرتـس  يتهم سـوريا ضمناً ، وبشكل واضح ، وذكرت الصحيفة عدة أقوال لسياسيين لبنانيين معنيين لتؤكد ماذهبت إليـه وهذا عرض لأقوال هؤلاء السياسيين :

1- قال الرئيس أمـين الجميل :

في ضوء تقرير برامرتس، من الواضح التورط السـوري في اغتيـال الرئيس رفيق الحريري، ليس معروفاً على أي مستوى، إنما هناك تورط سوري في الجريمة. ولم يذكر السيد برامرتس في تقريره إلا التحقيقات التي جرت في سوريا، ولم يذكر تحقيقات مع أطراف آخرين،  مما يدل على أن التقرير لا يزال يشك مباشـرة في ضلوع سـوريا، وعناصر سورية في هذه الجريمة، ولو أنه لم يعرف بعد مستوى هذا التورط، ولم يذكر التقرير جانباً آخر أو جهة أو فريقاً آخر في تقريره .

2- الوزير مـروان حمـادة :

اعتبر أن التقرير اتهامي في المضمون ويوجه الاتهام الى "جهات باتت معروفة" في إشارة ضمنية إلى سوريا التي اتهمتها جهات لبنانية معارضة بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

وقال حماده لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إن "التقرير إجرائي في الشكل اتهامي في المضمون، إذ أنـه من خلال التقنيات يوجه سـهام الاتهام تباعاً إلى جهات باتت معروفـة وهي التي جمعتها خيوط العمليات الـ(14 )والدلائل والقرائن وخصوصاً الدوافع التي تحدث عنها التقرير"، في إشارة إلى الفقرة (56 ) منه التي تحدثت تحت عنوان "دوافع الهجوم" عن "معلومات ترقى إلى مستوى الدليل عن الاجواء السياسية التي كانت محيطة برفيق الحريري عند اغتياله وقبله مثل صدور قرار مجلس الامن الدولي 1559 عام 2004 والذي طالب بانسحاب القوات السورية من لبنان.

 3- النـائب روبـير غـانـم:

 يؤكد التقرير أن الاقتناعات تكوّنت لدى المحقق وفريق عمله لأسباب عديدة وأن الأدلة متوافرة والآلية والأدوات أصبحت في أكثريتها الساحقة جلية، وبالتالي لا يسع المحقق اليوم قبل أن يكون هناك وعاء هي المحكمة الدولية، وقبل أن يكون هناك مدعٍ عام، أن يظن بأي جهة أو يدعي في شكل مباشر قبل أن تتألف هذه المحكمة لتتلقف الاتهامات التي ستوجه من أجل أن تكون هناك خطوات عملية تتبع القرار الظني.

وأعرب عن اعتقاده أن هذا التقرير سيكون ما قبل الاخير "ويقال أن التقرير الاخير سيكون منتهيا في كانون الاول المقبل وستشكل المحكمة قبل هذا التاريخ، رغم أن هناك صعوبات ومعوقات كثيرة ستواجهها من الذين يخافونها.

4- عضو كتلة المستقبل النائب وليد عيدو:

تحدث وليد عيدو عن أمرين :

-الأول : للمرة الاولى تحدث برامرتس عن 1800 كلغ من الـ"تي ان تي"، وهذا الرقم ضخم بالنسـبة إلى المتفجرات، وتالياً فإن هذه الكمية تتوافر عادة في دولة تمتلك جيشاً.

- الثاني : هناك ربـط بين كثير من الخيوط في هذه الجريمة وفي الجرائم الاخرى، وهناك أيضاً احتمال كبير أن تكون مترابطة، وهذا ما يؤكد اتهام الطرف السياسي السوري أنـه وراء هذه المتفجرات ويؤيد تماماً التقرير السابق .

وعن عدم تضمن التقرير أي تفاصيل لفت عيدو إلى أن المحكمة لم تنشأ بعد، ولا ضرورة لكشف التقرير قبل أن تكون المحكمة مستعدة لاستقباله والبدء بالمحاكمات الطبيعية.  ولفت إلى أنه في( 2 ) تشريـن المقبل ستكون مسودة المحكمة الدولية في لبنان .

5-عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان سـعد :

وصف التقرير بـالهدوء الذي يسبق العاصفة، لما يحمله من حقائق ومعلومات دقيقة وموثقة تنتظر تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لتكشـف شـبكة القتلة المحترفين والمتورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحـريري والجرائم الـ(14 ) التي ذكرها التقرير ووضعها في سياق مسلسل الجريمة المنظمة .

وأشـار إلى أن ثمة صلة وخيوطاً وقواسم مشتركة تجمع بين هذه التفجيرات التي استهدفت لبنان بعد التمديد القسري لاميل لحود، مؤكداً أن النظام السوري وجهازه الأمني والمخابراتي وملحقاته في لبنان، باتوا مدركين أن الحلقة بدأت تضيق أكثر فأكثر على رقابهم، وأن الأدلة والنتائج التي توصل إليها برامرتس تظهر ملامسـة الحقيقـة واقتراب موعد تسمية الأشياء بأسمائها وسحب المتورطين للمحاكمة مهما علت رتبهم وزهت مراتبهم وهاماتهم، التي تقطر منها معالم الجريمة ونيران الحقد والارهاب .

6- النائب السـابـق فـارس ســعيد :

 أكد أن التقرير يتضمن ما يكفي من الادلة والمعلومات لعدم عرقلة إجراء المحكمة الدولية ومن أجل الاستناد إلى مضمون هذا التقرير للقول أن هناك ضرورة لانشاء محكمة دولية في لبنان. ورغم أن الجميع يملكون انطباعاً عن أن لجنة التحقيق تعرف ماهية ملابسات اغتيال الرئيس الحريري، فإن عدم كشف ذلك يدل على هشاشة الوضع السياسي الداخلي اللبناني".

واعتبر أن كل ما ورد من رئيس لجنة التحقيق الاول القاضي ديتليف ميليس وصولا الى تقرير سيرج برامرتس حتى اليوم يسـتبعد ان يكون الاسـلاميون هم مَن قتلوا الحريري، والتقرير يؤكد الرابط أولًا بين الجرائم كلها وأن مَن خطط ونفذ هو جهة سـياسـية وليست تصفية حسابات اسلامية – اسلامية .

وللحقيقـة والتاريـخ أقـول :

كان على المجتمع الدولي أن يحقق مع نظام الأسـد السـفاح ، منذ عام (1982) عندما قتل عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء في مدينة حمـاة  ، ناهيك عن آلاف آخرين في تـدمـر ، وجسر الشغور وحلب وغيرها ...كان على العالم ومجلس الأمـن أن ينتبـه منذ ذلك الوقت إلى أن من يقتـل شـعبه ؛ يقتـل الآخريـن ، واليوم أيضاً أذكـر للحقيقة والتاريخ أن بقـاء هذا النظام السفاح يعني بقـاء القتل مسـتعراً في المنطقـة كلها ، فالألـف ونيف الذين قتلـوا في لبنـان هذا الصيف (2006) كان النظام السوري سـبباً في دفـع الجيش الصهيوني لقتلهـم  ...

ويعمـل النظام السوري السـفاح على تأجيـج نار الحرب الطائفيـة في العـراق بين السـنة والشيعة ، كما يعمل حالياً وبجـد على إشـعال نـار الفتنـة الطائفية في لبـنان أيضـاً ...

إنـه نظام مجـرم ، نظـام القتـل والبطش ، والسـلب والنهـب ، وعلى كل أحـرار العرب والمنطقـة والعالـم السـعي للتخلص من هذا النظام ، ومعاقبـة أركانه وأزلامـه ، ورفـع أذاهـم وإرهابـهم عن المنطقـة .

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ