استنساخ,
تماثيل والإبليس براميرتس!
د.
فاضل الخطيب.
بلاد الاستنساخ,
خالية من الزعيق والصراخ
والأوساخ, فريدة من نوعها
ووعيها.
تحمل
كل نماذج الحكم التي مرت على
الإنسانية, فهي إمبراطورية
وملكية وجمهورية, هي دولة عساكر
ودساكر, دولة فرد فريد وولي
سديد, اسمها ورد في الكتب
السماوية, ودستورها من قبل
ولادة حمورابي, واليها وراعيها
آمن بالله الواحد قبل اخناتون,
وأولاد مفتيها ومؤسسها كانوا
قبل ابراهيم الخليل, هم أكثر
تسامحاً ومحبة من عيسى ابن مريم,
وأكثر سلماً من غاندي, هم أكثر
حكمة من سليمان الحكيم, وأكثر
ثورية من غيفارا, هم على الصراط
المستقيم.
في بلد الاستنساخ
هذه وُلدت
الملايين في مخابر علماء المقدس
المطلق قبل ولادة
"دولي"(أول خروف تم
استنساخه), في بلد المعلم
المُطلَق كثرت التماثيل
والمواويل وزادت الأصفار حتى
غدت أنهار.
من أجله اخترعوا
الحروف كي تكتب أمجاده, ومن أجله
بُنيت الجنان لتكون ملجأ
التابعين الفرسان من الرجال
والنسوان, والطلائع والشبيبة من
الصبايا والصبيان.
وهذه الجنة بعيدة
جداً عن ما يُسمى الجولان
وقريبة جداً من لبنان, وهي صخرة
منيعة في وجه الأمريكان لأنها
مباركة من آيات طهران!
في هذه الدولة وفي
إحدى ساحات إحدى مُدُنها وأمام
أحد التماثيل وقف شخص
يتقيأ(حيشاكم الله), وقد يكون
هناك خطأ حصل استنساخه,
وبالصدفة شاهده غريب وقال له
"إذا ما فيك تتحمّل ليش تتطلع
عليه"!
وعلى ذكر التمثال
الِمثال, أعلن النحّات عن
مكافأة للذي يجد أي عيب(خطأ) في
تحفته الفنية هذه, وجاءت العروض
تمدح بالتمثال وبالمثّال حتى
جاء شخص من بلاد شقيقة تُسمى
لبنان وقال: هناك خطآن في عمل
الفنان, الخطأ الأول أن رقبته
ملتوية وهي معلقة بالحبل! فقام
هرج بين الحضور وأجمعوا أن
المسكين أعمى وقالوا له لا يوجد
حبل على عنقه, وكان جواب
اللبناني: هذا هو الخطأ الثاني!
في بلد الاستنساخ
والأربع تسعات, بلد النضال
والصمود بالإشاعات, فيه العديد
من الوزراء والوزيرات أو
المذيعين والمذيعات, في هذا
البلد الأسطوري اكتشف قائد
أسطوري وصية استنساخ للفرد
الصمد الأسطوري.
وتقول الوصفة أنه
عند تبديل(ترقية, طرد, انتحار,
ترك...) المسؤول لوظيفته يترك
خلفه ظرفٌ كبيرٌ للخليفة وفي
هذا الظرف ثلاث رسائل,
تقول الرسالة
الأولى: ضع كل الأخطاء في
"رقبتي".
وفي
الرسالة الثانية: ولاء.. ولاء
لقائد الفداء.
أما
الوصية الثالثة فتقول: حضّر
ثلاث رسائل في ظرف كبير!
وهذا جوهر رسائل
الإبليس براميرتس والتي قد تحرق
وصية التوريث والتأسيس!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|