جـولـة
في أفكـار بشـار الآن
الدكتور
خالد الاحمـد*
نشـرت ((سيريا نيوز )
في (2/10/2006) عرضـاً للقـاء
الصحفـي الذي أجرتـه
صحيفـة ( البايـتس )
الاسبانية الواسعة الانتشار
مع بشـار الأسـد
ومن خلال أجوبـة بشـار
نستطيع التعرف على أفكـاره
الحاليـة ، ومخـاوفـه وقلقـه ،
وأحـلامـه في اللحظـة الراهنـة
:
1- قال الرئيس بشار
الأسد ( إن أحد الأسباب التي أدت
إلى الحرب الأخيرة
على لبنان هو "عدم فهم دور
سورية ومشاكل المنطقة ) .... وكأنه
يقول أنه لو أعيد إلى النظام
الأسدي دوره الاقليمي ، وعودة
جيشـه وأزلامه ولصوصـه إلى
لبنـان ، لما وقعت الحرب ،
وبعبارة أخرى لما أسهمت مع
النظام الإيراني في إشعال فتيل
الحرب ، حيث كان اللواء آصف شوكت
عالماً بعملية الوعد الصادق
التي تـم فيها قتل ثمانية من
جنود الصهاينة وخطف جندييـن ....
2- وأكد الأسـد في
حديثه للصحيفة الإسبانية واسعة
الانتشـار أن سوريـة عززت "الحدود
مع لبنان, ولكن طبعاً هذا الشيء
أدى لأن ننقل جزءاً من قوات
حراســة الحدود من حدود العراق
إلى حدود لبنان, وربما يصدر
القرار 1800 لإعادة قواتنـا من
لبنان إلى العراق".
وكأن بشـار يريد
القول أن سـوريا سـتزيد من
إرسال مجموعات الشـباب العربي
المغـرر بـهم في سـوريا على يـد
اللواء رستـم غزالـي ، والذين
يسهمون بشكل مباشر في إشـعال
نار الفتنـة الطائفيـة بين
الشـيعة والسـنة في العراق ،
بنـاء على أوامـر النظام
الإيرانـي التي ينفـذها
النظـام الأسـدي ، وحجـته في
ذلك أنهم سحبوا عدداً من الجنود
لمراقبة الحدود مع العـراق ،
ووضعوها لتراقب الحدود مع
لبنـان ، وسوف يضـج العراق
ويشتكي إلى مجلس الأمن الذي
سيصدر وقتها القرار (1800) القاضي
بضبط الحدود السورية مع العراق
، وعندئذ سنضطر إلى إعادة هؤلاء
الجنود إلى الحدود مع العراق ...
3- كما قال بشار أنه
لا خيار للدول المهتمة إلا أن
يثقوا بسورية "لأنه إذا كان
هناك رغبة حقيقة بالتهريب لا
قرارات مجلس الأمن ولا كل
تقنيات ولا جيوش العالم تستطيع
أن تمنع هذه العملية".
وكأن بشـار يـريـد
القول أنه لامجلس الأمن ولا كل
جيوش العالم تستطيع منعنا من
تهريب الأسلحة لحزب الله ، فنحن
( الأسـرة الأسدية وأزلامها )
خبراء عالميون في تهريب
المخدرات ، وفي تبييض الأموال
وغسلها ، وقد حفرت لنا إيـران
أنفاقاً تحت الجبال ، يصل طول
بعضها إلى ( 3 ) كلم ، كي نهـرب من
خلالها السلاح والصواريخ لحزب
الله ، الذي لم يـعد مهتمـاً
اليوم بمصارعـة العصابات
الصهيونية ، كما هو مهتم
بمصارعـة قـوى ( 14 ) آذار ، كي
يعطل لبنـان عن تشكيل المحكمة
الدوليـة وبالتالي قـد ينقـذ
رأس بشـار الأسـد من المحكمة
الدولية ...
4- وحول تقـريـر
براميرتز أكد الأسـد أنه
: الشيء المهم في التقرير هو
أنه أظهر أن سورية كانت
متعاونـة كما في التقرير الماضي"
ورأى أن علينا انتظار "نتائج
التحقيـق وعلى ضـوء هذه
النتـائج نحدد إذا كان هناك من
حاجة إلى محكمة دولية أم لا."
وكأن بشـار يقول :
لاحاجـة للمحكمـة الدوليـة (
اللعينـة ) ، لأنهـا سـوف تطلبني
مكبل اليديـن ، أمثـل أمام
القـاضي الدولـي ، وعلى الأغـلب
يودعنـي في ( زنـزانـة ) فرديـة ،
ريثمـا يتـم اسـتجواب بقيـة
أزلامـي وشركائي في الجريمـة ،
وبـعد انتهـاء الاسـتجواب ،
سـوف يضعنـي في السـجن
الاحيتاطي ريثمـا يصـدر قـرار
تنفيـذ العقـوبـة العادلـة
وقـد تكون .....
وإذا كان ذلك ـ وهو
الأرجـح ـ فأين تذهب المليارات
التي سـرقتها من أموال الشعب
السوري ، والشعب اللبناني ،
والمليارات التي نهبهـا لي
والدي من دول الخليج العربي ...أين
تذهـب هذه المـلايـير ...يجب
التفكـير وبسـرعة لاتخـاذ
القـرار المناسب في الزمن
المناسب لعلـي أقلـل من أضـرار
المصيبـة التي ستأتي بها
المحكمة الدولية ...وعسـى أن
يخرب لبنان ، في ألف حرب طائفية
، وعسى أن تعود إسرائيل إلى ضـرب
لبنان وتدميـره ، كي تشـغله عن
تشكيل المحكمة الدولية .
5- ووصف الرئيس العلاقـات السـورية
الأمريكية بأنها " شـبه
مقطوعة الآن, على الأقل على
المستوى السياسي والأمني "
وذكر أن سـورية اكتشفت أنها
تخسر "حتى في التعاون السياسي
والأمني ولا نربح وهم يخسرون
أيضاً .
وهذا مربط الفرس
الذي يـدور بشـار حوله ،
فالادارة الأمريكيـة قطعت
علاقاتها بالنظام السوري بعد أن
وضع بيضـه كلـه في السـلة
الإيرانيـة ، وبـعد أن تأكـد
لها أن بشار طفل ، يقول اليوم ،
وينكـر غـداً ، ولايمكن أن
تـثـق بوعـوده ، ومازال بشـار
والنظام الأسـدي يسـعى جاهداً
كـي ترضـى عنـه الادارة
الأمريكيـة ، وألمـح الأسـد
أنـه يقـدم كل مايملك من علاقات
عربية وإقليمية بمافيها
علاقاته مع حـزب الله ، ومع
حمـاس ، إذا ترضى عنه الادارة
الأمريكية ، لأنـه متأكـد أن
وحدهـا تـقدر على حفـظ عرشـه من
السـقوط ....أو على الأقـل حفظ
حياتـه من القصاص العادل الذي
ستطلبه المحكمة الدولية ...
6-
وأكد الأسـد أن العمليات
الإرهابية التي شهدتها سورية
منذ عام 2004 "ليست مرتبطة
بمنظمات إرهابية وليست مرتبطة
بما يحصل لدينا أو مرتبطة بدول..
وهنا الخطر .. هي تشكل حالة
اجتماعية محلية تتحرك لوحدها ..
وهذه الحالة تحيط بها حالة تعصب
كبيرة".
وكأن بشـار الأسـد
يقول أن المجتمع السوري مجتمع
يولد الإرهاب من نفسـه ، ومن
تلقاء ذاتـه ، وسبب ذلك عند بشار
( حالة التعصب الكبيرة ) ، ويقصـد
بشـار أن العلاج الأفضل لهذا
الشعب الذي يـولد الإرهاب بشـكل
تلقائي ، أن يبقـى النظام
الأسـدي حاكماً لـه ، لأن هذا
النظام الأسـدي صـار خبيـراً
عالميـاً بقتـل المواطنيـن ،
وإخمـاد الثـورات ، وإلجـام
الشـعب ... ألـم يقـل بعض ضباط
المخابرات العسكرية عند انطلاق
الانتفاضـة الفلسطينيـة (
انتفاضة الحجارة ) ، قالوا
متعجبين كيف يعجـز الجيـش
الصهيوني عن كبح وإخمـاد
الانتفاضـة ، وتحمس أحدهم وقال
لو كنت أنا لأسكتهم خلال ثلاثة
أيام فقط ... وفـات هذا الأرعـن
المأفون أن الجيش الصهيوني
لايستخدم العنـف الذي استخدمه
الجيش الأسـدي ضـد الشعب السوري
في حماة وجسر الشغور وادلب وحلب
... أقول هذه الحقيقة التي يغص
بها حلقي ، ولكنها حقيقة مـرة ...
يجب أن تقال للتاريخ ...
هـذه بعض أفكـار
الرئيـس السوري بشـار الأسـد
كمـا كانت تضـيء بين سـطور
أجوبتـه ، حـاولت أن أستخلصها
وأضعـها بين يدي القـارئ العربي
، ليتعرف على موقف النظام
الأسـدي قبيل
تشكيل المحكمة الدوليـة ....
وإن غـداً لناظـره
قريـب ...
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|