العبد
الله حراً.. بانتظار حرية دليلة
وكيلو ورفاقهما؟
فايز
سارة
استعاد الكاتب السوري وناشط
المجتمع المدني علي العبد الله
حريته بعد ستة اشهر قضاها في
الاعتقال وولده محمد دون ان
يكون لهما تهمة محددة، الا
الرغبة في تجريمهما، وهو ما
تكرس عمليا في التنقل بهما على
المحاكم السورية بدءاً من محكمة
أمن الدولة العليا ثم الى محكمة
عادية قبل ان يتم عرضهما على
القضاء العسكري، حيث قرر القاضي
الحكم عليهما بالسجن ستة اشهر،
كان العبد الله وولده محمد
قضياها في سجن دمشق المركزي
بعدرا شمال دمشق، وعليه عاد
العبد الله الاب والابن الى
اسرتهما والى رفاقهما والى
الحرية التي افتقداها دون ذنب
حقيقي.
غير ان فرحة عائلة العبد الله
ورفاقه بحرية الرجل وابنه محمد
ما زالت منقوصة، لان ثمة شاباً
آخر في العائلة رهن اعتقال
تجاوز السبعة اشهر، وهو عمر
العبد الله الطالب في جامعة
دمشق، وقد اعتقل وعدد من الشبان
اقرانه دون ان يقال في اعتقالهم
جملة واحدة من جانب السلطات،
ودون ان تتمكن عائلة العبد الله
او العائلات الأخرى من
الاطمئنان على اي من ابنائها،
وعندما قيل انه جرى احالتهم
امام محكمة امن الدولة للمحاكمة
في الاسبوع الماضي، لم يتم
جلبهم امام المحكمة، وجرى تأجيل
المحكمة لمدة شهرين دون سبب
واضح.
حكاية اعتقال علي العبد الله
وولديه محمد وعمر والشبان من
رفاق الاخير، نموذج لحكايا
معتقلي وسجناء الرأي في سوريا،
ومنها حكاية شيخ المعتقلين عالم
الاقتصاد وناشط المجتمع المدني
الدكتور عارف دليلة الذي صدر
ضده حكم بالسجن لمدة عشر سنوات،
قال المحامون والنشطاء
الحقوقيون في سوريا والخارج،
انه حكم سياسي لا قانوني، وانه
حكم هدفه تحطيم الرجل لأسباب لا
تتصل بمواقفه المعلنة
والمطالبة بالاصلاح
والديموقواطية ومكافحة الفساد
والمشاركة السياسية بصورة
علنية وسلمية، وكلها لا تستوجب
المساءلة ولا ايقاع احكام
قضائية شديدة القسوة بعالم
معدود، وداعية حر من اجل وطنه
ومواطنيه.
وتشبه حكاية رياض درار الحمود
الباحث والناشط المعروف ما سبق،
حيث اعتقل الرجل وجرت محاكمته
امام محكمة امن الدولة العليا
تحت تهم، لا يمكن ان تنطبق على
افعاله، ولا هي تنسجم مع
توجهاته ومواقفه الصريحة
والعلنية ونشاطه السلمي، ثم حكم
عليه بالسجن لمدة خمس سنوات،
مازال عليه قضاء أكثر من سنوات
منها في الاعتقال بعيدا عن
اسرته واصدقائه مفتقداً حريته
من اجل افكار عبر عنها بطريقة
علنية وسلمية.
والحكايا تتكرر وتتشابه بالنسبة
لكل معتقلي وسجناء الرأي في
سوريا، فاتح جاموس الذي سبق
وقضى سنوات طويلة خلف القضبان،
قبل ان يعتقل منذ عدة اشهر اثر
عودته من الخارج، ويحال على
المحاكمة، وكذلك الدكتور كمال
لبواني الذي كان بين معتقلي
ربيع دمشق في العام 2001، وقد امضى
حكما بالسجن لمدة خمس سنوات،
وها هو في الاعتقال مجددا ومحال
امام القضاء للمحاكمة بتهم "افتراضية"
كما قال العديد من المحامين
والنشطاء الحقوقيين.
ورغم تشابه حكايا المعتقلين، فان
لكل حكاية خصوصياتها، ومثل ذلك
حكاية معتقلي اعلان بيروت ـ
دمشق العشرة، وقد جرى اطلاق
ثمانية منهم ليحاكموا طلقاء مع
استثناء الكاتب وناشط المجتمع
المدني ميشيل كيلو والناشط
الحقوقي انور البني الذي تم
ابقاؤهما رهن الاعتقال دون ان
يحالا على المحاكمة، التي لا شك
انها كانت ستطلق سراحهما لسبب
او لآخر على نحو ما جرى بالنسبة
لرفاقهما الآخرين، لانه ليس ثمة
ما يميز كيلو والبني في اعلان
بيروت ـ دمشق عن الآخرين، خاصة
وان ما اثير من لغط في موضوع
الاعلان والموقعين عليه، ليس
اكثر من اتهامات لا سند لها،
اثارتها كاتبة صحافية لبنانية،
تقف في صف الرأي الآخر والموقف
الآخر من موقعي اعلان بيروت ـ
دمشق، وهي اتهامات سيطلب منها
اثباتها امام القضاء ان عاجلا
او آجلاً.
لقد خرج علي العبد الله الى
الحرية ومثله محمد، وقد سبقهما
بقليل الى ذلك الدكتور محمود
صارم والكاتب محمد غانم
والناشطان شفان حسن عبدو وأحمد
حجي درويش والصحافي مهند عبد
الرحمن. لكن كثيراً غيرهم، ما
زالوا رهن الاعتقال سواء كانوا
محالين على المحاكمة ام لا،
وهناك غيرهم يقضون احكاما
سياسية وغير قانونية، وكلهم
بانتظار الخروج الى عائلاتهم
واصدقائهم عائدين الى الشمس
والحرية مغادرين ظلام السجن
وعفن الزنازين، وتلك هي حالة
عارف دليلة وميشيل كيلو
ورفاقهما!.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|