ـ

ـ

ـ

الاثنين 16/10/2006

في سيرك الأسد (2)

أبو عمر الأسدستاني

كعادتهم .. وبعد تلقيهم الأوامر بضرورة الاجتماع في خيمة السيرك الأسدي الكبير وضرورة التصويت على جملة من القرارات المصيرية .. المتعلقة بأهلية الرئيس العقلية .. وقضية المحكمة الدولية .. عقد مهرجو السيرك على اختلاف اختصاصاتهم الثورية والنضالية والتطبيلية والتزميرية اجتماعاً عاجلاً للنظر في هذه الأمور .. حسب مواد الدستور .. الموضوع في عهد الوالد المقبور .. والذي يناسب كل العصور .. طالما العبيد صامتين صمت القبور .. يحلمون بتعديل الدستور .. كحلم العصفور.. ورأسه تحت الساطور .. يرجو من الله القدير الغفور .. أن ينجيه من الساطور .. متناسياً تجارب الأمم عبر العصور .. بأن الانتصار على الساطور .. يحتاج لعزيمة الرجال وليس دعاء العصفور .

كبير المهرجين : أسمعتم يا مهرجين بالعريضة المليونية .. المشككة بقوى الرئيس العقلية ..ألا تفوح منها رائحة المؤامرة الصهيونية .. والهجمة الامبريالية .. على المنطقة العربية .

مهرج ماسح : أيعقل أن الأسد الضرغام .. ابن الأسد الضرغام .. لا يعرف الفرق بين الألف واللام .. ما هذا الكلام .. ومن هؤلاء اللئام .. الذين أماطوا اللثام .. عن حقيقة الفارس الهمام .. حاكم بلاد الشام .

مهرج لاعق : يا سيادة كبير المهرجين .. لقد أطلق بعض الملاعين .. اسم قصر المتاجرين.. على قصر المهاجرين .. فما تراكم فاعلين .. تجاه ثلة الحاقدين .. على أولياء نعمتنا الأسديين .

كبير المهرجين : سنعلمهم الأدب والأصول .. بخلطة سرية من البقول ..  كخلطة أبو عدس وأبو حمص وأبو فول .

مهرج مزاود : الله .. ما هذه الروح التسامحية .. ونِعمَ الأخلاق العربية.. دعوا مواطني الدول الغربية .. يعرفون معنى الديمقراطية الأسدية .

كبير المهرجين : هذه ديمقراطية الأسد .. من عهد الوالد .. إلى الولد .

مهرجة حاقدة : ما رأيكم يا كبير المهرجين .. أن نعتقل الموقعين .. ونعدمهم مع بقية المساجين .. لنؤدب العبيدستانيين .. على استهزائهم بأمير المؤمنين .

كبير المهرجين : لا تقولي أمير المؤمنين .. فنحن لسنا إخوان مسلمين .. بل قولي أمل الملايين .. للعبيدستانيين .. ولأشقائنا اللبنانيين .

مهرج مطبل : عندي اقتراح سديد .. لتأديب العبيد .. بأن نطلب من سيادة العقيد .. أخو الفريق الركن الصنديد .. أن يأمر الحرس الجمهوري العتيد .. بقصفٍ عشوائي مبيد .. لأحياء دمشق ومن فيها من العبيد .. كخطة طيب الذكر البعيد .. القائد رفعت أو سيادة العميد .

كبير المهرجين : الله لا يعطيك العافية .. رغم وزن كلامك على القافية .. أنسيت الخلافات الماضية .. بين قائد سرايا الطائفية .. وأخيه رئيس الجمهورية .. كيف تتلفظ جنابك بصبيانية .. باسم المنفي في شبه الجزيرة الإسبانية .. أنسيت منع ذكره حتى في المسلسلات التلفزيونية .. ثم ما هذه الخطة الجهنمية .. بأن نقصف كبرى المدن الأسدستانية .. أنسيت أن أحيائها الرئيسية .. أصبحت من أملاك مخلوف العقارية .. أما أحيائها الفرعية .. فهي مشاريع مستقبلية .. لشركات مخلوف الاستثمارية .

مهرجة ماسحة : لا لخطة المطبل الخسيسة .. أتريدون إغضاب الماما القديسة .. السيدة الأولى أنيسة .. التي أنجبت للوطن درراً نفيسة .. بشار وماهر ومعهم بشرى الرئيسة .. ليحكموا إلى الأبد هذه الأمة التعيسة .. لأنهم من صلب حافظ ورحم أنيسة .

كبير المهرجين : رأي المهرجة الماسحة رأي العاقلين .. الذين سمعوا وأطاعوا وقالوا آمين .. لذلك سنرقيها من مرتبة الماسحين إلى مرتبة اللاعقين .. لتلعق أحذية أربابنا الأسديين .. وتصبح من القوم المخلصين المقربين .. لنجعلها فيما بعد وزيرةً للمغتربين .

مهرج مزمر : لم نحل بعد مشكلة العريضة المليونية .. ولجنة التحقيق الأممية .. وقضية المحكمة الدولية ..  ورأيي أن نتهم الجماعات الإسلامية.. وعصابات الإرهاب الدولية .. ونحملها جميعاً كامل المسؤولية .. لتظهر الحكومة السورية .. متضامنة مع الحومة الأمريكية .. في حربها على الأصولية الإسلامية .. ودليلنا الصادق على التعاون وحسن النية .. هو العملية الإرهابية .. التي أحبطناها مؤخراً أمام السفارة الأمريكية .

كبير المهرجين : سنعلق للمهرج المزمر خرزة زرقة وحجاب .. لأنه تكلم بدقة وإسهاب .. عن مكافحة الإرهاب .. ولكن نسي المزمر الحبّاب .. أن الإرهاب مقترن بالكباب .. والكباب عند أبي القعقاع الكذاب .. الذي غرر بآلاف الشباب .. وقدمهم قرابين على طاولة الحساب .. لرستم وقوات مكافحة الإرهاب .. أيعقل يا أولي الألباب .. أن نفضح أنفسنا ونفتح الباب ..  للسؤال والجواب .. والعقاب والحساب .. عن علاقتنا بالإرهاب والكباب .

مهرج مزاود : قلت لكم بأن زميلنا مزمر بدون مزمار .. وكلامه أشبه بنهيق الحمار .. لذلك أطلب بكل تواضع ووقار .. من رئيسنا قاهر المغول والتتار .. أن يقطع لسانه الثرثار .. ويطعمه لفحل الأندلس المغوار .. قبل أن يصيبه الخوار .. ويقعده عن متابعة المشوار .. بالمرور على جميع الأبقار .. في مبنى الإذاعة والأخبار .. محققاً رغبة الخالد أبو الثوار .. بجعل المؤسسات أوكاراً للدعارة والقمار .

كبير المهرجين : أقترح لحل موضوع العريضة المليونية .. أن نقيم مقابلات تلفزيونية .. مع شخصيات كرتونية وكوميدية .. كرئيس مركز الدراسات الإسلامية .. المعروف بغنته اللغوية .. وحنكته السياسية .. وبلاغته الأدبية .. وطريقة إلقائه الشعرية .. وطلته الاستعراضية .. على القنوات الفضائية .. ليؤكد بطريقته الفنية .. بأن العريضة المليونية .. وهم من اختراع الصهيونية.. لإضعاف موقف سورية الأسدية .. في تصديها للهجمة الامبريالية .. على آخر معاقل الصمود العربية .

مهرج مطبل : ها قد انتهينا من العريضة المليونية .. ولكن يبقى موضوع المحكمة الدولية .. والقرارات الأممية .. فأرشدنا إلى الحل يا فهيم البعثية .

كبير المهرجين : سنطلب من آل الأخرس الأخيار .. أن يقوموا بدور المرابي والسمسار .. ويخبؤا أموال بشار .. عن عيون الحاقدين الأشرار .. وليأخذوا منها كم مليار .. باليورور أو الدولار .. لا فرق إن نقصت الأموال مليار .. أو زادت مليار .. فلا قيمة للتسعة أصفار .. في حسابات الملهم بشار .. المخصصة للبناء والإعمار .. في بلد الثورة والثوار .. لا كما تناقلت الأخبار .. بأنها ملك لبشار .. ولعصابة الأربعة الكبار .

مهرج لاعق : ولإنهاء قضية الاغتيال في لبنان .. سنتنازل عن الجولان .. ونكف يدنا عن لبنان .. ونضحي بحلفنا مع إيران .. ونقدم ضباط الأمن من الجرذان .. قرابين لكوفي عنان .. شريطة أن يشير بإصبع البنان .. إلى لجنة التحقيق في لبنان .. بأن تضع أسرار الجريمة طي الكتمان .. دون  إظهارها للملأ وللعيان .. ولن تجد إسرائيل أفضل منا كجيران .. لضمان أمن مستوطنيها في الجولان .. وستضغط بدورها لوقف المحكمة قبل فوات الأوان .. وتنتهي القضية بسلام وأمان .. ويبقى فارس الزمان .. ابن فارس الزمان .. رئيساً أبدياً لأسدستان .. ليحكم حتى مماته بالعدل والميزان .. ويورث الحكم لأحد الولدان .. ويجتمع سيركنا ليعدل الدستور في ثوان .. ليناسب مقاس الغلمان والولدان .. خوفاً من ضياع أسدستان .. لذلك أرى أن نغير الدستور من الآن.. ونجعل عمر الرئيس سنتان .. كي نفقأ عين كل معارض فهمان .. يشكك بعقل ولد عمره سنتان .. وقدرته على حكم أسدستان .. وكأننا نقول للفهمان .. انطح رأسك في أربع حيطان .. لأن دستور أسدستان .. لم يمنع الولدان والهبلان .. من حكم أسدستان .

كبير المهرجين : ستحلق يا لاعق عالياً في السماء .. في بلاط بشار وأسماء.. لتصبح رئيساً للوزراء .. عوضاً عن كتلة ال.راء .. خال السيدة أسماء .. والذي لا يعرف الألف من الباء .. واستلم رئاسة الوزراء .. لقرابته من السيدة أسماء .. فتصور يا لاعق الحذاء .. كيف نأمل الازدهار والبناء.. من كتلة ال.راء .. علماً بأن قوانين الفيزياء .. تقول بأن ال.راء .. لا ينتج غير ال.راء .

المهرج اللاعق : سأبقى يا كبير المهرجين .. كما عهدتموني منذ سنين .. اللاعق المخلص الأمين .. لحكامنا الأسديين .

كبير المهرجين : والآن بعد أن حللنا المعضلات الكبيرة .. دون التنازل عن الثوابت الكثيرة .. في سلم قائد المسيرة .. أرى أن نقدم نمرة قصيرة .. لجموع العبيد الغفيرة .. الواقفة منذ الظهيرة .. أمام خيمة السيرك الكبيرة .. لمعرفة نتيجة التصويت المثيرة .. على جملة القرارات الخطيرة .. عقب جلستنا الأخيرة .

وأوعز كبير المهرجين لقطعان المهرجين بالبدء باستعراضهم الشهير ...

وماءت قطعان المهرجين كما جرت العادة دائماً وأبداً بثغاء التأييد .. القديم الجديد.. لقرارات السيرك العتيد ..

 إجمأأأأأأأأأأأأأع .. مأأأأأأأأأأأأأأع.......مأأأأأأأأأأأأأأع . 

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ