رسالة
من الصنديد بشار إلى المهيب
صدام
أبو
عمر الأسدستاني
من الصنديد الركن
بشار حافظ الأسد الأمين العام
الحالي لحزب البعث السوري ... إلى
المهيب الركن صدام حسين الأمين
العام السابق لحزب البعث
العراقي ..
تحية بعثية وبعد ...
وصلتني رسالتك
الأخيرة والتي تنصحني فيها
بالتنحي عن الحكم واختيار ملاذ
آمن لي ولأسرتي وبعض أزلامي
تجنباً للمحكمة الدولية كي لا
ألقى نفس مصيرك المحتوم وأجلس
ذليلاً في القفص بجوارك في
انتظار أن يحاكمني من كان
سابقاً لا يجرؤ حتى على ذكر اسمي
....
وأود هنا أن أشكرك
على مشاعرك البعثية الحارة
تجاهي رغم جميع الخلافات
والمؤامرات التي شابت علاقة
البعثين خلال فترة حكم أبي
الرمز الخالد حافظ وحكمك أيها
الرفيق المهيب ... وأريد في
رسالتي هذه أن أشرح لك ظروفي
الحالية علك تفيدني بنصيحة
أخيرة كما قلت سابقاً في رسالتك
(اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) قبل أن
يلتف حبل المشنقة حول رقبتك
وتدفن في مقر إقامتك الحالي في
مزبلة التاريخ العراقي .
أولاً : إن ظروف
استلامي للسلطة مختلفة عن ظروفك
فقد تم تعييني في هذا المنصب بعد
التعديل السريع للدستور ليناسب
عمري ومقاسي تحت ضغط أسرتي وضغط
الحرس القديم لكي يضمنوا عدم
نبش ملفات الفساد والإجرام
لوالدي الرمز صاحب الشهوة
العارمة للمال والسلطة
والتاريخ الأسود في القتل
والتعذيب وأيضاً لدفن ملفات
فسادهم وإجرامهم .. لذلك كنت
مضطراً لاستلام الرئاسة كجزء من
تركة الوالد وهو منصب بحد ذاته
من الصعب لأحد أن يرفضه علماً
بأن آمالي حينذاك كانت أن أقوم
باستغلال أحلام المواطنين
البسطاء بتطبيق النموذج
البريطاني للحكم في سوريا
والقيام ببعض الإصلاحات
الشكلية وإطلاق الحريات بشكل
محدود لا يسمح بفتح الملفات
القديمة ولا يؤثر على استمرارية
حكم عائلة الأسد وأحسّن بشكل
نسبي من معيشة المواطنين على
مبدأ نفّع واستنفع ولكن خطتي
الطموحة هذه اصطدمت بعقبات جمة
...
أولها.. اكتشافي بأن
باب الحرية وتطبيق القانون لا
يمكن فتحه مواربة للمواطنين
فإما أن تفتحه بشكل تام أو تغلقه
بشكل كامل ولذلك اضطررت لإغلاق
المنتديات واعتقال أفرادها بعد
وقت قصير من سماحي بفتحها لأن
روادها بدؤوا يتحدثون في
الممنوع عن عهد أبي القائد
الضرورة (طيب الله ثراه) وما حصل
فيه من تجاوزات خطيرة للقانون
كتدمير المدن والإعدام
العشوائي للمواطنين واعتقالهم
وتعذيبهم والتنكيل بهم بتهمة أو
بدون تهمة ناهيك عن ملفات
السرقة ونهب المال العام وخرق
أبسط مبادئ حقوق الإنسان إلى
آخره ولن أطيل في شرح هذه
التجاوزات لأنك أعلم مني بها
وحصلت في عهدك وبأوامرك الشخصية
فمجزرة حماة وحلب وإدلب وجسر
الشغور وسرمدا هي نسخة مصغرة
عما قمت به يا سيادة المهيب
الركن في الدجيل وحلبجة
والأنفال وفي انتفاضة الجنوب
أما مذبحة عمي رفعت في سجن تدمر
فقد حصل مثلها وأكثر منها على يد
وطبان وبرزان وسعدان والكيماوي
والسبعاوي والضبعاوي وهو جزء
بسيط مما اقترفته يداك وتحاسب
عليه حالياً أمام القضاء (ولا
شماتة) لأننا على ما يبدو سائرون
ورائكم على نفس الدرب ... ما أريد
قوله بأن المواطنين بعد أن شموا
قليلاً هواء الحرية خرجوا عن
حدود المسموح والممنوع أو ما
أسمته طيوري المغردة من البلابل
والحبش والحسون (وهم طيور
الزينة المفضلة لدي إن كنت لا
تعلم) بالخطوط الحمراء وسلّم
الثوابت الوطنية الممنوع
التحدث بشأنها حرصاً على الوحدة
الداخلية والمصلحة العامة ؟؟ .
ثاني ما واجهني من
صعوبات هم أمي وأختي وأخي وصهري
عدا أقربائي من أولاد خالي وعمي
وخالتي وعمتي وثلة الحرس القديم
من كبار اللصوص والمهربين
وأولادهم وأقربائهم وأصدقائهم
وأزلامهم وأذنابهم ... إلى آخر
هذه القائمة الطويلة من
الفاسدين والمفسدين كما تسميهم
أقلام المعارضة ... فقد تعود
هؤلاء الفاسدون والمفسدون على
النهب والسلب والحكم المطلق
وبقائهم فوق المسائلة والقانون
كما الحال في عهد الرمز الوالد
(طيب الله ثراه من جديد) وأخذوا
يلوموني على تساهلي المبدئي مع
أعدائنا وخصومنا من المواطنين ؟
ومطالبتي باستعمال القبضة
الحديدية والسياسة المحنكة
والمجربة للوالد الخالد (طيب
الله ثراه للمرة الثالثة) في
التعامل مع شعبه ألا وهي سياسة
جوّع كلبك بيلحقك وبيتمسح فيك
ويلعق أقدامك كي تطعمه من فتات
مائدتك ؟ كما أخذوا يعيرونني من
وراء ظهري بأنني شاب وضعيف ولا
أملك الحنكة اللازمة لضبط الوضع
والإمساك بقوة بزمام الأمور ..
أما أمي وأختي وأخي وصهري فقد
راحوا يوبخونني علانية في
اجتماعاتنا العائلية وينعتوني
بالتشتوش والتافه والأهبل
وأشياء أخرى كثيرة أخجل عن
ذكرها لك ويرددون دائماً بأنني
سأودي بهم وبعرش أسرتنا إلى
التهلكة إذا استمريت على نفس
النهج والمنوال مما اضطرني
لإظهار عضلاتي ومراجلي ويا
ليتني بقيت تشتوشاً ولم أظهرها
إذ أصدرتُ أوامري لكلابي
الأمنية باغتيال الرئيس رفيق
الحريري لأثبت للجميع بأنني رجل
وليس نصف رجل إن كنت تفهم قصدي ؟
على كل حال سأرسل لك مع رسالتي
هذه شريطاً مسجلاً لخطابي (أبو
الأنصاف) كي تتضح لك الصورة التي
أريد إيصالها لك ... والآن كما
ترى أدفع ثمن الرجولة والأنصاف
علماً بأن أملي كان بأن أحكم
سوريا لخمسين سنة قادمة قبل أن
أورثها لابني حافظ الثاني
وبدوره لبشار الثاني وهكذا
دواليك .. كل وريث يستر عن فضائح
ومجازر ومصائب ما قبله إلى ما
شاء الله مستغلاً فترة حكمي
لأجوب فيها العالم مع زوجتي
البريطانية الرقيقة أسماء
(والتي هي بالمناسبة أحد أسباب
مصيبتي الثالثة) ... المهم فشل
حلمي وأنا الآن مطارد من الجميع
ابتداءً من الأقرباء مروراً
بالمعارضة وانتهاءً بالمحكمة
الدولية.
ثالثة المصائب هي
عدم وجود ما يردعني عن فعل أي
شيء أريده في موارد الدولة أو
حياة مواطنيها إذ لا دستور ولا
قانون ولا برلمان يحاسبني ولا
أخلاق تردعني وكل ما أقوله ينفذ
على مبدأ كن فيكون ولا أخفيك يا
سيادة المهيب أنني استمتعت
كثيراً بالإلوهية ففجأة وبين
ليلة وضحاها بعد وفاة الوالد
(طيب الله ثراه للمرة الرابعة)
انتقلت من طبيبٍ يختص في
بريطانيا يخطئ ويصيب إلى ملهم
ٍمنزل ابن ملهم ٍمنزل لا يمكن أن
يخطئ أبداً وهو دوماً مصيب في كل
ما يقوله ويفعله محاطاً بجيش
ٍمن اللاعقين الماسحين
والمطبلين المزمرين راكعين
ساجدين ومسبحين بنعمة مولاهم
والمتغنين بحكمته وسداد رأيه
ومما زاد في الطين بلة استمتاع
زوجتي بالحياة الشديدة البذخ
والترف والتي وفرتها لها طبعاً
من موارد الدولة وأيضاً جشع أهل
زوجتي وظهورهم على حقيقتهم
باكتشافي لاحقاً بأنهم وافقوا
على زواجي من ابنتهم ليلحسوا
إصبعهم كما يقال وينهبوا ويعبوا
المال مع الناهبين من الكعكة
السورية الدسمة متناسين
التقاليد والأعراف البريطانية
لينزلوا إلى أسفل درك الإنسانية
... وهنا يا سيادة المهيب أتمنى
منك أن تقدّر موقفي فأنا أولاً
وأخيراً إنسان ضعيف أمام الضغوط
والمغريات ؟ لذلك أطلقت العنان
لابن خالي رامي يسرق وينهب ويعب
المال بلا رقيب أو حسيب مقابل
نسبة سرية بيني وبينه أتحفظ
الآن عن ذكرها لك.. إلى أن وصل
الحال بنصف المواطنين أن يبحثوا
عن طعامهم بين القمامة والنصف
الآخر بالكاد يسد رمقه وهذا ليس
ذنبي ؟؟؟ إذ يجب أن أضمن نفسي
ومستقبلي في حال اضطراري للتنحي
عن الحكم وموّهت وكذبت على
المواطنين البسطاء بقولي في
مقابلتي الأخيرة للبي بي سي
بأن بلدنا فقير وموارده
محدودة كي لا يكثروا من لومهم
ودعائهم علي وعلى أسرتي بخراب
عرشنا كما خربت بيوتهم ... وأعتقد
بأنك الوحيد القادر على فهمي
فأمثولة (الشهيدان) عدي وقصي طيب
الله ثراهم هم أيضاً ما زالت
معروفة للجميع عندما سخّروا
برنامج النفط مقابل الغذاء
ليثروا على حساب عويل المعدات
الخاوية للمواطنين العراقيين
..و إن كنت تشك بكلامي وتعتقد
بأنك أنجبت قديسين عوضاً عن
لصين سفاحين فسأرسل لك أخي ماهر
وصهري آصف والتافه رستم كي
يخبروك قصة مئات الملايين وربما
المليارات من الدولارات غسلوها
لهم مقابل نسبة الربع في بنك
المدينة الشهير ومن ثم استولوا
عليها بالكامل بعد (استشهادهما)
.
ختاماً يا سيادة
المهيب لا بد أن أعترف لك بأنني
أحسدك على وضعك الحالي ؟؟ فأنت
على الأقل تعرف ما ينتظرك وهو
بالمناسبة بات معلقاً لك في
الهواء .. أما أنا فلا أعرف ما
ينتظرني ومن المحتمل أن أتلقى
غدراً طعنة في ظهري وحين أستدير
قد أتفاجأ بالغدار قائلاً .. حتى
أنت يا آصف أو يا ماهر ؟؟؟؟؟
على كل حال ما زال
أمامي فرصة أخيرة مستوحاة من
فيلم سينمائي سأخبرك عنها في
رسالة قادمة إذا بقيتَ على قيد
الحياة لحينها .
ملاحظة : لقد عملت
بنصيحتك في رسالتك الأخيرة
وطلبت من (الحبش) تعليمي تلاوة
القرآن الكريم كي لا أخلط بدوري
بين الرفاق والرفيقات .. وبين
المنافقين والمنافقات .....
لك من الصنديد
الركن أطيب التحيات البعثية .
لمراسلتي أكتب لي
على عنواني الجديد ...
الصنديد الركن بشار
..... قصر الشعب .... غرفة الرئاسة
..... تحت سرير نومي الرئاسي .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|