كلّما
طال بقاء المحتلين، زاد ضعف
الحكومة*
ترجمة:
د. عبدالوهاب حميد رشيد
مع تصاعد
التفجيرات ضد المدنيين
واستمرار اكتشاف جثث الضحايا
بما عليها من آثار التعذيب
وطلقة الرصاص الوحيدة (رصاصة
الرحمة) خلف رأس الضحية التي
مارستها فرق الموت المعروفة في
الحروب الأمريكية في فيتنام
وأمريكا اللاتينية.. ومع تجاهل
دور الاحتلال الأمريكي في هذه
الجرائم وتقديمها للرأي العام
في صورة صراع مذهبي/ طائفي..
هناك من
يُحذِّر بأن تصاعد العنف
هذا سيزيد في تمزيق صورة
الأمريكيين ومزاعمهم في إعادة
بناء الهياكل الأساسية، بل
وتُعيد حياة الناس إلى الوراء.
وحسب الأسوشيتدس
بريس بلغ قتلى الجنود الأمريكان
في العراق 2719 منذ مارس/ آذار 2003،
لكن الرئيس الأمريكي بوش لا زال
يصرّ على البقاء في البلد
المحتل.
كلما طال بقاء
المحتل الأمريكي في العراق، زاد
ضعف الحكومة الدُميّة التي جاءت
إلى السلطة بدعم وتأييد سلطة
الاحتلال. إن الحكومة العراقية
الحالية- الفاقدة للكفاءة-
أصبحت مجرد أداة لخدمة الأهداف
الضيقة لواشنطن. حسب مقالة ظهرت
في Ynet website.
رغم المحاولات
المستميتة للحكومة الأمريكية
تلفيق وتقديم صورة إيجابية
للعالم بشأن ما يحدث في العراق.
جاء التقرير الذي أعدَّه 16
عنصراً من وكالات المخابرات
الأمريكية عن "الإرهاب"
ليدين إدارة بوش وينزع عنها
البقية الباقية من مصداقيتها..
موضحاً أن "الحرب في العراق
صار سبباً محورياً لتوليد
المزيد من العناصر الجهادية
الجدد الغاضبين من التورط
الأمريكي في العالم الإسلامي
وتعاظم المؤيدين لحركة
الجهاد."
وما هو مزعج أكثر
أنه بدلاً من محاولة البحث عن
طرق مناسبة للتعامل مع الوضع-
الكارثة في العراق وإيجاد مخرج
استراتيجي منطقي، تصرّ الحكومة
الأمريكية على رفض الاعتراف
بفشلها أو القبول بتقارير تتضمن
أن تورطها العسكري في العراق
قاد إلى تصعيد غضب العرب
والمسلمين في كافة أرجاء
العالم.
وبدلاً من ذلك
تصرّ إدارة بوش على ربط انتشار
"الإرهاب" بسبب العراق
بادعائها أن مقاتلي الجهاد
هناك، في حين تتجاهل حقيقة أن
استمرار وجودها العسكري هو
السبب المحوري وراء ارتفاع
العنف الذي يدفع البلاد باتجاه
حرب أهلية دموية.
ومع استعداد
الأمريكيين للانتخابات النصف
دورية للكونغرس في نوفمبر/
تشرين الثاني القادم، فإن
المناقشات بشأن ما إذا كان على
الولايات المتحدة البقاء في
العراق أو تطبيق خطة لانسحاب
تدريجي ولكن عاجل، من المتوقع
أن تلعب دوراً مركزياً في نتائج
الانتخابات.
أن تصريحات إدارة
بوش بأن الولايات المتحدة ستبدأ
الانسحاب التدريجي حالما يقرر
الجيش أن القوات العراقية أصبحت
قادرة على تولي مهام الأمن في
البلاد، هي ادعاءات خادعة
وذرائع كاذبة هدفها استمرار
البقاء والاحتلال.
ذلك أن إطالة وجود
القوات الأمريكية في العراق
قادت إلى النتيجة الحالية
المتمثلة في انتشار العنف
بالبلاد واستمرار هجمات فرق
الموت الموجهة لقتل المدنيين
الأبرياء. كما أن الاحتلال
الأمريكي يبرر ظهور المقاومة
الوطنية لطرد الغزاة
الأمريكيين خارج البلاد.
كما أن العنف
(الطائفي) لن يتوقف، وفرق الموت
لن تنتهي، والتوتر العرقي/
الاثني سيزداد كلما بقي
المحتلون هناك. ذلك أن وجود
المحتل في حد ذاته يزُيد نار
التفرق والحقد والكراهية بين
المجموعات العراقية المتعددة.
تُضيف المقالة أن
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
ماذا يدفع الأمريكيين البدء
بالرحيل وترك البلاد؟ العراق لن
يبقى متجانساً والعنف لن ينتهي
بغض النظر عن الذريعة الأمريكية
للإبقاء على احتلالها للعراق.
أن إعادة بناء
استقرار العراق وتطبيق
ديمقراطية حقيقية لن تتحقق في
ظل قوات الاحتلال الأمريكية بغض
النظر عن حجمها وقوتها. كما أن
إدارة بوش، في الحقيقة، مسؤولة
عن حالة الفوضى الحاصلة في
العراق، وكلها بسبب السياسة
الخاطئة التي فرضتها على
البلاد، السياسة التي تستند إلى
التفكير الرغبي للمحافظين
الجدد.
ـــــــــــــــــ
*
The longer the occupiers stay, the weaker the government
becomes, Aljazeera.com- 3 October, 2006.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|