حال
الطوارئ مع الوزيرة / شعبان
بدرالدين
حسن قربي
في
لقاء مع قناة الجزيرة القطرية
بتاريخ 21 أكتوبر 2006 أجابت وزيرة
المغتربين في سورية السيدة/
بثينة شعبان على سؤال عن حالة
الطوارئ في سوريا والدعوات
لرفعه: إن حالة الطوارئ ليست
موجودة في سوريا فقط بل في
الولايات المتحدة وبريطانيا
تطبق قانون للإرهاب يسمح بتعذيب
العرب والسوريين للاشتباه بهم
فقط.
------------------
كلام
السيدة شعبان السالف كلام قد
يكون بعضه صحيحاً، والذي أرادت
من خلاله إيهام المستمع أن
لاشيء غلط في حالة الطوارئ
السورية، وأن الوضع سليم (مية
المية، وعال العال) فخلطت (عباس
على دباس) كما يقال. وللتوضيح
بشئٍ من الإيجاز وببضع نقاط:
• في يوم نحسٍ
مستمر ( 8 آذار/ مارس 1963 ) أعلن ما
يسمى (المجلس الوطني لقيادة
الثورة) وبموجب الأمر العسكري
رقم 1 قيام حركة الثامن من آذار
المجيدة (ثورة حزب البعث)
والاستيلاء بالقوة العسكرية
الباطشة على مقاليد نظام حكمٍ
مدنيٍ ديمقراطييٍ تعدديٍ في
سورية، وقرأ علينا (خالد الذكر)
السيد/ صابر فلحوط - مأثرةً من
مآثره - بيان الثورة (الذي يريد
البيان فنحن حاضرون لتزويده به
لقراءته ليتأكد أنهم ماصدقوا في
كلمةٍ واحدةٍ منه).
• كان البيان
الثاني - شاهدنا في الحديث
والملاحظات - عقب البيان الأول
ومن اليوم نفسه:
استنادا
إلى المرسوم التشريعي رقم 51
تاريخ 22 / 11 / 1962 تُعْلَنُ حالةُ
الطوارئ في جميع أنحاء
الجمهورية العربية السورية
وحتى إشعارٍ آخر.
• قانون
الإرهاب (بتاع أمريكا) بغض النظر
عن مضمونه كان بعد أحداث 11
سبتمبر/أيلول 2001 ودونما انقلاب
عسكري فسيطرة على نظامٍ
ديمقراطي وحكمٍ مدني، أمّا حالة
الطوارئ (بتاع الثوار) فهي منذ
عام 1963 . بمعنى
إذا كان النظام السوري و(الثورجية)
في مؤخرتهم في الكثير والكثير
من المجالات، ولكنهم حقيقةً
سابقون لهم ومتقدمون عنهم
بأربعين سنة، فهم يحتاجون زمناً
طويلاً وطويلاً جداً للحاق
بثوارنا ولاسيما مع الثورة
العلمية والتقنية الحديثة التي
سوف تجعلهم في مؤخرة النظام
السوري مهما عملوا وبحاجةٍ
إليهم في هذا الميدان من العلوم.
ودليلنا تحويل الكثير ممن اعتقل
في أمريكا إلى سورية من أمثال
السيد/ عرار والسيدين/ الزمار
والمالكي خدمةً للمعلمين وتبيض
وجه معهم.
• أثبتت السيدة/
شعبان حسب روايتها عن قيام
الأمريكان والبريطانيين بتعذيب
العرب والسوريين فقط لمجرد
الاشتباه بهم من خلال قانون
الإرهاب الذي أقروه، ولكنها لم
تحدثنا عن حال أعداء الله من (أمريكان
وبريطان) وتعذيبهم في السجون
والمعتقلات السورية كمعاملةٍ
في المثل ورداً للحجر من حيث
مجيئه إلا إذا كان عدم الحديث عن
مثل هذا من قبيل عدم تسجيل
اعتراف على النظام السوري
بالتعذيب ومن ثم إدانته (ببهدلة)
أعداء الله و(مرمطتهم) في السجون
السورية.
• المعروف أن
حالة الطوارئ (بتاعنا) الممتدة
لأكثر من أربعة عقود جعلت
البلاد والعباد يرزحون في ظل
القمع والديكتاتورية والفساد
المشرعن ثورياً ونضالياً
والمغطى بشعارات الصمود
والتصدي والمقاومة والممانعة
لإدارة الدولة بطريقةٍ بعيدة عن
القانونية (الشرعنة القانونية)
ومن ثم عن المسؤولية والمساءلة
والمحاسبة، والتي تشكلت في
أجوائها المحاكم الاستثنائية
والميدانية ومحكمة أمن الدولة
العليا التي ماتوقفت – جميعها -
منذ تشكليها عن محاكماتها
الصورية وإصدار الأحكام
التعسفية والقمعية تجاه
الأفراد ومنظمات المجتمع
المدني ومنتديات الفكر والرأي
الآخر عموماً، والذي نتج عنها
عشرات الآلاف من الضحايا
والمفقودين من مجهولي المصير
أحياءً وأمواتاً حتى يومنا هذا.
• لم تجد
السيدة/ شعبان دليلاً على تطور
سورية وتقدمها ولحاقها بركب
الدول المتقدمة سوى حالة
الطوارئ السورية التي هي مثل
قانون الإرهاب عند أمريكا.
• كلام السيدة/
شعبان عن تعذيب المواطن السوري
عند الأمريكان والبريطان تحت
غطاء قانون الإرهاب مؤداه أن
المواطن السوري محكوم داخل
سورية بحالة الطوارئ كما هو
محكوم بقانون الإرهاب خارجها
حتى لايتغير عليه الحال، ويبقى
الحال من بعضه. نسأله ربي أن
يغير حالنا إلى أحسن حال، وأن
يتولى أمرنا أولاد الحلال (
جدعان وقبضايات وبيخافوا ربهم،
ديمقراطيين ويعملون لمصلحة
شعبهم ورجال، ومو مشغولين هم
وجماعتهم بتجميع المليارات
وسرقة الشعب وهبشه ونهبه بالغدو
الآصال، واللي بنصحوهم
وبحذروهم: لاتعفْسوا
ولاتْخبْصوا، بتهموهم وبقولوا
عنهم أنصاف رجال).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|