ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ما هكذا يا "ياسر الزعاترة" تورد الإبل!!!

الطاهر إبراهيم*

من السهل أن تجد العشرات بل المئات والآلاف ممن يكتبون المقالات ،يضعون فيها النقاط فوق الحروف يشيرون فيها إلى رجال السياسة والفكر، فيقولون هذا أخطأ هنا وذاك أصاب هناك. بل وربما يحاول بعضهم أن يقف موقف "الأستاذية" ليرشد أولئك كيف يقفون الموقف المناسب في المكان المناسب. لكنك لا تكاد تجد واحدا أو ربما اثنين من بين آلاف أصحاب الأقلام يقف –فيما لو وُضِعَ في موقع السياسي والمفكر-الموقف الصواب من دون أن تزل به القدم. راودتني هذه الأفكار وأنا أقرأ مقالا للكاتب الإسلامي "ياسر الزعاترة" في الشرق القطرية بعنوان: "إخوان سوريا وضرورة التدقيق في المواقف"، حاول فيه أن يلبس لباس "الأستاذ" ويقف إلى جانب "السبورة" أمام الإخوان المسلمين السوريين، يعلمهم كيف يقفون المواقف السياسية في قضايا تخصهم، اكتووا بنارها، وكأنما أُلهِمَ -من دونهم- الصواب. ومع كل الشعور بالاحترام والتقدير الكبيرين للأستاذ "الزعاترة"، ومع تسليمنا بأن خلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية، فإن قراءة واعية لما كتبه تؤكد أن الأستاذ خاض في قضية لم يستوعب أبعادها ولم يحاول أن يستمزج آراء أصحابها. وأنا هنا لن أفند كل ما جاء في المقال، بل سأشير16 إشارات خفيفة، وأترك للقارئ ليكمل الصورة من عنده. 

بدأ الأستاذ كلامه بداية، أقل ما يقال فيها أنها ابتعدت عن الكياسة في أسلوب النصح عندما قال: "من المؤكد أن ما يجري في بعض التجارب السياسية الإسلامية هنا وهناك ما زال ينطوي على قدر من الرعونة، وأقله غياب الحكمة والرشد".

و برغم التغيير الهائل في خريطة مكة المكرمة العمرانية، حيث بنيت فيها عشرات الجسور ، وبعج فيها أكثر من خمسين نفقا، فإن مقولة "أهل مكة أدرى بشعابها" تبقى صالحة لكي يضرب بها المثل، لأنها وردت على لسان رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" ابتداء أو متمثلا، ولأن شعاب مكة ما زالت عصية إلاعلى أهلها. نقول هذا الكلام بعد أن اتكأ الأستاذ "الزعاترة "على هذا المثل –الحكمة، فزعم أن "مكة لم تعد غامضة ولا مخفية في عالم العولمة الإعلامية، وليس لأننا نتحدث عن السهول والجبال .... بل أيضاً لأن القضايا التي نعنيها لا تحظى بإجماع في أوساط المكيين أنفسهم". العولمة الإعلامية تقضي أن يذكر لنا الأستاذ كم هي نسبة "المكيين" الذين خرجوا على الإجماع، سيما وهو يعرف الترتيبات التي تمت مؤخرا في صفوف الإخوان المسلمين في سورية، والتي أكدت أن المواقف اتخذت بما يشبه الإجماع، ما يعني أن الأستاذ لم يرجع إلى "أهل مكة" الذين هم "أدرى بشعابها".

لن نقف عند هجوم "الزعاترة" على الإخوان السوريين من زاوية تحالفهم مع "عبد الحليم خدام" نائب الرئيس السوري، فهو لا يضيف جديدا إلى ما قاله بعض خصوم الإخوان حول نفس القضية. ولا نزعم أنه قد جاء "أمرا إدا" عندما اعترض على التحالف، فالقضية حمالة أوجه، ولكلٍ وجهة نظره، خصوصا عند غير السوريين.

لكن الذي بدا غريبا عن منهج الأستاذ الزعاترة في النقد والتحليل هو ابتعاده عن التدقيق في صحة ما يقول، عندما زعم بأن تصريح الأستاذ "البيانوني" حول التفاوض مع إسرائيل كان بنصيحة من "خدام". بل الأسوأ من هذا، زعمه بأن البيانوني قبل نصيحة خدام "تحت ذريعة إسقاط الفيتو اليهودي على الإخوان، الأمر الذي يفتح الباب أمام إمكانية التنسيق معهم أو دعمهم من قبل واشنطن". هنا يحق لنا أن نسأل الأستاذ "الزعاترة": هل هو ناقل لهذا الرأي أو مدعٍ؟ وفي كلا الحالتين عليه أن يثبت. لأن القاعدة الأصولية الإسلامية تقول: "إذا كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل".

كما يحق لنا أن نسأل: هل شق الأستاذ الزعاترة على قلب البيانوني عندما زعم أن "ما فعله البيانوني ليس سوى هدايا مجانية بلا أدنى فائدة، اللهم سوى كسر الثوابت الإسلامية فيما يتعلق بالقضية الإسلامية والتعامل مع الأعداء بشكل عام، ومن ثم خسارة الشارع السوري المسكون بالصراع مع العدو الصهيوني"؟

اعتراض الأستاذ "الزعاترة" على التحالف مع "خدام" –مع تسليمنا بحقه في إبداء رأيه فيه- يثير استفهاما استنكاريا عند الإخوان السوريين فيتساءلون: "ما عدا مما بدا" أن يمرّ الأستاذ مرور الكرام بعلاقة رموز جبهة العمل الإسلامي مع خدام يوم كان جزءا من نظامٍ يرفض إلغاء قانون الذبح 49 لعام 1980 الذي يحكم بالإعدام على مجرد الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، بل وكان يرأس وفد حزب البعث في اللقاءات التي كانت تجري مع حزب جبهة العمل الإسلامي؟ أم أن لقاء "البيانوني" مع "خدام" المعارض حرام، ولقاء قادة جبهة العمل الإسلامي مع "خدام" نائب رئيس النظام السوري حلال؟

ما فعله الإخوان السوريون أنهم تحالفوا مع عبد الحليم خدام السوري، وليس مع عبد الحليم خدام اليهودي أو الأمريكي. كما أن الإخوان السوريين لم يعطوا صك غفران عما فعله يوم كان جزءا من النظام السوري.         

أخيرا: لقد بدا الأستاذ "الزعاترة" وكأنه مشتت الفكر وهو يتنقل بين قضايا هذا المقال دون أن يكون مقنعا في اعتراضاته، مما يثير سؤالا كنت أريد أن أبدأ به موضوعي، ثم أجلته إلى ختام المقال، وهو: ما ذا أراد الأستاذ "ياسر الزعاترة" أن يقول لنا، سيما وأن مقاله هذا جاء بعدأن هدأت زوبعة التحالف مع خدام وزوبعة تصريح الأستاذ البيانوني حول التفاوض ؟ يبقى أن نقول إن خلافنا بالرأي مع الأستاذ الزعاترة لا يفسد للود قضية، ونبقى من قراء مقالاته الممتعة.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ