بانتظار
المزيد من الحروب الأمريكية "القذرة"*
ترجمة:
د. عبدالوهاب حميد رشيد
يذكر بعض خبراء
التحليل أنهم لاحظوا منذ الشهور
الأخيرة تصاعد الحرب الكلامية
بين الولايات المتحدة وبين
إيران، وأن الجمهورية
الإسلامية الإيرانية تحاول بدء
حرب عالمية ثالثة، ويحذرون مما
يرونه طموحات إيرانية ترتبط
بتحدي إسرائيل و/ أو الولايات
المتحدة بزيادة قوتها الهجومية
بالتوجه الفعلي لصنع القنبلة
الذرية.
ذكر جنرال
البحرية الأمريكية ورئيس هيئة
الأركان المشتركة بيتر بيس أن
الولايات المتحدة قادرة على
إلحاق الهزيمة بأي عدو باستخدام
القوة الفائقة، محذراً أن
الحروب الأمريكية المستقبلية
ستكون أكثر وحشية وخسارة بشرية
ودماراً وعلى نحو أكثر بكثير
مما حصل في العراق.
وعندما سُئل عما
إذا كان هناك أي تهديد محتمل من
قبل كوريا الشمالية في ضوء
تجربتها النووية مؤخراً، أكد
الجنرال أن القوات الأمريكية
قادرة على التعامل مع أي عدو
محتمل، لكنه توقف عن القول بأن
الولايات المتحدة قد تُهاجم
كوريا الشمالية بعنف وتضع نهاية
لمنشآتها النووية.
"صحيح أن
قواتنا داخل البلاد ليست مستعدة
وفي كامل معداتها، كما لو كانت
في حالة عدم وجود حرب قائمة،"
حسب الجنرال في البنتاغون. "ولكن
يجب أن لا يخطئ أي من أعدائنا
المحتملين قدرة أمريكا على
توليد قوة فائقة متتالية
ومستمرة للدفاع عن المصالح
الأمريكية،" كما تبجح بيس.
وأضاف لكن "الحرب بالنتيجة
ستقود إلى إهلاك جزء من سلاحك،
عليه سيتم حسم المعركة باستخدام
المزيد من خزين القنابل، أي قوة
قتالية أكثر وحشية من الحروب
السابقة."
"عليه ستنتهي
مثل هذه الحروب القادمة بإحداث
أضرار مقصودة أشد تدميراً.
وستوضع نهاية لها على شاكلة ما
حدث في الحرب العالمية الثانية
أو الحرب الكورية بدلاً من
الجلوس والانتظار بشأن عدم توجه
الحرب بصورة جيدة."
أعلنت كوريا
الشمالية عن إجرائها تجربة
نووية ناجحة تحت الأرض. وذكرت أن
هذه التجربة ستساهم في الدفاع
عن السلام والاستقرار في شبه
الجزيرة الكورية، لكن الولايات
المتحدة والمجتمع الدولي نظرت
إليها مصدراً للتهديد، بخاصة
اتفاقية التعاون السلمي النووي
بين الهند وبين الولايات
المتحدة، بالإضافة إلى تهديد
مركز الهند كقوة نووية قائمة
فعلاً.
ادعى الجنرال بيس
أن الصراعات الحالية لم تُضعف
القوة الضاربة للقوات
الأمريكية عند الحاجة لفتح جبهة
حرب أخرى "لن تكون حرباً
نظيفة كما نتمناها. لكنها ستكون
مضمونة الحصيلة ومؤكدة على نحو
غير فابل للجدل."
قالت الولايات المتحدة أنها
تريد استخدام الطرق
الدبلوماسية لحل الصراع الدولي
القائم بشأن برنامج إيران
النووي، حيث تصرّ إيران على
أغراضه واستخداماته السلمية.
لكن الرئيس الأمريكي سبق وأن
أكد أنه لن يستبعد الخيار
العسكري.
في العام الماضي
كُشف النقاب عن أن إدارة بوش
كانت تقوم بتنفيذ مهمة
استطلاعية لمعرفة المزيد بشأن
مواقع المنشآت النووية،
الكيميائية والصاروخية في
إيران. وهذا ما دفع بعض الخبراء
إلى التحذير من احتمالات توجيه
ضربات جوية لإيران.
ما يمنع الولايات
المتحدة من الهجوم على إيران،
حسب تفسير بعض الخبراء، هو
الخوف من إلحاق أضرار بإسرائيل
بتوجيه إيران ضربات مباشرة
نحوها (إسرائيل) وربما باستخدام
الأسلحة النووية.
لكن ما يتفق عليه
أغلب المسؤولين من عسكريين
وسياسيين هو أن حملة أخرى من قبل
الولايات المتحدة في المنطقة
ستولد نتائج مدمرة ليس في الشرق
الأوسط، حسب، بل أن التدمير
سيكون محسوساً على نطاق العالم،
بخاصة إذا قررت الولايات
المتحدة استخدام الأسلحة
المحرمة، كما فعلت في العراق،
وسابقاً في اليابان.
ــــــــــــ
*
More of
U.S.
“dirty” wars that meets the eye, Aljazeera.com- 26
October, 2006.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|