ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ماذا جرى في محافظة الحسكة...؟

وكيف تعاملت السلطات السورية معه؟

إبراهيم درويش

Nafizah_2006@yahoo.com

ماذا جرى؟

عصر يوم السبت 28 تشرين الأول 2006 غمرت مياه الفيضان أجزاء من مدينة سه ري كانيي (رأس العين) وبلدات وقرى أخرى،بما فيها مدينة الحسكة نفسها، في شمال شرق سورية. فماذا جرى بالضبط؟ وكيف بدأت الكارثة؟

 بدأ الأمر بهطول أمطار غزيرة مدة يومين في المنطقة امتلأت نتيجتها السدود التي بناها الأتراك على مجاري المياه في المناطق الحدودية المتاخمة للمدينة،لاسيّما سد خانكي على نهرالخابور،مما دفعهم حماية لمنشآتهم المائية والاقتصادية إلى فتح منافذ السدود أمام الكميات الهائلة من المياه المتجمعة لأيام خلف هذه السدود بشكل مفاجئ وتركها تجتاح الجانب السوري من الحدود لتقتل وتدمّر كلّ شيء أتت عليه،من إنسان و ماشية ومحاصيل ومزروعات،وبخاصة في محافظة الحسكة، وعدد من البلدات والقرى في جانبي نهر الخابور. ففي مدينة الحسكة نفسها اجتاحت الفيضانات حارة النشوة الغربية. وفي قرية المفتي تعرضت عشرات المنازل لأضرار جسيمة كما تضررت أضراراً بالغة كافة قرى منطقة غويران المحاذية لنهر الخابور.

أما المدينة التي كان لها أكبر نصيب من الخسائر فهي مدينة سه ري كانيى (رأس العين)،لاسيّما حارة الدخل المحدود وحارة محطة شمالي ومحطة جنوبي، وقرى منطقة رأس العين قرية تل حلف ومناجير والأربعين والأهراس والعامرية وتل الحمام،وبلدة تل تمر، والكثير من القرى الواقعة على ضفاف نهر الخابور.

لقد تهدّم ما يزيد على 20 من المنازل الطينية العائدة للمواطنين، وبخاصة في حي المحطة غرب المدينة بشكل كلي أو جزئي ،كما اجتاحت المياه أكثر من 200 منزل و الكثير من المحلات التجارية وسببت خسارة كبيرة في الممتلكات والأثاث المنزلي لتلك البيوت. فضلاً عن الخسائر الجسيمة التي أصابت محصول القطن وغيره من المحاصيل، سواء التي كانت في الشلول، و جاهزة للشحن على أرض الحقول، أو غير المقطوفة بعد، ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، ونشوب حريق في أحد أكداس الحبوب المخزنة في العراء بعد تعرضها لصاعقة رعدية.

أما ما يحزّ في النفس أكثر فهو الخسائر البشرية في هذه الكارثة الطبيعية،التي بلغت عشرة شهداء ونحو خمسة عشر مفقوداً،فضلاًعن عشرات المصابين الذين نُقِلوا إلى المستشفيات ودُورالعلاج،سائلين الله تعالى الرحمة والغفران للشهداء،والصبروالسلوان لذويهم,والشفاءالعاجل للمصابين،والعودةالسالمة للمفقودين الأعزاء.
ومما قلّل الخسائر البشرية والمادية لتلك الفيضانات المغاراتُ التي بدأت تظهر في مناطق متفرقة من مدينة رأس العين،بسبب انخساف الأرض وهبوطها في بعض المواقع، إذ ابتلعت هذه المغارات كميات هائلة من المياه.

كيف تعاملت السلطات السورية مع هذه الكارثة؟

    يؤكد معظم الأهالي في المناطق المنكوبة التي لم تشهد غزارة أمطار بهذا الشكل منذ نصف قرن أن السلطات السورية لم يكن لها حضور يذكر أثناء الكارثة ولا خلال الفترة القصيرة التي أعقبتها،ولم يكن ثمة تنسيق ـ على ما يبدو ـ بين السلطات التركية والسورية فيما يخص فتح بعض منافذ السدود والاحتمالات المتوقعة لمثل هذا التصرف في مثل الظروف التي صارت فيها المنطقة،لذلك واجه الناسُ الكارثة دون حول لهم ولا قوة،فكانت الخسائر البشرية والمادية التي تفوق تصوّرَ هؤلاء البسطاء الفقراء وقدرتهم على تحمّلها،تماماً كالإهمال الذي عرفت به السلطات السورية إزاء كارثة سدّ زيزون،التي انتخى لها صدام حسين وأعلن عن تقديم عشرات الملايين من الدولارات للمنكوبين من جرائها،وتساءل المتضررون عن مصيرها،إذ لم يجدوا من الجَمل سوى الأذن.أما في كارثة اليوم فمن أين لبشار بشخص مثل الذي تطوع ببناء مساكن للمتضررين من انهيار سد زيزون؟

ما المطلوب ؟

    إن المطلوب من السلطات السورية الرسمية على وجه السرعة أن تبادر إلى اعتبار المدن والقرى والأحياء التي أصابتها الفيضانات مناطق منكوبة، وتقديم الدعم الفوري اللازم للسكان فيها ، والتخفيف من معاناتهم بالوسائل الممكنة، وتشكيل لجنة تحقيق قضائية نزيهة وعادلة من أجل إحصاء الأضرار، بغية تعويض البلدات والقرى المنكوبة، و محاسبة المسؤولين المحليين على الإهمال والتقصير الوظيفي .وإن كنا لانعوّل كثيراً على محاسبة المقصرين والمهملين،لأن الفساد قد استشرى في مفاصل الدولة في حكم العائلة الأسدية,وإن من يقوم بالمحاسبة يجب أن يحاسب،لأن "الخط الأعوج من الثور الكبير"،ولأنه رتع فرتعوا،ولو عفّ لعفّوا.

وإن المطلوب من أبناء شعبنا الخيّرين أن يبادروا لنجدة إخوانهم المنكوبين والتخفيف من مصابهم الجلل،بالتبرع لهم ،لاسيّما المقتدرين منهم.ولقد أحسنت صنعاً " جمعية أصدقاء سه رى كانيى في ألمانيا " عندما أعلنت عن  فتح باب التبرع للمنكوبين،وفتحت حسابات في البنوك  الألمانية لهذا الغرض،متمنياً لهم النجاح في مهمتهم الكريمة النبيلة،راجياً أن تبادر جهات كردية وسورية في كل المهاجر إلى عمل مماثل،فإن ذلك أضعف الإيمان،وإنّ الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ