النظام
الخلاّق :
بديل
عن الفوضى الخلاّقة ، وعن
النظام البليد!
عبدالله
القحطاني
1- الفوضى الخلاّقة : تَخلق ماذا ؟
ولمصلحة مَن ؟
أ ـ تخلق ماذا ؟ :
إنها ، ببساطة ، تخلق دولة
مضطربة، لا يضبطها ضابط ، كل فئة
فيها عدوّة لكل فئة ، وكل حزب
يكيد لكل حزب ، وكل طائفة تتربّص
بكل طائفة ، وكل تجمّع يضمر
الحقد لكل تجمّع .. وكلّ يمارس
العنف ضدّ الكلّ ، وكلّ يطلب
الثأر من الكلّ ..!
ب لمصلحة مَن ؟ :
لمصلحة الجهة التي اخترعتها
بدايةً (وهي هنا أمريكا) .
ولمصلحة الجهات الأخرى ، التي
تستفيد من أية فوضى في بلد تحرص
على تفتيته ، أو الهيمنة عليه ،
أو اللعب على تناقضاته . وهي في
حالة سورية ، تتمثّل مرحلياً في
دولتين هما : (إسرائيل وإيران ) .
2- النظام البليد :
يعمل ماذا ؟ ولمصلحة مَن ؟
أ ـ يعمل ماذا ؟
يشلّ حياة الدولة والمجتمع ،
ويعطّل طاقات الأفراد ، وينهب
ثروات البلاد ، ويسحق كرامة
المواطن ، بين الفقر والسجن
والتشريد ، والرعب الدائم من
بطش الأجهزة المتسلطة على رقاب
الناس . ويميت القدرات
الإبداعية عند المبدعين ، أو
يدفع أصحابها إلى مغادرة البلاد
، إلى أي مكان في الدنيا ، بحثاً
عن لقمة عيش ، وعن حياة حرة تتيح
لمواهبهم المبدعة أن ترى
النور..!
- كل ذلك لمصلحة
الزمرة المتحكمة بحياة الدولة
والمجتمع بدايةً ..
- ثم لمصلحة الجهات
المستفيدة داخلياً وإقليمياً
ودولياً ، من خمول الشعب ،
ومَوات إمكانات الدولة ، وبقاء
قدراتها وقواها المختلفة في
حالة عطالة مستمرة ..! وكل ذلك في
ظلّ حكم بليد ، عاجز خانع ، لا
يقوى على حفظ حدود الوطن ، ولا
يستطيع مواجهة ابتزاز الآخرين
..! وهذه الجهات هي اليوم ، في
الحالة السورية ، خارجياً :
أمريكا.. وإسرائيل.. وإيران ـ
بنزوعها الإمبراطوري الجديد
الذي لم تعد تخفيه ـ !
والفئات الانتهازية
النفعية داخياً .
1ـ النظام الخلاّق :
أ ـ هو وحده القادر
على صناعة دولة قوية ، وشعب حرّ
مبدع ، يفجّر طاقات أبنائه
الإبداعية ، ومواهبه الفريد
المتنوعة ، ويستثمر إمكانات
دولته الاستثمار الأمثل ،
بشرياً واقتصادياً وثقافياً
وعلمياً.. وعلى كل صعيد .. ويحفظ
أمن بلاده وحدود دولته ، من كل
متربّص أو طامع ..!
ب ـ هذا النظام لا
يصنعه أحد في الدنيا لشعب من
الشعوب ، إلاّ الشعب نفسه . فإذا
عجزت القوى الفاعلة الحية التي
تتصدّى لقيادة الشعب ، عن
أن تقوده إلى صناعة هذا
النظام لنفسه ـ بنفسه ـ برغم قوى
العطالة وقوى
الإعاقة.. فلا تلومنّ الآخرين،
ولا تنتظرنّ إلا البوار، لها
ولشعبها ولوطنها ..! وهذه سنّة
الله في خلقه، في شعوب وأمم بارت
، وفي أمم وشعوب أخرى قابعة
تنتظر البوار!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|