ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 08/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حـوار إسـلامي سـاخن ( 2-4)

الدكتور خالد الاحمـد*

بعد صلاة الفجـر جلـس الطالب مع الأسـتاذ بعد سهـرة يوم أمـس ، تحدث فيها الأستاذ  وقـدم أجـوبـة صحفيـة لوكالـة ( رويتر ) ، وكان الصحفـي مهتمـاً بتوريط الأسـتاذ بأجـوبـة تصبـغ الحركة الإسلامية بالإرهاب ( حسب مفهومهم ) ، وحيث أن الأستاذ يهتم بطلابـه كثيراً ، ويجاهـد من أجل إخـراجهم من ظلام الجهـل إلى نور العلم ، ويكافح من أجل نشر الوعي السياسي بين شباب الحركة الإسلامية بشكل خاص ،  لذلك دار بينـهم هذا الحـوار الطويل .

 

الطـالـب : أمس يا أسـتاذ قلت في جوابـك للصحفـي في وكالة ( رويتر )أنك لاتمانـع في مفاوضـات العـدو الصهيـوني إذا اسـتلمتم الحكـم في سـوريا ، وقد آلمنـي هذا الكلام كثيراً ، كيف نفاوض العـدو الصهيوني الذي اغتصب قلب العالم الإسلامي ، اغتصب فلسطين والمسجد الأقصى والقـدس ، كيف نفاوضـه !!؟ أليس التفاوض اعتـراف بـه !!؟ وعلى أي شـيء نفاوضـه !!؟ على القدس مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ، أم على المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين ، أم على الأرض المحتلة (1948) أم الأرض المحتلة (1967) ... والتفاوض اعتـراف ...فهل يصح أن نعتـرف بالصهاينـة  !!؟

الأســتاذ : أرجو الانتبـاه الجيـد يابنـي ، فالعمل السياسي ، معقـد جـداً ، أكثر من مسائل الرياضيات في الشهادة الثانوية ، ويـلزم بـذل حـزمـة عاليـة من الانتبـاه كي نفهم العمل السياسي المعاصر ، كان الدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله واعياً سياسياً جـداً لذلك قفـزت الحركة منذ أن أسسها عام (1945م) لتشارك في انتخابات (1947 ) و (1950) و (1954) و (1962) ، وكان الدكتور السباعي يرحمه الله نائب رئيس المجلس النيابي ورئيس لجنة الدستور عام (1950) ، وأصدرت الحركة عدة صحف مثل ( الشهاب ) و ( المنار ) و ( اللواء ) و ( المرصاد ) ، وأصدرت الحركة عدداً من المجلات أيضاً ، وتحالفت الجماعة مع البعثيين يومذاك وشكلت الكتلة الاشتراكية الإسلامية ضـد الشيوعيين الأقوياء يومذاك ، ثم توفي الدكتور السباعي ، وأصاب الحركة مايصيب الحركات بعد وفاة المؤسس ، ضعف الوعي السياسي ، والفكر السياسي لدى الحركة ... ثم هاهي اليوم تعود إلى أصلهـا في عهـد السباعي يرحمه الله تعالى ، وتحاول امتلاك أدوات الغوص في محيطات السياسة ، وأول هذه الأدوات المشروع السـياسي لسوريـا المستقبل ( رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ) الذي نشرته الجماعة في صيف (2004 ) ....

 

1- على ماذا نفاوض !!؟ فنحن – السـوريين – نفاوض على الجولان ، لأن الجولان أرض سورية ، ويجب علينا تحـريـره من الاحتلال الصهيونـي بأي وسـيلة كانت ، وكل الوسائل مشروعة لتحرير الأرض ...هل يعقل أن نفاوض نحن– السوريين ـ على الأرض المحتلة (1948) أو ( 1967) وهل أصبحنا وكلاء عن الأمـة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة !!؟ ، أعتقـد لايخطر في ذهـن عاقـل أنـنا سنفاوض من أجل غيـر الجولان ... فالمقصود تماماً هو الجولان بشكل محدد ودقيق ... وعندمـا نفاوض لتحرير الجولان لانعطـي العـدو الصهيونـي حقـاً في بقيـة الأراضي العربية التي احتلها عام (1948) وعام (1967) ... وحتى العدو الصهيوني نفسـه لايطلب منـنا هذا الطلب ، لأننـا لانملـكه ... وتفاوضنا على تحـرير الجولان ليس تنازلاً عن بقيـة الأرض العربيـة المحتلـة ...

 

2- ألا تعلم يابنـي أن العالم كلـه ، والدول الغربيـة خاصة ، المتنفـذة في العالم جميعـاً ، هذا العالم وهذه الدول تعتـقد أن المسلمين لايفهمون سوى لغـة السـيف ، حتى أن ( باباهم ) يقول أخيراً أن ديننـا لم ينتشر إلا بالسـيف ، وهذه أخطـاء تاريخيـة تسـتعمر أذهان البشـر ، ويعمل أعداؤنا على ترسيخها ودعمهـا ، لتخويـف البشـر من الإسـلام ... وزاد الطيـن بلـة اليـوم أن ( الجهـاد ) صار اسـمه العالمي المتعارف عليه اليوم ( الإرهاب ) ، ويجتمع حكام العالم عدة مرات لمكافحة الإرهاب ، وأسست منظمات دولية وإقليمية لمكافحة الإرهاب ، ويتهمون كثيراً من الحركات الاسلامية بالإرهاب ... فكيف يتحـرك السياسي المسلم وسـط حقـول ألـغام من هذا النـوع !!؟

3- قلت للصحفي الماكـر : إذا كانت المفاوضات سوف تعيد لنا أرضنا لِـمَ لانقبـل بهـا !!؟ هـل نحـن عشاق للقتـل والـحروب والدمـار!!؟ أم نـريـد تحـريـر أرضنـا !!؟ والمقصـود الأول والـهام من جوابي ذلك أن يسـمع العالم والدول الغربيـة خاصـة أنـنا نـريـد تحريـر أرضنـا ، وأنـنا لانـكره بل نتمنـى أن نحـررها بالمفاوضات ... أما إذا لم نسـتطع تحريرها بالمفاوضـات فكل السـبل مفتـوحـة أمامـنا لتحـرير أرضنـا ... وقد قلت ذلك ...  

4- تُخَوّف دولـة العصابـات الصهيونيـة العالم أجـمع والولايات المتحدة الأمريكيـة خاصة ، من البـديل الذي سيحكم سـوريا بـعد النظـام الأسـدي الحـالي الذي وفـر لحـدود دولـة الصهاينة الشمالية أمنـاً وهدوءاً منذ (32) سـنة لم يـر العدو الصهيوني مثلها ، حتى لبنان أصغر الدول العربية أقض مضجع العدو الصهيوني ، وبث الرعب بين جنوده ... وكلفه مليارات الدولارات في الحروب مع لبنان ، أما حدود الصهاينة مع النظام الأسـدي فكما تعلمون وكما نشـر في أكثر من مكان ماقالوه عن الهدوء في الجولان :

ـ حملة جديدة استيطانية في الجولان لجلب مئات العائلات اليهودية .

ـ استقطاب ( 300) عائلة يهودية ضمن عام (2005) .

ـ عنوان الحملة : الجولان مشرع أبوابه لكم وهو مفعم بالحياة .

ـ وجاء في الحملة : الجولان يتميز بالهدوء الأمنـي ، ومستوى المعيشة المرتفع لدى المستوطنين .

ـ الطبيعة الخلابة والهـدوء والأمـان ينتظرونكم في الجولان .

ـ (21) مستوطنة ممتدة من جبل الشيخ وحتى بحيرة طبريا ؛ فتحت أبوابها لاستقبال القادمين الجدد .

ـ ازداد الاستيطان في الجولان في السنوات الأخيرة بنسبة (400 % ) .

ـ (700) عائلة يهودية استوطنت الجولان في السنوات الأربع الماضية .

 ـ (97 % ) من القادمين للجولان  من أراضي (48 ) و (3 % ) قادمون جدد .

 ـ ارتفعت نسبة السـياحة عام (2002) بنسبة (7 % ) ، وفي عام (2003 ) ارتفعت بنسبة ( 15 % ) ويبلغ متوسـط السياح الذين يـزورون الجولان سنوياً ( 3 ) ملايين سائح .

 

هكذا يعيش الصهاينـة في الجولان ، بعـد أن وفـر لهم النظام الأسـدي ذلك الهدوء ، والمعيشـة الرغيدة ، فكيف تقبـل دولة العصابات الصهيونيـة بديـلاً للنظام الأسـدي في سـوريا !!؟ ونحن نعتقـد اليوم أن الصهاينة هم الذين يدعمون النظام السوري الأسدي اليوم ، ويؤكدون على الولايات المتحدة التمسك بـه ، ويخوفونهم من النظام البديل ، وخاصـة أنهم يقولون أن النظام البديل سيكون ( إسلامياً ) وكلمة إسلامي عندهم تعادل كلمة ( إرهابي ) ...

بعد هذا هل تريـد من السياسي الذي يقـدم جواباً لذلك الصحفي الماكـر الذي يقصد أن يورطني في تأكيد أننا إرهابيون فقط ( حسب فهمهم ) ... هل يصح أن أقول : نحن لانقبل التفاوض مع العدو الصهيوني أبـداً ، والتفاوض مع هذا العدو اللعين مرفوض في حركتنا ... والتفاوض مع الصهاينة معناه قبلنا بالدنيـة في دينـنا ....!!!! ، ومامعنى هذا الـجواب إما أنه لايهمنا تحرير الجولان ( وهذا غير معقول )  ، أو أننا نفكر في تحريرها بالحرب فقط ، ولانفكر بغير الحرب ... وهو المعنى الذي يريـده أعداؤنا ، ليؤكدوا للعالم أجمع وللأمريكان خاصة أننـا إرهابيون ، ولايصح أبداً أن نكون بديلاً للنظام الأسـدي الذي وفـر لهم الهـدوء والعيش الرغيد في الجولان ....

 

الطـالب : هل هي رسالة موجهة على الهـواء مباشـرة للعـدو الصهيوني ، ولأسياده الأمريكان من وراءه ، تقول أننـا لسـنا هواة قتـل وتدميـر ، وأنـنا نتقـن فـن التعامـل الإنسـاني في القرن الحادي والعشرين ....وأننا نقبل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ، ولانرفضها ...

 

الأسـتاذ : هل هذه المعاني مفيـدة لنـا أم ضـارة !!؟ وهل تنازلـنا فيها عن عقيدتنا !!؟ ورضينا بالـدنيـة في ديـنـنا !!؟ ألا تعلمون أن الإسلام انتشر بالدعـوة أضعـاف ما انتشر بالسيف !!؟ وأن معنى فتح رومـا الذي وعدنا بـه رسول الله ، والذي حـدد أن يكون بعد فتح القسطنطينة ، وقد فتحت القسطنطينية على يـد محمد الفاتـح يرحمه الله ، وسوف تفتح رومـا على يـد الدعـاة المسلمين الذين يفهمـون لغـة العصـر ، وسياسة العصر ، وستكون لهم الغلبـة وتدخل رومـا ( عاصمة الفاتيكان ) حالياً في الإسـلام كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

 مازلنـا بحاجـة ماسـة أيها الشباب إلى الوعي السياسي ... وأدعـو الله عزوجل أن تكونوا أكثـر منـنا وعياً وفهماً في السياسة العالمية المعاصرة ....والحمد لله رب العالمين ..

*كاتب سوري في المنفى

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ