إذا
قالت " حزامِ " فصدّقوها
دكتور
عثمان قدري مكانسي
ذكرت
الاتحاد الظبيانية في 06- 11- 2006 أن
محسن بلال وزير الإعلام في
النظام السوري أكد أن الجولان
جزء لا يتجزأ من الأراضي
السورية وأنها ستُسترد عبر
الطرق السلمية – إن أمكن – أو
بوسائل أخرى " أولها المقاومة
" .. وهذا
كلام منطقي لا غبار عليه
حتى الآن
. فالمعارضة حين ترى إبليس
يتكلم الحق وإن أراد به باطلاً لا
تشجبه ولا تستنكره ، ولكن تنبه
حتى لا يقع المخلصون في حبائل
أصحاب القعقعة الكاذبة ممن
اعتادوا الكذب وروجوا له
ويعملون غير ما يقولون ...وهنا
نذكر بالطنطنة التي افتعلها
النظام فقامت قائمته وقائمة
جوقته الإعلامية تستنكر
التصريح الذي أدلى به فضيلة
المراقب العام حين سأله الصحفي
من وكالة رويترز : في 27- 06- 2006 .
" سؤال:
لو كان الإخوان المسلمون في
السلطة، هل ستفتح مفاوضات مع
إسرائيل؟
الجواب: ما دامت هناك أراضٍ
محتلة، ينبغي تحرير هذه الأراضي
بكل الوسائل الممكنة. الوسائل
السياسية مقدمة طبعاً.
أن يتم انسحاب الاحتلال
الإسرائيلي من الأراضي المحتلة
عن طريق المفاوضات، فهذا شيء
طيب، أما إذا لم يتم الانسحاب
فمن حق الشعوب التي تُحتلّ
أراضيها، أن تحررها بكل الوسائل
المشروعة.
سؤال: إذن المفاوضات مع إسرائيل
ممكنة؟
الجواب: لم لا؟ ممكنة إذا كانت
هذه المفاوضات ستؤدّي إلى
الانسحاب من الأراضي المحتلة،
وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه
المشروعة.
لم لا؟ ليست هناك مشكلة؟. لكن هذا
لا يلغي حق الشعوب في مقاومة
المحتلّ إذا لم ينسحب. "
هذا الجواب المنطقي الذي أدلى به
فضيلة المراقب العام للإخوان
المسلمين تداعى له النظام ومن
يحسب عليه وحتى من بعض من يُحسب
على الإسلاميين الذين يدورون في
فلك النظام السوري ويسبحون
بحمده – للأسف الشديد – يعيده
بعد خمسة أشهر وزير إعلام
النظام السوري ببعض جمله
وتعبيراته ، فهل تشن الجوقة
الإعلامية في النظام ومن سار في
ركابه على هذا الوزير السوري
استنكارهم ويصبون عليه "
برميل غضبهم " وينعتونه بما
يحلو لهم أو تراهم يصفونه
بالقول الحكيم والفكر السديد
ويؤمّنون عليه كعادتهم حين يصدر
أي تصريح من إعلامهم ؟.
إذا قالت حزامِ فصدقوها
.......... فإن القول ما قالت "
بلال ِ "
ولكن هل
ترى النظام بعد أربعين سنة من
السكوت المطبق عن الجولان
صادقاً فيما يدّعيه من نفاد
الصبر ؟ ... وهل ترى نظاماً باع
مؤسسه الجولان لليهود ليكون ثمن
تملكه لكرسي الحكم في سورية له
ولأسرته من بعده هل تراه صادقاً
في استرجاع الجولان؟ ... وهل يعقل
أن تسترد الجولان بنقض الثمن
وكفرانه ؟ أقصد أن البيع كان
خيانة لله وخيانة للوطن وخيانة
للشعب فهل يقر ابن الخائن
بخيانة أبيه فيرد الزعامة
ويأباها لأن تاج الخيانة لا
يُشرف أوْ إن الولد لا يقر لأبيه
بخيانته كما صرّح مراراً حين
أعلن أنه يسير على خطاه ؟ بل إنه
سار على نهج أبيه حين تخلى عن
الإسكندرونة رسمياً وشطبها من
الخارطة السورية؟! . " فرخ
الوز عوام "
ولا نقول " هذا الشبل من
ذاك الأسد " فالأسد لا يرضى
الضيم ولا يبيع عرينه .
من البدهي أن يطالب المرء بحقه ،
وقد يأخذه بالسياسة والمفاوضات
.. ولكن لا بد أن يسبق المفاوضات
قوة تملأ الساحة ،
واستعداد عسكريٌ يؤيد المطلب .
أما استجداء الحقوق في
المؤتمرات والمطالبة الخجولة
بها ، والسكون الميت في الجولان
فيدل على دناءة طبع النظام وكذب
مدّعي الحقوق فيه .
وهذا وزير خارجية النظام "
وليد المعلم " ينأى في
تصريحاته عن كل ما يؤدي
للمقاومة . فقد صرح في مؤتمر
صحافي مع وزير خارجية النرويج
الذي زار دمشق مؤخراً " إن على
الإسرائيليين أن يفهموا أن
الحرب لا تعالج شيئاً ، فإذا
أرادوا شن حرب عام 2007 فنحن من
جهتنا نؤمن بأن عملية السلام
ستنطلق مجدداً عام 2007 " . – لا
تعليق - .
وتراه يقول كذلك في المؤتمر نفسه
معلقاً على الأصوات الصادرة
عن إسرائيليين يدعون إلى
المفاوضات " مادامت الحكومة
الإسرائيلية تعتبر أنها
ديموقراطية فعليها سماع هذه
الأصوات " وتناسى
أن الإسرائيليين حين يصدر
عن بعضهم الدعوة إلى المفاوضات
يتسلحون أولاً بالقوة ، وقد
جعلوا خيارهم الأول منذ أن وجدت
إسرائيل " القتال " وهذا
تاريخهم .
إن المفاوضات لا تنفع طرفاً
ضعيفاً ، إنما تضعفه أكثر
وتسلبه المزيد . ... فهل يعي
النظام هذه الحقيقة ؟!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|