حــوار
إسـلامي ســاخـن ( 3-4)
الدكتور
خالد الاحمـد*
بعد صلاة الفجـر
جلـس الطالب مع الأسـتاذ بعد
سهـرة يوم أمـس ، تحدث فيها
الأستاذ عن الدولـة التي
ننـشدها ونسـعى إليها ، وتحـدث
عن قبول الجماعة للتعددية
السياسية ، وقال ـ مجيباً على
أسئلة أحد الصحفيين ـ أن قبول
التعددية السياسية سـمة
ملازمـة للجماعة مذ نشأتها، وقد
شاركت الجماعة في نظام التعددية
السياسية خلال الخمسينات
،وأسهمت الجماعة في الانتخابات
يومذاك ، وحصلت على بعض المقاعد
في المجلس النيابي ،
وقبول التعددية السياسية
يتطلب قبول صناديق الاقتراع ...
وحيث أن الأستاذ يهتم
بطلابـه كثيراً ، ويجاهـد من
أجل إخـراجهم من ظلام الجهـل
إلى نور العلم ، لذلك دار بينـهم
هذا الحـوار الطويل .
الطــالب :
أمس يا أسـتاذنا الفاضل
أجبت الصحفي الذي حدد سؤاله
بشكل محرج ، عندما قال : هل
تقبلون رئيساً مسيحياً انتخبـه
الشـعب ؟ وأجبتم بالايجاب
...فكيف ذلك !!؟ هل يجـوز أن نرضى
برئيس غير مسلم يحكمنا !!؟
الأســتاذ :
لابد أن تنتبـه إلى السؤال ،
وإلى هـدف السائل ، الصحفي
الماكر ـ وكثير من الصحفيين
يحاربوننا ـ يريد أن أقول له :
لانقبل رئيساً مسيحياً ولو
انتخبـه الشعب ، يريد هذا
الجواب ، ويريد أن أقول له هذا
لايجوز في ديننا ، والإسلام
لايسمح لنا أن نقبل رئيساً غير
مسلم يحكمنا ... وهذا الصحفي ،
والسامعون الذين هالهم الجواب
فاتتهم أمور كثيرة ....منها :
1- أن الدستور في
سوريا يقول : دين رئيس
الجمهوريـة الاسـلام ...وقد كانت
أحداث الدستور عام (1973) عندما
حاول حافظ الأسد تغيير هذه
الفقرة من الدستور ويجعلها :
رئيس الجمهورية عربي سوري لايقل
عمره عن أربعين سنة ...فقام الشعب
وتظاهر ، وقدم العلماء مذكرات
احتجاج مما اضطر حافظ الأسد إلى
إعادة الفقرة السابقة في دستور
(1951) وهي : دين رئيـس الجمهوريـة
الاسـلام ... هذا مايقوله
الدستور ، فيكف ينتخب الشعب
رئيسياً مسيحياً للجمهورية !!!؟
إنـها مغالطـة ، من الصحفي
الماكر ...
2- هل يعقل أن الشعب
السوري الذي فيه (90 % ) مسلمون ،
وفيه (75 % ) على الأقل مسلمون سـنة
، هل يعقل أن مثل هذا الشـعب
ينتخب رئيسـاً مسيحياً !!؟
3- الصحفي الماكر
يريد أن أجيب بأننا لانقبل بما
تأتي بـه صناديق الاقتراع ،
وهذه مشكلة تؤكد للمشككين في
أننا نقبل التعددية السياسية
ونقبل صناديق الاقتراع ، ونضع
بين أيديهم حجـة عملية طازجـة ...
4- لذلك أجبت ( نقبل )
ولم أقل ( نرضى ) والقبول غير
الرضـى ، فنقبل يعني أننا نوافق
( مرغمين ) على ماجاءت به صناديق
الاقتراع النزيهة ، ولانعلن
ثـورة أو عصياناً أو نقوم
بأعمال عنف ... و ( لانرضى ) أي
نقبل مرغمين ولانرضى عن أنفسنا
، وعن عملنا في الانتخابات
، ومعنى ذلك أننا قصرنا في
الدعـايـة الانتخابية ، وفي
عملنا السياسي ، ونعود إلى
أنفسنا وإلى تنظيمنا فنتلافى
الثغرات ونسـدها ، ونستعد
لانتخاب قادم ...
5- وفي الحقيقة هذه
أسئلة خيالية ، غير واقعية
أبداً ، وهدف الصحفي أن يظهر
للعالم أننا لانقبل بالتعدديـة
السـياسـية ، فأردت أن ألجمه ،
وأبين حقيقة موقفنا من التعددية
السياسية ....
الطـالب : كنت
أتـمنى يا أسـتاذ لو وضحت في
جوابك للصحفي ما وضحتـه الآن ،
لزال اللبـس ، ولما وقـع اللغـط
من بعض الأخـوة ...
الأسـتاذ : وأنا
أيضاً تمنيت لو وضحت هذا في
الجواب ....ولكن إنما الأعمال
بالنيات ، ونيتـي أن أؤكد
للصحفي قبول الجماعة بالتعددية
السياسية ....
وارتفعت الشمس فقام
الطالب والأستاذ إلى صلاة الضحى
، ثم قبل الطالب يد أستاذه
وانصرف كل منهم إلى بيتـه .....
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|