هل
لصمتكم من حدود؟!
د.
محمد اسحق الريفي
صمت
بلا حدود...!! هذا كل ما تمتلكه
الشعوب العربية والإسلامية
إزاء جرائم بلا حدود يرتكبها
الاحتلال الصهيوني ضد الشعب
الفلسطيني بمباركة أمريكية
وأوروبية وعربية رسمية، فلم تعد
الأشلاء وبرك الدم التي تملأ
شوارع غزة تحرك فيهم ساكناً أو
تثير لهم نخوة...!!
أيها
العرب والمسلمون: إن صمتكم
مباركة لجرائم الاحتلال وتشجيع
لها، وسكونكم خذلان للعروبة
والإسلام، وخضوعكم لن يحقق لكم
الأمن والسلام المنشود،
واستكانتكم لن تقيكم شر عدو
يتربص بأمتنا الدوائر ويسعى إلى
سحق وجودها ومسخ شعوبها،
وانتظاركم لن يعفيكم من
المواجهة القادمة، فلماذا إذاً
هذا الإدمان على الصمت واستمراء
الذل والهوان...؟!
لقد
بدأ الاحتلال الصهيوني حرباً
بلا حدود ضد الشعب الفلسطيني،
مستخدماً كل ما تبقى في جعبته من
وسائل وبلا حدود... إنه يشن حرب
إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد
شعب أعزل بلا حدود، إلا من
إيمانه بالله عز وجل، وإيمانه
بعدالة قضيته، وتصميمه على نيل
حقوقه وتحقيق مصيره.
إن
الشعب الفلسطيني الآن يقف
وحيداً ضد مشروع صهيوني أمريكي
يستهدف كل الشعوب العربية، ولا
يستثني منها أحداً، إنه يدافع
عن الأمة، ويصنع لها كرامتها
بعد ما أصابها من ذل وهوان، بل
إنه يدافع عن الإنسانية، ويتصدى
لإمبراطورية الشر والاستكبار
التي تريد مسخ الإنسان إلى آلة
أو حيوان... أفلا يستحق هذا الشعب
المعطاء الصابر المصابر أن يقف
معه أبناء العروبة والإسلام ولو
بكلمة حق أمام سلطان جائر...؟!
إن
هذه الجولة الجديدة من العدوان
التي بدأها الاحتلال على الشعب
الفلسطيني هي بداية لحلقة جديدة
في مسلسل التآمر على شعبنا
وحكومته التي تحمل همومه وتعبر
عن إرادته وتمثل الأمل للأمة،
وتأتي هذه الجولة من العدوان
بعد فشل كل المحاولات السابقة
لتركيع الشعب الفلسطيني والتي
تمثلت في الحصار السياسي
والاقتصادي، وتحويل غزة إلى سجن
كبير، وشل عمل الحكومة
الفلسطينية باعتقال وزرائها
ونواب الشعب وعزلها.
ومع
استمرار جرائم الاحتلال
وتصاعدها بحق شعبنا، ودخول
الحصار الظالم الذي يفرضه
المجتمع الدولي على الشعب
الفلسطيني شهره الثامن، لم نجد
من الشعوب العربية والإسلامية
أي تحرك مناسب لنصرة شعبنا ورفع
الظلم عنه ووقف العدوان عليه. وفي
ظل اعتماد الصمت والانتظار بلا
حدود استراتيجية لتعامل شعوبنا
وعلماء الأمة ومفكريها مع
القضية الفلسطينية، فلا يبدو في
الأفق أي أمل لحركة شعبية عارمة
توقف العدوان.
فاستمرار عدوان الاحتلال
واتساع دائرته وتصاعد وتيرته
وتفاقم غلظته ووحشيته، لم يعد
يكفي لكسر صمت بلا حدود لا تجدي
معه استغاثة شعب يتعرض لإبادة
جماعية.
فحتى
أموال التبرعات العربية
والإسلامية، الشعبية منها
والرسمية، لم يصل منها إلى
الشعب الفلسطيني إلا القليل
الذي لا يكفي لصد المؤامرة
وإنقاذ شعبنا من الحصار
والتجويع ومحاولات كسر الإرادة
والتركيع، إذ أن الإدارة
الأمريكية والأنظمة الحاكمة
الموالية لها تمكنت من منع وصول
أموال التبرعات إلى الشعب
المحاصر، وهذه نتيجة حتمية
لخضوع شعوبنا العربية
والإسلامية للإدارة الأمريكية
وللأنظمة المتواطئة الخائنة...
ألا
يكفي شعوبنا ذلاً وهواناً أنها
لا تستطيع تلبية نداء الجهاد
لنصرة المستضعفين من أبناء
أمتنا وتقديم الدعم لهم...!!
ألا يكفيها ذلاً وهواناً أن
تلزم الصمت والخذلان بلا حدود
تاركة المستضعفين في فلسطين
والعراق ولبنان ضحية للقتل
والخراب والدمار...!!
لم
يستطع علماء المسلمين تقديم شيء
لنصرة الشعب الفلسطيني غير نشر
بيان بعد أكثر من نصف عام من
الحصار الظالم والتجويع...!! وعلى
ما يبدوا فإنهم سيكتفون بهذا
البيان الذي جاء لرفع العتب وذر
الرماد في العيون، لينتظروه
بعده بلا حدود، إذ أن بيانهم
الذي أصدروه لم يتضمن ما يحرض
الشعوب العربية والإسلامية على
الخروج من حالة الصمت الرهيب
والعجز العجيب وفك الحصار الذي
يساهم في إحكامه النظام العربي
الرسمي، كما أن البيان لم يحدد
لهم وسيلة لنصرة الشعب
الفلسطيني، ولم يبصرهم بالمصير
المشئوم الذي سيلاقونه إذا ما
استمروا على ما هم عليه من صمت
بلا حدود أما عدوان بلا حدود على
الأمة.
أيها
العرب والمسلمون: ماذا تنتظرون...!!
هل تنتظرون فناء الشعب
الفلسطيني بأكمله، وهدم المسجد
الأقصى وإقامة هيكل سليمان (المزعوم)
على أنقاضه، لينعم اليهود بعدها
بدولة يهودية على أنقاض مسرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
بعد تهجير من يتبقى من الشعب
الفلسطيني وطردهم من بلادهم...
إذاً عندها لن تجدوا ما تبكون
عليه وتدافعون عنه... واستعدوا
للتطبيع مع عدو يتوعدكم ليل
نهار بحرب ودمار...
فهاهي
حكومة كيان الاحتلال الصهيوني
تتوعد العرب بحرب لا تبقي ولا
تذر، وتتوعد بهدم السد العالي،
وطرد الفلسطينيين من أرضهم التي
احتلت عام 1948م، والقضاء على
الحركات الإسلامية...
وقد
بدأت الإجراءات على أرض الواقع
لتحقيق هذه الأحلام الصهيونية
اليهودية، فهل تدب في ضمائرنا
الحياة من جديد، لنضع حداً لصمت
لا يفيد...؟!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|