يا
أمتي..أنا
لم أمت
سوسن
البرغوتي
نبضك يا فلسطين في
عروقي أبدي ، واذا نسيني
الزمان، وخذلني الاوفياء،
فإنني لن أتنكر لتراتيل الصبايا
عند شجرة أثمرت، ليولد نبي
السلام في وطن الحب والأحزان. من
الناصرة إلى بيت لحم ومن جنين
إلى بيت حانون، دماء تجري،
والصمت يخط جراحا ويصب في عروقي
غضباً وسخطاً على عالم لا يعرف
الانسانية.
صعقة الجنون تفتح
شهيتهم لالتهام وجبة أدمنت
عليها وحوش تمتص دماء الشعوب،
ورئاتٌ تتغذى على غبار الدمار.
أرامل وثكالى يبحثن
عن بصيص أمل بين شقائق النعمان.
ومن بين الأعشاب يعاود الأمل
الالحاح، ليورق برعم حر يواصل
موكبه فوق احتمال البشر.التهموا
الحياة وبقيتُ رغم أنفوهم عزة
وكرامة النفوس. أنين النزف
وصرخات الجوعى، لم تثنيهم عن
مواصلة الصمود
درعك البشري شعبك
الأعزل، ولا تيأسي يا أرضنا
المقدسة، من أهل أبعدهم القمع
والخرس، واعتمدي على أذرع حماسك
الجهادي وجبهتك الشعبية. كتائب
وشهداء يزرعون في كل ناحية
أسطورة تحكي ألف معنى للانتماء
كل رصاصة تطلق
هناك، تغرس نار الحقد في
صدورنا، فلا تحزني فلسطين، أنت
الأغلى ونحن كما أنت تشائين،
تتدفق شراييننا لكي تعيشي ويعيش
أهلوك. علمونا كيف نكره الشر
أكثر، ويكبر فينا الحق، نردد
لفلسطين نعود ولو بعد حين
نزفت أرضي من تكاثر
الجراح ولوّث اللئام الطهر
بالسموم. بالظلم استبدوا لقهر
شعب أعزل، فيض الدماء ما عاد
يشبع المسخ القابع في حنايا
أضلعهم، يفور ويغلي فوق عارهم،
ينفث نار أمطار الصيف. عادوا
يحملون الغيوم يسعون للانتقام،
فهل بعواصف الشتاء، يُشفى
غليلهم، أم أن فلولهم إلى
أفول!؟..
يا أمتي أنا لم أمت،
وإن تقطعت أوصالي، ما زال قلبي
ينبض، وبيمني أقسم أنني أحيا
بقلوبكم جميعا. راية الله
نرفعها، نقود إلى النور من
أعماهم شغف الحياة وزخرفها.حيّ
على الجهاد..حيّ على الجهاد،
بالكلمة والحجر.. بالبندقية
والقلم، نحفر بالصخر لنكتب:
النصر آتٍ .. والنصرلمن صبر
يا أمتي أنا لم أمت،
لكن الغيث الأسود يبكي أمة قد
نال منها العدم، فلا صرخة
مستغيث ولا تعاليم الأنبياء
توقظهم! فُطموا على أطلال
تباكوا عليها، حتى اذا غافلهم
الفجر، وجد الرؤوس تدور في كؤوس
من ليل مجون
حاضرة .. وروحي مدى
الزمان تضيء، وأنا صوت الضمير
المختبيء وراء حُُجُب صمتكم،
فمتى تُنزع الغشاوة عن عيونكم،
ومتى تدركون أن الحياة بين
القبور سقم النفوس!؟..
في محرابك فلسطين،
سأزرع من تراتيل العذارى زنابق
عطر يفوح، ليولد من صلب الشهيد
شهيد.
خنساوات فلسطيننا
يسطرن ملحمة في بيت حانون،
انقذن المجاهدين من بين براثن
جنازير دباباتهم، والمخنثون
يختبؤن في حجورهم، يسنون
ألسنتهم ليشعلوا الفتنة،
ولكنهم لن يحصدوا بإذن الله
..إلا الخيبة، ولعنة الله على
الخائبين.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|