أبو
عمار الورد
أبو
عمر
بنيتي الصغيرة
سألتني .. من قتل الدكتور عصام
الرواي ؟ ولماذا قتلوه ؟ .. إنه
يحب الجميع .. والجميع يحبه ..
فلماذا (موَتوه) ؟!.. دمعتي
العصية احتبست في مقلتي ..
كلماتي غصت بها حنجرتي , وحرت
الجواب !.
الدكتور عصام ....
- رجل أكاديمي عصامي
ترفع عن الدنيا ومكاسبها ,ونذر
حياته للعلم والتعليم .. - رجل
نأى بنفسه عن السياسة وطلق
المنصب والكرسي .. من أجل ذلك آثر
العمل من خلال منظمات المجتمع
المدني لخدمة شعبه ووطنه..
- رجل يتحدث إلى
الجميع .. ويحاوره ويستضيفه
الجميع .. جميع التيارات
السياسية والفكرية والمذهبية ..
- رجل نذر حياته
لخدمة الفقراء ونقل المعونات
للمحتاجين بغض النظر عن أصولهم
وانتماءاتهم ..
- رجل لم يتخذ لنفسه
حماية ولا حراسا ولا عسسا.. لأنه
لم يحقد على أحد , ولم يعادي أحدا
..
ترى من يكون عدوا
لمثل هذا الرجل ؟!. لكأني أول مرة
في حياتي أقرأ الآية الكريمة (ثم
قست قلوبكم من بعد ذلك فهي
كالحجارة أو أشد قسوة) .. كنت
أحسب أنها نزلت في بني إسرائيل
وإذ بها في قومي وأبناء جلدتي ..
... أية قسوة هذه وأي حقد ؟!..أية
خسة هذه أي لؤم ؟!.. أية يد شلاََء
هذه وأي عقل أحمق ؟!... هل أعمت
الطائفية الأبصار وغلَقت
العقول , فتعاطت وسكرت كما تعاطى
صاحب ناقة صالح (فتعاطى فعقر) ..قطع
منبع الخير , ليأني بعده نذير
الشؤم والخراب والدمار.. لله درك
أخي وأستاذي أبا عمار الورد (
وقد كنت تدعوني أبو عمر الورد ) ..
ابتسامتك المشرقة .. ودُك وكرمك
.. شهامتك ومروءتك .. تفاؤلك
وعطاؤك .. تفانيك وإخلاصك .. صوتك
المبحوح الحزين .. شواهد حية
تجعلك بيننا دائما ما حيينا ..
كنت ستزورنا بعد أيام قليلة لكن
موعدك مع الشهادة -التي طالما
تمنيتها - كان السبَاق إليك ..
أسأل الله تعالى أن
يكون مكانك عليين مع النبيين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا ... شموس في الظهيرة
أطفأتها يد سكرى ولملمها الغروب
أوغل خلفها غسلت بنور وقلبي بعد
تغمره الذنوب معذرة بنيتي ..
فأنا عاجز عن جواب سؤالك ...
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|