فـلاحـو
السـاحل السـوري
الدكتور
خالد الاحمد*
يطـرح النظام
الأسـدي منذ أربعين سـنة أنه
نظام العمال والفلاحين ، وأنه
نـظام الطبقة الكادحـة ، ولكن
كما عودنا النظام الأسدي يطرح
شيئاً ، وينفـذ شيئاً آخـر
كما تعودنا منه
يغمز على اليسـار ويذهب من
اليمين ،فهذه شـريحة من
الفـلاحين تشـكو من الظلـم الذي
لحقها ، وأي فلاحين !!؟ فلاحـو
الساحل السوري ، حيث يظن بعض
الناس أنهم أخذوا أكثر من
حقوقهم ، وأنهم من المحظيين لدى
النظام السـوري ؛ لأنهم من
السـاحل ، والواقـع غير ذلك
تماماً كما نـرى في المقال
النالي :
كتب جورج كدر: في
موقع ( كلنا شركاء ) بالتعاون
والتنسيق مع مجلـة بورصات
وأسواق يقول :
إنها أيام
ديكتاتورية التجار مصطلح جميل
ربما يعكس مدى عجز الحكومة في
السيطرة على حركة العرض والطلب
وتركها لبعض المنتفعين كي
يتحكموا بهذه العملية.
ويبدو واضحا من
المذكرات التي وجهها فلاحو
الساحل لمستويات قيادية مختلفة
في سورية وكتبت في مواسم مختلفة
حاملة معها (بكل أمانة ما نعانيه
نحن فلاحي الساحل منذ العام 1996
حتى تاريخه... )على حد تعبير إحدى
تلك الرسائل والموجهة تحديداً
إلى مجلس الشعب قبل أقل من عام
تقريبا ..أن المعاناة الحقيقية
تكمن في الخوف من الإجـراءات
الحكومية التي تصب أجزاء منها
في خانة إفقارهم..
تقول الرسالة
الموجهة إلى مجلس الشعب (تحملنا
ضياع كل ما اقترضناه منذ العام
1996على مدى سبع سنوات لاحقة كن
عجافـاً ...كيف نتحمـل نحن من
بعنا كل ناتج إقراضاتنا بنصف
الكلفة كل تلك المدة بسبب تحكم
فوضى وأنانية التجارة وسياسية
إغراق السوق بالبضائع والتي
تبدو وكأنها موجهة لإفقار
الفلاح في الساحل ليبيع أرضه)
تضيف الرسالة (المصرف الزراعي
لا يعتبر تدني الأسعار طوال هذه
المدة ســبباً موجباً للتأجيل
والمعالجة مع أن البيع بخسارة
أخطر مشكلة تواجه المنتج على
الإطلاق..).
الدكتاتوريون
جوعونا.... ومطالبنا حبر على ورق
يقول المزارع جبور
: (تدني الأسـعار وكوارث
الطبيعة والمصرف الزراعي
والتجار الديكتاتوريون هم من
دمروا حياتنا وجوعونا..) ويضيف (عمل
المصرف شبه متوقف اليوم لولا
توزيع السماد وبعض القروض
لفلاحين يشتغلون بغير الزراعة
المحمية..) وسبب التوقف يعود لأن
(غالبية الفلاحين في الساحل
مديونون والفلاح المديون لا
يمول..)..
يأسف فلاحو الساحل
لخسارتهم (مكاسب المصرف الزراعي
لعجزهم عن الوفاء بما له بذمتهم..فكل
القروض التي تم منحها لنا سطا
عليها احتكار التجار وفوضى
التجارة ) التي أكلت (أتعابنا
ومعها أكلت أرصدة المصرف)..
مجلـس الشعب ...لاحياة
لمن تنادي
بالعودة لرسالة
الفلاحين لمجلس الشعب نقرأ (نحن
الفلاحين الذين لا مصدر دخل لنا
إلا من محاصيلنا، أين الإجراءات
التي اتخذتها الحكومات
المتعاقبة لتحسين معيشتنا أسوة
ببقية الشرائح؟ أم أننا لا نشكل
شيء في عجلة الاقتصاد الوطني؟
أم أنه لا يحق لنا إلا أن نخسر
ونبيع أراضينا لتسديد ديوننا؟
أم أنه لا يوجد من يمثلنا في
مجلس الشعب أو المؤسسات
الحكومية الأخرى؟ بدليل أن كل
التوصيات العامة التي تتناول
شـأننا تظل حبراً على ورق..)،
تتابع الرسالة، (كل الشرائح
الاجتماعية تستفيد من زيادات
الرواتب والأجور والمنح ونحن
تتراجع قيم إنتاجنا الزراعي..محاصيلنا
تباع في أسـواق الجملـة بغير
ثمن ليستهلكها المستهلك بفارق
ســعري كبير جداً أو ليذهب
ريعها للمصدرين..)..
أصبحنا أجراء في
أرضنا :
وتخلص الرسالة (زراعتنا
أكثر اقتصادية ورابحة لو كانت
خطة مدروسة تعالج أسعار
مستلزمات الإنتاج وتنظم
التسويق الداخلي والخارجي، نحن
ننتج والباقي على الدولة
والحكومة والجمعيات الخيرية
فمن خلال الحكومة المسؤولة عن
تحديد آليات عملية لإنجاح العمل
الزراعي تحل مشكلة ديون فلاحي
الساحل).. ويختمون أصبحنا (أجراء
في أرضينا، فما خسرناه بسبب سوء
تصريف الإنتاج وفوضى أسعار
مستلزمات الإنتاج أكبر بكثير من
كتلة ديوننا ..)..
في رسالة أخرى، سعى
الفلاحون إيصالها للسيد الرئيس
بشار الأسد خلال المؤتمر القطري
العاشر لحزب البعث الحاكم، دعا
أولئك الفلاحون إلى تخفيف
أعبـاء القروض التي هدت كاهلهم
وقالوا فيها (تقضي العدالــة أن
تخفض ديوننا بذات نســبة زيادة
الرواتب والأجور..)..
لكن المصيبة الأكبر
في معاناتهم سببها القروض
والديون التي (جعلتنا أسرى
التمويل من التجار الذين
يتحكمون بأسعار منتجاتنا ولا
يتركون لنا أكثر مما يؤمن لقمة
العيش)..
يقول أبو فـراس
خلال حديثه كأن المطلوب اليوم
إفقار الفلاح ليبع أرضه
لفعاليات أخرى..كون هذه المرحلة
هي مرحلة الاستثمار.. وخاصة
الاستثمار السياحي..ويضيف
ساخراً كأن هناك من يفضل هيفاء
وهبي ( !!!) على
فلاح بلده...
مجلس الشعب لا
يمثلنا :
أنهينا الحديث مع
أبي فراس بسؤاله عما قدمه لهم
مجلس الشعب خاصة وأن غالبية
مقاعده عائدة للعمال والفلاحين
( كما يفترض !!!) ، وبنسبة 51%
تقريبا فماذا كان الجواب:
(مجلس الشعب لم يحقق
لنا أي شيء..) .. ( أين ممثلينا في
هذا المجلس؟) هؤلاء يشكلون
تركيبة لا تمثلنا هم يمثلون
تجار وزعماء ووجهاء وما من عضو
منهم منبته فلاحي..وهم لا
استعداد لهم للدفاع عنا.. ..(النسبة
التي يقولون عنها أنها تمثلنا
في مجلس الشعب، يتابع أبو فراس،
ليست كذلك.. وإن أردتم نورد
أسمائهم والفعاليات التي
يمثلونها بالأسماء..وكلنا أمل
أن نمثل في الدورة المقبلة
بممثلين ينتمون إلينا)..
مفاجأة الفلاحين
الحقيقيين لا يتعدى عددهم
العشرة أعضاء في مجلس الشعب
ويتابع رغم أن هناك فئة ( أ ) تضم
العمال والفلاحين وفئة ( ب ) تضم
التجار ورجال الأعمال .. إلا أنه
فيما يخص الفئة( أ ) فإن القول
أنها فئة العمال والفلاحين لا
يعني بالضرورة أن من يترشح
تحتها هو من الفلاحين أو من
ممثلي تلك الشريحة.
بقي أن نقول أن
فلاحي الشمال ( منطقة الجزيرة )
مستودع الذهب الأصفر ( القمح )
والذهب الأبيض ( القطن ) ، والذهب
الأسـود ( النفط ) ، هؤلاء فلاحو
الشمال هم أكثر المناطق في
سوريا فقراً كما بينت الدراسات
المسحية ...
فأيـن هي الطبقـة
الكادحـة !!!؟ وأيـن هم العمال
والفلاحين !!!؟ وهل النظام
الأسدي دولة العمال والفلاحين !!؟
أم دولـة كبار تجار المخدرات ،
والتهريب ، والاستثمار غير
المشروع الذي ينهب العمال
والفلاحين وعموم الشعب لصالح
فئـة محدودة من أقارب الرئيس
بشار وأسـرته وأزلامـه ....
*كاتب
سوري في المنفى
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|