ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 18/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الحرية والعبودية.. بين الجسد والفكر

( زمرة الحكم السوري نموذجاً )

عبدالله القحطاني

1- الجسد عبد في كل الأحوال :

· عبد مسخّر لصاحبه : يطعمه ما يشاء ، ويسقيه ما يشاء ، ويؤذيه كما يشاء ، ويحمّله من الأعباء ما يشاء ، ويؤجّره للعمل عند من يشاء..!

· عبد لمن يستعبده مِن البشَر : يسخّره فيما يريد من الأعمال ، الهينة والخطيرة، والسامية والمتدنية ..!

2- الفكر بين الحرية والعبودية: ( مع التنبيه إلى النسبية في الحالتين)

· لديه حرية نسبية ، في إطار إمكاناته ومواهبه ، وملكاته الوراثية والمكتسبة..

· في إطار حريته النسبية المتاحة له ، هو حرّ في البحث بين الخيارات ، الفكرية والعقدية والمذهبية والسياسية..! وهو حرّ في اعتناق ما يراه الأفضل له من بينها..! ويتحمّل تَبعات هذا الاختيار.

· وهو حرّ ، في أن يلغي حريته النسبية ، ويعبّد نفسَه ـ أي الفكرـ لأفكار الآخرين! (والفرق كبير جداً بين الاقتناع بأفكار الآخرين ، أياً كانوا ، وأياً كانت درجة الاقتناع، وأياً كانت الأسباب.. وبين العبودية لأفكار الآخرين ، أياً كانوا ، وأياً كانت درجة العبودية ، وأياً كانت الأسباب / الخوف .. الطمع.. الثقة الزائدة ..!/. ففي حالة الاقتناع ، يظلّ محافظاً على شيء من إحساسه بإنسانيته ، أيا كانت درجة هذا الإحساس ! وفي حال العبودية لأفكار الآخرين ، يفقد إنسانيته بالكامل ، ويفقد إحساسه بها ، ولا يبقى لديه إلاّ إحساسه بحياة جسده ، وما يدور في إطارها، من ضرورات وحاجات ومتَع..!

3- يحرص الحكام الطغاة ، الذين يستعبدون أجساد البشر .. يحرصون عادةً ، على استعباد عقولهم ، عن طريق الدعاية والإعلام ، والوسائل المتاحة لديهم لعمليات غسل الأدمغة ، بصورة مستمرّة طوال الوقت ! (ما علمت لكم من إله غيري..) ( ما أريكم إلاّ ما أرى وما أهديكم إلاّ سبيل الرشاد ) !

4- المجموعات البشرية التي تحيط بالطغاة ، تكون في العادة ، قد اختارت لأنفسها الخيار الأسوأ إنسانياً ، وهو العبودية الفكرية للحاكم ..! فأفكارهم أصداء لأفكاره ، مهما ملكَ أحدهم من مؤهلات فكرية ، وملكات عقلية ، وطاقات إبداعية ! فإذا كذب الحاكم كذبة يمدح بها نفسه ، أو يدافع  بها عن موقف من مواقفه ، أو سياسة من سياساته .. طفق الفريق المحيط به ، من موظفين وأعوان ، ووزراء ومستشارين ، يمجّدون كذبته، ويزيّنونها ، ويصفّقون لها ، ويشتقّون منها ـ لدعمها وتأييدها ـ  أنواعاً من الأكاذيب الملونة المزركشة ، قد لا تكون خطرت في ذهن الكذاب الأصلي ، ولا تخيلهاَ ..!

5- لو أخذنا سورية نموذجاً ، فسيظهر لنا فيها ما يلي :

· كذاب أصلي واحد ، هو الغلام الحاكم الأوحد ، الطاغية المتفلسف ، وحوله مجموعة من الأصداء الصوتية ، كل صوت يَصدر عنه ، تقوم هذه الأصداء بنشره في وسائل إعلام الدولة كلها ، ووسائل الإعلام الأخرى (القابضة!) عبر الأصداء المأجورة ..! وتضفي هذه الأصداء ، على هذا الصوت (الرخيم!) ، ما تقتضيه أصول العبودية ، من توابل ونكهات ، وألحان وأنغام .. حتى يظنّ السامع المغفّل ، أن مزامير داود بُعثت حيّة ، في أنحاء الشام ، وبات الناس يسمعونها في قارّات الدنيا كلها ، تنقلها الريح ، وترددها الجبال والشعاب ..! فلو نَسب الطاغية إلى نفسه تلميحاً ، شيئاً من الذكاء المميّز ـ وهو يتظاهر بنوع من التواضع المزيف! ـ لثارت الأصداء ، تصفه بالعبقرية حيناً ، وتخلع عليه بعض صفات النبوّة حيناً ! ثم يتفنّن بعضها حيناً، فيخلع عليه بعض صفات الألوهية..! ولو سأله صحفي عن السلام ، فأجاب بأن السلام هو خياره الاستراتيجي الوحيد .. لتحولت حوقة الأصداء إلى جوقة سلام كاملة ، لا تعزف إلا لحناً واحداً هو لحن السلام ! ولتحولت سورية كلها ، وطناً وشعباً ودولة ـ  تاريخياً ـ إلى مهد للسلام ، من عهد آدم عليه السلام ..! ولو سئل ( أيْ : الكذاب الأصلي ) عن الصمود والتصدي ، والممانعة والنضال ، والبطولة والرجولة والثبات ، والعزّة الوطنية ، والشموخ القومي ..! فحدّث عن الجوقة ولا حرج ! فإن سورية بأسرها ، تتحول إلى لحن صاخب مجلجل ، يتردّد في أنغامه بيت سليمان العيسى :

على أقدامِنا سقَط المُحالُ     وأورقَت الرجولةُ والرجالُ

وخلاصة القول ، في موقف جوقة الأصداء العبيد هذه ، من سيدها الكذاب الأصلي، أنه حقّق في نفسه مضمونَ بيت أبي تمّام :

إقدامُ عمرٍو في سَماحةِ حاتمٍ    في حِلمِ أحنفَ في ذَكاءِ إياسِ!

أمّا الجوقة نفسها ، فلن نتحدث عنها هنا ، عن أسمائها ومناصبها ، ومؤهّلاتها الحقيقية ..! إذ لن نستطيع تعريفها بأفضل ممّا عرّفها به سلوكها وأخلاقها ..! وحسبنا أن نشير إلى منصبين من مناصبها ، هما منصب وزير الإعلام ، ومنصب وزيرة المغتربين ! فمن أراد أن يعرف ما في سورية من ( عدالة ، وحرية ، وحقوق إنسان ، ورفاه اقتصادي ، وكرامة مواطن ، وقضاء عادل نزيه ، واحترام لحرية الرأي ، وخلوّ المعتقلات والزنازن من سجناء الرأي ..) فليسمع الصوت أولاً ، صوتَ الكذاب الأصلي ، ثم ليسمع بعده هذين الصديَين العبدين ، صدى وزير الإعلام ، وصدى وزيرة المغتربين ! وإذا كان إعلامياً محترفاً ـ أو هاوياً ـ أو كان مغترباً مغرباً عن وطنه قسراً ، فليتناول قبل السماع ، كميةً مناسبة من المهدئات ، كي يحفظ أعصابه من الانهيار..! وليعزّ نفسَه بقول المتنبي عن نفسه ، وهو مجرد شاعر، لا حاكم طاغية :

ودَعْ كلّ صوتٍ غيرَ صوتي ، فإنني  أنا الصائحُ المَحكيّ .. والآخَر الصَدى!

دون أن ينسى بالطبع ، أن أصداء المتنبي كانوا شعراء ، يقلدون صوتاً شعرياً قوياً.. وحتى لو كان كاذباً ، وكانوا هم مجموعة من الكذَبة ، فإن كذبهم يظلّ في إطار الشعر، لا يَخرج عنه ! أمّا أصداء الكذاب السوري الأول الأصلي ، فهم وزراء ومستشارون ، ورجال دولة ـ بحسب الأصل ـ ! وهم يقلدون صوتاً عاجزاً ، باهتاً بليداً ، وترويجُهم لكذبه ، يزيّف وعيَ الناس، ويعلم الأجيال الكذب ، عبرَ ( القدوة الرائعة !) ويخرّب البلاد ، ويسيء إلى سمعة الدولة في العالم ..!

ويبقى سؤال ، لعله الأكثر إحراجاً ، للكذاب الأصلي وجوقةِ أصدائه ، هو :

هل هؤلاء العبيد الكذَبة يطيلون ـ بترويجهم لكذب الحاكم ـ عمرَ هذا الحاكم في الحكم ، أم يقصّرونه !؟

وإلى أن يتلقّى سؤالُنا هذا جوابَه .. وإلى أن تَلقى الأصداءُ الكاذبة مصيرَها الذي سبقها إليه أمثالها ، سنردّد بيت المتنبي :

نامتْ نواطيرُ مصرٍ عنْ ثَعالبِها    فقدْ بَشِمْنَ .. وما تَفنَى العناقيدُ

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ