يمارسون
الطائفية البشعة..
ويَتّهمون
بإثارتها مَن ينتقد ممارستَهم
لها!
عبدالله
القحطاني
1- إنها هي هي .. اللعبة الشيطانية
ذاتها..! مارستها الأسرة الحاكمة
في سورية ، منذ ستّة وثلاثين
عاماً ، وما تزال تسلك أسوأ صور
الطائفية بشاعة ، ضدّ الشعب
السوري كله ، بسائر طوائفه
ومذاهبه ودياناته ، وبأشكال
متنوعة : ( سجن ـ نفي ـ عزل سياسي
ـ تمييز في الوظائف والتعيينات
العسكرية والمدنية ـ مطاردة ـ
تشريد ـ محاصرة
في لقمة العيش ـ تدمير مدن على
رؤوس أهلها ـ مجازر في السجون
والشوارع ـ انتهاك حرمات البيوت ـ نزع
حجاب النساء في الشوارع ـ تسريح
الضباط والموظفين ...) ! وإذا أشار
مواطن إلى هذه الممارسات
المقيتة ـ مجرّد إشارة ـ في مجلس
، أو وسيلة إعلامية ، تحركت ضده
أجهزة الأمن ، والقضاء الخاصّ
بالسلطة ( محكمة أمن الدولة !)
وأبواق السلطة الإعلامية ..
تحركت ضدّه هذه كلها .. كلّ بما
يناسبه ، وبما يخصّ عمله ، من
اعتقال وتحقيق وحبس وتشهير،
بالتهمة المعروفة الجاهزة : (إثارة
النزعة الطائفية)! فأيّة عصابة
شيطانية هذه ، التي تحكم بلادنا
، وتتسلط على رقاب شعبنا البائس
المظلوم !؟
2- وهي هي ..
اللعبة التي تمارَس اليوم على
أرض العراق ـ في أشنع مظاهرها
وأساليبها وصورها ـ بأيدي
الزمرة الحاكمة المرتبطة
بالقرار الفارسي الصفَوي !
3- فمَن تعلّم
ممّن !؟ ومَن تتلمذَ على مَن !؟
الصهاينة الذين يمارسون إرهاب
الدولة بأشرس صوره ، ويتّهمون
مَن يقاوم شراستهم بأنه إرهابي
..! هؤلاء تعلموا اللعبة من
الأسرة الحاكمة في سورية ،
وحلفائها ـ الذين صاروا
أسيادَها في طهران ـ أم
الطائفيون في دمشق وبغداد
وطهران ، تعلموا اللعبة مِن
الصهاينة !؟ أم تتلمذَ الفريقان
كلاهما ، على الشيطان ذاته ،
رضَعا مِن ضَرعِه طِباع
الشياطين ، وتعلّما منه أصول
اللعبة ، وطفِقا يمارسانها ضدّ
الأبرياء ؛ كلّ يمارسها بطريقته
، ووفقاً لما يناسب واقعه
وظروفه وضحاياه..!؟
4- والسؤالان المطروحان الآن هما :
- أيّهما أخطر على
الأمّة اليوم : الإرهاب
الصهيوني المستمرّ ، ضدّ شعب
فلسطين ، منذ ستّين عاماً !؟ أم
الإرهاب الطائفي المستمرّ ، ضدّ
شعب سورية ، منذ ستّة وثلاثين
عاماً ، ومعه الإرهاب الصفَوي
الجديد ضدّ شعب العراق ، وقبله
ضدّ أهل السنّة ـ في إيران عامّة
، وإقليم الأهواز خاصّة ـ منذ
قيام الثورة الخمينية حتى اليوم
!؟ وهذا السؤال مطروح على أنصار
التمدّد الصفوي ، من أبناء
الأمّة غير الصفويين ، السنّة
منهم والشيعة على حدّ سواء..! (
ولا سيّما الذين يرون في الخطر
الفارسي الصفوي نقيضاً للخطر
الصهيوني ، ويغفلون عن التحالف
الصهيوني الصليبي الصفوي على
أرض الرافدين ، ضدّ فئات الشعب
العراقي عامّة ، وفي مقدمة هذه
الفئات سنّة العراق ، وشيعته
غير الصفوية ..! كما يغفلون عن أن
التناقض في المصالح على أرض
لبنان ، وغيرها من بقاع العالم
العربي ، إنما هو صراع على
امتلاك مقادير أمتنا ، والهيمنة
التامّة على أوطانها وشعوبها ،
والدخول في تسويات مرحلية ،
يمارسها الأقوياء فيما بينهم ،
لاقتسام الغنائم التي ليس لها
من يحميها ، من أسلاب العجزة
الضعفاء !
- متى يهبّ الضحايا
للدفاع عن مصيرهم ، وعن مستقبل
أمتهم وأجيالها القادمة ، ضدّ
الخطر الزاحف ، الذي يهدّد بحرق
الأخضر واليابس ، بين المحيط
والخليج ، دون أن يترك حاكماً
ولا محكوماً ..! والذي بدأ في
سورية ، ثم في إيران ، ثم العراق
، ثم بدأت مظاهره في لبنان ..
والحبل على الجرّار!؟ ( ولعلّ
أناساً مِن قومنا يتّهموننا
بإثارة النزعة الطائفية في هذه
السطور المتواضعة ، التي أردنا
بها الإشارة إلى بعض الحقائق ،
والتحذير من تداعياتها السلبية
على الأمّة جمعاء ..! هذه
التداعيات التي لا يوقفها دفن
الرؤوس في الرمال ، والخجل ،
والتردّد ، والمجاملات الساذجة
، والتمثّل بقول الشاعر :/
سكَتنا عن بَني ذُهْـلٍ...
وقـلنا: القومُ إخوان ..!/
وربّما كان بعض أبناء قومنا
، من شدّة حرصهم على/ وحدة
الأمّة!/ ممّن ينطبق عليهم قول
الشاعر: /زادَ في الرِقّة حتى
انخرَقا..!/ ولله في خلقه شؤون !).
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|