هكذا
ينظر الإسرائيليون إلى نظام
بشار
الدكتور
عثمان قدري مكانسي
تنقل القبس الكويتية في 24-11-2006 عن
" هاآرتس " الإسرائيلية
مقالاً بعنوان " سوريا هي
المفتاح " بقلم آفي بريمور
رئيس مركة الدراسات الأوربية في
هرتسيليا وقد كان سفير إسرائيل
في الاتحاد الأوربي وألمانيا
ألخصه فيما يلي :
1- يريد بشار
الخروج من العزلة التي نسجتها
حوله الدول الأوربية بالحرص على
إنشاء علاقة طيبة مع إسرائيل
مما يضمن له البقاء على عرش
السلطة في سورية .
2- هضبة
الجولان في نظره الأفضلية
الثانية بعد البقاء في السلطة ،
ليس حباً باستعادتها ، إنما هي
وسيلة لتفخيم اسمه وتعزيز سلطته
.
3- الحلف
بنظر بشار مع إيران
– حسب صاحب المقال – حاجة
تكتيكية عابرة ، وركيزة في
الساحة الدولية وفي العالم
العربي .
4- والعلاقة
مع حزب الله لكونه:
أ- أداة
مريحة للتضييق على إسرائيل من
لبنان من غير أن يخاف رداً
إسرائيلياً ولكونه ب- السبيل
الأمثل لاستمرار تدخّله في
لبنان .
5- العلاقة
مع حماس لكونه كذلك ورقة رابحة
في يده للضغط على إسرائيل
والغرب والإدارة الأمريكية .
وسيتخلى عنه بسهولة حين يحسن
علاقته بإسرائيل كما فعل أبوه
بأوجلان زعيم الأكراد في تركيا
فسلمه إليها حين تحسنت العلاقة
بين الدولتين .
6- سيرضى
بشار بأقل ما رضي به أبوه في
الجولان فقد أكد برسائل أرسلها
لإسرائيل أنه أكثر مرونة من
أبيه . وسيتخلى عن طبرية ،
وستبقى الجولان منزوعة السلاح ،
وقد يوافق على رقابة دولية في
الهضبة لفترة انتقالية .
7- دخول
سورية في اتفاق سلمي مع إسرائيل
يفتح الباب بعده للبنان . فتحيط
بإسرائيل أنظمة مسالمة .
إن النظام السوري وقبل أن يشعر
بالعزلة في المحيطين العربي
والعالمي كان يسعى ومنذ عهد
الأسد الأب إلى اتفاق سلام مع
إسرائيل يضمن له البقاء في
السلطة ولكن دون أن يخسر
الديكور العربي الذي أحاط به
نظامه ومثـّل به على البسطاء من
العالم العربي – وما يزال –
وأكبر دليل على تقيده بالهدنة
بينه وبين إسرائيل أنه لم تنطلق
رصاصة واحدة من الجولان نحو
الأراضي الفلسطينية المحتلة ،
بل كان يأمر باعتقال كل فدائي
متسلل إلى إسرائيل ، وقد اعترف
النظام على لسان بشار وبعض
قادته أنه حافظ على الاتفاقيات
التي تجعل الحدود السورية
الإسرائيلية هادئة . وعلى هذا
فرئيس النظام السوري يسعى
جاهداً – فعلاً- إلى تثبيت حكمه
بإنشاء علاقة طيبة بينه وبين
إسرائيل ، وقد أعلن مراراً أن
وفده للمفاوضات
سيكون جاهزاً في ظرف خمس دقائق
إذا وافقت إسرائيل على بدء
المفاوضات .
أما الرغبة في استعادة الجولان
فهي قضية واضحة لم يكن فيها صاحب
المقال موفقاً فيها حين قال : إن
بشاراً يريد استعادة الجولان
ليثبت حكمه في سورية وليفخم
اسمه ويعزز سلطاته ، فلو أراد
بشار ذلك لبدأ بإنشاء فرق
فدائية في الجولان وحرك هذه
الفرق فيه ، ولكنه لم يفعل ذلك ،
ولن يفعل لأن والده باع الجولان
عام سبعة وستين وتسع مئة وألف ،
وهو يخاف فعلاً أن تضربه
إسرائيل فتأخذ منه مواقع جديدة
تهز عرشه وتسقطه .
إن الحلف مع إيران ليس تكتيكياً
عابراً والنظام له علاقة وثيقة
بإيران منذ الثمانينات ، أي منذ
أكثر من خمس وعشرين سنة
والتكتيك لا يستغرق كل هذا
الثبات مع دولة ليست عربية ضد
الدول العربية في حرب العراق
وإيران حيث كان النظام السوري
الرئة التي يتنفس بها النظام
الإيراني حين كانت الدول
العربية كلها تدعم العراق ضد
إيران عدا النظام السوري .
والحقيقة – كما يقول أهل
السياسة – أن سورية الآن ليست
حليفاً لإيران بل هي تابع لها ،
فقد كان حافظ الأسد شخصية فرضت
نفسها على إيران كطرف رئيسي أما
الآن فلا يملك بشار أن يكون ذلك
الطرف بل إنه ونظامه يدوران في
فلك إيران .
.. هذا من ناحية أما من ناحية
أخرى فالنظام وإن كان علمانياً
إلا أنه يشعر أنه بين أغلبية
سنية قد يسقط بين لحظة وأخرى فهو
يحاول بقوة ونشاط
أن يحوّل كثيراً من أهل
السنة السوريين إلى التشيّع
بدعم من الإيرانيين
ويدخل في النسيج السوري
كثيراً من الشيعة العرب والفرس
، حيث نال الجنسية السورية أكثر
من نصف مليون شيعي عراقي وحوالي
ربع مليون إيراني شيعي ، ويفتح
الحسينيات والمدارس والجامعات
الشيعية في معظم المدن والأرياف
السورية ، ويدعم الإيرانيون من
يتشيع برواتب مجزية وإمدادات
مادية ومعنوية .
وفي المقابل يضيق النظامُ
على السنة ومساجدها ومدارسها .
ويعتقل كل من يقف أمام التشيع
بحجة الإرهاب والشغب والعمل على
عدم استقرار الأمن ,,, . فالنظام
يسعى إلى إيجاد فئة شيعية كبيرة
العدد تكون ردءاً له وعوناً في
السنوات القادمة ، وتغير من
تركيبة المجتمع السوري لصالح
النظام .
أما حزب الله فالرديف والداعم
للنظام في لبنان ، ولننتبه إلى
أن الورقة الرابحة يمكن أن
يتخلى داعمها عنها لسبب ما حين
تكون بيده أما إذا كانت في قلبه
فأمر آخر لا يستطيع التخلي عنها
، وحزب الله كثيراً ما دعم
النظام بدل أن يدعمه النظام ،
ولنقل إنهما متكاملان – النظام
السوري وحزب الله – لا غنى
لأحدهما عن الآخر
هذا على العكس من علاقة حماس
مع النظام السوري ، فحماس ورقة
تكتيكية – من أهل السنّة –
غير المرغوب فيهم ! رابحة بيد
النظام السوري يمكن أن يتخلى
عنها حين تنتهي المصلحة من
دعمها . وهذا هو الفرق بين حماس
وحزب الله فضلاً عن ؟أن حزب الله
على أرضية ثابتة – فهو في بلاده
ووطنه – أما قيادة حماس
ومكتبها السياسي فعلى غير
أرضها وتحت قبضة النظام السوري
، وسيتخلى عنها بسهولة حين يحسن
علاقته بإسرائيل كما فعل أبوه
بأوجلان زعيم الأكراد في تركيا
فسلمه إليها حين تحسنت العلاقة
بين الدولتين.
إن النظام السوري في عهد بشار
أضعف منه بكثير في عهد أبيه
وسيتخلى بشار عن الجولان كلها
إن لزم الأمر كما تخلى رسمياً عن
الإسكندرونة . وحين تعيد
إسرائيل للنظام جزءاً من
الجولان تحدده فلكي تعود إلى
سورية من الباب حين لم تدخله من
النافذة ، وسيبقى لها مشاريعها
الزراعية في
الجولان وسيدخل – في ظل
المعاهدة الجديدة – قطعان
اليهود براحة وأمان إلى دمشق .
وعلى هذا فبطل الممانعة يسعى بكل
ما يستطيع إلى إرضاء إسرائيل ،
ففي إرضائها سلامته ! .. هذا ما
يظنه النظام السوري حين قطع
علائقه مع شعبه ، ومد أياديه إلى
الآخرين يستجديهم الأمن
والأمان والسلم والسلام . فهل
ترى الشعب المصابر يرضى عن
فساده وظلمه؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|