أكثرية
لبنان المنتخَبة غير شرعيّة..
ونظام
الحكم السوري شرعيّ جداً !
أليس
كذلك يا سيّد نصر الله !؟
ماجد
زاهد الشيباني
حين يتّخذ السيد
نصرالله سَمت العلماء وزيّهم ،
ويتحدّث بمنطق القادة
التاريخيين ، وبثقة الرجال
المدركين جيّداً لما يقولون
ويفعلون .. حين يكون أمره كذلك ،
فلابدّ أن يغري شأنُه هذا ،
بسطاء الناس وعامّتهم ـ
ومثـقّفيهم ومفكّريهم أحياناً !
ـ بأن يطرحوا عليه بعض الأسئلة
التي لا يجدون لديهم إجابات
عليها ، لاسيّما إذا كانت ذات
صلة مياشرة به ، هو شخصياً ،
بقوله وسلوكه وموقفه ..! ومِن هنا
، وانسياقاً وراء هذا الإغراء ،
وجدنا أنفسَنا مندفعين ـ وربّما
مِن قَبيل الاضطرار ـ إلى أن
نطرح عليه بعض الأسئلة (
الإشكاليّة في نظرنا ) ، آملين
أن يجيب عليها بما نتوقّعه منه ،
من صدق وجرأة ، وشجاعة وإخلاص،
وموضوعية واحترام للنفس
وللآخرين ـ بسَمته وزيّه
ومنطقِه وثقتِه ـ .. فنقول :
· هل الحكومة
اللبنانية الحالية ، المنتخَبة
من قبل شعب لبنان ، انتخاباً
حراً نزيهاً ، شارك فيه حزبك
وحلفاؤك ، وأفرَز لك ولهم ،
نواباً في المجلس الذي لم يفقد
شرعيته بَعد ، لأن نوابك لم
يستقيلوا منه بَعد ! ـ ووزراء
استقالوا دون أن يفقدوا المجلس
الوزاري أكثرية ثلثَيه ... نقول :
هل هذه الحكومة التي تناصبها
العداء ، وتطالبها بالاستقالة
تحت ضغط التهديد بالشارع ..! هي
أقلّ شرعيةً من نظام الحكم
السوري، الذي تواليه ولاء
مطلقاً ، وتنسّق معه تنسيقاً
تاماً ، إلى حدّ الدمج ؛ دمج
القرار، والموقف ، والتصريح ،
والسلوك ..! وتدافع عنه باستماتة
، وتسعى جاهداً لإبطال مفعول
المحكمة الدولية ـ إذا عجزتَ عن
تعطيلها بشكل تامّ ـ ، مخافةَ أن
تتّهمه بالجرائم البشعة ، التي
ارتكِبتْ بحقّ مواطنيك ، أبناء
بلدك ، الذين يفترَض ـ وأنت
المناضل اللبناني البارز،
والشريك في السلطة ـ أن تبذل كل
ما في وسعك ، لمعرفة المجرمين
الذين قتلوهم ، وتقدّمهم بنفسك
إلى العدالة ، لينالوا جزاءهم ،
ولينقطع سيل الجرائم ، التي
تنصبّ على رؤوس أبناء بلدك ،
كالصواعق ، دون وازع مِن خلق أو
ضمير..!؟
إذا كانت هذه
الحكومة فاقدةً الشرعيّةَ
الدستورية ، ونظامُ الحكم
السوري ، الذي تُواليه، يملك
شرعيّة دستورية ، في حكمِه
لسورية .. فما مفهوم الشرعيّة
والدستورية لديك ، لكي نتعامل
معك على أساسه ، بصفتنا ننتمي
معك إلى هذه الأمّة ، ويهمّنا
مِن أمرِها ما يهمّك!
· وإذا قلت : إن نظام
الحكم السوري يحكم دولة غير
دولتي ، ولست مخوّلا بالحديث عن
شرعيّته ..! طرحنا عليك السؤال
نفسه : فلمَ تُواليه على حساب
أبناء شعبك ومصير وطنك ، وتسخّر
طاقاتك كلها ، لتبعِد عنه شبحَ
محكمة قد تدينه بقتل أبناء بلدك
! فهل هذا نوع جديد من الوطنية لم
نسمع به من قبل !؟
· لقد سمعناك تصرّح
،غير مرّة ، على الشاشات
الفضائية ، بأنك مواطن لبناني
عربي مسلم..! ولهذه الصفات
مدلولات معيّنة ، تعرفها جيّداً
بالطبع ! واسمح لنا أن نسألك
عنها ؛ إذ قد تلتبس علينا الأمور
أحياناً ، حين نسمع القول ونرى
الفعل ، ويَصعب على عقولنا
القاصرة التوفيق بينهما ، ولو
على سبيل التأويل :
·هل المواطَنة
اللبنانية ، تجيز لك أن تنسّق مع
دولة ، أو دول ، خارج دولتك ، دون
علم دولتك ـ وعلى رأسها حكومتك ـ
لتشنّ حرباً ، أو تشعِل فتيل حرب
، يتسعّر في لهيبها وطنك كله ،
وأبناء شعبك جميعاً ، فتقتَل
الأنفسُ ، وتهدَم البيوت ،
وتدمّر المنشآت في الدولة.. دون
أن تحِسّ أدنى إحساس بوخز
الضمير، ودون أن تشعر أدنى شعور
، بأنك ملزَم ، أو حتى مَندوب ـ
شرعاً ، أو عقلاً، أو كياسةً ،
أو لباقةً ، أو وطنيةً ، أو
إنسانيةً.. ـ باستشارة أحد من
المسؤولين ، الذين يشاركونك في
الوطن، وفي المآسي التي تجرّها
حربك عليهم ، وهم مسؤولون عن
قيادة الدولة والشعب والمجتمع ،
ومسؤولون ، بالتالي ، عن حياة
الناس وأرزاقهم وممتلكاتهم..!؟
·وهل تجيز لك
عروبتك هذا الأمرَ ، بصفتك
عربياً ـ حسبما تحبّ أن تؤكّده ،
أنت نفسك ـ !؟
·وهل يجيز لك
إسلامك هذا الأمرَ ، بصفتك
مسلماً ملتزماً ، بل بصفتك أحدَ
شيوخ الإسلام ، ورموزه ،
والأوصياء عليه ..!؟
·ثم : هل تجيز لك
عروبتك ووطنيتك اللبنانية ، أن
تأخذ قراراتك من حكومة دولةٍ
غير عربية ، وغير لبنانية ـ ولن
نتحدّث عن كونها إسلامية ..! فنحن
نعلم أنها تسمّي نفسها
الجمهورية الإسلامية ، ونعلم
أنك تشترك معها في الإسلام ، بل
في مذهب واحد محدّد من مذاهب
الإسلام ..!؟
· وإذا قلت إنك لا
تأخذ قراراتك منها ، بل ما تأخذه
هو المال والسلاح ، والدعم
السياسي ، في إطار تنسيق
المواقف والمصالح .. قلنا لك :
حسناً ! فهل لإيران التي تدعمك
بالمال والسلاح ، والتأييد
السياسي ، وتنسّق معك في
المواقف والمصالح .. هل لها
مصلحة فيما تفعله في لبنان ، من
شنّ الحروب ( فتنصَحك!)
بإشعالِها ؟ أم لا مصلحة لها في
ذلك ، وإنّما تمدك بالمال
والسلاح والتأييد ، لتتّخذ وحدك
قرارات الحرب ، لمصلحة لبنان
وحدَه حصراً ..!
·وإذا قلت إن ترتيب
الأولويات لديك يختلف ؛ فأنت لا
تنطلق من المصلحة الوطنية
اللبنانية أولاً ، ثم العربية
ثانياً ، ثم الإسلامية ثالثاً ..
بل تأتي الإسلامية أولاً ( أي:
إيران ) ثم العربية ثانياً ( أي:
سورية ) ثم الوطنية اللبنانية
ثالثاً ..! وبناءً على هذا يمكن
أن تَشنّ حرباً خاصّة ، خدمة
للمصلحة الإيرانية ( الإسلامية
!) ، ولو دمِّر فيها لبنان على
رؤوس أهله ..! ويمكن أن تعطّل
محكمةً دولية ، خدمة للمصلحة
السورية ( العربية !) ، ولو ظلّ
الإجرام الوحشي يفتك ، كلّ
أسبوع ، أو كلّ يوم ، بشخصية
بارزة من شخصيات وطنك ،
السياسية ، والعلمية ،
والثقاقية ، والدينية ،
والإعلامية.. وطلّ وطنك كله
ساحةً للرعب ، مرتعاً للإجرام
والمجرمين ..!
إذا قلتَ هذا ، قلنا
لك : حسنا ، قد عرفتَ ما تريد !
وبقي على الناس أن يعرفوا من أنت
؟ وما ذا تريد !؟
·وإذا قلت: لا ، ليس
هذا هو ترتيب الأولويات عندي.
قلنا لك: فاخبِرنا عنه ، يرحمك
الله ..! لكي نفهم ، ولكي نعرف إلى
أين تجرّ لبنان ، والمنطقة كلها
! فنحن من أبناء هذه البلاد ،
ولَنا فيها أهلون ، وذَراري ،
وممتلكات ، وقبور آباءٍ وأجداد !
·وختاماً : هل نحلم
يا شيخ ، أيها السيّد المبجّل ،
بأن نسمع إجابات على أسئلتنا
هذه، منك ، أو من أحد قادةِ حزبك
، ممّن تفوّضهم للحديث باسمك ،
أو مِن حليفك (الإسلامي) في
طهران ، أو من حليفك (العربي) في
دمشق ، أو من أيّ مخلوق بَشريّ
في الدنيا ، تكلّفه بالإجابة
عنك !؟ إننا لمنتظرون !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|