ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 14/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العِمَاد .. وزير الهجوم :

هل عرفتموه ؟!..

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

حين نأتي على ذكر الدبابات والمدرّعات، لا يفوتنا أن نذكرَ الزعيم العسكريّ القادم على ظهورها إلى (وزارة الدفاع) العتيدة!.. الوزارة التي بقيت له، وخُيِّل للسوريين أنها ستبقى له ما بقيت (مَيْسلون)!.. فهي مسجّلَةٌ باسمه منذ انقلاب عام 1970م، الذي رسّخ سلطة (المناضلين) على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية!..

العماد الذي لم يسمح له حبيبه الفريق الراحل أن يُسمّى (فريقاً)، على الرغم من أنه من نفس شريحة الرفاق المناضلين .. هذا العماد الوفيّ، لم يكن ينسى ترتيب (نياشينه) على صدره، قبل أن يُنعم علينا بطلّته البهيّة، من غرفة العمليات الحربية الأمامية في استوديوهات التلفزيون العربي السوري.. وكأنّ ديكور الاستوديوهات إياها، لا ينقصه إلا تلك الألوان الخلاّبة التي تتلألأ على صَدْرِ العماد، صانع الانتصارات والأمجاد!..

صَدْرُ العماد الرحب المزدحم بنياشين (التوازن الاستراتيجي).. وتحرير الجولان، وحيفا، ويافا، والقدس.. وحماة!.. صَدْرُ العماد هذا، لم يعد يتّسع لنياشين إضافيةٍ يُنعم بها عليه سيّده الجديد، الوريث الشرعي الوحيد لأبيه الراحل.. من مثل: نيشان (الخيار الاستراتيجي)!.. وكان هذا هو التحدّي الأكبر لمعالي العماد في تلك الأيام!.. على الرغم من أنّ بعض العباقرة المحنّكين من جنس (بهجت سليمان)، قد حلّ هذه المعضلة العماديّة.. بتقديم المشورة الذهبية العائلية إلى جلالة الرئيس الوريث، بأن يكون نيشان (الخيار الاستراتيجي).. مُعَلَّقاً على ظهر معالي الوزير، بدلاً من تعليقه على صَدْرِهِ المزدحم!.. وبهذا يصبح (العماد) مع الزمن.. مغلَّفاً بالنياشين (على الوَجْهَيْن): وجه أماميّ للحرب.. ووجه خلفيّ للسِّلم!..

العماد الذي أمضى العقود الطويلة في الجيش ووزارة الدفاع، تعادل ما يقرب من ضِعْفَيْ عُمْرِ جلالة الرئيس الوريث كلّه.. لم يكن حانقاً ولا مكتئباً لبلوغ جلالته رتبة (الفريق) خلال دقائق!.. فهو (أي العماد) يعلم تماماً أنّ جلالة الرئيس أشدّ منه امتلاكاً للمورّثات النضالية، وبالتالي أحقّ منه (رتبةً)، وفق القانون العصريّ الحضاريّ للألفية الثالثة، الذي يسير على هديه النظام الجمهوري الوراثي للرفاق المناضلين!..

وزير الدفاع الزاحف، المفتون بِصُوَر الممثّلات العالميات، والمطربات الأجنبيات، والفنانات الأوروبيات.. التي كانت معلَّقةً على جدران مقرّه (الحربيّ)، بنفس طريقة تعليق النياشين على صدره.. الوزير الزاحف هذا.. تمنى لو أنّ محاولاته المتكرّرة قد أثمرت.. لإطلاق اسم: (وزارة الهجوم) على وزارته، كما تمنى لو أنّ جلالة الرئيس الوريث قد وافق على ذلك، خلافاً لموقف والده الراحل، باعتبار أنّ الهجوم كان ممنوعاً في العهد الميمون الأول، ما جعل الجولان المحتلّة تنعم بالهدوء والاستقرار أكثر من ثلاثة عقودٍ بالتمام والكمال!..

الرئيس الراحل كان يَعي تماماً أنّ الدفاعَ خيرُ وسيلةٍ للهجوم!.. والدليل على ذلك، أنه عندما كان وزيراً للدفاع في عام سبعةٍ وستين وتسع مئةٍ وألف، دافع بضراوةٍ لا مثيل لها عن الوطن السوريّ.. فضاعت الجولان.. وكادت أن تضيع دمشق!.. أما حبيبه العماد، فعندما راودته نفسه بالتفكير في الهجوم على العدوّ الصهيونيّ لتحرير فلسطين المحتلّة.. ضاعت ثلاثة أرباع لبنان!.. ما أدخل رئيس وزراء اليهود آنذاك المدعو (مناحيم بيغن) في أجواء الكآبة والغيظ، لأنّ معالي العماد (رجل الهجوم الساحق) بالتعاضد مع سيادة الفريق (رجل الدفاع الصامد).. استطاعا بهمّة قوات (الرّدع) الأسديّة، حماية (عُشْرِ) لبنان من الاحتلال الصهيونيّ!.. وممّا زاد في كآبة الصهيوني (المردوع) بيغن.. هو تهديد العماد ووعيده بتحرير الجولان (السوريّة)، بعد قتالٍ ضارسٍ شرسٍ.. حتى آخر مقاتلٍ (لبنانيّ)!..

جلالة الرئيس الوريث سينسف كلّ المصطلحات الحربية المتخلّفة البالية، خاصةً بعد أن اكتمل تحرير الجولان وفلسطين، مروراً بنخاع (التوازن الاستراتيجي).. لكن ليس قبل أن يتلقّى المشورة والرأي السديد من الجمعية العلمية السورية (الأسدية) للمعلوماتية!.. حيث سيحتلّ مصطلح (الخيار الاستراتيجي) الموروث.. موقعه اللائق في منظومة المصطلحات الحربية الهجومية، النابعة من صميم صمود وزارة الهجوم العماديّة!.. وكل هذا لن يتم، إلا بعد إلقاء كل أنواع الرعب والرّوْع في قلب العدوّ الصهيونيّ!..

لو أنّ (جَرِيراً) موجود بيننا اليوم، لما تردّد في نَظْمِ قصيدته (العماديّة) بمطلعها :

زَعَمَ العِمادُ أنْ سيهزم شاروناً === أبشِرْ بِطُـولِ احتـلالٍ يا شُوَيْرِنُ

بعد أن تحقق حلم (الخيار الاستراتيجي)، وأنعم جلالة الرئيس على معالي العماد بالنيشان الخاص بذاك الحلم.. اكتملت ألوان اللوحة التشكيلية العمادية الزاهية، على صدر وزير الهجوم.. وقَفاه!.. فأصبح مؤهّلاً لمنصب (نَصْبٍ تَذْكَاريٍّ) في (المتحف السِّلميّ)!.. الذي سيُشَيَّد بمرسومٍ جمهوريٍ على أنقاض (المتحف الحربيّ) في قلب دمشق!.. وعندئذٍ ستُلغى وزارة الهجوم (الدفاع سابقاً)، وستُلحَق بوزارة (السياحة)!.. التي سيُطلَق عليها اسم: (وزارة الخيار الاستراتيجي)!.. تشجيعاً ليهود العالم، وفي طليعتهم يهود الكيان الصهيونيّ، لاحتلال دمشق (سياحياً).. ما يجلب النعيم والرخاء والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والقِيَمِي لسورية (الصمود والتصدّي)!..

لو كان المرحوم (أحمد شوقي) حيّاً يُرزَق، لخاطب وزير (الخيار الاستراتيجي) المعزول قائلاً :

بـرزَ العمادُ يومـــاً === في ثيـاب العَسْكَرِينــا

راحَ في التَّلْفازِ يَهــذي === ويَسبُّ الفـاسِدينـــا

مخطئٌ مَنْ ظنَّ يومــاً === أنَّ للآسادِ دِينـــــا

*     *     *

وهذا العمـادُ يناضِــلْ === مع (داليدا)و(دينــا)!..

فيالَـهُ مِنْ وزيــــرٍ === مُتخَمٍ بالنّياشينـــــا

دوّخَ اليهـودَ دفاعــاً === بالطّناجـر والصُّحُونـا!..

أشبَعَ العـدوّ هجومــاً === (بالأتـاري) والطَّحينـا

*     *     *

هل عرفتموه ؟!..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ