ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نحن السوريين ....

أولى بالاعتصام والعصيان ضد حكام دمشق

الطاهر إبراهيم*

ينظر السوريون إلى حق التظاهر والاعتصام الذي كفله الدستور لإخوانهم في لبنان، الذين ينوون وضعه موضع التنفيذ في محاولة لإسقاط حكومة "السنيورة" المنتخبة ديموقراطيا، والتي حاز رئيسها على ترشيح كل أعضاء مجلس النواب في الاستشارات الملزمة، على أن هذا الحق "ترف" لا ترقى إليه تطلعات السوريين ولا أحلامهم، بعد أن أصبح تجمع بضع عشرات من ناشطي المجتمع المدني أمام مبنى البرلمان في دمشق جريمةً يعاقب عليها القضاء السوري "المُدجّن" لأن هذا التجمع يوهن عزيمة الأمة وينتقص من الدستور السوري حسب مرافعات الادعاء العام أمام هيئة المحكمة.

ومن دون التدقيق في مسوغات التظاهر والاعتصام، وحتى العصيان الذي قد يقوم به اللبنانيون المعارضون، يوم الجمعة بداية كانون أول "ديسمبر" الجاري، وعن التحدي الذي أظهرته الحكومة اللبنانية بقبولها هذا التحرك، على أن لا يؤدي إلى تخريب وإتلاف في الممتلكات العامة، وانقسام اللبنانيين بين مؤيد ومعارض لتلك المسوغات، فإن ذلك يُشعِر بأن لبنان بدأ يتعافى من الوضع الشاذ الذي كان يعيشه في عهد الوصاية الذي فرضه النظام السوري على لبنان على مدى ثلاثة عقود.

أما السوري، فليس أمامه من مظاهر الاحتجاج على ما يعيشه من استبداد وفساد واحتكار لموارد رزقه وتهميش له في حقه أن يكون مواطنا له كامل حقوق المواطنة، إلا أن يسبح بفضائل النظام، ويحمده على ماأنعم عليه من الحق بأن يفدي "بالروح والدم الرئيس الراحل والحالي". هذا الحق وحده الذي يستوي فيه المواطن مع رئيس الوزراء والوزراء وأعضاء القيادة القطرية والنواب المحترمين وكل من هب ودب في سورية.

المعقّدون الموتورون الذين لا يعجبهم العجب، من أمثالي وأمثال من بقي من الرعيل الأول الذي حارب فرنسا وأرغمها ،بقوة الإيمان ومضاء العزيمة، على الرحيل عن سورية في أقل من 25 عاما ،كأقصر مدة احتلال لدولة عربية، نتذكر ونتحسر على ما آل إليه الشعب السوري. فالإضرابَ والعصيان المدني "الستيني" الذي عاشته جميع المدن السورية أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، بعد أن رفضت فرنسا الالتزام ببنود المعاهدة التي وقعتها مع قادة النضال القومي عام 1938، فكان أن دعا هؤلاء القادة إلى الإضراب والعصيان الذي دام ستين يوما، ما أرغم قيادة الاحتلال على التسليم بتلك المطالب، لولا أن قيام الحرب العالمية الثانية وهزيمة فرنسا في أولها قد جمد العمل بتلك المعاهدة.

هذه النبذة التاريخية التي ذكّرت بها، تشعر القارئ الكريم، إلى أي مدى تدهورت فيه حالة  المواطن السوري وساءت أوضاعه، مقارنة بما كان يتمتع بها أبوه وجده ،أيام الاحتلال العسكري الفرنسي الغاشم، ويسمح له بالقيام بالإضراب الستيني وبالمظاهرات والعصيان المدني، فلا يناله الأذى إلا عند ما يوجه سلاحه نحو جنود الاحتلال.

بعيدا عما يبديه الفريق الحاكم في لبنان (قوى 14 آذار) عن رأيه فيما تطالب به المعارضة اللبنانية، فإن هذه المطالب تتلخص بما يلي: تشكيل حكومة وحدة وطنية للمعارضة لها فيها ثلث معطل (كيف يقبل نصر الله بتشكيل حكومة وطنية مع من اتهمهم بأنهم حكومة السفير الأمريكي "فيلتمان؟).  تنظيم قانون انتخابي جديد (قانون الانتخاب 2000 الحالي اعتمده مجلس نيابي انتخب في عهد الوصاية السورية). إجراء انتخابات نيابية تأتي بمجلس جديد. المطلعون يؤكدون أن هذه المطالب لايسندها أي سند دستوري، اللهم إلا أن تكون القوة التي يتمتع بها حزب الله –دون باقي اللبنانيين- هي السند تحت التهديد بالسلاح.

الحكومة اللبنانية التي تتمتع بتأييد الأكثرية في المجلس النيابي تعتقد أن هدف نصر الله من تشكيل حكومة يتمتع فيها وحلفاؤه بالثلث المعطل، هو لإفشال اعتماد المحكمة الدولية التي يُعتقد أنها قد يحاكم أمامها الرئيسان السوري واللبناني، وما يعني ذلك من انكشاف ظهره لبنانيا وإقليميا. كما تؤكد هذه الحكومة أن غاية الجنرال "عون" هو إجراء انتخابات نيابية جديدة قد تأتي بمجلس جديد يكون فيه أكثرية تؤيد انتخابه رئيسا للبنان، بعد أن فشلت كل مساعيه في إقناع قوى 14 آذار بتأييد انتخابه.

قد ينجح حسن نصر الله في حشد جماهيري غير مسبوق، لكن ما لا يمكن التأكد منه فيما إذا كانت هذه الحشود والحركات قادرة على إسقاط الحكومة. عندها قد يجد نفسه أمام مأزق حرج، فلا هو أسقط الحكومة، ولا يستطيع أن يعود إلى الحوار معها.

الخوض في هكذا موضوع مشوق ومتشعب، وإشباعه بحثا وتحليلا غاية قد لا تكاد تدرك. ما نحن متأكدون منه أن المعارضة اللبنانية قد تعرف متى و كيف تبدأ هذه التظاهرات والاعتصامات. ما ليس في مقدور هذه المعارضة اللبنانية معرفته: إلى أين! وكيف سينتهي بها المشوار؟ ويا ويل لبنان إذا كانت حسابات "نصر الله" اليوم كحساباته يوم أمر بخطف الجنديين الإسرائيليين، فحاز على "نصر إلهي"، لكنه نصر كان فيه الدمار الحاضر الأكبر في لبنان، وأرغم الحزب أن ينسحب شمالا وبعيدا عن الحدود مع إسرائيل، وهو انسحاب كان يرفضه قبل الحرب في الحوار مع باقي الفصائل اللبنانية.

يراود الخاطر تساؤلٌ نطرحه على حذر وكلنا ترقب: هل ينقلب السحر في دمشق على الساحر، فتنطلق الجماهير السورية –وهي تعيش مع تظاهرة اللبنانيين- نحو قصر "الشعب" ،كما سالت التظاهرة المليونية ذات يوم في شوارع حلب صبيحة 6 آذار 1980؟ عندها لن يكون تحرك السوريين تحركا سياسيا كما هو الحال في تحرك اللبنانيين في بيروت، تشكل حكومة الوحدة الوطنية فينتهي كل شيء، بل تحركا ينهي تراكمات أربعة عقود من التغييب المهين، ليطيح الشعب بنظام الفساد والاستبداد والطغيان في دمشق، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ