نداء
إلى القوى السياسية السورية
نداء
إلى المعارضة السورية
مازن
كم الماز
إن نضوج التغيير
الوطني الديمقراطي في بلدنا
سوريا قد اكتمل منذ زمن عندما
أصبح واضحا أن النظام يصر على
وضع وجوده في مواجهة الشعب و
الوطن, لكن هذا الوجود أيضا
يتناقض مع مصالح أطراف إقليمية
و دولية لا يمكن أن تعد بأي حال
من الأحوال صديقة للشعب السوري
أو لشعوب المنطقة..و للنظام و
لهذه القوى أجنداتها الخاصة عن
تطور الأوضاع في سوريا لا تعكس
بأي حال مصالح شعبنا أو وطننا..
إن ضرورة التغيير
الآن ملحة و إن إنجاز هذا
التغيير كما هو تحديد جوهره و
مضمونه يشكل القضية المحورية في
الأحداث القادمة..إنني أزعم أن
المعارضة السورية لا سيما في
خطاباتها و مواقفها السياسية
الأخيرة و طبيعة الحراك الذي
تديره بين فصائلها ليست مهيأة
بعد لتشكل البديل الوطني
الديمقراطي للنظام..إن المعارضة
لم تستلم زمام المبادرة بعد في
إدارة الحراك السياسي من النظام
أو من الخارج ( من المؤكد أن قمع
النظام سيعقد هذا الحراك لكن
إرادة الحوار و النقاش لدى
المعارضة غائبة حاليا كجزء من
الحالة السلبية التي تعتري
المعارضة )..إن الحاجة إلى
التغيير ( خاصة تغيير حالة
استبداد سياسي أو فساد اقتصادي
كتلك التي يمثلها النظام ) تتطلب
التأسيس لبديل وطني ديمقراطي
يعيد المجتمع إلى دائرة الفعل و
يعيد صياغة علاقة الدولة
بالمجتمع و يحرر الحراك السياسي
و الفكري الوطني و هذا يتطلب
أوسع جدل و حوار يشمل كل فئات
الشعب السوري و تياراته دون "أدوار
قيادية" يدعيها أحد أو قيود
مفروضة من أحد..إن معارضة سورية
ذات خطاب ديمقراطي وطني تقر و
تمارس الجدل الحر المفتوح قادرة
على إقناع الشعب السوري و كسب
ثقته و منحه الأمل بغد حر
ديمقراطي , غد يكون فيه هو صاحب
الكلمة فيمن يحكمه و في رسم
سياسات البلد في ضوء مصالح
الوطن و الشعب, إن معارضة قادرة
على أن تؤكد للشعب أنها بديل
الاستبداد و الاستئثار بالبلد و
تهميش المجتمع و ذلك بالممارسة
و بخطابها السياسي هي أقوى و
أمضى من كل الحديث عن المحكمة
الدولية و ضغوط الخارج على
النظام..إن الصراعات الطائفية
الدموية في العراق و فساد أهل
الحكم و طبيعة الجدل السياسي
الدائر في لبنان و العراق يطرح
مهام جدية على قوى التغيير في
سوريا ليكون التغيير القادم
وطنيا ديمقراطيا بمعنى أنه يخدم
مصالح الوطن و الشعب و يقر
بالاختلاف و بالجدل و يؤسس
لحالة طالما انتظرها شعبنا من
الحرية و العدالة..مرة أخرى فإن
هذا يتطلب إطلاق أوسع حوار وطني
حول صيغة البديل الوطني
الديمقراطي التي تختزل الصراع
بين التيارات السياسية في حراك
حر ديمقراطي بعيد عن إلغاء
الآخر مع الاحتفاظ ( بل و ضرورة )
بحق الاختلاف..لا بديل عن الحوار
الوطني و لا بديل عن القبول
بالآخر و الحوار معه في سبيل
تحديد شكل و مضمون التغيير..إن
البديل عن الحوار هو التفرد و عن
إطلاق الجدل السياسي العام
لتأطير الصراعات السياسية هو
صراعات مضمونها إلغائي
استئصالي تفتح الباب أمام
صراعات تدميرية للمجتمع و تفقد
التغيير أي مضمون جدي و ربما
تفتح الباب أمام ظهور حالات
استبدادية جديدة بشروط مختلفة..إن
هذا الحوار الوطني الواسع الذي
لا يستثني أحد , حوار يتجاوز قهر
النظام للشعب و استئثاره بالوطن
و يتجاوز حدود خطابه التخويني و
إطلاق جدل لا يعترف إلا
بالحقيقة و لا يهرب إلى خطابات
تخوينية مضادة بين فصائل و
أطياف الشعب السوري تقوده
المعارضة هو بداية المخرج
الوطني الديمقراطي لأزمة
النظام..لا ديمقراطية بدون
ديمقراطيين..لا ديمقراطية بدون
الإقرار بالحرية كشكل للحياة
السياسية بدون إشاعة الحرية و
المساواة بين الناس..إن الإقرار
بالآخر لا يعني التخلي عن
استقلالية الخطابات السياسية
أو الفكرية لأي من التيارات
الفاعلة لكنه يعني أننا جميعا
مؤمنون بالإنسان و حريته كقيمة
فوق خلافية و بالوطن كمعطى
مركزي يقوم على العدل و
المساواة بين السوريين..
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|