السلام
الإسرائيلي المزعوم
في
دولة غزة
بقلم
/ سري القدوة *
في ضوء
المتغيرات على الساحة وطبيعة
عمل أجهزة الاحتلال الإسرائيلي
لتطبيق خطة الفصل الشارونية بات
من الواضح بأن هدف هذه الخطة هو
دولة غزة أي إبقاء الحال على ما
هو عليه بعد الانسحاب ووقف
القرارات المتعلقة بعملية
الانسحاب واستحقاقات عملية
السلام.
فشارون سياسته
واضحة وهو يقول للعالم أجمع بأن
خارطة الطريق هو أن يتجه نحو
الحفاظ على أمن إسرائيل وتعزيز
المستوطنات في الضفة الغربية
والاستمرار في بناء المستوطنات
وضم الأحياء
العربية في القدس وتهجير
سكانها .. بل يهدف شارون إلى
تعزيز الوجود اليهودي وجلب أكبر
هجرة يهودية إلى إسرائيل منذ
تأسيسها للسيطرة على القنبلة
السكانية العربية.
إن شارون
بالتأكيد يعمل من أجل الحلم
الإسرائيلي وهو لا يبالي بأي
نتائج تذكر ومستمر في تطبيق
مخططاته الاستعمارية للسيطرة
على الأرض الفلسطينية وإعادة
فرض سياسته التوسعية
والاستعمارية والاستمرار في
رفضه تطبيق اتفاقيات السلام..
إن السلام
الإسرائيلي المزعوم وخطة
الانسحاب من غزة لا تؤدي سوى
إنهاء للصراع من طرف واحد
واعتبار مشروع دولة غزة هو
نهاية الصراع من قبل
الإسرائيليين وبالتالي هدر
إنجازات الثورة الفلسطينية
المعاصرة التي استمرت اكثر من
خمسون عاماً .. وأن ذلك يأتي على
حساب تضحيات الشعب الفلسطيني
وشهداءه ومسيرة العمل
الفلسطيني..
إن الاحتلال
الإسرائيلي هو المحرض الأكبر
وأن الاحتلال الذي يكرس لغة
القتل والدمار والتشريد هو نفس
الاحتلال الذي يريد أن ينسحب من
غزة لتلطيف صورته أمام العالم
وتخفيف الضغط الدولي على
إسرائيل ..
إننا مع جلاء
الاحتلال الكامل عن غزة وأيضاً
مع الاستمرار في الحفاظ على
استحقاقات عملية السلام فلا
يمكن أن يكون هناك سلام عادل
وشامل بالمنطقة دون إعادة الأرض
الفلسطينية لأصحابها وإقامة
الدولة الفلسطينية كاملة غير
منقوصة الحقوق ومترابطة
جغرافياً على الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهذا
بالتأكيد يكفل أن يكون سلام
عادل وشامل بالمنطقة ..
إن السلام
الحقيقي هو السلام الذي يعيد
للشعب الفلسطيني حقوقه ويكرس
الوجود الفلسطيني بعيداً عن
الهيمنة والغطرسة وسياسة
المماطلة الإسرائيلية التي لا
تحترم الحقوق واستحقاقات عملية
السلام.
إن السلام بات
في خطر حقيقي ويتطلب من الدول
العربية وقمة شرم الشيخ التي
نادت إليها مصر أن تدعم قيام
الدولة الفلسطينية بشكل واضح
وأن تعيد التأكيد على خيارات
السلام العربية التي تكرس مبدأ
الأرض مقابل السلام وليس الأمن
والتطبيع مع إسرائيل مقابل
السلام الإسرائيلي والذي يكون
على حساب تضحيات شعبنا..
إن الموقف
العربي بات في غاية الأهمية
ويجب على الدول العربية أن تتخذ
موقفاً واضحاً ودون أي لبس في
تنفيذ استحقاقات عملية السلام
التي هي في غاية الأهمية من أجل
سلام استراتيجي حقيقي مبني على
الاعتراف بحقوق الشعب
الفلسطيني دون أي لبس وبعيداً
عن أوهام شارون ..
إن الشعب
الفلسطيني يرفض أن يكون نهاية
الصراع العربي الإسرائيلي في
خطوات سلام مزعومة ومنقوصة وهي
أن تكون نهاية الصراع إقامة
دولة فلسطينية في غزة على حساب
الأرض الفلسطينية والشعب
الفلسطيني والتضحيات التي
قدمها هذا الشعب عبر مسيرة
طويلة من العطاء عمدت بدماء
الشهداء وكانت أسطورة وستبقى
منارة للأجيال القادمة من أجل
الحرية والاستقلال وتقرير
المصير وإقامة الدولة المستقلة
ضمن الثوابت الفلسطينية والنهج
الوطني للزعيم الخالد ياسر
عرفات ..
إن استحقاقات
عملية السلام هي استحقاقات لم
تعد فلسطينية فحسب أو عربية بل
هي استحقاقات دولية ويجب على
إسرائيل أن تلتزم بالقانون
الدولي وأن تعمل ضمن القرارات
الدولية وما صدر أو يصدر عن
الأمم المتحدة حتى يكون سلام
حقيقي ويستمر السلام الذي أصبح
هو رغبة حقيقية للشعوب ومن أجل
ضمان حياة كريمة للشعب
الفلسطيني بعيداً عن لغة
الإرهاب والقتل والدمار التي
تمارسها حكومة الاحتلال بشكل
مستمر وتكريس منهج العربدة
وغطرسة القوة..
*
المحرر المسؤول رئيس تحرير
جريدة الصباح – فلسطين
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|