حين
ترى .. تقول :
ياليتَ
بيني وبينك بُعدَ المشرقَـين !
عبدالله
القحطاني
1- حين ترى
صانع القرار في بلدك ، المسؤول
عن البلاد والعباد في وطنك ..
تاجراً من النوع الرخيص ، يتاجر
بالكلمات والشعارات ، ويناور،
ويكذب ، ويغشّ ، ويخدع، ويمارس
أنواعاً من البطولة الزائفة على
أبناء شعبه ، ويخاف من صفير طائر
يحلق بالقرب من قصره ، ويسمسر
بدماء الأبرياء من أبناء الدول
المجاورة، ليبني لنفسه أمجاداً
مزيّفة ويصنع بطولات وهمية ،
بينما أرض بلاده محتلّة من قبل
عدوّه ، ولا يجرؤ حتى على
التفكير في استردادها ، مع أن
أباه الذي ورّثه الكرسي ، هو
الذي سلّمها للعدوّ .. حين ترى
أمامك حاكماً من هذا الطراز،
يتربّع على كرسي الحكم في بلادك
، ويعدّ البلاد مزرعة له ،
وأبناءها عبيداً له .. لا تملك
إلاّ أن تقلّب كفيك ، وتقول بألم
وحنق ومرارة : يا ليت بيني وبينك
بعد المشرقين ..!
2- وحين ترى
شريكاً لك في المصير، وأخاً في
المبدأ ، ورفيقاً في الدرب ، وهو
مواطن في دولة غير دولتك ، يمجّد
هذا الحاكم ، ويبارك مجازره ضدّ
شعبه ، وجبنه تجاه عدوّه ، لمجرد
رفعه للشعارات الخادعة ..! تهزّ
رأسك في أسف وحزن ، وتقول في
حسرة : يا ليت بيني وبينك بعد
المشرقين ..!
3- وحين ترى
شريكاً لك ، في المعاناة والألم
، والقرار والهدف والحلم ..
يَستمرئ أكل لحمك ، ويتلذّذ
بنهش سمعتك وكرامتك ، تحوقل
وتقول : يا ليت بيني وبينك بعد
المشرقين..!
4- وحين ترى
إنساناً يعَدّ بطانة لك ،
وتعَدّ بطانة له ، وتشترك معه في
صنع الرأي والقرار والموقف ..
ينسى العدو المشترك ، والخصم
المشترك ، ويجرّب مواهبه في
التذاكي والتداهي عليك قبل غيرك
..! تبلع جرعة من المرارة التي في
حلقك ، وتقول: يا ليت بيني وبينك
بعد المشرقين ..!
5- وحين ترى
مخلوقاً فرِضتْ عليك صحبته ، أو
عشرته ، وهو من النوع الذي قال
عنه الشاعر : أقولُ له زيد ،
فيَحسَب خالداً
ويقرؤها عَمرواً ، ويكتبها
بَكرا
لابدّ أن تحِسّ بعِظَم البلاء ،
وتقول : يا ليت بيني وبينك بعد
المشرقين ..!
6- وحين ترى
شخصاً بينك وبينه صلة ما ، يسقِط
نفسه خلقياً ، في سبيل إسقاط أحد
خصومه سياسياً ، في معركة
سياسية عابرة هزيلة .. ستجد نفسك
مضطراً ، لأن تقول بينك وبين
نفسك ـ إذا منعك الحرج والإشفاق
على هذا الساقط من أن تقول له
علناً ـ: ياليت بيني وبينك بعد
المشرقين .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|