المنتصر
إلهياً .. والمحكمة الدولية !
ماجد
زاهد الشيباني
نصر الله ، صاحب (النصر الإلهي !)،
حين يَسعى لاهثاً لتعطيل
المحكمة الدولية ، واحد من
أربعة :
• متورّط
مع حليفه النظام السوري المجرم
، في جرائمه التي ستدينها
المحكمة ، فهو يسعى لإنقاذ رأسه
ورأس حليفه معاً !
• ليس
متورّطاً هو ، ولا حزبه ، إنما
يسعى لإنقاذ رأس حليفه فحسب . أي
هو شريك في الجريمة ، بتعطيل
القانون الذي يعاقب عليها !
• يعلم
ـ أو يظن ـ أن إسرائيل هي قاتلة
الحريري ، ومَن قبلَه ، ومَن
بعدَه ، من شخصيات لبنان .. ويسعى
لتعطيل المحكمة، كيلا تدين
عدوّته الشرسة إسرائيل هذه! (
ربّما مكافأةً لها على تعاونها
مع حلفائه الصفويين في العراق ،
في ذبح الشعب العراقي ، بسنته
وشيعته غير الصفوية !).
• ليس
متورّطاً هو، ولا حليفه ، ولا
يرى أن لإسرائيل يداً في
العمليات الإجرامية .. إنّما
يسعى لتعطيل المحكمة تطوّعاً
واحتساباً .. لوجه الله !
• وإذا
كان الافتراض الأخير ليس
منطقياً ، في السياق الذي تجري
فيه الأحداث ، فلم يبقَ إلاّ
الافتراضات الأول والثاني
والثالث .
• وهنا
لابدّ أن يتوجّه العقلاء ،
الحريصون على الأمّة
ومستقبلها، بالشكر لله عزّ وجلّ
، لأنه كشف هذا البطل (الأسطوري
!) أمام الناس ، وعرّى حقيقته :
فهو إمّا مجرم ، وإمّا متواطئ مع
المجرم بالتستّر عليه، مستعدّ
لتدمير بلده ، لتعطيل المحكمة
التي يراد لها أن تحاكم هذا
المجرم ! وفي كلتا الحالتين
يتبيّن للناس المخدوعين بالبطل
، في الزمن الرديء الذي انعدمت
فيها البطولات ، يتبيّن لهم ما
يلي :
- ليس كل
ما يلمَع ذهباً !
- تدمير
الوطن لستر جريمة شخصية ، أو
لستر جرائم آخرين ارتكبوها بحقّ
الوطن وشعبه ، ليس بطولة ولا
يمتّ إلى البطولة بسبب ! وقد
يسمّى حماقة ، أو سفاهة ، أو
إجراماً بشعاً ، أو انخلاعاً من
الضوابط والأخلاق الوطنية
والإنسانية.. مهما أظهَر فيها
المرء من ثبات ، أو شجاعة ، أو
حسن إدارة للحرب ..! وأياً كان
عدوّه ، وإلى أيّة ملّة انتمى
هذا العدوّ !
- لقد
ابتليت هذه الأمّة ، عبر
تاريخها، لا بمجرّد أبطال
مزيّفين جرّوا عليها الويلات ..
بل بأنبياء مزيّفين كذلك ! وإذا
كان الجهل هو المرتع الخصب
للأنبياء المزيّفين ، فمن باب
أولى أن يكون هو ذاته المرتع
الخصب للأبطال المزيفين ! وكما
فضح الله أنبياء الدجل والزيف ،
وأنهى أدوارهم في حياة الأمّة ،
فهو كفيل بفضح أبطال الزيف
والدجل ، وإنهاء أدوارهم في
حياة الأمة كذلك..! ونحسب إصرار
صاحب (النصر الإلهي!) ، على تعطيل
المحكمة الدولية ، أقوى سبب
لكشف زيفه !
- إن
التشدّق بالكلمات الرنّانة ، لا
يغطّي الحقائق على الأرض ، ولا
يجعل من المجرم المغامر بطلاً ..!
ولا من الذي يدمّر بلده بحروب
عبثية، خدمةً لمصالح الآخرين،
ومشروعاتهم الإمبراطورية
المذهبية، وطنياً مخلصاً
شريفاً !( وليَسأل أيّ عاقل،
السيد نصرَ الله ،عن مدى ولائه
للسيد خامنئي ، وانتمائه إلى
تشيّعه الصفَوي ، الذي يَذبح
شعب العراق كله ، بسنّته وشيعته
غير الصفوية..! ويسعى بلهاث
محموم ، إلى التمدّد
الإمبراطوري الفارسي ، في
العالم الإسلامي كله!).
- إذا
كانت العمالة لأمريكا ، أو
إسرائيل ، مرفوضة ـ من حيث
المبدأ ـ، من باب الوطنية، أو
الدين، أو الشرف، أو المروءة ..
فالعمالة للدولة الفارسية
الصفوية ، مرفوضة ـ من حيث
المبدأ أيضاً ـ من الأبواب
ذاتها.. كلها بلا استثناء ..!
- ليس في
الكون أمّة ـ فيما نعلم ـ تخلو
من بطولات وأبطال .. والعبرة
الحقيقية هي في توظيف البطولات
والأبطال في سبيل الأمّة ، ومن
أجل تحقيق أهدافها العليا ،
وبما لا يؤدّي إلى دمارها، أو
يسبب لها خسائر هائلة أضخم
بكثير من المكاسب التي تجنيها !
أمّا توظيف البطولات والأبطال ،
لتحقيق أمجاد فردية شخصية ، أو
حزبية ، أو لتحقيق مصالحَ
للآخرين ، على حساب الوطن وشعبه
.. فهذا نوع من العبث الإجرامي
البشع ، مهما كان عدد الصواريخ
التي تطلق على مدن العدوّ وقراه
، وتجمّعات أفراده المدنية
والعسكرية ! فليست العبرة بكثرة
الصواريخ ، أو القدرة على
توجيهها إلى أرض العدوّ ، بل
بالنتائج الفعلية للحرب،
وتأثيراتها على الوطن وأهله!
- إن
توظيف الصواريخ ، أو القنابل ،
التي تطلق باتّجاه العدوّ ،
باسم المقاومة والممانعة
والصمود .. توظيفها للحصول على
زعامات شخصية ، أو مكاسب حزبية ،
داخل الوطن .. أو للنيل من
مؤسسّات الدولة وقياداتها ..
والسعي إلى تجريد المؤسسات
الحاكمة من شرعيّتها وسلطتها ..
والهيمنة على قرارات الدولة ،
عبر نسبة أصوات مفروضة داخل
حكومتها ، لتعطيل قراراتها..
ـ فيما يسمّى : الثلث
المعطّل ـ واللجوء إلى إثارة
الشارع لتحقيق هذا الهدف ..! إن
هذا كله إنّما يكشف حقيقة
البطولات التي يحبّ البسطاء أن
يصفّقوا لها ، ليُرضوا في
أعماقهم نزعات حبّ البطولة،
التي يعجزون عن تحقيقها
بأنفسهم ، ويحبّون أن يروها لدى
الآخرين ، حتى لو علموا ـ أو
ظنّوا ـ أن بطولات الآخرين
إنّما هي بطولات مزيّفة ، في كل
جوانبها الأساسية والضرورية..! (
إلاّ فيما شابََه منها بطولاتِ
الحمقى والسفهاء والمجرمين !).
وصدق رسول الله (ص) القائل : (إنّما
الأعمال بالنيّات ، وإنّما لكل
امرئ ما نوى ..!).
ولقد
كشِفت نيّات القوم أمام الناس ..
ولعلّ الله ، برحمته، أراد أن
يكشفها للناس ، كيلا يظلّ
الأبرياء والمخدوعون ، يعظّمون
أصناماً لا تحمل طهر الأصنام !
كما قال عمر أبو ريشة:
أمّتي..
كمْ صَنمٍ مجّدتِه
لمْ يكنْ يَحملُ
طُهرَ الصنَمِ !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|