خراف
على مائدة الأسد
أبو
عمر الأسدستاني
يبدو أننا في خضم
الأحداث المتسارعة التي تعصف
بالمنطقة في فلسطين و لبنان
والعراق قد فاتنا التنبه أو
بالأصح نسي أن ينبهنا بلبل
الإعلام إلى نجاح سوريا الأسد
في تحقيق التوازن الاستراتيجي
ليس فقط مع إسرائيل بل مع
الولايات المتحدة الأمريكية
والاتحاد الأوروبي مجتمعين ؟؟
طبعاً هذا هو استنتاج كل من يقرأ
صحف النظام الأسدي الرسمية
ويسمع الموشحات النضالية
اليومية عبر أبواق إعلامه
المدوية عن صخرة
الصمود والتصدي للصهيونية
والامبريالية العالمية التي
تتحطم عليها المؤامرات الغربية
والشرقية والشمالية والجنوبية
وكذلك عن الدعم والتضامن مع
حركات التحرر العالمية وأيضاً
عن استمرار سوريا الأسد في دخول
المنعطفات التاريخية وإصرارها
أمام الجميع على بناء قلعة
المناضلين الأحرار لتصبح
ملاذهم الآمن وحصنهم الصلد
المنيع مع التنويه طبعاً بفشل
جميع المخططات المشبوهة لعزل
وتهميش قلب العروبة النابض
وعرين أسدها ؟
أما من يفاجأ على
حين غرة بتصريحات ونهيق من
تسميهم وسائل الإعلام الأسدية
وأقلام المعارضة المهذبة
بالنواب والسادة والوزراء
والسفراء والمسؤولين فيما
أفضلُ مناداتهم وتسميتهم حسب
طبيعة عملهم الحقيقية ومناصبهم
الفعلية وليست الديكورية
بالمهرجين والماسحين واللاعقين
والمطبلين المزمرين لأولياء
نعمتهم من آل الأسد .... فيتولد
لديه شعور فوري وقطعي بأن القطب
الأوحد في العالم ليست أمريكا
كما هو معروف بل هي سوريا الأسد !
وما بوش إلا تلميذ كسول في مدرسة
القائد الضرورة والرمز ابن
الرمز والملهم ابن الملهم بشار
!!!! فالمستمع مثلاً لتغريد بلبل
الإعلام بأن المقاومة العراقية
ضربت رأس بوش بالحذاء لكي يصحو
ويستفيق من أحلامه الوردية !! لا
يملك إلا الإعجاب بشجاعة البلبل
الأسدي في تحديه للنسر الأصلع
الأمريكي وجرأته وثقته بنفسه (والمستمدة
على ما يبدو من إدمانه للحبوب
الزرقاء) وذلك على تصريحاته
النارية المتحدية لدرجة يعتقد
المرء معها بأن الشماتة
والاستهزاء بأمريكا والثقة
المفرطة بالنفس لا بد وأنها
نابعة من تدشين حاملة طائرات
تاسعة جديدة من طراز (حافظ 9)
مزودة بأحدث جيل من الطائرات
المقاتلة القاذفة والمعترضة من
طراز (ب14) و(ب18) اختصاراً (لبلبل 14
و بلبل 18) والقادرة على (الصمود
والتصدي) لحاملات لنكولن و
نيميتز !!!
أما من يسمع
تصريحات مهرج الخارجية اللاعق
ديدو في بغداد حين طالب
الأمريكان من داخل المنطقة
الخضراء بوضع جدول زمني فوري
للانسحاب من العراق غير آبه
للحراس الأمريكيين من حوله ودون
مراعاة لمشاعر سميته كوندوليزا
ورئيسها بوش ! فلابد له من
الشعور بأن ديدو واثق تماماً من
قدرة قوات المارينز المجوقلة
الأسدية الشحاطية على التدخل
السريع لإخراج الغزاة المحتلين
من العراق بالقوة إذا فكرت
كوندوليزا وبوش بالمماطلة
للحظة في وضع جدول زمني
للانسحاب من العراق لا يتماشى
مع مطالب اللاعق ديدو ورئيسه
بشار الأسد !!!!
ولعل اجتياحاً
سريعاً بمدرعات (الحبش)
المتفوقة على الابرامز
الأمريكية والميركافاه
الإسرائيلية هو السيناريو
الأكيد الذي يخطر على بال
المستمع لهراء مولانا اللاعق
حبوش المدغوم بالغنة حين لم
ينفي احتمال العمل العسكري
لتحرير الجولان ! معتمداً على
الأرجح على دعم إضافي آخر
لمهاجمة المستوطنات
الإسرائيلية والمواقع الحيوية
الخلفية للعدو بموجات بشرية
متلاحقة من أعضاء الخلايا
الجولانية الحبوشية النائمة
بانتظار تحديد الأسود الملهمين
لزمان ومكان المعركة المناسبين
!!!
وأول ما يتبادر إلى
ذهن كل ضحية مستمعة لهراء
اللاعق الشعيبي حين يتحدث عن
فشل أمريكا والاتحاد الأوروبي
في تهميش سوريا وعزلها هو الخوف
الشديد لأمريكا وحلف الناتو من
صليات صواريخ (شعيب 3) العابرة
للقارات والقادرة على إصابة
أهدافها بمنتهى الدقة
والفاعلية دون أن نهمل الجانب
الاقتصادي والتبعات الكارثية
على دول حلف الناتو والعالم
بأسره إذا قرر الملهم بشار
مثلاً وقف تصدير العمالة
السورية (النادرة) للخارج عند
إحساس سوريا بأنها باتت معزولة
عالمياً ومهمشة إقليمياً !!!
ومن المؤكد أيضاً
بأن الجانب الاقتصادي وحقوق
الإنسان كانا حاضرين في ذهن (ثعلب)
الخارجية الأسدية المقبل
واللاعق الماسح المقداد لدى
تصريحه بأن سوريا الأسد لن
تُسلم أي مواطن سوري للمحكمة
الدولية لأن القضاء السوري
العادل بألف خير !! مهدداً ضمناً
بكلامه عن (الألف خير) بفتح
ملفات حقوق الإنسان في الولايات
المتحدة وكندا ودول الاتحاد
الأوروبي وتداعياتها على
مواطني هذه الدول واستقرارهم
الداخلي وعلى (وهن عزيمة أممهم)
إذا تمت المقارنة بين حقوقهم
البائسة وقضائهم الفاسد
المهلهل وحقوق الأسدستانيين
الخارقة للعادة وقضائهم النزيه
؟؟ واضعاً في ذهنه غالباً بلبلة
أسواق المال والبورصة العالمية
بطبع عملة ورقية جديدة من فئة
الخمسة آلاف ليرة عليها صورة
الأمل الواعد بشار مما سيؤدي
بالضرورة لإفلاس كبريات
الشركات العالمية كمايكروسوفت
وآي بي إم وبوينغ وإيرباص وبيجو
ورينو والله يعينو وما يلي
إفلاسهم من تسريح لملايين
العمال الغربيين والذين
سيضطرون تحت ضغط الفاقة والحاجة
مرغمين إلى الاصطفاف بطوابير
طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة
والتعرض لضرب رجال الأمن المبرح
لهم أمام سفارات سوريا الأسد
صاحبة أقوى اقتصاد عالمي هاتفين
مهللين بمكرمة بشار الأسد
لموافقته على منحهم (بتوصية من
الحنونة أسماء) تأشيرات دخول (إنسانية)
لنبش قمامة أسدستان والبحث عن
طعام لهم ولأولادهم فيها بعد أن
هجرها نابشو القمامة من العبيد
الأسدستانيين لحصولهم على
أعمال لائقة تليق بهم كمواطنين
في أسدستان كنتيجة طبيعية للخطة
الخمسية العاشرة للتنمية
الأسدية المستدامة ؟
ولا يأتي من فراغ
إحساس مراسلي الصحافة العالمية
المتواجدين في الأمم المتحدة
بنية مندوب سوريا الأسد اللاعق
بشار بولتون الجعفري استخدام حق
النقض (الفيتو) في أية لحظة في
مجلس الأمن حين يستمعون لتصريحه
بأن سوريا الأسد غير معنية
بالمحكمة الدولية لأنها لم
تُستشر أثناء تشكيلها
ليتولد لديهم قناعة تامة من
كلامه هذا بأن بشار الجعفري
ورئيسه بشار الأسدي يمدون
ألسنتهم (أو أنصاف ألسنتهم)
باستفزاز في وجه كوفي عنان وبوش
وشيراك وبلير شامتين مستهزئين
بالأمم المتحدة ومجلس الأمن
عقاباً لهم على عدم استشارة
سوريا الأسد في إنشاء المحكمة
مما سيحتم على المندوب اللاعق
الأسدي الجعفري استخدام الفيتو
في وجوههم لتضارب المحكمة مع
المصالح العليا لسوريا الأسد !!!
وحتماً فإن نجاح
سوريا الأسد في إتمام دورة
تخصيب اليورانيوم هو السبب
الرئيسي لتحليق مهرجة
المغتربين بسبس ولاعقة أحذية آل
الأسد عالياً في حديثها عن سلم
الثوابت الأسدي العجيب حتى
ليخال للمرء أنها تناولت مشروب
الطاقة (ريد بول ياللي بيعطيها
جوانح) لتُحلق بشعارات بعثها
وأسدها وثوابتها بعيداً
وعالياً في فضاء أوهام العظمة
والكذب والشعارات الأسدية
الثورية عندما تطالب إسرائيل
دائماً في خطبها الرنانة
بالانسحاب من الضفة الغربية
وإقامة دولة فلسطينية وإعادة
القدس والانسحاب من الجولان
وتطبيق الشرعية الدولية
واحترام حقوق الإنسان والمرأة
الفلسطينية مقابل السلام مع
سوريا !!!!!!
هناك مثل شعبي يقول
.. من قلة الرجال صار الديك اسمه
أبو عنتر ؟؟ ومن قلة الرجال
فعلاً أصبح الأسد رئيساً
والبلبل وزيراً والحبش نائباً
والحسون مفتياً ... وأصبح
المواطنون خرافاً يولم بهم على
مائدة الأسد .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|