نصر
الله ليس مقاتلاً مرتزقاً !
(والعاجزهو
من يفرّط بحقّه .. ويلقي اللوم
على الآخرين!)
ماجد
زاهد الشيباني
أيها الأبطال المصفّقون للسيد
حسن نصر الله ، المعجبون
ببطولاته.. ليس الرجل مقاتلاً
مرتزقًا عندكم !
دافعوا عن قضيتكم كما يدافع عن
قضيته !
وإلاّ فاعذروه ، إن تصرّف لحسابه
، وحصد نتائج حربه لحسابه ، كما
يفعل اليوم في محاصرته للحكومة
الشرعية المنتخبة في بلده ،
لإسقاطها، أو تعطيلها (بالثلث
المعطّل)!
1- إن للرجل
سياسته الخاصّة ، وبرنامجه
الخاصّ ، واستراتيجيته الخاصّة
، وتحالفاته الخاصة ..! وهو يخوض
حربه الخاصّة ، ويظهر مع
مقاتليه ، بطولات مميّزة خاصّة
، في حربه ضدّ العدوّ الصهيوني
المتغطرس المجرم ، لم تعهدوها
من قبل ، في الحروب التي خاضتها
حكوماتكم ضدّ هذا العدوّ..! ولا
في الأسباب التي دفعت جيوش
بلادكم لمحاربته ..! فهذه الجيوش
ترى محاربته وسيلة لتحرير
بلادها منه ، في حين يرى السيد
نصر الله محاربته ، وسيلة
لاكتساب القوّة العسكرية
والسياسية و(المذهبية) التي
تؤهّله للهيمنة على بلادكم
وشعوبكم ، لحساب الإمبراطورية
الفارسية ، الحالمة باستعادة
أمجاد يزدجرد ، التي قوّضها
أجدادكم ، قبل خمسة عشر قرناً.
2- إن السيد
نصر الله مزيج فريد مميّز من :
مواطَنة لبنانية ، ومذهبية
شيعية صفوية، وتحالف طائفي سوري
، وولاء إيراني ..! وهو يعتزّ
بهذا كله ، ويجاهر به، ويراه
النقيض الأصلح والأنقى ،
المضادّ للحلف الصهيوني
الأمريكي ..!
3- وإن
الصراع بين الحلفين ، صراع ضارٍ
وشرس ، وهو يجدّد ، ويجسّد ،
الصراع القديم بين إمبراطوريتي
فارس والروم ..! الصراع على مناطق
النفوذ الخالية من القوة .. وهي
ذاتها المناطق التي قامت عليها
دولكم ، وشلّت فيها إرادات
شعوبكم!
4- وإن السيد
نصرالله ، يرى أن من حقّه ، بل من
واجبه الشرعي ، وبالتالي
السياسي، أن يندمج في الحلف
الذي تقوده إمبراطورية فارس
الناشئة، التي يرى أنها تنتمي
إلى أمّة الإسلام ، بمذهبها
الشيعي الصفوي ! لمقارعة الحلف
الصهيوني الصليبي ، الذي تقوده
إمبراطورية الروم الجديدة
أمريكا..!
5- وإن
المذهب الشيعي الصفوي ، مذهب
مقدّس لديه ـ لأنه دين قائم
بذاته، بل هو الدين الحقّ ، في
نظره ونظر الدولة التي يواليها !
ـ كما أن رسالة التشييع ، بين
أهل السنّة ( النواصب) رسالة
مقدّسة ، لديه ولدى الدولة التي
يواليها ..! فهو يحرص على إخراج
هؤلاء النواصب من الظلمات إلى
النور ( من ظلمات النصب ، أي
المذهب السني ، إلى نور الرفض أي
المذهب الشيعي..! ومَن جهِل هذا
الأمر، أو شكّ فيه ، فليقم بجولة
قصيرة ، في مدن سورية وقراها ،
بدءاً بالعاصمة دمشق، وانتهاء
بأصغر قرية ، في شرق البلاد أو
غربها، أو شمالها أو جنوبها،
قبل أن يَقبل هذا الكلام أو
يرفضه ، أو يصدّقه أو يكذّبه !).
وهاهو ذا يحشد أتباع مذهبه،
ومَن شايَعهم وناصرَهم ، من
سورية ولبنان ، لإسقاط الحكومة
الشرعية المنتخبة في لبنان،
وبالتالي إسقاط لبنان ، في حضن
الإمبراطورية الفارسية ،
المتمدّدة المتعملقة ..يحشد
أتباعه تحت عنوان لا يعلَن
للعامّة ، هو (ياصفويي العالم
اتّحدوا) !
6- فمن كان
حريصاً على رؤية بطل ، أيّ بطل ،
دون تمييز أو تمحيص ، ليصفّق له،
فليصفق للسيد نصر الله كما يشاء
..! لكن لا يضلّلْ به الأمّة ! بل
ليصفّق له كما صفّق الناس ذات
يوم لهوشه منه ، وغيفارا ،
وعنترة بن شدّاد ، والزير سالم..!
فالصواريخ الإيرانية التي
أطلقها السيد نصرالله على
إسرائيل ، جديرة بأن يصفّق لها
المصفّقون ، أياً كان مصدرها ،
وأياً كان الهدف من إطلاقها،
وأياً كانت الدولة التي أمَرت
بهذا الإطلاق ، والدولة ـ
أوالدول ـ التي استفادت منه ، في
صراعاتها الإقليمية والدولية..!
7- ومن كان
حريصاً على سلامة وطنه ، وسيادة
دولته.. وعلى منهجه الديني ، أو
الفكري ، أو الثقافي.. فليدقّق
في كل كلمة يقولها في مدح الرجل
والثناء عليه، بصفته بطلاً من
أبطال العروبة أوالإسلام ..! لأن
تزييف وعي الأمّة ، وتزوير
الحقائق الأساسية لديها،
لاسيّما المتعلقة منها
بالعقيدة .. وتضليل الناس ،
وحشدهم حول أبطال ليس لأوطانهم
ودولهم وشعوبهم شيء من ولائهم
وانتمائهم .. لأن ذلك كله، فيه من
الآثام ، ما يفوق آثام الكبائر
التي يرتكيها الأفراد ، فيهلكون
بها أنفسهم في الدنيا، أو
الآخرة ، أو في كلتيهما ! فجريمة
التضليل هنا، تمسّ الأمة كلها ،
وتَنخر كيانها، وتضيع أوطانها ،
وتفسد عقائد أجيالها..!
8- ومن كان
حريصاً على وطنه من اجتياح
فارسي ، قريب أو بعيد ، كما هو
حاصل في العراق اليوم ، فلا يقدم
السيد نصرالله بصفته بطل الأمة
وحامل لواء تحريرها! لأن الرجل
ليس إلا حلقة في المشروع
الإيراني ، الرامي إلى الهيمنة
على المنطقة العربية برمّتها ،
والعالم الإسلامي بأسره . ومَن
نسي أحلام الخميني، في تصدير
ثورته ، منذ بدايتها، فليعد إلى
أرشيف تلك المرحلة ، ليعرف
جيّداً ، ما يفكر به قادة إيران
، ويخططون له ، ويوظفون له
الأعوان والأنصار، والأدوات
الواعية والغافلة والمستغفَلة
، في أرجاء العالمين العربي
والإسلامي..!
9- أمّا من
كان حاكماً، فما نظنّه يغفل عما
يدور حوله ، من أخطار تهدّد
حكمه! فليس ثمّة جهاز استخباري
واحد ، مهما كان ضعيفاً ، يجهل
ما يخطط له قادة إيران في
المنطقة ! وبالتالي ، ما نظنّ
حاكماً يحتاج إلى من يقول له:
تحرّك بسرعة لمواجهة السيل ،
قبل أن يجتاح بلادك ، ويقتلع
حكمك ، ويلقي بك حيث ألقي بزميلك
صدام! والسعيد من اتّعظ بغيره!
10-
إنا لا نلوم السيد حسن نصر الله على ما يقول
أو يفعل ، ممّا يراه محقّقاً له
مصلحة ، شخصية ، أو حزبية ، أو
مذهبية . فمِن حقّه أن يبحث عمّا
يراه نافعاً له ولحلفائه ، داخل
لبنان وخارجه ..! اللوم يقع على
من يقصّر في الدفاع عن نفسه
ووطنه وعقيدته ، عن علم أو جهل ،
عن قدرة أو عجز! فالحياة ميدان
يتسابق فيه الناس إلى غاياتهم
وأهدافهم ومصالحهم ! وهم
محكومون بسنة التدافع ( ولولا
دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض
لفسدتْ الأرض ..). والبغي في
البشر قديم ، أفراداً وقبائلَ
ودولاً.. و( إنّ كثيراً من
الخلَطاء ليَبغي بعضُهم على بعض
). فلا يلومَنّ امرؤ إلاّ نفسه ..
من كان عاجزاً فعلى عجزه ، ومن
كان غافلاً فعلى غفلته ! (ولينظر
أيّ عاقل فيما تبثّه قناة
المنار، التابعة للسيد نصر الله
، من تحريض وشحن ، وإثارة
للمشاعر ضدّ الحكومة المنتخبة ..
وعلى مدار الساعة..! وما تبثّه
قناة المستقبل ، المملوكة لخصمه
السياسي ، بل لعدوّه اللدود ،
سعد الحريري، من تفاهة وقماءة
وهزال ـ باستثناء النزر اليسير
من البرامج الإخبارية
والحوارات السياسية ـ..! في هذا
الظرف العصيب ، الذي يخوض فيه
الطرفان معركة كسر عظم ، لا
هوادة فيها ، ولا رحمة .. لينظر
أيّ عاقل فيما تبثّه القناتان ،
ليدرك الفرق بين صاحب قضية
وصاحب قضية(وهذا غيض من فيض)!
وليعرف على من يقع اللوم ، ومَن
أحقّ بالهيمنة على الساحة ،
وتوجيه الأحداث فيها، بصرف
النظرعمّا يمثله كل فريق من
المتصارعين ، من حقّ أو باطل ..!
وصدق الشاعر حين قال:
وما نيلُ المَطالبِ بالتمنّي
ولكنْ تؤخذ الدنيا
غِلابا
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|