المعارضة
اللبنانية المعتصمة ..
بين
الإعارة والإيجار، وحقّ
الجارعلى الجار!
عبدالله
القحطاني
• لم
يعد سراً ، أن حشود المعارضة
اللبنانية المعتصمة في شوارع
بيروت ، ليست لبنانية كلها ، ولا
نصفها..!
• ولم
يعد سراً ، أن الجار السوري
العزيز! هو المموّل (الجماهيري!)
الأول لجاره اللبناني .. والجار
أولى بالشُفعة ! والمقابلات
التي أجريت مع بعض العناصر
المعتصمة المتظاهرة، أمام
العدسات التلفزيونية ، أظهرت
وجود أعداد ليست قليلة ، من
أبناء الشعب السوري الشقيق ،
بين المعتصمين . وقد تحدّث بعضهم
في هذه المقابلات ، كاشفاً
هويّته السورية بلا حرج ! كما أن
بعض راشقي الحجارة على
المتظاهرين ، بقصد إحداث الفتنة
الداخلية ، هم من أبناء الشعب
السوري الشقيق ..! وقد اعتقلهم
رجال الأمن اللبناني ، وحقّقوا
معهم..!
• ولم
يعد سراً ، أن الحشود السورية
التي تتظاهر في شوارع بيروت ،
ومعها الحشود اللبنانية
المعارضة ، إنّما تتظاهر
وتعتصم، لحساب النظام السوري
ولمصلحته ، أولاً وأساساً..(بهدف
تعطيل المحكمة الدولية!) ثمّ
لمصلحة حليفه حزب الله ثانياً.
أمّا الكومبارس الذي معهم ، على
اختلاف تلاوينه وتوجّهاته
ومصالحه .. فلا يزيد عن كونه
ديكوراً تزيينياً ، لمشهد
الاعتصام ، لإظهار الطابع
الوطني اللبناني، بمختلف
تياراته ، ومِلله ونِحله ،
وطوائفه ومذاهبه.. تغطيةً
لحقيقة الصورة الطائفية
المذهبية ، المتمحورة حول حزب
الله وأمينه العام نصرالله ،
وحليفه نبيه برّي../ لبنانياً /!
والنظام الطائفي الحاكم في دمشق..
/سورياً / ! ومِن ورائهما النظام
الصفَوي ، الداعم والمحرّك
الرئيسي.. / إيرانياً /!
وبرغم الديكورات كلها ،
والكومبارس السياسي و(المذاهبي)
و(الطوائفي) .. برغم هذا كله ،
ماتزال (شركة إنتاج الفيلم)
الثلاثية، الإيرانية ـ السورية
ـ النصْربَرية ـ اللبنانية (نسبةً
إلى نصرالله ، وبرّي !) ماتزال
هذه الشركة تحسّ بالحرج ، أمام
ضخامة الكذبة ، التي تمارَس في
الشارع ، لاسترهاب الناس ،
وخطفِ أبصارهم ، بسحر الحشود
الهائلة، المؤيّدة الهاتفة
المطبلة ! ونتيحة لهذا الإحساس
بالحرج ، والشعور بأن الشركة في
قفص الاتّهام ؛ الاتهام بالدجل
والتزييف ، واستيراد الحشود
الطائفية والمذهبية و(المتمذهبة)..!
تحرص الشركة على الدفاع عن
نفسها في وسائل إعلامها ،
بمناسبة وبغير مناسبة، مصرّحة
بين الفينة والأخرى ، على لسان
هذا الممثل النجم ، أو هذا
الممثل الكومبارس ، أن هذه
الحشود تضمّ سائر الطوائف
والمذاهب ، والتيارات
والتوجهات .. وليست مذهبية خالصة
، وأن فرزها إنّما هو فرز سياسي
وطني ، لا مذهبي مغطّى بديكورات
ورَقية هشّة ، وأخرى خشبية من
النوع الرديء! (واضح للجميع أن
نصر الله لو انسحب من الاعتصام ،
لأنهاه تلقائياً ، وبلحظة واحدة
! بينما لو انسحب شريكه الأساسي
نبيه برّي ، لأثّر في زخم
الاعتصام بدرجة ليست قليلة، دون
أن ينهيه ..! بينما لو انسحب أيّ
فريق آخر، من أيّ مذهب ، أو
طائفة ، أو حزب.. فلن يشعر بغيابه
أحد ! أمّا فريق الأكثرية
الحاكمة ، فيقوم على تحالف قوىً
حقيقية ، لو انسحبت أيّ منها ،
من الساحة ، لاختلّ التوازن
داخل التحالف بشكل كبير، ولسقط
التحالف برمّته! ومِن هنا يظهر
الفرق جلياً ، بين ما هو وطني
يمثل كتلاً صخمة وأساسية ، في
المشهد السياسي الوطني ، وبين
ما هو طائفي صرف ، يغطّي حقيقته
بديكورات شكلية هزيلة !).
• وليس
سراً ، أن النظام الإيراني هو
المموّل الأول والأوحد، على
مستوى الليرة والدولار، وسائر
العملات الصعبة والسهلة، التي
يحتاجها الفيلم ..! إضافة إلى
مشاركة المستوطنين الإيرانيين
، في سورية ولبنان ، الذين
يعدّون بمئات الآلاف .. في
المظاهرات والاعتصامات..!
فسورية لا تنفرد بالتمويل
الجماهيري ، إنما إيران
الإمبراطورية الحامية المهيمنة
، تنفرد بالإنفاق المالي،
وتشارك في التمويل الجماهيري!
• ليس
ثمّة سرّ في كل ما تقدّم .. فشركة
إنتاج الأفلام ،الثلاثية هذه،
باتت معروفة للجميع ، في سائر
أنحاء العالم ، وتتردّد عنها
الأخبار، والتحليلات الصحفية
والإذاعية والتلفزيونية ،
صباحَ مساءَ، حتى عرفها الأطفال
دون الحلم ! فإذ ذكِر حزب الله
ذكِرت إيران ونظام الحكم السوري
..! بل إذا ذكِر أيّ من الثلاثة ،
ذكِر الآخران بشكل عفوي تلقائي
..! ولا أحد من هذا الثالوث يخفي
صلته التحالفية الوثيقة
بصاحبَيه ، وبالمشروع السياسي
الضخم المشترك للثالوث !
• فأين
يكمن السرّ إذن ، في افتتان بعض
الصمّ والعمي بهذا البهرج وهذا
الهيلمان ! وفي عدم تصديق أيّة
كلمة تشير إلى المطامح الصفوية
الإيرانية الإمبراطورية ، في
الهيمنة على العالم العربي كله
، وعلى العالم الإسلامي برمّته
.. وهذا الحلف الثلاثي في سورية
ولبنان ، بَعد الهيمنة على
العراق ، إنّما هو ركيزة من
ركائز هذا المشروع الصفوي
الإيراني ، االذي يزحف في أرجاء
المنطقة كالسيل المتدفق ،
دون أن يقف في طريقه شيء !؟ السرّ
يكمن في مدلول الآية الكريمة،
التي ذكر الله فيها أصنافاً مِن
خلقِه، فقال عنهم:( صمّ بكم عمي
فهم لا يعقلون) البقرة /171/. وفي
مدلول الآية الكريمة :( ومَن كان
في هذه أعمى فهو في الآخرةِ أعمى
وأضلّ سبيلاً) الإسراء/72/.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|