إخوة
لكم يستغيثونكم
فهل
من مجيب؟
د.إبراهيم
حمّامي
أخوة لنا في الدم
والمصير يتعرضون للإضطهاد
والقهر والتعسف تحت سمع وبصر
العالم، ويوجهون النداء تلو
النداء لإغاثتهم ولا من مجيب،
وكأنهم ليسوا بشر، بل وكأنهم
ليسوا من غير البشر، فلو كانت
نداءات الإستغاثة لإنقاذ حديقة
حيوانات، أو حيتان جنحت
للشاطيء، أو قرود لا تجد مأوى،
لتحرك العالم بمؤسساته
وهيئاته، وخصصت البرامج،
وانطلقت حملات التبرع والتطوع
لإنقاذهم، أما أن يكون المستغيث
فلسطيني مستضعف يعاني الأمرين،
ويعاقب لذنب لم يقترفه، بأيدي
أعتى قوة غاشمة وأتباعها، فهذا
أمر لا يستدعي التوقف عنده أو
الحديث عنه!
أخوة وأخوات لنا
في العراق الجريح ذنبهم الوحيد
أنهم من فلسطين وأنهم عاشوا في
العراق لسنوات طوال كان ضمنها
المرحلة الصدامية، ليعاقبوا
أكثر من مرة مع كل حكم جديد في
العراق باعتبارهم الحلقة
الأضعف، وها هو الآن التاريخ
يعيد نفسه بصورة أبشع وبوجه
أقبح، دون أن يحرك أي مسؤول
فلسطيني كبير أو صغير ساكناً أو
ينبس ببنت شفه، وحتى أصحاب
الأقلام الحرة جفت أقلامهم
وكأنهم اعتادوا أخبار المهانة
فسكتوا عما يجري بدلاً من فضح
الممارسات التعسفية بحق أبناء
شعبنا، اعتادوها لأنها تتكرر
دائماً مع كل مأساة تمر بها
أمتنا العربية يدفع ثمنها
الفلسطيني دموعاً ودماء.
ما أطرحه اليوم
ليس مجرد مقال لكنه موضوع طويل
وشائك ومليء بالماضي الأليم،
والحاضر الأكثر إيلاماً،
وسأُفصٍّل فيه ما استطعت، حتى
وإن أطلت، علني أحرك بكلماتي
الضمائر الحية لكشف الحقيقة
وتخفيف معاناة جزء منا يتضور
ويناشد وينادي.
قبل التطرق
لتفاصيل ما يحدث الآن، لا مفر من
إلقاء نظرة على تاريخ اللاجئين
الفلسطينيين في العراق ليتعرف
إخوانهم عليهم وعلى خصائصهم،
لنرصد بعدها ما يمرون به، وهنا
أقتبس من دراستين للسادة نبيل
السهلي ولبيب قدسية:
نبذة تاريخية:
تشير الدراسات
المختلفة حول اللاجئين في
العراق ، أنه رحل تحت وطأة
المجازر الاسرائيلية نحو (4000)
فلسطيني معظمهم من قرى قضاء
حيفا الى جمهوريـة العراق ، و
ذلك بواسطة شاحنات الجيش
العراقي التي انسحبت من الساحل
الفلسطيني الى جنين وكان لوجود
الجيش العراقي في منطقة جنين،
والذي خاض فيها معارك مشرفة،
دورٌ كبيرٌ في ترحيل بضعة آلاف
من اللاجئين الفلسطينيين من
سكان المثلث القروي (إجزم، جبع،
عين غزال) الذين تواجدوا في
مناطق عملياته العسكرية، إلى
القطر العراقي مباشرة وبأوامر
من حكومة نوري السعيد، التي
كانت في سدة الحكم إبان نكبة عام
1948، حيث تجمعت و انتقلت بعد ذلك
الى بغداد ، و تتفاوت أرقام
اللاجئين الفلسطينيين الى
العراق بسبب تعدد المصادر إلا
أن الواقع يشير إلى (4000-5000) لاجئ
فلسطيني في عام 1948 ، و تبعاً
لمعدلات النمو الطبيعي بين
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق ارتفع مجموعهم ليصل الى
(23461) لاجئاً في عام 1985 ، ثم الى
(24235) لاجئاً فلسطينياً في عام 1986
حسب المجموعة الإحصائية
الفلسطينية لعامي 1985 و 1986 ، و
بفعل النمو وصل الرقم الى (36631)
لاجئاً في عام 1998 ثم الى (40000)
لاجئاً في عام 2000 ، و بناءً على
معدلات النمو السائدة (3.5) في
المائة فإن الاسقاطات السكانية
تشير الى احتمالات ارتفاع مجموع
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق الى (44000) في نهاية العام
الحالي 2003 ثم الى (47508) لاجئاً
بحلول عام 2005 .
تستأثر العاصمة
العراقية بغداد على 96.1% من
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق ، و2.4% في الموصل ، و 1.5 %
في البصرة.
يعتبر المجتمع
الفلسطيني في العراق فتياً ،
شأنه في ذلك شأن كافة المجتمعات
الفلسطينية التي تتمتع بمعدلات
نمو سكانية عالية ، حيث تصل نسبة
الأطفال بين اللاجئين
الفلسطينيين في العراق الى (41)
في المائة ، و يتركز معظم
اللاجئين في العراق في العاصمة
العراقية بغداد و مناطق حضرية
أخرى ، فهناك ثمة (99) في المائة
من اللاجئين الفلسطينيين في
العراق يقطنون المناطق
الحضريــة ، و يتوزعون على
مناطق ، بغداد الجديدة ، و مدينة
الحرية ، و حي الســـــلام ، و
الطوبجي ، و الزعفرانية، فضلاً
عن أعداد قليلة في المدن
العراقية الأخرى ، في الموصل و
البصرى و غيرها.
و يمكن تقسيم سكن
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق الى خمسة أنواع:
أولاً : الدور
المجمدة من قبل الدولة، و يتوزع
السكن فيهاعلى أساس غرفة الى
ثلاث غرف حسب وضع العائلة ، و
تقدر نسبة اللاجئين
الفلسطينيين الذين يسكنون هذه
الدور 12.7% من مجموع اللاجئين .
ثانياً : الملاجئ
و هي عبارة عن بيوت قديمة و
كبيرة الحجم تضم أسر كبيرة و هي
غير صالحة للسكن .
ثالثاً : الدور
الحكومية و المستأجرة و هي أشبه
ما تكون بالمساكن الشعبية .
رابعاً : العمارات
السكنية في حي 7 نيسان و تقدر
نسبة القاطنين من اللاجئين 19.38%
من اللاجئين .
خامساً : بيوت
حكومية مؤجرة و مجمدة متنوعة و
متناثرة على مختلف مناطق بغداد
و أحيائها الشعبية .
و من خلال مسوح
بالعينة لوحظ أن أكثرية
اللاجئين الفلسطينيين (84%) في
العراق يفضلون السكن في
التجمعات الفلسطينية ، رغم عدم
ملائمة هذه التجمعات و الأبنية
فيها ، و اكتظاظها بالسكان، أما
(16) % يفضلون السكن بعيداً عن تلك
التجمعات ، و يشار الى أن هناك
(84.3) % من اللاجئين الفلسطينيين
في العراق يشغلون سكناً على
نفقة الحكومة العراقية ، في حين
يقطن 13.3% من اللاجئين يشغلون
سكناً على نفقاتهم الخاصة و هم
من أصحاب الدخل المتوسط ، أما
(2.4)% من اللاجئين يملكون دوراً
خاصة بهم ، و تعتبر الفئة
الأخيرة من فئة الدخول المرتفعة.
و من الأهمية
بمكان الاشارة ، الى أن العراق
لم يوافق منذ البداية على إشراف
وكالة الغوث الدولية على شؤون
اللاجئين الفلسطينيين الذين
هجروا الى العراق ، بل تولت
وزارة الدفاع العراقية هذه
المهمة ، حيث أسكنتهم في الأشهر
الأولى لقدومهم في الكليات و
المعاهد و المدارس و الفنـادق و
غيرها ، و عندما انتهت العطلة
الصيفية ، اضطرت الحكومة
العراقية الى نقل قسماً كبيراً
منهم الى البصرة ، حيث تم
اسكانهم في معسكر الشعيبية ،
كما نقلت بعض العائلات الى
مدينــة الموصل ، و أعيد إسكان
العائلات المتبقية في بغداد في
عدة نوادي منها : نادي الرافدين
، و نادي العلويـة ، و نادي
الزوراء ، و نادي الرشيد و غيرها
، و ظل اللاجئون الفلسطينيون
يتلقون المساعدات العينية من
وزارة الدفاع العراقية حتى عام
1950 ، حيث أصبحت مسؤوليتهم على
عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية و
العمل ، و التي أسست بدورها شعبة
خاصة لرعايتهم و الإشراف عليهم
، سميت مديرية شؤون اللاجئين
الفلسطينيين في العراق ، و تشرف
هذه المديرية على شؤون اللاجئين
الفلسطينيين فقط ، و ليس لها
علاقة بباقي الفلسطينيين الذين
وفدوا الى العراق للإقامة فيه ،
و قد حددت المديرية تعريف
اللاجئ الفلسطيني الى العراق ،
بأنه "الإنسان الفلسطيني
الذي هاجر من بلده المحتل عام 1948
و دخل الى العراق و أقام فيه قبل
تاريخ 25/9/1958.
كانت هناك العديد
من الوعود لتحسين سكن اللاجئين
الفلسطينيين ولكنها لم تُنفّذ
بسبب سرعة تغير الحكومات في
القطر العراقي، وبسبب السياسة
الخاطئة التي لم تفكر إلا في
تأمين الملاجئ، فكلما أوشك
الملجأ على الانهيار أوجدت
المديرية ملجأ غيره رغم الاخطار
الصحية والاجتماعية التي تنشأ
في هذه الملاجئ. لذلك كان لا بد
من إيجاد الحل المناسب لسكان
هذه الملاجئ وإنقاذهم من التردي
الصحي والنفسي والأخلاقي.
ونقلهم إلى مساكن ملائمة لبناء
الأسرة السليمة اجتماعياً
وصحياً ونفسياً ريثما تحل
القضية الفلسطينية حلاً
عادلاً، وتتحقق العودة
المرتقبة، وبذلك تصبح هذه
المساكن بعد فراغها، مشاريع
سكنية جاهزة لاستيعاب
المواطنين العراقيين، لأنها في
الأصل هي ملك للدولة العراقية
وليست ملكاً للاجئين
الفلسطينيين، الذين "لا يحق
لهم شراء الأراضي والبناء وطلب
السلف السكنية والتعاونية
والعقارية.
و يشار أيضاً أنه
قد دخلت أعداد ليست بالقليلة من
النازحين الفلسطينيين بعد حرب
عام 1967 ، و لكن الحكومة العراقية
لم تمنحهم الإذن بالإقامة على
أراضيها تنفيذاُ لقرار الجامعة
العربية، الذي يقضي بعدم السماح
للنازحين الفلسطينيين بترك
أراضيهم تحت وطأة الاحتلال
الاســرائيلي و نزوحهم الى
الأقطار العربية ، لذلك اضطر
هؤلاء البقاء في العراق بصورة
غير شرعية مهددين بالطرد رغم
تدخل سفارة فلسطين و اتحاد عمال
فلسطين هناك .
و بشكل عام فإن
مجموع اللاجئين الفلسطينيين في
العراق تصل نسبتهم الى (1.1) في
المائة من إجمالي مجموع
اللاجئين الفلسطينيين المقدر
في عام 2003 بنحو اربعة ملايين
لاجىء.
إن اللاجئين
الفلسطينيين في العراق ، عانوا
كثيراً من جراء التهجير و فقدان
ملكياتهم في قراهم في فلسطين ، و
عاشوا ظروفاً خاصة في العراق و
في تجمعات أقرب الى المخيمات
الفلسطينية في باقي تجمعات
اللاجئين الفلسطينيين في سورية
و لبنان و الأردن و الضفة و
القـطاع ، و كذلك اللاجئين في
أرضهم داخل الخط الأخضر ، و ساعد
ذلك في الإبقاء على بعض
العـادات و التقاليد في مجال
الأتراح و الأفراح ، و كذلك
حافظت تلك التجمعات الفلسطينية
في العراق على الذاكرة الجماعية
للاقتلاع ، و ذكريات الوطن
المختلفة ،و قد شارك اللاجئون
الفلسطينيون في العراق في
نضالات الشعب الفلسطيني ، و
انضموا الى فصائل العمل الوطني
خلال الفترة (1964-2003)، و قدموا على
مدار تلك الفترة أكثر من (350)
شهيداً أمـلاً بالعودة الى
الوطن
النشاط السياسي
لفلسطينيي العراق:
كما قلنا من
البداية أن اللاجئين
الفلسطينيين الذين هاجروا إلى
العراق كانوا من الفلاحين
البسطاء سكان القرى الثلاث (إجزم،
جبع، عين غزال) الذين لم يعرفوا
الأحزاب السياسية ولم ينخرطوا
فيها، لذلك لم يحملوا معهم إلى
العراق أية افكار حزبية أو
سياسية، وبعد عقدين من الزمان
تطورت الجماعة الفلسطينية في
العراق وانخرطت في المجتمع
العراقي وخاصة في المدن الثلاث
بغداد والبصرة والموصل. وعندما
ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية
انخرط فلسطينيو العراق في
مؤسساتها التنظيمية والسياسية
والعسكرية والثقافية. وكان قبل
مجيء منظمة التحرير الفلسطينية
إلى العراق، مكاتب للهيئة
العربية العليا بقيادة الحاج
امين الحسيني والتي كانت تشرف
على فوج التحرير الفلسطيني
الأول في زمن عبد الكريم قاسم.
كما كان هناك رابطة أبناء
فلسطين في العراق، التي أنشئت
من أجل رعاية أبناء فلسطين
المقيمين في العراق ومن أجل
العمل على إظهار القضية
الفلسطينية عراقياً وعربياً
ودولياً. وكان شعار الرابطة "اننا
عائدون". وبعد ظهور المنظمات
الفلسطينية، دخل العديد من
الشبان في هذه المنظمات، وكان
هدفهم الوحيد مقاتلة العدو
الصهيوني، من أجل العودة إلى
تراب فلسطين المقدس.
وقد شارك معظم
الفلسطينيين العاملين في
العراق بدفع ضريبة التحرير
وقدرها 3% من الراتب، تستقطع كل
شهر لصالح الصندوق القومي
الفلسطيني وذلك بموجب القرار
الوزاري الصادر بتاريخ 22/8/1964
تحت رقم (130) والذي طبق بأثر رجعي
اعتباراً من 1/10/1964، وقد عدل هذا
القانون ليشمل كل إنسان فلسطيني
يعمل في العراق سواء أكان موظفا
حكومياً أو موظفاً في شركة أو
يعمل بالأعمال الحرة.
وقبل حرب الخليج
كان يتواجد في العراق العديد من
التنظيمات الفلسطينية السياسية
والعسكرية وقد شاركت هذه
التنظيمات جنباً إلى جنب مع
قوات الجيش العراقي في الدفاع
عن العراق في حربه ضد قوات
التحالف الامريكية الاوروبية.
وهذه التنظيمات هي:
1. جيش التحرير
الوطني الفلسطيني (قوات الاقصى)
التابعة لقيادة منظمة التحرير
الفلسطينية.
2. حركة التحرير
الوطني الفلسطيني (فتح) بقيادة
الرئيس ياسر عرفات.
3. جبهة التحرير
العربية/ التابعة لحزب البعث
العراقي.
4. جبهة التحرير
الفلسطينية/ بقيادة ابو العباس.
5. جبهة النضال
الشعبي/ بقيادة الدكتور سمير
غوشة.
6. وهناك بعض
التنظيمات الفلسطينية ذات
الاتجاه الاسلامي (كالجهاد
الاسلامي وحماس)
أما بالنسبة
للنشاطات النقابية، فقد انتظم
الشباب في عدة نقابات واتحادات
فلسطينية فرعية تابعة للنقابات
وللاتحادات الفلسطينية
الرئيسية التابعة لمنظمة
التحرير الفلسطينية.
وكان أقدم هذه
الاتحادات هو الاتحاد العام
لطلبة فلسطين الذي برز عام 1963 ثم
أعيد تشكيله من جديد عام 1965، ثم
تلاه الاتحاد العام لعمال
فلسطين الذي تأسس عام 1965،
فالاتحاد العام للمرأة
الفلسطينية في العراق، الذي
تأسس عام 1966، ثم تحول إلى لجنة
المرأة الفلسطينية عام 1969 ثم
رابطة المرأة الفلسطينية عام
1970. وتشرف على مركز لتدريب
الفتيات على الخياطة والتطريز
ويقع في البلديات. وكان آخر
الاتحادات الفلسطينية في
الظهور "الاتحاد العام
للمعلمين الفلسطينيين - رابطة
العراق" سنة 1970.
وباشراف من منظمة
التحرير الفلسطينية شكلت
الاتحادات الاربعة ما أطلق عليه
اسم "المجلس القطري
للاتحادات الفلسطينية في
العراق" من أجل تنسيق
نشاطاتها في كافة المجالات
وتمثيل فلسطينيي العراق في كافة
الاجتماعات الفلسطينية.
كما تشكلت في
السنوات اللاحقة عدة نقابات:
1. الاتحاد
العام للمهندسين الفلسطينيين،
وهو ائتلاف ما بين حركة فتح
وجبهة التحرير العربية.
2. اللجنة
الأولمبية الفلسطينية (لرعاية
الشباب والرياضة) في العراق
وتشرف على النادي الرياضي الذي
يقع في البلديات، والذي يمتلك
ملعباً خاصاً به لكرة القدم
والسلة والطائرة.
3. منظمة الاشبال
والزهرات، وذلك لرعاية الطلاب
والطالبات حتى سن (15) سنة في
العطل المدرسية الصيفية، لبناء
جيل فلسطيني مؤمن بعدالة قضيته
وبحقه في الوجود والحياة الحرة
الكريمة.
4. الإتحاد
العام للفنانين الفلسطينيين.
وجميع هذه
النقابات تابعة للنقابات
المهنية الرئيسية الممثلة في
المجلس الوطني والمجلس المركزي
التابعين لمنظمة التحرير
الفلسطينية.
كما تشكل في سنوات
لاحقة عدة نقابات مهنية منها
نقابة الأطباء ونقابة
المهندسين ونقابة المحامين
وكلها تابعة للنقابات الرئيسية
في منظمة التحرير كما مثلوا
إخوانهم الفلسطينيين في المجلس
الوطني والمجلس المركزي
الفلسطيني التابعين لمنظمة
التحرير الفلسطينية.
وخلال العشر
سنوات الأخيرة من عام 1982-1992 خطا
الفلسطينيون في العراق خطوات
واسعة وشاركوا إخوانهم
العراقيين في كافة المجالات
الحياتية. وتقاسموا حلوها
ومرها، وخاصة بعد حرب الخليج
وفرض الحصار الشامل على كافة
أراضي العراق، فقد وقف
الفلسطينيون وفقة مشرفة إلى
جانب إخوانهم العراقيين،
وتحملوا ضيق العيش وقلة العمل،
وهم لا يزالون على هذه الحالة
حتى اللحظة.
مشاريع التوطين
في العراق:
مع انطلاقة
مفاوضات التسوية في مدريد بين
الاطراف العربية واسرائيل في
نهاية عام 1991، كثر الحديث عن
مشاريع توطين و تأهيل ودمج
اللاجئين الفلسطينيين ، و لعل
أبرز تلك المشاريع التي كثر
الخوض فيها مشروع توطين
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق ، كخطوة لرفع الحصار
الاقتصادي عن العراق ، لكن
الملاحظ أن الحكومة العراقية ،
و الفلسطينيين رفضوا بشــكل
معلن و قاطع تلك المشاريع التي
استهدفت أساساً محاولة جذب
العراق لتأييد مشروع السلام في
الشرق الأوسط ، و حل جزء من قضية
اللاجئين عبر قبول العراق
باستيعاب و توطين مئات الآلاف
من اللاجئين الفلسطينيين.
و المتابع
لمشاريع توطين اللاجئين
الفلسطينيين في العراق ، يرى
بشكل جلي أن جذور الفكرة تعود
الى عام 1911 ، عندما اقترح
الداعية الروسي الصهيوني "جو
شواه بوخميل" مشروع ترحيل عرب
فلسطين الى شمال سورية و العراق
، و كان ذلك أمام لجنة فلسطين
التابعة للمؤتمر الصهيوني
العاشر المنعقد في مدينة بازل
بسويسرا في السنة ذاتها.
و في عام 1930 ظهر
وضوح كامل لاستراتيجية الزعماء
اليهود في الحركة الصهيونية
فيما يختص بهذه الفكرة من خلال
خطة وايزمن المقدمة لمسؤولين و
وزراء بريطانيين أثناء محادثات
خاصة .
و قد قام
المليونير اليهودي المقيم في
الولايات المتحدة الأمريكية
"إدوارد نورمان" بمحاولات
حثيثة خلال الفترة (1934-1948)
لترحيل الفلسطينيين الى العراق
، و كانت فكرة نورمان حول وجهة
نظر مفادها ، أن مكان توطين
الأفضل خاصة للعرب الذين تمرسوا
الزراعة هي العــراق ، و مبرر
ذلك أن الترحيل لا يعتبر الى بلد
أجنبي ، إن الحدود التي أقيمت
منذ الحرب تكاد تكون غير معروفة
لكثير من العرب ، كما أن اللغة و
العادات كلها واحدة ، صحيح أن
الانتقال أياً كان نوعه ، يعني
ترك الأماكن المألوفة ، لكن
التمسك الشديد بالمكان ليس من
تقاليد العرب فالعادات البدوية
ما زالت ذات قوي حتى في صفوف
العناصر الحضري.
و في عام 1949 برزت
الى الأمام العديد من مشاريع
توطين اللاجئين الفلســـطينيين
، و ظهرت اقتراحات لتعويضهم و
دمجهم ، و من أهم تلك المشاريع ،
هو مشروع توطينهم في العراق،
الذي وضعته بريطانيا ، و قطعت
أشواطاً على طريق تنفيذه و ذلك
حسب ما جاء في وثائق الخارجية
البريطانية التي أميط عنها
اللثام عام 1985 ، لكن كافة
المشاريع ذهبت في مهب الريح
نتيجة الموقف الرسمي العراقي ،
و كذلك رفض اللاجئين لفكرة
توطينهم و دمجهم و إعادة
توزيعــهم، و مع توقيع اتفاقات
أوسلو في أيلول 1993، جرت محاولات
أمريكية و غربية لتوطين آلاف
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق مقابل رفع الحصار عنه و
قبوله مبدأ عملية السلام في
الشرق الأوسط لكن الخطاب
السياسي العراقي الرسمي كان
واضحاً و زادت وتيرته في عام 2000
، لجهة رفض تلك المحاولات ، و
جاء ذلك على لسان أكثر من مسؤول
في الحكومة العراقية في عام 1999 و
عام 2000 ، ناهيك عن الرفض المطلق
من قبل اللاجئين الفلسطينيين و
خاصة في مخيمات و تجمعات
الفلسطينيين في لبنان .
و في السياق نفسه
، هناك ثمة سببان تراهما "اسرائيل"
لترشيح العراق كمركز استيطان
دائم للفلسطينيين:
الأول : أن أرض
العراق الواسعة و الخصبة تمثل
إغراء للفلسطينيين يجعلهم
يستغنون بمرور الزمن عن فكرة
العودة الى أرض فلسطين ، فحسب
الرأي الاسرائيلي ، فإن أرض
العراق تعتبر تعويضاً مجزياً
عما أصاب الفلسطينيين من
التهجير و فقدان ممتلكاتهم .
الثاني : هو أن
توطين الفلسطينيين في العراق ،
حسب الرؤية الاسرائيلية يحقق
جانباً من الضمانات الأمنية على
المستقبل البعيد ، أكثر من مما
يحققه توطينهم في الدول
المحاذية لإســـرائيل ،
كالأردن و سورية و لبنان ،
فالبعد الجغرافي للدولة
العراقية عن الكيان الاسرائيلي
، يجعل الاسرائيليين بمنأى عن
أية محاولات فلسطينية مستقبلية
لاختراق الحدود الاسرائيلية ، و
تهديد الأمن الاسرائيلي ، فضلاً
عن أن هذا البعد سيعيق تفكير
الفلسطينيين أنفسهم بمواصلة
العمليات المناهضة لإسرائيل.
حرب الخليج –
الفلسطيني يدفع الضريبة:
لم يتعرض أي شعب
لظلم تاريخي خلال حرب الخليج
كما الشعب الفلسطيني الذي
اتهمته الكويت بدعم الغزو
العراقي لها، لتصب بعض الجهات
المنفلتة جام غضبها وعُقدها على
الفلسطينيين الذين ساهموا
وبشكل لا يمكن انكاره في نهضة
الكويت، ليتم دفعهم وبطرق
ووسائل متنوعة لمغادرة البلاد،
منها انهاء الخدمات وسحب
الإقامات والتوقيف والإعتقال
والإهانة والتعذيب بل وبالقتل،
ليتناقص عدد الفلسطينيين في
الكويت من قرابة نصف مليون إلى
اقل من 30000 فلسطيني، بحجة دعم
صدام وهو ما تنفيه شهادات
الشهود والتوثيقات التي تثبت
عكس ذلك، وأنه من خلال خبرة
التهجير قام الفلسطينيون على
سبيل المثال بخبز الخبز في
المنازل وتوزيعها على من تبقى
من عائلات كويتية، وغيرها من
قصص الوفاء الذي يميز الشعب
الفلسطيني.
ولا أدل على كذب
هذه الإدعاءات ما اتخذته
السلطات العراقية بعد انتهاء
الحرب من قرارات مجحفة بحق
الفلسطينيين في العراق، ليعاقب
الفلسطيني مرتين، مرة من الكويت
لدعمه العراق، ومرة من العراق
لعدم دعمه له!، وهذا جزء من هذه
القرارات والقوانين التي سنتها
الحكومة العراقية بعد حرب
الخليج الثانية:
1. إلغاء رخص
السياقة العمومية التي كان
يتمتع بها الفلسطينيون الذين
لجأوا إلى العراق، بعد نكبة عام
1948، ونكسة عام 1967 وهي ميزة كانت
ممنوحة لهم قبل حرب الخليج.
2. منع تملك الأرض
لأي فلسطيني، وهو امتياز حصل
عليه الفلسطينيون أثناء الحرب
العراقية - الايرانية، وقد تم
إلغاؤه.
3. يمنع تأجير
المحلات التجارية للفلسطينيين،
وعدم منحهم وثيقة تجارية
للاستيراد والتصدير، حيث كان
لهم الحق في ذلك قبل حرب الخليج.
4. عدم السماح
بالسفر للفلسطينيين الذين
يحملون وثيقة سفر عراقية إلا في
حالات استثنائية محدودة جداً
ومرة كل عام.
5. عدم تسجيل أي
بيت باسم اللاجئ الفلسطيني في
العراق، وكان معمولاً به قبل
حرب الخليج، واستمر تطبيقه بعد
الحرب. إن تطبيق هذه القوانين قد
أضر بمصالح الفلسطينيين وزاد من
معاناتهم، وحرمانهم من حرية
الحركة ومن مزاولة أعمالهم
وتجارتهم مما أدى إلى تدهور
أوضاعهم الاقتصادية وانخفاض
مستوى المعيشة.
6. كما أخذت
الحكومة العراقية برفض طلبات
التعيين في الوظائف الحكومية
للفلسطينيين والعرب الآخرين،
وذلك من أجل توفير فرص العمل
للعراقيين بشكل أفضل.
7. منع
الفلسطينيين من امتلاك
السيارات الخصوصية والعمومية،
كما رافق ذلك ارتفاع حاد في
إيجارات السكن، مما أثر على
أوضاع الفلسطينيين الاجتماعية
ايضاً، فقد انخفضت نسبة الزواج
وزادت نسبة الطلاق، بسبب
المشاكل الاجتماعية التي
تزايدت بتزايد نسبة البطالة،
والاكتظاظ السكاني للعائلات
الفلسطينية في السكن الواحد.
رغم كل ذلك تحمل
الفلسطيني ظلم ذوي القربى وعاش
من تبقى في الكويت يعمل ويعطي
للمجتمع، وكذلك عاش الفلسطيني
أثناء فترة الحصار في العراق مع
إخوانه أبناء الشعب العراقي على
السراء والضراء، وعلى الحلوة
والمرة حيث كانت انعكاسات
الحصار الدولي على العراق كثيرة
و متشعبة على اللاجئين
الفلسطينيين في العراق و
أشقائهم العراقيين و لكنها كانت
أخطر على الأطفال كما أشارت
معدلات الوفيات بينهم
حيث بلغت معدلات وفيات
الأطفال دون الخامسة من العمر
من (95) بالألف الى (125) بالألف
خلال سنوات الحصار ، كذلك
انتشرت ظاهرة تشغيل الأطفال ،
حيث لم تغطي حصص التموين التي
توزعها الدولة المتطلبات
الغذائية للأسرة الفلسطينية و
العراقية ، فأشارت معطيات
التقرير الاقتصادي العربي
الموحد لعام 2000 ، بأن (3-11) في
المائة من إجمالي الأطفال بين
(10-14) سنة من العمر في العراق
كانوا يعملون في سوق العمل
العراقية ، ما يؤدي الى
انعكاسات اجتماعية على الأسرة و
المجتمع الفلسطيني و العراقي في
ذات الوقت ، و تعرض الأطفال
لحالات تعسف شديدة في الأجور و
غيرها.
و على المستوى
الاقتصادي و نتيجة الحصار
الدولي على العراق ، فإن دخل
الأسرة الفلسطينية بات لا يتعدى
(50) دولاراً ، بعد تدهور سعر
العملة العراقية ، و لم يبقى
للاجئين الفلسطينيين في الوقت
الراهن سوى اقتناء السكن
المجاني على حساب وزارة العمل ،
و هو سكن في كل الأحوال لا يتمتع
بالاستقرار.
الوضع الراهن:
تناقلت وسائل
الإعلام العربية والغربية
المختلفة وخاصة الفضائيات منها
بعد احتلال القوات الأمريكية
لبغداد بعضاً من معاناة
اللاجئين الفلسطينيين هناك ،
ووصلت تلك المعاناة ذروتها بعد
مقتل العديد من اللاجئين هناك
من قبل قوى عراقية تعتبرهم
موالين للنظام العراقي السابق،
واشتدت وطأة الحياة اكثر حيث تم
طرد ثمانمائة اسرة فلسطينية من
مساكنها التي كانوا يقيمون بها
قبل نيسان 2003، و تم إسكان أكثر
من ثلاثمائة عائلة منهم في خيام
دون المتطلبات الحياتية الأدنى
بالقرب من منطقة البلديات التي
يتركز فيها اكثر من اربعمائة
عائلة اخرى، الامر الذي بات
يتطلب تدخل وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الاونروا لتحسين ظروف
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق.
لم ينج اللاجئون
الفلسطينيون من تداعيات إحتلال
العراق ايضاً حيث اعتبرت بعض
القوى العراقية هؤلاء
اللاجئيين من مناصري النظام
السابق على الرغم من ان اللاجىء
الفلسطيني في كافة اماكن تواجده
كان على الدوام قومياً في
احساسه وشعوره في كافة المراحل
التي تلت النكبة الكبرى في عام
1948 وتبعاً لذلك سقط العديد من
اللاجئين في معارك عديدة دفاعا
عن عروبة هذا البلد العربي أو
ذاك.
رغم أن الإضطهاد
والممارسات الإجرامية ضد
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق لم تتوقف منذ احتلال
العراق، إلا أن ما حدث خلال
الأسابيع الأخيرة، ولازال
يتكرر يومياً، يشير إلى مخطط
مدروس آثم ضد ابناء فلسطين،
وسأضع بين يدي القاريء ما رشح من
داخل العراق من نداءات واسغاثات
كما هي:
نص رسالة من احد
وجهاء مجمع البلديات يروي فيها
ما حصل من انتهاكات خطيرة تعرض
لها ابناء المجمع
2005-05-14
بسم الله الرحمن
الرحيم
لكم الله يا
فلسطينيو العراق
إلى متى يبقى
فلسطينيو العراق منسيون إعلامي
ومضطهدون في العراق، إخلاصكم
لأخوانكم المسلمين يحتم عليكم
نشر هذا الخبر :
إقتحمت قوات
عراقية (لواء الذئب) منطقة
البلديات التي يقطنها غالبية
فلسطينية وانتهكت الحرمات
وأرعبوا الأطفال بإطلاقاتهم
النارية العشوائية التي اخترقت
بيوت الناس وزجاج النوافذ وهم
نائمون واعتقلت عدد من
الفلسطينيين ونشرتهم على قناة
العراقية الفضائية بتهمة تفجير
في بغداد الجديدة بدون دليل
وآثار التعذيب واضحة وجلية على
وجوههم، والمعتقلون هم رجل
متخلف عقليا وهو عراقي يسكن
بالقرب من المجمع وواحد صاحب
مقهى وهوغزوان نور الدين الماضي
وآخر بائع متجول وهو فرج
عبدالله ملحم وهو عريس في يومه
السادس وأخويه عدنان وعامر وهذا
الأمر دعا السكان العراقيين إلى
الهجوم على إحدى المجمعات
الفلسطينية الأخرى في بغداد .
إلى متى سيبقى
حالنا في العراق هكذا ، حتى عند
اليهود ما حصلت أنه يأخذون أي
واحد ويهجمون على بيته ويلبسونه
تهمة كبيرة كهذه ، رجال لا
يعرفون استخدام المسدس يبتلون
بهذه التهمة ، والأعظم من ذلك أن
العراقيون يفعلون ما يفعلون بنا
وإعلاميا لا تذكر هذه الجرائم
وهذا البهتان ، وكان قد حصل قبل
هذا الحادث حادث إعتداء آخر
وربما يحصل لنا حادث لاحق .
من يستطيع نشر هذا
الكلام على شبكات الأخبار
ومواقعها فليفعل وله الأجر إن
شاء الله ومن لا يستطيع فليدع
لنا الله سبحانه وتعالى لتفريج
كربنا هذا .
في الساعة
الحادية عشر والنصف من مساء يوم
الخميس الموافق 12/5 /2005 تم اقتحام
احدى العمارات في المجمع السكني
في منطقة البلديات الذي يقطنه
الفلسطينيون في العراق بشكل
مفزع وبطريقة مخيفة واستفزازية
واطلاق نار عشوائي وكثيف على
واجهة العمارة الأولى بحيث تم
اختراق بعض الإطلاقات من نوافذ
الزجاج وإحداث اضرار في الواجهة
، وثقب بعض خزانات المياه
وأبواب بعض الشقق ، وتم تخويف
وإفزاع جميع سكان المجمع .
وبعدها تم إعتقال
أربعة فلسطينيين لا على التعيين
الأول صاحب مقهى وهو غزوان نور
الدين الماضي وثلاثة أخوة من
عائلة واحدة وهم فرج وعدنان
وعامر أبناء عبدالله ملحم،
واعتقلوا أيضاً أحد العراقيين
القريبين من المجمع علماً بأن
عقله غير سليم .
علما بأن فرج يعمل
بائع متجول وهو في اليوم السادس
من زواجه ، وعدنان يعمل حلاق
وعامر يعمل سمكري سيارات . وهذا
العمل الاستفزازي هو ليس الأول
من نوعه على المجمع .
وقد فوجئنا مساء
يوم الجمعة وعلى شاشة قناة
العراقية _ مع ظهور آثار الضرب
على وجوههم _ أن هؤلاء هم الذين
قاموا بالتفجير في منطقة بغداد
الجديدة قبل يومين !! ، علما أن
هؤلاء هم من أبسط وأفقر سكان
المنطقة ولا نبالغ إذا قلنا
أنهم لا يستطيعون أن يذبحوا
دجاجة !! بل لم يستعملوا مسدسا
طيلة حياتهم ، فلماذا هذا
الافتراء وما هو البرهان على
هذه الدعوى . أهذا حق الضيف !؟
أين تعاليم الإسلام !؟ أين قانون
(المتهم بريء حتى تثبت إدانته) !؟
أين الشهامة والنخوة العربية !؟
أهذه هي الحرية والديمقراطية
المزعومة !؟ أهذا هو بلد القانون
وحقوق الإنسان . أين نصرة
المظلوم والضعيف والفلسطيني
الذي يدافع عن قضيته منذ سبع
وخمسين سنة والتي هي قضية
المسلمين والعرب الأولى .
إلى متى تتكرر مثل
هذه الاعتداءات والاهانات
للفلسطيني المقيم في العراق
علما أنه ليس لديه أدنى الحقوق
الإنسانية للاجئ أو المقيم أو
أي مواطن آخر كان قدره أن ينشأ
ويترعرع في هذا البلد الجريح .
مع العلم أن جميع
الفلسطينيين المقيمين في
العراق يستنكرون جميع الأعمال
والتفجيرات التي تستهدف
الأبرياء من العراقيين ، وكان
للفلسطينيين في العراق نصيب من
الضحايا في هذه التفجيرالت حيث
قتل شابين فلسطينيين في إحدى
التفجيرات في بغداد في حادثين
منفصلين وسقوط قذيفة هاون على
المجمع أدت إلى مقتل أربعة
فلسطينيين في يوم عرفة من العام
الماض ومقتل خمسة فلسطينيين في
السوق رميا بالرصاص على يد
مجهولين العام الماضي
خبر عاجل عن
الاعتداءات المستمرة التي
يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني في
العراق
2005-05-29
مواطن فلسطيني في العراق :
في الساعة
الحادية عشر من صباح هذا اليوم
الأحد الموافق 29/5/2005م تم تطويق
نصف العمارات السكينة في
البلديات ومداهمة ثلاثة مواقف (كراج)
للسيارات من ضمنها الكراج
التابع لوقوف سيارات المصلين في
جامع القدس من قبل أكثر من عشر
سيارات تابعة لشرطة بغداد
الجديدة وتمت الانتهاكات
والاعتداءات التالية :
1- تفتيش بعض
السيارات بدعوى تحريضية على
وجود سيارات مفخخة على الرغم من
تفتيش المجمع تفتيشا دقيقا
مرتين خلال أقل من شهر من قبل
جهات أمنية أمريكية وعراقية ولم
يعثروا على أي شيء من هذا القبيل
.
2- الخلع
والاستحواذ على لوحات أرقام بعض
السيارات الواقفة في الكراج ولا
ندري ما هي التهمة التي تنتظر
أصحاب هذه السيارات .
3- تجريد حراس
الكراجات من أسلحتهم علما انه
لكل صاحب بيت أن يقتني قطعة سلاح
للدفاع عن النفس فمن باب أولى
وجود قطعة أو قطعتين في الكراج
لرد اللصوص ومن تسول لهم أنفسهم
لسرقة السيارات .
4- تم اعتقال
الحارس الذي في الكراج التابع
لجامع القدس ولا ندري المصير
الذي ينتظره .
5- الاعتداء
بالضرب على أحد المواطنين
الفلسطينيين مع الشتائم
والسباب له وللفلسطينيين
واتهامهم جميعا بالإرهاب
والتهديد والوعيد الشديد لجميع
سكان المجمع باعتداءات جديدة
وتهجير من قبلهم وخصوصا في
العشرة أيام القادمة كما بذلك
أحد منتسبي الشرطة .
نناشد الحكومة
العراقية لوقف مثل هذه
الاعتداءات والانتهاكات
المقصودة وغير المبررة
والمستمرة والمركزة على
الفلسطينيين في البلديات
وبمختلف التهم مع العلم لا يوجد
لحد الآن أي دليل على أي تهمة
ذكرت سابقا وحاليا مع اننا بينا
وذكرنا مرارا وتكرارا أن
الفلسطينيين في العراق هم أناس
مسالمون ولا يوجد لحد الآن أي
إساءة لأمن واستقرار العراق على
الرغم من الحملات الاعلامية
التي تشن ضدهم ، كما تعتبر منطقة
البلديات هي من أكثر المناطق
الآمنة في بغداد حيث هنالك
تعايش كبير ومودة كبيرة بين
العراقيين والفلسطينيين في هذه
المنطقة .
كما نناشد كل من
له ضمير حي للمساعدة في وقف هذه
الحملة الشرسة عل الفلسطينيين
في العراق وبكل الإمكانيات
والسبل المتاحة
نداء عاجل
واستغاثة من العوائل الفسطينية
في منطقة البلديات
2005-05-29
مواطنين فلسطينيين من بغداد
:
يا أصحاب الضمائر
يا أيها الصحافة الشريفة يا
أيها الهيئات والمنظمات
الإنسانية العربية والدولية يا
ايها الناس الشرفاء في كل مكان
في العالم .... إن لم تتدخلوا
فأبشروا بكارثة إنسانية.
تم في تمام الساعة
الثانية عشر من منتصف ليلة
الأحد/الأثنين 29-30/5/ 2005 الاعتداء
مجددا على الحي الفلسطيني في
البلديات في بغداد وبشكل مفزع
للعوائل من قبل سيارات الشرطة
واعتقال عدد كبير من
الفلسطينيين مع الضرب والشتائم
، كما قاموا بحجز نحو ثلاثين
شابا في مقهى وضربهم والمشي على
رؤوسهم ، حتى الرجل الذي يعمل
على مولدة كهربائية لتوليد
الكهرباء للناس في الليل
اعتقلوه مع الضرب المبرح.
ولا زال الاعتداء
مستمرا حتى هذه اللحظة وهي
الساعة الثانية فجرا من يوم
الاثنين 30/5/2005 .
لقد قلنا مرارا
وتكرارا هناك مخطط لاستمرار
الاعتداءات على الفلسطينيين
اللاجئين في العراق وتهجيرهم،
والآن تبين أن المخطط هو القضاء
عليهم بالاعتقالات والاعتداءات
والاستفزاز وتحشيد الناس عليهم
إعلاميا وجر الناس إلى ارتكاب
جرائم ضدهم.
ما الذي فعله
الفلسطيني اللاجئ في العراق
ليسام كل هذا العذاب ؟ وإلى متى
سيستمر مسلسل الإجرام هذا!؟
نداء عاجل آخر
واستغاثة لإيقاف مسلسل
الاعتداءات اليومي المستمر على
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق
2005-06-02
مواطن فلسطيني - حي البلديات
في بغداد :
إلى جميع
المنظمات والهيئات والجمعيات
والأحزاب والتجمعات والتكتلات
الدولية والاسلامية والعربية
الرسمية وغير الرسمية بما فيها
جميع الحكومات الاسلامية
والعربية والى كل الشرفاء في
العالم.. ألا يوجد من يتدخل لوقف
هذا الارهاب ضد الضعفاء
والأبرياء من اللاجئين
الفلسطينيين في العراق؟
ما ذنب اللاجئ
الفلسطيني أن تنتهك حرمته
ويعتدى عليه يوميا إذا كان قدره
أن ينشأ ويترعرع في العراق ، وهل
بمجرد وجوده أصبح محل اتهام !؟
ولماذا في هذا الوقت العصيب
تتوجه الأنظار والاتهامات
والاعتداءات الرسمية وغير
الرسمية وبمختلف الاتجاهات
الإعلامية وغيرها على
الفلسطينيين المتواجدين في
العراق والمتعايشين مع اخوانهم
العراقيين لأكثر من سبعة وخمسين
عام ومن هو المستفيد من هذه
الحملات !!!؟
فمن يحمل في طياته
جوابا وافيا وواقعيا وحقيقيا
فليسعفنا به لأن الصدمات
والمدلهمات تتوالى على
اللاجئين الفلسطينيين في
العراق من كل حدب وصوب ولا يوجد
أي مبرر أو سبب حقيقي ومقنع لهذه
الانتهاكات إلا أوهام
وافتراءات وأكاذيب عالقة في
أذهان بعض من ينتسب لهذا البلد
الجريح .
وفيما يلي أهم
وأحدث الاعتداءات على اللاجئين
الفلسطينيين في العراق :
1. في الساعة
الحادية عشر والنصف من صباح يوم
الثلاثاء الموافق 31/5/2005تم
اعتقال احد اللاجئين من محل
عمله في منطقة الحرية في بغداد
حيث يعمل في محل للمواد
الإنشائية وهو مصباح علي
عبدالسلام، إذا قامت قوة أمنية
عراقية باعتقاله ولو تساءلنا ما
هي التهمة لكان الجواب الواقعي
انه (عربي فلسطيني) !! .
2. تم في المجمع
الذي يقطنه فلسطينيون في منطقة
الزعفرانية مداهمة عدد من
المنازل واحتجاز أربعة عشر
فلسطينيا من قبل جهة أمنية
عراقية واعتقال أربعة
فلسطينيين وهم سامر حسن ورفيق
حيدر وهلال سعود ومحمد صدقي ولا
نعرف المصير الذي ينتظرهم وجرت
هذه الاعتقالات بالرغم من تفاجئ
بعض الضباط العراقيين بالوضع
المأساوي والمزري لسكن هؤلاء
اللاجئين (حيث أن مساكنهم لا
تصلح لسكن الحيوانات وهذه مأساة
أخرى تضاف إلى مآسيهم) كما روى
بذلك بعض شهود العيان حيث أن
هؤلاء الضباط كانوا يتوقعون أن
صدام قد خلف قصورا للفلسطينيين.
3. في الساعة
الثامنة والنصف من مساء يوم
الثلاثاء الموافق 31/5/2005 تم
اقتحام الدار السكنية في منطقة
حي الرئاسة شرق بغداد من قبل قوة
أمنية تدعى لواء الحسين والتابع
لوزارة الداخلية واعتقال كل من
هاشم الأسعد والمكنى بأبي مروان
وابنه مروان وهو طالب جامعي
وذلك بعد أن دخلوا على جيرانه (من
الأشقاء العراقيين) خطأً
وأفزعوهم وسألوهم هل هذا بيت
أبو مروان فأجابوهم بالنفي
وبعدها اقتحموا دار أبي مروان
بطريقة مفزعة أيضا واعتقلوا كل
من الأب والأبناء بادئ الأمر
ولكن عندما تم الصراخ والعويل
والرجاء من قبل نساء البيت بأنه
ما ذنب هؤلاء حتى يعتقلوا تركوا
لهم بقية الأولاد واعتقلوا الأب
وابنه فقط .
4. وفي تمام الساعة
التاسعة من مساء نفس اليوم تم
اقتحام الدار السكنية في نفس
المنطقة والعائدة ملكيته
للفلسطيني جمال ابراهيم منيب من
قبل نفس القوة المذكورة سابقا
واعتقاله وكالعادة التهمة (فلسطيني)
. ونقول هل يرضي الحسين رضي الله
عنه عن ما يفعله لواء الحسين .
5. تم العثور صباح
يوم الأربعاء 1/6/2005 على أوراق
معلقة على احدى المحال التجارية
في المجمع السكني للفلسطينيين
في البلديات فيها تهديد وشتائم
ووعيد شديد بتهجير وتشريد
العوائل الفلسطينية من هذا
المجمع (وسنرفق لكم صور لهذه
الأوراق) فما موقف الجهات
الرسمية من هذه التهديدات (لأن
السكوت علامة الرضا) وهل هنالك
توجه ومشروع بعض الاتجاهات
لترحيل وتهجير كل العرب
والفلسطينيين من العراق
وبذرائع تحريضية وكاذبة بأن
العرب والفلسطينيين هم من أزلام
النظام السابق حتى أصبحت هذه
التهمية العارية عن الصحة
والواقعية (والأدلة كثيرة على
ذلك وسنبينها إن شاء الله لاحقا
بالأدلة والوثائق ودحض جميع هذه
الأكاذيب) حتى أصبحت شماعة أو
كما يقال (شنشنة نعرفها من أقزم)
.
6. وفي خبر سابق
وصلنا متأخرا تم اعتقال المواطن
الفلسطيني محمد بدر خليفة والذي
يسكن منطقة السيدية من قبل
القوات الأمريكية ولا ندري ما
هي الدوافع والأسباب لاعتقاله ،
علماً أنه تفتيش المنزل العائد
له تفتيشا دقيقا ولم يعثر على أي
شيء يعد تهمة .
7. تم في يوم
الاثنين 30 /5/2005 تفتيش بعض المحال
التجارية في منطقة المشتل
القريبة من المجمع الفلسطيني في
البلديات وبعد أن علموا بوجود
عامل فلسطيني في احد المطاعم
يتجاوز عمره الخمسون عاما وهو
معيل لستة أبناء وضعوا الهوية
التي تثبت انه فلسطيني في فمه
وانهالوا عليه بالضرب المبرح
وهددوه بعدم التواجد في هذا
المكان مطلقا علما أن هذا الرجل
من مواليد بغداد وفقير جدا ،
وهذا يؤكد أن الحرب والاعتقالات
اصبحت على الهوية والله
المستعان .
8. في صباح يوم
الثلاثاء 31/5/2005 كان ثلاثة أشخاص
من الفلسطينيين يتبضعون من
السوق الرئيسي للمواد
الكهربائية في شارع الجمهوري (وسط
بغداد) اثنان منهم من سكان منطقة
البياع والثالث من سكان منطقة
الغزالية حيث لديهم محال تجارية
في مناطقهم لكسب رزقهم وجاؤوا
للتبضع لمحالهم ، سألهم احد
أصحاب المحال عن جنسيتهم أهي
عربية !؟ فأجابوا بالنفي خوفا
على أنفسهم (لأن الجنسية
العربية تعتبر أصبحت تهمة من
الدرجة الأولى) ، ولم يقتنع صاحب
المحل بالإجابة فقام بتجميع
الناس عليهم وأدموهم ضربا ثم
اضطر هؤلاء الثلاثة إلى القول
بأنهم فلسطينيون لاجئون مقيمون
ظنا منهم أن هذا سينجيهم من هذا
الاعتداء وجاءت الرياح بما لا
تشتهي السفن فازدادوا ضربا
واقتادوهم إلى مركز الشرطة
القريب من السوق وقد فوجئوا
بتجهيز خمسة من التهم المعروفة
إلا أنهم اضطروا لدفع مبالغ
باهضة (ما يقارب خمسمائة دولار
لكل فرد) لتخليص أنفسهم من هذا
الواقع المرير ، أهذا هو بلد
القانون والحرية والديمقراطية.
إن هذه
الاعتقالات العشوائية ربما تتم
بتحريض من بعض الجهات الرسمية
أوغير الرسمية وبالاعتماد على
التقارير الكاذبة والوشايات
المغرضة لكل وجود عربي أو
فلسطيني في العراق وهل ستستمر
إلى أن يتم ترحيل كل عربي
وفلسطيني من العراق وجعل العراق
(نظيفا) من العرب والعروبة وهل
سيحصل هذا الأمر لا سمح الله !؟
علما أن العراقيين تربطهم روابط
وشيجة مع إخوانهم العرب ،
فلمصلحة من هذا إذن !؟
أيضاً أنشر هنا
شهادة حية لطالب فلسطيني في
العراق كتب لي على بريدي
الإلكتروني الشخصي يشكو من
الظلم والقهر، لكن مع حذف ما قد
يكشف هويته:
الأخ الدكتور
ابراهيم حمامى
السلام عليكم و
رحمة الله و بركاته
هذه الرسالة من
طالب فلسطينى من بغداد
انا طالب فلسطينى
من مدينة *** حصلت على معدل **% فى الثانوية العامة و
حصلت على منحة لدراسة ******* فى
العراق وكان ذلك
فى
عام ****
انا الان فى السنة ***** و لكن
خلال السنة **** حدثت حرب العراق
و سقط النظام و كانت المفاجئة
كالصاعقة على رأسى ليس لأنى احب
صدام حسين لكن لأنى اعشق كل شىء يسمى
حرية فما ان رأيت الدبابات
الامريكية تسير فى الشوارع
حت
ايقنت اننا أصبحنا مكتوب علينا
الخيانة نحن العرب اينما و جدنا
و كاد عقلى يطير مما رأيت من ترحيب الكثير من
العراقيين بقوات الاحتلال و ما
ان انتهت المعممعة حتى توجه
الكثير
من العراقيين الحاقدين الى
ما اسموه (القضاء على اعوان
النظام البائد( بدؤا بمهاجمة المبانى
الحكومية و نهبها ثم قاموا
بالتعدى على اعضاء حزب البعث شريفهم
و حقيرهم و الكثير منهم موجه من
اجهزة الامن ما خلف الحدود ومن
اهم ما فعلوه الحاقدين هو ان يعتدوا و بشكل
صريح على الجاليات العربية
الموجودة فى العراق من
سوريين
و فلسطينين واخرين حتى لقد
اصدرت وزارة التعليم فى السنة
ما بعد الحرب قرارا بأن يدفع كل
طالب عربى (غير عراقى) الأقساط
الدراسية المطلوبة منه علما اننا كنا قد
حصلنا على منح دراسية و حجتهم فى
ذلك اننا تابعين
لحزب
البعث فعلى سبيل المثال طلبوا
منى ان ادفع سنويا 5500 دولار و
كان شر البلية ما اضحكنى و قتها فأنا و قليل من
الطلاب الفلسطينين الذين صممنا
على البقاء فى
بغداد
خلال الحرب من اجل ان لا نخسر
سنة دراسية مع ان الكثير الكثير
من البغداديين تركوا منازلهم و هاجروا الى
المحافظات الاخرى خوفا من
المعركة الحاسمة التى كان من
المتوقع
ان تحدث فى بغداد ومع ذلك
صممنا ان نظل فى بغداد و ما زلت
اذكر صوت الوحوش الامريكية و هى تقصف و تدمر
السوق فى المنطقة وتقتل العشرات
لذلك فوجئت و بشدة بعد اكمالى
للعام الدراسى الأول بكل تلك
الأهوال التى خضتها انهم
يطالبونى بدفع ذلك المبلغ علما اننى حصلت على
المنحة ليس عن طريق القيادة
القومية و لكن عن طريق
وزارة
التعليم واصبحت ارى مستقبلى يتحطم فأنا الذى
تركت اهلى فى *** و ذهبت لأدرس فى
العراق مع العلم اننى كنت متوقع
ان تحدث فيها الحرب من اجل ان القى
تخصصا يليق بمجموعى وبدون دفع
الكثير من المال نظرا
للوضع
الاقتصادى فى ***
افاجىء بهذا الخبر
فتوجهنا نحن الطلاب
الى الشرفاء من العراقيين و اخص بالذكر منهم
الشرفاء فى الحزب الاسلامى
العراقى الذين قالوا لنا
انا
القضية قضيتهم و استعدوا لرفع
المظلمة و كان لهم ما كان و تم
اعفائنا من الأقساط
ولكن الاهم من ذلك
اننا كفلسطينين اصبحنا نعيش فى جحيم دائم كل
دقيقة و كل لحظة
ومنذ تولى علاوى
الحكومة و بدأت الاعتقالات بدون و جه حق فى
صفوفنا فى العراق واذكر على
سبيل المثال:
تم اخراج عشرات
العوائل من الفلسطينين الساكنين فى منطقة
البلديات من بيوتهم بحجة ان هذه
البيوت قد منحا لهم
صدام
حسين علما ان عبد الكريم
قاسم هو من اعطاهم هذه البيوت
اعتفالات على قدم و
ساق فى الفلسطينين وو ضعهم على قمة
المشكوك فيهم
اعتقال الكثير منهم
بدون تهمة او دليل
تم اعتقال احد
الطلاب بعد الاحتلال بثلاثة شهور ووضعه فى
معسكر بوكا بالبصرة ولحد الان
هو موجود هناك بدون
تهمة
و الغريب فى الموضوع انه تم
اعتقاله من الشارع و انه تم وضعه
فى نفس الخيمة التى وضع فيها القائم
باعمال سفير فلسطين فى
العراق و هو السيد نجاح
ابو اشرف وقد ظل
السيد نجاح فى المعتقل لمدة سنة
و لم يحرك الرأى العام العالمى
ساكنا حيال ذلك
و الاغرب فى الامر
ان ذلك الشاب الذى تم اعتقاله تم اظهاره على
التلفزيون بعد احداث
الفلوجة الثانية على انه
ارهابى
تم القبض عليه فى الفلوجة
اى ارهاب يلاحقنا
نحن الفلسطينيين و اى قدر ينتظرنا فى العراق
و الله انا الان
اعيش بين نارين فالوضع الامنى خطير جدا و فى
نفس الوقت العراق هو المكان
الوحيد الذي يمكن من خلاله
ان
اكمل دراستى فيه
و الكثير الكثير
يرتكب فى حق الفلسطينين فى العراق
اشكرك على قرائتك
للرسالة و اعذرنى على الاسهاب و لكنى رأيت فيك
رجلا حرا مدافعا عن حقوق
الفلسطينين لذلك كتبت لك هذه
الرسالة
لعل و عسى اكون قد اديت و اجبى
اتجاه اخوانى الذين يهددهم
الخطر ليل نهار فى العراق
و قد رأيت ان حضرتك
ممكن ان تسلط الضوء على هذه القضية المنسية
من خلال كتاباتك أو علاقاتك
الاعلامية
ارجو من حضرتك عدم
نشر اسمى فى حالة استفادتك من هذه الرسالة
الا بعد اعلامى بذلك
و ارجو ان تكتب لى
رأيك فى هذا الموضوع
و لكم الشكر الجزيل
اخوكم فى العراق ****
وبعد ردي عليه كتب
مجدداً ليقول:
الأخ الدكتور
ابراهيم حمامى
السلام عليكم و
رحمة الله و بركاتنه
اشكرك على اصغائك
واهتمامك بالرسالة التى
ارسلتها
اما و قد قرأت
الرد فاننى محتار جدا فى كيفية
الاجابة عليه لعدة اسباب منها:
اولا للمحدودية
المعلوماتية ان صح التعبير
بالنسبة لى لأن معلوماتى تقتصر
فى اطار التجربة الشخصية و
العلاقات بالعوائل الفلسطينية
هنا فى العراق
ثانيا ان ذكرى
لبعض القصص التى حدثت فى العراق
قد يضر بأبطال هذه القصص الذين
لا حول لهم ولاقوة
خاصة فى عدم و جود الجو
الديموقراطى و الحر حاليا فى
العراق
ثالثا سأروى ما
يحدث طبقا لما رأيت و سمعت و
طبقا لوجهة النظر الشخصية
الأخ العزيز
الان فى العراق و
خاصة بعد الحرب انقلب الكثير من
العراقيين (الشعب) رأسا على عقب
بسبب دوافع كثيرة و متنوعة و
قامو بما قامو به و من الاشياء
المحزنة ما فعلوه ضد المواطنين
الغير عراقين فى العراق من
تنكيل و طرد من البيوت بتهمة
الانتماء لحزب البعث و انهم من
اعوان صدام, وكان للفلسطينن
نصيب لا بأس به فقام بعض *****
الحاقدين (الشروق) بطرد نسبة
كبيرة من اهالى منطقة البلديات
من الفلسطينيين المهجرين عام 48
من فلسطين من شققهم التى منحها
اياهم الزعيم عبد الكريم قاسم
بعد الانقلاب على الملكية
على ما اعتقد و قد اقام معظم
هؤلاء المساكين فى (خيم) فى نادى
البلديات الرياضى (اعتقد ان
الخيم اصبحت واحدة من رموز
الشعب الفلسطينى اينما كان).
و فى العام
الدراسى الذى تلى الحرب اصدر
مجلس الحكم قرارا بأن يدفع
الطلاب العرب بما فيهم
الفلسطينيين الاقساط الدراسية
السنوية علما بأن معظم هؤلاء
الطلاب حصلوا على منح دراسية
وان معظهم حصل عليها عن طريق
مكاتب القيادة القومية لحزب
البعث فى بلدانهم و السبب
الرئيس هو الوضع
الاقتصادى السىء لهم و بعد سجال
طويل بين الطلاب و الوزارة و بعد
ان سافرت نسبة من الطلاب قام
الخيرون من ابناء العراق فى عرض
المشكلة على مجلس الحكم و اتخذ
القرار بألغاء القرار السابق
و الاهم فى
الموضوع هو الحملات التى
استهدفت بعض المقيمين فى العراق
من سوريين و فلسطينيين و غيرهم
بدون وجه حق فقد قامت القوات
الامريكية و من بعدها العراقية
باعتقال الكثير من الفلسطينيين
المقيمين سواء المبعدين من
الكويت او الطلاب و جعل
المقيمين العرب على قمة المشتبه
بهم ومن يعتقل منهم لا يحاكم و
لا يوجه له تهمة و يظل يقبع فى
السجون الى ما يشاء الامريكان
مثلما حدث فى موضوع القائم
بأعمال السفير الفلسطينى فى
بغداد حيث تم اعتقاله لمدة سنة
كاملة
و الان سأروى بعض
الاحداث التى ابطالها
هم شخصيات فلسطينية
بدون التطرق الى ذكر
الاسماء:
بعد الاحتلال
بثلاثة شهور كان احد الطلاب
الفلسطينيين وهو فى طريق العودة
من جامعته و كان فى سنة التخرج
رأى بعض اصدقائه فى عراك
فنزل ليرى ما القصة و اذا
بالامريكان يأتون الى المكان و
هرب اصدقاؤه و كان أاحدهم يحمل
سلاحا وتم القاء القبض عليهم
و بعد فترة و جيزة
اطلق سراح اصدقائه و بقى هو (_البرىء)
فى معسكر بوكا الى حد هذه اللحظة
و قد شاءت الاقدار ان تجمعه
مع السفير الفلسطينى فى نفس
الخيمة و هو حتى هذه اللحظة لم
يوجه حكم ضده، و الغريب انه بعد
احداث الفلوجة الثانية اظهرت
صورته على شاشات التلفزيون
العراقية على انه أحد الارهابين
ا لعرب الذين تم القاء القبض
عليهم فى الفلوجة
و طالب اخر من
مدينة الخليل و يقبع ايضا فى
معسكر بوكا جنوب البصرة الى حد
هذه اللحظة و قد قامت قناة
الجزيرة
بعرض تقرير تطرق الى حالة
هذا الشاب
و اعتقل اثنين من
الفلسطينيين و كانت التهمة هى
انهم يجلسون بعد صلاة الفجر فى
شهر رمضان لتلاوة القران او(للتخطيط
لعمليات ارهابية)اكما يدعى
الامريكان و الحرس الوطنى.
الخلاصة ان العرب
المقيمين و منهم الفلسطينيون لا
يعيشون الان فى امان فى العراق و
لا توجد جهة معينة تستطيع
استرداد حقوقهم فى حالة هضمت
هذه ا الحقوق لا صليب احمر ولا
هلال ولا حتى السفارة
الفلسطينية التى حقيقة تؤدى
دورها فى العراق بشكل جيد و لكن
ما باليد حيلة فقد اعتقل السفير(ابو
اشرف ) لمدة سنة
فأرجو من خلال هذة
الرسالة ان اكون قد سلطت الضوء
على قضية خفيت كثيرا عن
المؤسسات المعنية بحقوق
الانسان و الحفاظ عليها و اكون
قد ساهمت و لو بالشىء اليسير فى
رفع الأذى عن كواهل العديدين
الى الدكتور
ابراهيم:
ابطال هذه القصص
التى ذكرت سابقا اعرف اسماؤهم و
كيفية اعتقالهم ما عدا الاخ
من الخليل فانا اعرف اسمه الاول
فقط و لكنى تجنبت ذكرها خوفا على
من بقى من اهلهم خارج السجون و
خوفا عليهم بالاساس ولكنى قد
اصرح باسمائهم اذ1ا نصحتنى انت
بذلك و اذا رأيت الوضع مناسب
هناك الكثير من
التجاوزات فى حق العرب المقيمين
فى العراق لكنها من قبل
العراقيين مثل مهاجمة سكان
البلديات و لكنى لم احب ان اكثر
من هذه
القصص لانها لا تنتهى يكفيك
عندما تكون فى احدى و سائل
المواصلات لتسمع
من يقول ان خيرنا كله ذهب
للفلسطينيين و الاسرائيلين و ان
الفلسطينيين
هم السبب فى حالة العراق
الان و غيرها الكثير الكثير لكن
هذه الامور لا يستطيع الانسان
عرضها او مناقشتها لانها تعتبر
نوع من الحرية او الديموقراطية
فى بلد جاء
له المحتل بالديموقراطية
ويمكنك
يا دكتور ان تلخص هذه الرسالة
كيفما شئت حت يكون مناسبا للطرح
فهى فى متناول يديك طبعا ما عدا
الملاحظات الاخيرة وان مستعد ان
امدك بالاسماء اذا لزم الامر .
هذا ما سمعت عنه و
رأيته و لا بد ان هناك الكثير من
الحالات الاخرى
لا اعلم بها و كان الله فى
عون الجميع
و شكرا لكم.
ما ذكرناه كان غيض
من فيض هذه الانتهاكات ، ونقطة
من بحر الاعتداءات وما خفي كان
أعظم حيث هنالك أخبار لم تصلنا
بسبب الوضع الأمني المتردي
وهنالك لاجئون فلسطينيون
يعيشون في المحافظات لا نعرف من
أخبارهم إلا القليل.
الموقف الرسمي:
باختصار شديد لا
حياة لمن تنادي فلا الحكومات
العربية ولا السلطة الفلسطينية
ولا منظمة التحرير الفلسطينية،
ولا مؤسسات حقوق الإنسان أو
الحيوان، ولا الصحافة، ولا
الأقلام الحرة، ولا أحد تكبد
عناء فتح هذا الملف النازف، ففي
الوقت الذي تخرج فيه ممثلة
اوسلو في باريس ليلى شهيد ببيان
شديد اللهجة يدين مقتل الصحفي
اللبناني سمير قصير، وفي الوقت
الذي لا تتوانى فيه سلطة أوسلو
عن اصدار عشرات البيانات لتندد
بالمقاومة الفلسطينية
وعملياتها، وبالإعتداءات في
العالم كله، لم تصدر ولا حتى
كلمة واحدة بحق أبناءنا في
العراق، وكأنهم ليسوا جزءاً من
هذا الشعب الأبي الصامد.
الخلاصة:
القاريء العزيز،
لابد أنك تشعر بالتعب والإرهاق
لطول الموضوع، لكن ألا يستحق
اخوتنا منا أن نتذكرهم ونستجيب
لنداءاتهم؟ بالتأكيد هناك
صعوبة في مد يد المساعدة
العينية لضراوة الإحتلال ومن
يقف معه، لكن ليس اقل من نشر
وفضح تلك الممارسات الجرائمية
عل وعسى أن يتلقفها من يستطيع
ألتحرك والمساعدة.
لا خيار لك أيها
القاريء، بل هو واجب وفرض أن
تقوم بالنشر والتوزيع وعلى أكبر
نطاق ممكن، وأن تتصل بالمؤسسات
الرسمية وغير الرسمية،
والصحافة، والإعلام وكل مكان قد
تصل إليه، لنغرق بريدهم
بالرسائل، وصناديقهم
الالكترونية بالصفحات،
وهواتفهم بالمكالمات، لنفعل ما
نستطيع نصرة لاخوتنا، الذين
مهما حاولنا أن نتنكر لهم
ونتغاضى عن نداءاتهم سيبقوا
جزءاً منا، والذين مهما طال بهم
الزمان وجارت عليهم الأيام،
لابد أن يعودوا يوماً لديارهم
وأرضهم في فلسطين الحبيبة التي
لم ولن تنساهم.
هذا ندائي لكم
فأدوا الأمانة وأغيثوا إخوتكم
وأخواتكم بأضعف الإيمان.
حاولت الإختصار
قدر الإمكان، لكن عذراً على
الإطالة!
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|