نصرالله
.. والمال النظيف..
والوسائل
غير النظيفة!
ماجد
زاهد الشيباني
يفخر السيد حسن نصرالله ، بأن
ماله نظيف ! ولو كان تاجراً ،
يعمل بماله لحساب نفسه ، لما
وقفنا عند كلامه هذا ! إلاّ أنه
سياسي فاعل في الساحة اللبنانية
، يعرف متى ينبغي عليه أن
يدمّرها ، وبأيّ مال (نظيف)
يعمّرها! وبناء على هذا ، نجدنا
مضطرّين إلى أن نطرح عليه بعض
الأسئلة ، آملين ألاّ تكون
ثقيلة على مزاجه ، منها:
• ما
المقياس الذي تقيس به المال ، يا
سيّد نصرالله ، لتعرف ما إذا كان
نظيفا أم غير نظيف !؟ ومعلوم أنا
لا نسأل هنا عن المال الفردي
الخاصّ ، الذي نعرف مقاييس
الحلال والحرام فيه ، والنظافة
وغير النظافة ..! فهذه المقاييس
معروفة للناس عامّة! ما كان منها
شرعياً دينيا ، يعرفه أتباع
الشرائع الذين يكسبونه
وينفقونه ، كلّ على هَدي
شريعته .. وما كان منها إنسانياً
عاماً، يعرفه عامّةً البشر
العقلاء ! السؤال هنا ، هو حول
المال السياسي، الذي تقدّمه
الدولة للدولة ، أو الدولة
للحزب ، أو للشخص .. قرضاً كان ،
أم هِبة ، أم مساعدة إنسانية ،
أم ثمناً لجهد أولاء !
• ما
الفرق بين مال تقدّمه لك دولة
مثل إيران ، لتنفقه على أتباعك،
ومال تقدّمه دولة مثل السعودية
، للدولة اللبنانية ممثّلة
بحكومتها، لتنفقه حكومة لبنان
على الوطن كله .. تدعم به مؤسّسات
، وترمّم منشآت ، خربتْها الحرب
التي صَدرت إليك الأوامرُ
بإشعالها ، من طهران ، أو دمشق ،
أو من كلتيهما!؟
• هل
المال الذي تشترَى به الولاءات
والذمم ، سواء أكانت ثمينة أم
رخيصة..هل هذا المال يعَدّ
نظيفاً أم غير نظيف !؟ وهل المال
الذي تشترى به الأدوات (البشرية)
القاتلة والمفجّرة والخاطفة،
والمؤازرة والداعمة والمتستّرة
، والمعطّلة للمحاكم التي تحاكم
هذه الأدوات .. هل المال الذي
تشترى به هذه الأدوات ، مال نظيف
، أم غير نظيف !؟
• وهل
المال الذي تشترى به الأبواق
الهاتفة والمصفّقة ، والناعقة
والشاتمة والمهرّجة .. في
المظاهرات والاعتصامات ،
ووسائل الإعلام المختلفة .. هل
المال الذي تشترى به هذه
الأبواق ، هو مال نظيف ، أم غير
نظيف !؟
• وإذا
كان المال في أصله نظيفاً ،
واستخدِم لتحقيق أهداف وسخة،
فهل يتّسخ المال بالأهداف
الوسخة ، والنيّات الوسخة
الساعية إلى تحقيق هذه الأهداف..
أم يبقى المال نظيفاً ، حتى لو
كانت الأهداف وسخة ، والنيّات
وسخة ، والأدوات البشرية
المشتراة به وسخة، ومؤسّسات
الدول التي تأمر بصرفه وسخة ،
والأحزاب التي تشتري به الأدوات
والأبواق ، وتنفّذ به الأهداف ..
وسخة !؟
• وأخيراً
: أين تضع مالك وأعمالك ، ورجالك
وأدواتك وأبواقك، ومموّليك
ومحرّكيك ، وصانعي قراراتك ، من
مضمون قول الله عزّ وجلّ : ( وإذا
قيلَ لهمْ لا تُفسِدوا في
الأرضِ قالوا إنّما نحن مصلِحون.ألا
إنّهم هُم المفسِدون ولكنْ لا
يَشعرون )!؟البقرة /12/.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|