ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 16/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الـزلـَق

( أدبيّات سياسية )

عبدالله عيسى السلامة

قال الشاعر:

ومَنْ لا يُقَدّمْ رِجْـلَه مُطْمئِنّةً    فَيُثْبِتَها في مستوَى الأرضِ.. يَزلَقِ

والزلَقُ أنواع.. منها الماديّ ، الذي يعرفه الأطفال ، الذين تَجاوزوا السنة الثانية من العمر! وما نحسَب الشاعر أراده ، لأنا عرفناه حكيماً في شعره ، لاعابثاً.. إنه زهير بن أبي سلمى..!

 ويبقى النوع الآخر المعنوي.. وهذا عسير خطير..شتّى مَذاهبُه ، دقيقة مَساربُه..!

  وأكثرُ مَساربِه دِقّةً ـ وربّما وعورةً ـ ، ماكان ذا صِلةٍ بالساسة والسياسة ، وبالعناصر الأساسية البشرية ، للعملية السياسية ، وهي الحكومات ، والشعوب ، والمعارضات ..!

1- مَزالق الحكومات .. اثنان :

   مَزلق باتّجاه الداخل ، نحو الشعوب : وهو ا لاغترار بالقوة ( قوة الجيش .. قوة أجهزة الأمن .. قوة السلطة ) ..! وهو المزلق الأخطر، الذي يؤدّي بالتدريج ،  بوعي وبلا وعي ، إلى الطغيان .. الطغيان النسبي أولاً ، ثم الطغيان المطلق في النهاية ، حين يصل الحاكم ، الى المرحلة التي يحسب نفسه فيها صار إلهاً ، لامعَقّبَ لحكمِه ، ولا رادّ لكلماته..! وفي هذه المرحلة ، يَرى كل شيء في بلاده مباحاً له: ( سلب الأموال .. انتهاك حريات البشر وحقوقهم وكراماتهم ..) ! وبالجملة ، يرى نفسَه في بلاده ، ربّ مَزرعة يملك كل شيء فيها: الأرضَ ،ومَن عليها،وما عليها..! والرمز المجَسّد لهذا الصنف من الطغيان ، هو فرعون ، ومَن على شاكلته من فراعين البشر ، الكبار والصغار، قديماً وحديثاً..!

   مزلق باتّجاه الخارج ، نحو القوى العظمى: وهو الانبهار بقوة إحدى الدول العظمى، والإحساس بعظمتها الهائلة ، والشعور بالدونية والضآلة تجاه هذه القوة وهذه العظمة، ثم الخنوع لها ، والاستسلام لأمرها ، حتى تصير هي المتحكّمة ـ مِن خلالِه ـ بشَعبه وبلاده ..! ولو أمَرتْه أن يُغرق أرض وطنه بدم شعبه ، لَما جَرؤعلى الرفض، بل حتى على مجرّد التفكير بالرفض..! وهذه الحالة من الذلّ ، والخضوع للأجنبي، موجودة في بعض دول العالم الثالث اليوم ، وأبرزُ مَن يمثّـلها ، الحكومات التي تألّهتْ على شعوبها..!

2- مزالق الشعوب.. أهمها اثنان :

   مَزلق الانخداع بقوة الحكام: وهذا يؤدّي إلى الخضوع المطلق لهم ، والاستسلام لتسلّطهم ، حتى يصبح الشعب قطيعاً مِن الخراف الضالّة ، في مواجهة حكّامه..! لايجرؤ على قول كلمة (لا) ، مهما صَبّ عليه هؤلاء الحكّام ، من فنون الظلم  والقهر والأذى .. حتى لو قَتلوا أبناءه في الشوارع ، أوعذّبوهم في السجون ، أو شرّدوهم في المنافي..! ومهما نَهبوا من أمواله ، حتى لو انتزَعوا اللقمة من أفواه أطفاله..!

   مَزلق الصراع الداخلي: وهو أن تَـنشغل قوى الشعب ، وتجمّعاته البشرية ، من قبائل وأحزاب وطوائف ، بالصراع فيما بينها ، غافلةً أو متغافلة ، عن سبب شقائها الحقيقي ، وهو ظلْم حكّامها ..! وغالباً مايكون لهؤلاء الحكّام ، دور أساسي في تحريك الصراعات بين قوى الشعب ، لتظلّ هذه مشغولة بنفسها، عمّا تمارسه عليها هذه الحكومات ، من قهر وتسلّط وجور..!

3- مزالق المعارضات .. وأهمها اثنان:

   مَزلق الاستعانة بالقوى الخارجية ضدّ ، الاستبداد الداخلي: ومَن يفعل ذلك ، سعياً إلى التخلّص من قهر حكّامه وجورهم ، يحقّق في نفسه قولَ الشاعر:

والمستَجيرُ بعَمْرٍو عِندَ كُربَتِه         كالمُستَجيرِ مِن الرمْـضاءِ بالنارِ!

   مَزلق الصراع فيما بينها: إذْ تبدأ كل قوة من قوى المعارضة ، بالتشنيع على القوى الأخرى ، وانتقاد سلوكاتها وتصرفاتها ، بحجّة أن هذه السلوكات والتصرفات أضعَفت المعارضة ، أو أنها تَـمّتْ من وراء ظهور القوى المعارِضة الأخرى..! ويظلّ سَيلُ اللوم والتعنيف والتشكيك قائماً ، بين قوى المعارضة ، يبدّل اتجاهاته من حين إلى آخر ، والحكومة تنظر إلى معارضيها هؤلاء ، وتَفرك يديها فرَحاً وغبطة..! وتعتزّ بذكائها ، وذكاء عملائها ، الذين دسّتهم في صفوف المعارضة، ليعبثوا بها ، ويمزقوا شملها ، ويزايدوا عليها ـ في الوقت ذاته ـ بأنها لاتعرف كيف تعارض الحكم القائم ، بالشكل الصحيح ..! وإلاّ لتمكّنتْ من إسقاطه ..! لذا فهي مجموعة من العجَزة الخائبين ، وعلى كل فرد فيها ، أن يذهب إلى بيته ، ويهتمّ بشؤون أسرته..!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ