ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 21/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الأمّة العربية من جديد ..

بين رمضاء الروم ، ونار الفرس!

ماجد زاهد الشيباني

دار الزمن دورته من جديد ، وعادت أطراف الصراع الثلاثة ، إلى ما كانت عليه قبل خمسة عشر قرنا!

   إمبراطورية الروم الأمريكية ، تهيمن على المنطقة العربية ، منذ نصف قرن أو يزيد. وقد ورثت تركتها هذه ،عن إمبراطورتي الروم الآفلتين ، بريطانيا وفرنسا ، بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت دولة الفرس بقيادة آل بهلوي ، ما تزال مجرّد دولة ، لم تصبح إمبراطورية بعد! وقد خضعت لإمبراطورية الروم الجديدة الناشئة ، كما خضع كثير غيرها من الدول الإسلامية والمحسوبة على الإسلام.. حوالي أربعين سنة ، حتى قامت ثورة الخميني، في أواخر السبعينات من القرن العشرين المنصرم.

   إمبراطورية فارس الجديدة ، خرجت من تحت الهيمنة الرومية الأمريكية ، منذ هيمن الخميني على بلاده ، عبر ثورة الملالي! وبعد نيّف وعشرين عاماً ، بدأت تنافسها على (أسلاب!) المنطقة العربية ، الخالية من فراغ القوّة الذاتية ، والمستنيمة لحماية الإمبراطورية الرومية المتفرّدة المهيمنة. وأول فتوحات الإمبراطورية الفارسية دولة العراق . ومن طرائف الأحداث أنها فتحت العراق بالطائرات الأمريكية والدبابات الأمريكية والمارينز الأمريكي! واحتلته ، وهيمنت عليه ، بهذه القوات الأمريكية، وبساسةٍ فرس ، يحملون الجنسية العراقية ، ويلبسون الملابس العراقية ، ويتسمّون بأسماء عراقية ، ويخفون أصولهم الفارسية، ورتبهم العسكرية والأمنية الفارسية. وتتمدّد الإمبراطورية الفارسية الناشئة ، داخل المنطقة العربية ، بدءاً بسورية ، التي يحكمها نظام متفرّع مذهبياً عن مذهب دولة فارس ، ويعربد في الدولة المجاورة لها( لبنان) ،  حزب موال لإمبراطورية فارس بشكل تامّ ، مذهبياً وسياسياً ، وولاء وانتماء ..! ويستمدّ منها القوة ، تمويلاً وتسليحاً، ويتلقّى منها القرار والتوجيه ، والحماية والدعم ، والإسناد الداخلي اللبناني ، والإقليمي والدولي .. وهو حزب الله !

   المنطقة العربية مشرذمة ، موزّعة على دول ودويلات ، عريقة وناشئة ، غنيّة وفقيرة ، صغيرة وكبيرة .. وكلها نَهب للتنازع الجديد بين الإمبراطوريتين !

   الفرق بين الأمس ، قبل خمسة عشر قرناً ، واليوم هو أن المنطقة العربية تدين أكثريتها بالإسلام ، وأن دولة فارس تدّعي بمذهبها الصفوي الذي تعتنقه ، الانتماء الى الإسلام ! وهي ، بهذه الصفة، ترى نفسها أحقّ من الروم النصارى ، بالهيمنة على الأمّة العربية!

   وإذا كانت إمبراطورية الملالي ، الفارسية الصفوية المعمّمة ، قد بدأت تمدّ أذرعها الأخطبوطية إلى شمال إفريقية.. وإذ كانت تطالب الآن ، مصرَ بأن تعيّن وزيراً شيعياً ، لِما تسمّيه العتَبات المقدّسة ( وهي أضرحة آل بيت النبوّة) .. وترى ذلك حقاً مشروعاً لها ، لأن المصريين ، أتباع المذهب السنّي ، لا يؤتمنون على هذه الأضرحة .. فمن باب أولى ، أن تَرى إقليم الشام كله، بسائر دوله ، مرتعاً شرعياً لمبشّريها الصفويين ! لأن هذه الدول مجاورة لمستعمرتها الجديدة العراق .. فهي امتداد طبيعي لنشاطها المذهبي والسياسي ، فضلاً عن كون أكبر دولة ، في هذا الإقليم الشامي ، يحكمها مذهب متفرّع عن مذهبها الصفوي عقَدياً ، ونظامُ حكم موالٍ لها سياسياً ، مرتبط بها أمنياً..! وفضلاً عن كون حزب الله الصفوي يعربد في لبنان ، مسلّحاً بصواريخ فارس، ويحاصر الحكومة اللبنانية المنتخبة ، ويهدّدها بالإسقاط عنوة ، إذا لم تسقِط نفسَها بنفسها ..! إذا كان هذا كله يجري صباحَ مساءَ ، على مسمع من الدول العربية ، حكومات وشعوباً .. فما دول الخليج العربي ( الذي تسمّيه إيران فارسياً) بمجموعها ، إلاّ لقمة طريّة شهيّة ، في نظر الإمبراطورية المعمّمة و(شاهِها) الوليّ الفقيه ، ورئيسها الحالي ، الشاب الهتلري المتحمّس ،  محمود أحمدي نجاد ! وهي ( أي : دول الخليج ، اللقمة الطرية الشهية)، تنتظر فرصة سانحة لإمبراطورية الملالي ، لتلتهمها بوثبة واحدة، ثم تشرب فوقها كأساً دهاقاً من ماء النيل ، بعد أن تَضلّعت من مياه الفرات وبردى ، وأنهار لبنان كلها..!

   فهل تَجهل الدول العربية ، كلها أو بعضها ، بسائر أقاليمها ، في إفريقية وآسيا .. هل تجهل هذه المطامح الإمبراطورية الفارسية الصفوية !؟ وإذا كانت غير غافلة ولا جاهلة ، فماذا هي فاعلة!؟ سؤال نحسبها تجهد أذهان ساستها ومحلليها ، وقادة عسكرها وأمنها ، في محاولة الإجابة عليه ! لكن الخشية هي أن تتأخر الإجابة إلى ما بعد اجتياح الطوفان المنطقةَ برمّتها ، ووصولِ المياه الصفوية الآسنة ، إلى كل غرفة نوم ، لكل حاكم ، وكل محكوم ..! وعندئذ لا تجدي الدموع ، لو كانت أشدّ ملوحةً من البحر الميّت ، وأغزر من أنهار الدنيا جميعاً ! فهل تفكّر دول العرب بحشد شعوبها ، وعلمائها ، ونخَبها الفكرية والساسية.. لمواجهة الطوفان ، الذي يَحشد فيه الملالي كلّ قوّة ، وكل ذي قوّة من أي نوع..! أم تكتفي بحشد عساكرها ورجال مخابراتها ، ليكون مصيرهم مصيرَ مَن سبقهم ، من عسكر صدام وأجهزة مخابراته وميليشياته !؟ أم تَركن في حمايتها إلى السادة الروم ، دون أن تخشى من مسّ النار، في الدنيا أو في الآخرة ، لأن الروم ـ في نظرها ـ ليسوا ظالمين ، ولا ينطبق عليهم مدلول الآية الكريمة:(ولا تَركنوا إلى الذين ظَلموا فتَمسّكم النار) ! مع أنهم يعلمون أن السادة الروم ، طفقوا منذ فترة غير قصيرة ، يتفاوضون مع الفرس حلفائهم ـ في إسقاط أفغانستان والعراق ـ  على ترتيب شؤون المنطقة ! وبالتالي ، على ما يمكن تركه للفرس، من أسلاب هذه المنطقة ، ممّا يصرّ ملالي طهران على انتزاعه والهيمنة عليه ..! وأصواتُ خبراء الروم ، تتعالى في هذا المجال ، وإمبراطورهم بوش ، يشاور عقله وعقول مستشاريه، لمعرفة ما يأخذ وما يدع ، بصرف النظر عن رأي الدويلات الأسلاب ، ومصيرها الذي تقرّره مصالح المتفاوضين الفرس والروم !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ