هلال
الصمود والممانعة، إلى أين..!؟
بدرالدين
حسن قربي
تداخلات
الأوضاع على الساحة اللبنانية
وتعيقداتها وارتباطاتها
ومتعلقاتها وتطوراتها تدعو إلى
الحيرة حيناً وإلى الدهشة
وفقدان البوصلة لاتجاهاتها
أحياناً أخرى، والأزمة تتطور
على مدار الدقيقة مغطيةً
بسحبها الداكنة على الأحداث
الأخرى في المنطقة.
فما
بين حزب
"
الله " وحزب البشر ومابين
العربي والفارسي، والداخلي
والخارجي، والموالاة
والمعارضة، والشيعي والسني،
والمقاوم والمستسلم، والوطني
والعميل، والحرّ والمرتبط،
والمشروع واللامشروع،
والاستراتيجي والتكتيكي...الى
آخر هذه الثنائيات التي لايعدم
المرء أن يجد لكلٍ منها
مؤيداتِها وعناصرَها في أجواء
الإفك والعهر، وينطلق تحليلاً
وتنبوءاً وقراءةً في فنجان (طنجرة)
المنطقة بالرغم من زخم قنابل
الدخان التي يطلقها محور أو
هلال الصمود والممانعة
والمقاومة والمصاولة والمنازلة
والمجاولة لأعداء الله والأمة
وشعوب المنطقة. ليتساءل الواحد
منّا، ماذا بعد!؟ و (لوين رايحين
الشباب)!؟
باستحضار
حسن النية
يمكن القول
ابتداءً: أن لاأحد من يميننا إلى
يسارنا ومن مسلمنا إلى مسيحيينا
ومن صغيرنا إلى كبيرنا ومن
جاهلنا إلى عالمنا ضد مشروعٍ
وطنيٍ مقاومٍ وممانع، يؤكد على
الصمود وتحرير الأرض وعودة
الحقوق لأصحابها، وأن ينعم
الناس كل الناس بالعيش الكريم
في وطنٍ كريم تتحقق لهم فيه
إنسانيتهم.
ولكن
مع استحضار ماسبق من الثنائيات
وتجربة الناس مع أصحاب الشعارات
والمشاريع يتأكد لأصحاب
البصائر أنهم فينا يتاجرون،
وبالأوطان يعبثون، ولشعبهم
ومواطنيهم يضطهدون ويقتلون،
وفي الدين يبيعون ويشترون، وأن
شعاراتهم وأحلافهم يستخدمونها
مراكب وسفناً لتحقيق مكاسب خاصة
في تثبيت كراسيهم وطوائفهم
عليها يعبرون.
قتلوا
الحريري..!! فكانت جريمةً مدويةً
في كل الاعتبارات، وكان زلزالاً
أزاح الوجود الأمني والعسكري
للنظام السوري على أرض الأرز
وبشكلٍ مهينٍ، وقيل ماقيل عن
الجريمة والزلزال والاستشهاد
الكثير الكثير.
قال
الجمع: نريد الحقيقة وكشْفَ
الحقيقة، فارتاب هنالك
المبطلون، وكابر عندها القاتل
وهو يرى (حقيقةً) ممالايرى عموم
الناس في الهمة والعزم بحثاً عن
الحقيقة. وكلما اقترب للمجرمين
حسابهم، وطوقت حبال الجريمة
أعناقهم، ارتجفت منهم القلوب،
واهتزت فيهم الكراسي، وقال
قائلهم: أنا بريء بريء (والله
العظيم يابيه)، وتنادوا فيما
بينهم وهم يومِئِذْ في حالٍ من
هلعٍ وفزعٍ: هل إلى خلاصٍ من
سبيل!؟؟
اجتهدوا
الكثير للخروج والخلاص، وبذلوا
وسعهم في الفتنة وإشعال النار
حولهم وحواليهم لعل الفرج يتنزل
عليهم وتضيع المحكمة الدولية.
وإنّنا بهذه المناسبة نخالف
رأي المشكّكين، ونعتقد أن
المحكمة لاعتبارات موضوعية
وسياسية ماضية في التشكل
والفعل، ليس أقلّهَاَ مايبذله
المتهمون من (التشويش والدربكة
والتهويش والفبركة) كمؤشرٍ
دقيقٍ وحسّاس على اقتراب نداء:
محكمة..! والناس إلى المجرمين
على شاشات التلفاز "
مُبَحْلِقُون "، وهم في قاعات
المحكمة الدولية عن إجرامهم
ومااقترفت أيديهم يُسألون.
فكلما
اشتد هرجهم ومرجهم وصريخهم
وولولتهم، كان ذلك معناه أن
الطريق من بين أيديهم ومن خلفهم
أكثر من مسدودة، وإجراء صفقةٍ
مع جهاتٍ خارجيةٍ يأتي الفَرَجُ
منها كالعادة أقل من قليلة.
النظام
السوري ومن معه في دمشق وبيروت
يؤكدون تأكيداً ويحلفون،
ويدفعون ببراءتهم عن جرائم
القتل والغدر للرئيس/ الحريري
حتى الوزير/ بيير أمين الجميل.
ولكن الأمور على أرض الواقع
مغايرة، فكلما قال الناس:
مجرمون وقتلة وجزّارون، وكلما
ذكرت كلمة محكمة دولية تجد أن
حجرهم (طاش وماطاش)، وفقدوا
صوابهم وحنكتهم وسياستهم، مما
يجعل أصابع الشك تتجه إليهم
والعياذ بالله.
ولعل
في التحرك الأخير لهم بتحريك
المعارضة على
حكومة السنيورة الدليل
الأقوى والأوضح على أن المحكمة
الدولية هي الهدف المركزي لهم
للاستمرار في العبث بأمن
الشقيقة التي يطالبون فيها
بالتغيير كما يدعمون مطلب
المعارضة (في حزب الله ومن معهم)
بقيام حكومة وحدة وطنية لهم
فيها قدرة التعطيل والإمساك
بمفاصل القرار اللبناني
ولاسيما على صعيد المحكمة
الدولية رداً لجميل النظام
السوري عليهم.
قالوا
عن تحركهم الأخير: إن هدفه إسقاط
الحكومة العاجزة والخاضعة
والضعيفة، وقولهم عنها: حكومة
السفارات والارتباط بالأجنبي
لإنفاذ مشاريع الاستسلام في
المنطقة تلميحاً أو تصريحاً
بالعمالة، وقالوا: إنهم شركاء
ولايسمحون لمايسمى بالأكثرية
بالتفرد بالقرار ونزلوا إلى
الشارع ليفصل بينهم فيما كانوا
فيه يختلفون. ونضيف إلى
مقولاتهم كلام السيد/ حسن
نصرالله عقب حرب الصيف الماضي:
إن عدد مايملكه حزب " الله "
من صواريخ قد ارتفع بعد الحرب مع
إسرائيل.
وقالت
الأكثرية: قد يكون لكم بعض
الشارع ولكن الشرعية معنا،
ولبنان بلد التوافق والتعايش
بين كل طوائفه وإثنياته، وكل
قرارات الحكومة (الضعيفة
والعاجزة والمرتبطة) شاركتم
فيها وكانت بالإجماع وبعلم
الجميع عدا قرار الحرب الذي
ذهبتم إليه فرادى منفردين
ومتفرِّدين وكأن لبنان لبنانكم
ولاأحد فيه غيركم ففرضتم عليه
حرباً - دفع اللبنانيون كلهم
ثمنها من دمهم وقوتهم وأمنهم
واستقرارهم ومستقبلهم - لم
يستشر بها ولم يسأل عنها،
وحجتكم أن هذه مقاومة وعمل
مقاومين لاشأن للآخرين فيه، ولا
داعي للتشاور أو الإعلام عنه،
بل والأغرب يوم حَزَبَ الأمر
قلتم: إن هذه حرب الأمة ونحن
نخوضها. لم نفرض عليكم يوماً
قراراً وأنتم والعياذ بالله
فرضتم علينا حرباً لاعلم لنا
فيها ولاقرار، قضت فيها النخوة
والشهامة والوطنية أن نكون
الكرام والأحرار وأصحاب
المروءآت عوناً وتوحداً وسعياً
لإنقاذ لبنان والحفاظ على
وحدته، ثم جئتمونا اليوم
تتكلمون عنّا ماتتكلمون
وتريدون إسقاطنا.
مضيتم
إلى حربٍ راح ضحيتها المئات من
الشهداء وحجتكم وعد صادق بتخليص
"أسير وطن" عند اليهود،
وعدتم إلينا اليوم تريدون أسر
الوطن " لبنان المحبة "
ورهنه وارتهانه لثلثكم المعطل
باعتصامات وخطابات وهتافات.
قلتم
وقلنا، والكلام كثير،ونعيد
سؤالنا: (لوين رايحين) الشباب !؟
عقلاء
الساسة - وإن امتلكوا الصورايخ
وكانوا من أصحاب النار – هم أهل
الحوار، ومصير الأمور إلى
الحوار. لذا نؤكد عليكم العودة
إلى طاولة التشاور والحوار .
قل
تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا،
ليس لنا فيها إلا التفاهم
والأخذ والرد والعطاء والحوار
على طاولة الحوار، نفياً للفتنة
ومنعاً للقتل والدمار، ودفعاً
للتفرد والانفراد بالقرار.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|