ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حزب الله ...يريد العنب أم الناطور؟

بلال داود*

بتعاطف شعبي عارم ، وتأييد حكومي قد يندر مثيله خارج المنظومة اللبنانية ، حقق حزب الله نصره الإلهي ،  حتى بلغ الأمر ، أنْ  خلع الأستاذ نبيه بري ( توأم السيد نصر الله ) على هذه الحكومة لقبَ ( حكومة المقاومة ) ، فكان من الطبيعي أنْ يتقدم الحزب بالشكر والعرفان ، لكل الشعب اللبناني والعربي والإسلامي ، لمؤازرته ودعمه ، وإلى ( حكومة المقاومة ) على وجه الخصوص ، تلك التي أهدته النصر كاملا ، بعدما أهداها خراب لبنان  .

 ولكن الذي حصل عكس ذلك تماماً ، إذ راح يطالب بجني ثمار نصره  الإلهي ، بزيادة عدد حقائبه الوزارية ،  بما يتناسب مع زيادة التعاطف الشعبي الذي اكتسبه ، مغلفاً مطالبه بثوب المعارضة  ، متزيناً  ببضع أسماء  من جماعة الجنرال عون ، الذي يُسوِّق نفسه كمشروع رئيس جمهورية في المستقبل ، وبعض الشخصيات السنية التي تركت منظماتها بعد عقود من الالتزام بها ، لأنها فقدت الأضواء البراقة ، بعدما انسحب الكرسي من تحتها ، شأنهم في ذلك شأن القادة التاريخيين الذين يطول جلوسهم بمفردهم على الكرسي .

قد يبتلع المتابع للشأن اللبناني والعربي والإسلامي ، هذا المنطق إلى هذه الدرجة ، بما عرف عنه من تسامح وبساطة وتحليل الأمور بعاطفة جياشة ، وخصوصاً عندما يُقحمُ اسمُ الإله في الأمور، أو يتعلق الأمر بالعدو الإسرائيلي ، أو المشروع الأمريكي ،  فكيف به وقد مُزجت  عنده كل هذه العوامل في آن واحد !!.

 وقد يذهب أبعد من هذا ، فيقبل أن يطالب حزب الله بثلث الحكومة ، تحت دعوى العدالة الديموقراطية ، و إن كان الشيعة في لبنان أقل من الثلث ، ليضمن أن لا تنفرد الحكومة بقرارات حساسة من دونه ، كقرار بنزع سلاحه مثلا .

ولكن بعد أن  شدَّ العرب عضد عمرو موسى بلفيف من إخوانه الحكماء ، على رأسهم السيد مصطفى عثمان إسماعيل ، مستشار الرئيس السوداني ،  أفلحوا بإقناع  الحكومة بالاقتراح ( 19-10-1) وخلاصته  أن يكون  للأكثرية 19 وزيراً ، وللمعارضة 10 وزراء ، ويكون الوزير الثلاثون محايداً  لا يحق له التصويت ، وبهذا تفقد الحكومة ثلثي الأصوات ، ولن تقوى على اتخاذ أي قرار مصيري إلا بموافقة المعارضة ، كذلك الأمر فإن المعارضة لو انسحبت بكامل وزرائها  كما فعلت أكثر من مرة سابقاً ، فإنّ انسحابها لا يسقط الحكومة .

  بعد  مقدم موسى وإخوانه ، وما فعلوه ،  لم يعد بإمكان المتابع أن يفهم مطلب حزب الله  بالثلث زائداً  واحد ، على أنه الثلث الضامن ، ولا حتى الثلث المعطل ، بل يفهم أنه يريد إسقاط الحكومة تحديداً .

إسقاط الحكومة قد يكون له معان كثرية ، منها تغيير الأكثرية إلى أقلية ، والأقلية إلى أكثرية ، ومنها تقوية مركز رئيس الجمهورية ، ومنها تعيين وزارة أكثر تقربا من سوريا وإيران ، وغيرها من المعاني ،  ولكن المعنى الرئيسي الذي يطفو على السطح ، هو عرقلة إنشاء المحكمة الدولية ، التي ستحاكم المشبوهين والمتهمين باغتيال الرئيس الحريري وباقي الجرائم المشابهة .

مطلب الجنرال عون من هذا واضح ومحدد ، فهو يريد الحصول على رضى النظام السوري ، بعدما كان أول المتحمسين لاتهامه بجريمة اغتيال الحريري ، قبل أن يعود من فرنسا ، كما يبحث عن أصوات المعارضة خارج السرب المسيحي الذي يفضل ترشيح غيره ، خصوصا أن إسقاط الحكومة الحالية سيعزز موقع المعارضة ، وقد تأتي بحكومة مؤقتة ، مهمتها إعداد قانون انتخابي جديد ، تتغير فيه الموازين لصالحها ، فيضمن الجنرال أن يكون المرشح الأوفر حظا ، إن لم يكن الوحيد .

أما  حزب الله ، الذي أنشأه النظام السوري ، بقرار مباشر من الرئيس الراحل حافظ أسد  ، فينظر إليه حتى اليوم ، باعتباره يقوم برد  الجميل  إلى النظام السوري ، ومحاولة إعادة الهيبة والاحترام له داخل لبنان ،  عن طريق عرقلة المحكمة الدولية ، حيث تتجه معظم أصابع الاتهام إلى النظام السوري ،  بكل أو معظم الاغتيالات السياسية في لبنان ،  خصوصا أن هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها ، فقد سبق أن اتُهم النظام السوري باغتيال  عدد من أفراد المعارضة السورية في الخارج ، كألمانيا وفرنسا وإسبانيا ، كما اتهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأردني الأسبق السيد مضر بدران.

لكن إذا ما استمر حزب الله  بسلوكه الحالي ، فإنه  ينسج حول نفسه شرنقة الاتهامات ، بضلوعه المباشر بالجرائم المشار إليها في لبنان ، أو باشتراكه مع النظام السوري ، أو بتقديم الدعم المعلوماتي ، أو ..أو.

وحزب الله ، المدعوم ماليا وعقديا وعسكريا  من إيران ، ينظر إليه حتى اليوم ، باعتباره ينسق  معها  لإفشال  المشروع الأمريكي في المنطقة ، ( بغض النظر عن التعاون الأمريكي الإيراني في العراق و أفغانستان) .

ولكنه إذا استمر بسلوكه الحالي ، بزيادة التحالف الاستراتيجي مع إيران بالإضافة إلى النظام السوري ،  فإنه سيؤكد للناس أنه طرف فاعل ، في تنفيذ  مخطط الهلال الشيعي ، الذي  تقوده إيران .

حتى اليوم ينظر إلى حزب الله ، أنه جزء من النسيج الوطني اللبناني ، قدم الكثير من أجل استقلال لبنان وتحرير أرضه من العدو الإسرائيلي .

لكنه إذا استمر في سلوكه الحالي ، فإنه يكاد يقول ، أن الانتصارات السابقة التي حققها على جبهة العدو الإسرائيلي ، لم تكن إلا انتصارات مصنوعة ، في حلقة  من مخطط كبير ، لتلميعه وتسليط الأضواء عليه وكسب مشاعر الناس وقلوبهم وعواطفهم ، قبل إشعال فتيل الحروب الطائفية ، باسم الإله أو باسم نائبه على الأرض.

أخيراً ... إذا  كان مطلب حزب الله هو العنب ، فقد قُدم له العنبُ على طبق من فضة  ،  وإن كان المطلوب هو الناطور ، فلا بد أنه يعلم أن هناك مُلاكاً  للبستان لن يرضوا بالاعتداء على الناطور أو طرده ، وإن غابت عنه لهجة  بلاد  الشام ،  فالناطور  هو حارس البستان ، وليس المالك .

*كاتب سوري- كندا

Arcan48@yahoo.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ