أخوّة
الوطن ، والأخوّات الأخرى .. في
سورية !
ماجد
زاهد الشيباني
1- أخوّة
الوطن ، تضمّ بين طيّاتها ،
أخوّات أخرى متنوّعة عدّة ،
منها: أخوّة الدين ـ أخوّة
النَسب ـ أخوّة
المذهب ـ أخوّة الطائفة ـ أخوّة
العرق ـ أخوّة الفكر السياسي..!
ولكل أخوّة من هذه الأخوّات
مقتضياتها الاجتماعية والنفسية..والثقافية
من منظور معيّن..!
2- مِن أهمّ
مقتضيات الأخوّة ـ وربّما كان
مصطلح الأخوّة فيه نوع من
التجوّز، أو المجازفة .. وقد
ينوب عنه مصطلح : الانتماء ـ
ألاّ يطغى الأخ على أخيه ، باسم
الأخوّة التي تجمعهما..! وحسبنا
أن نقف عند الأخوّة الجامعة ، في
الدولة الواحدة، وهي أخوّة
الوطن ، لنلقي بعض الأضواء ، على
ما يجري تحت شعارها ، أحياناً..! (
والحديث هنا عن سورية حصراً )
فنقول :
• باسم
الأخوّة الوطنية ، يطغى فريق
على الشعب كله ، بسائر أخوّاته
وعلاقاته، وانتماءاته المذهبية
، والسياسية ، والفكرية ،
والاجتماعية ! ويستأثر هذا
الفريق ، بكل ما في الوطن من
حقوق وثروات ، ويَحرم إخوانه في
الوطن ، من أبسط حقوقهم ،
ويحمّلهم واجباتهم كاملة ،
ومِثلها معها ، بل يحمّلهم ما هو
أخطر من هذا بكثير ، وهو واجب
الصبر عليه والسكوت عن تسلّطه
واستبداده ، باسم الإخوّة
الوطنية ! وأيّ قول ، أو سلوك ،
يَصدر عن مواطن مظلوم ، مضطهد
بائس ، احتجاجاً على هذه
الممارسة الشاذّة ، توجَّه إليه
أصابع الاتّهام ، بأنه يريد
تخريب الوحدة الوطنية ، ونسف
الأخوّة الوطنية ! وأيّة إشارة
إلى أن هذا الفريق الحاكم ،
المستأثر بقرارات البلاد
وخيراتها وثرواتها ، ينتمي إلى
طائفة معيّنة ، تعَدّ جريمة
بشعة ، بحقّ الوطن والوطنية ،
والأخوّة الوطنية ..! لأن فيها
إثارة لنعرات طائفية ( بغيضة !)
تَجاوزها الزمن !
• وباسم
الأخوّة الوطنية ، يطلَب من
المواطن السوري ، أن يغمض
عينيه، ويصمّ أذنيه ، ويغلق فمه
، عمّا يجري في بلاده ، ومدينته
، وحيّه ، وبيته.. مِن عمليات (تشييع)
محمومة ، يقوم بها مبشّرون فرس ،
يبشّرون الناس بالمذهب الشيعي ،
الصفوي الفارسي ، ويشكّكونهم
بعقيدتهم ، وبسيرة رموزهم
المضيئة من صحابة رسول الله (ص) ،
و بطهارة بعض نسائه، اللائي
كرّمهن الله ، في كتابه العزيز،
وطهّرهن ، وبرّأ منهنّ مَن
افتري عليها، بآيات بيّنات ،
يتلوها المسلمون إلى يوم
القيامة ! ومَن احتجّ على هذا
الضلال ، والإضلال ، التبشيري
الفارسي الصفوي ، في أرض الشام ،
عُدَّ مجرماً ، مثيراً لنزعات
طائفية مذهبية ، تفسِد الوحدة
الوطنية ، وتقطع أواصر الأخوة
الوطنية ! وعقابه ، بالتالي ،
السجن والتعذيب !
• ومن
طرائف السلوك السياسي الغريب ـ
ولا نقول : الشاذ ـ أن بعض
الأشخاص الذين يحسَبون على
المعارضة ، تَحمرّ أنوفهم حمية
، ويتّخذون الموقفَ المتشنّج
ذاتَه ، الذي تتّخذه السلطة ـ
عدا إلقاء الناس في السجون! ـ
إذا أشير إلى هذا التبشير
المذهبي الفارسي ، مجرّد إشارة !
لأن الإشارة إليه، تعني أن
المشير يمارس سلوكاً طائفياً (بغيضاً!)
؛ إذ الأصل أن يظلّ هذا التبشير
مستمراً متصاعداً ، حتى يَعمّ
الوطنَ كله ! فهل يُحسَب هؤلاء
المعارضون (الوطنيون جداً !) مِن
أتباع مذهب الشاعر الخارجي ،
عمران ابن حطّان ، في قوله :
يوماً يَمانٍ ، إذا لاقَيتُ ذا
يَمَنٍ
وإنْ لَقيتُ مَعَدّيّـاً
فَعَدناني!؟
أمْ همْ من أتباع المذهب المعروف
: (أنا وأخي ـ المَذهبي ـ على ابن
عمّي الوطني ، وأنا وابن عمّي
المذهبي ـ ولو كان فارسياً ـ على
أخي الوطني، ولو كان مثلي ينتمي
إلى أرومة عربية ، يمجّدها
الحزب الذي يحكم وطننا، بقوله :
أمّة عربية واحدة ، ذات رسالة
خالدة !؟ أم ينتمي بعض هؤلاء
المعارضين ، الحريصين جداً على
الوحدة الوطنية والأخوّة
الوطنية ، إلى الفريق الذي قال
عنه رب العالمين ، في كتابه
العزيز : (وإذا لَقوا الذين
آمَنوا قالوا آمَنّا وإذا خلَوا
إلى شياطينهمْ قالوا إنّا معكمْ
إنّما نحن مستهزئون. الله
يستهزئ بهم ويَمدّهم في طغيانهم
يَعمَهون .) ونقول : بعض هؤلاء
الوطنيين المعارضين ، لا كلهم !
وختاماً : يبقى الوطن حقاً
لأبنائه جميعاً ، بسائر
انتماءاتهم المذهبية
والطائفية، والفكرية والسياسية
والعرقية ..
ويبقى واجب المحافظة على الوطن
والمواطنين ، بسائر مِللهم
ونِحلهم، وتوجّهاتهم وأعراقهم
.. في أعناق الموطنين جميعاً ..
ويبقى
اختراق النسيج الوطني ، وتمزيق
لحمته ، بتبشير مذهبيّ غريب،
جريمةً بحقّ الوطن ومواطنيه
جميعاً ! ومِن واجب الوطنيين
جميعاً ، التصدّي له ، ومقاومته
، سواء أكان هؤلاء الوطنيون ، من
النوع الوطني (جداً ) أم من النوع
الوطني فقط ، بلا (جِداً) ! لأن
العبثَ إنّما يكون بالدمَى غيرِ
البَشرية..! وقد يكون بالدمى
البشرية غير العاقلة ، لِمن
يُسيغه ، أو يُبيحه لنفسه ! أمّا
العبث بعقائد العقلاء ، فلَعب
بنار حامية ، لا تبقي ولا تذر!
وقد لا يدرِك هذا الخطرَ قبل
استفحاله ، إلاّ مَن أوتي قدرة
على حساب المآلات، وعَرف أين
تكمن مصلحته ، وكيف يكون مصيره ،
إذا لعِبَ الحمقى والسفهاء،
بعقائد الناس ، الذين يفتدونها
بالنفس والمال والولد ..! ولا
يبالي أحدهم ـ في الدفاع عن
عقيدته ـ أوقع عليه الموت ، أم
على الموت وقع!
ولابدّ من التأكيد ، مرّة أخرى ،
على أننا نقول هذا الكلام ،
ليبقى الوطن وطناً.. أولاً !
وليبقى لجميع أبنائه .. ثانياً!
(ومَنْ يؤتَ الحِكمةَ فقدْ أوتيَ
خَيراً كثيراً) .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|