تناقضات
سياسة أبو هادي
في
زواريب دمشق و بيروت و الرمادي
د.
هشـام الشـامي
السيد حسن نصر الله
جاهد الصهاينة و دحرهم من جنوب
لبنان في عام 2000م ؛ و حقق نصراً
عزيزاً عليهم طالما انتظرناه و
حلمنا به و اشتقنا إليه نحن
الشعوب العربية المقهورة ؛ إلى
أن رأيناه حقيقة على يد رجال
السيد حسن الأشداء و احتفلنا به
جميعنا نحن العرب و المسلمون
، لقد كان السيد حقاً – أو
هكذا حسبناه و لا نزكي على الله
أحداً - أثناء
قيادته للمقاومة الإسلامية ضد
إسرائيل مثال القائد القدوة
المتواضع الصامد الصابر
المصابر المحتسب المرابط
الذليل على المؤمنين العزيز على
الصهاينة المعتدين ؛ قدم ابنه
الشاب هادي فداءً للحق فاسترجع
و احتسبه شهيداً عند الله ؛ كما
احتسب كافة الشهداء الآخرين من
أبنائه و إخوانه الذين سجّلوا
بدمائهم أروع
و أصدق قصص البطولة و الفداء
.
و استمر السيد حسن
في نهجه المقاوم المشرِّف
زاهداً عن الدخول في معترك
السياسة اللبنانية و دهاليزها ؛
و فاجأ شبابه الشجعان في تموز
الماضي جنود الصهاينة المحتلين
داخل فلسطين فقتلوا بعضاً منهم
؛ و عادوا معززين بأسر آخرين .
و هللنا ثانية لهذا
العمل البطولي و لما تبعه من
صمود أسطوري في وجه أعتى آلة حرب
صهيونية حاقدة ؛ رغم كل
التساؤلات و الاستفهامات و
التشكيكات عن توقيت هذا الهجوم
و ارتباطه بأجندة نظامي إيران
النووية و سوريا المتوجسة من
المحكمة الدولية ؛ مع حزننا
العميق لحجم الدمار و عظم
المصاب الذي لحق بلبنان الوطن و
المواطن .
و كانت هذه الحرب ((
كارثة )) – بكل ما تعنيه هذه
الكلمة من معنى - رغم الصمود
البطولي الأسطوري لرجال
المقاومة ؛ كارثة على لبنان
شعباً و دولة ؛ و لكن الكارثة
الأكبر كانت بحق السيد حسن و
حزبه المقاوم . لن نصور حجم
الدمار و المصاب الذي ألحقه
العدو الصهيوني الحاقد بلبنان ؛
فقد تولت وسائل الإعلام نقله
إلينا ؛ رغم أن الحقيقة على
الأرض أكبر من أن تستطيع
الكاميرات نقلها كاملة ؛ و
سنحاول أن نقرأ في نتائج هذه
الحرب على حزب الله أولاً لندلل
لماذا اسميناها بالكارثة .
سنبدأ بالنتائج
السلبية لهذه الحرب على حزب
الله و التي قننها القرار 1701
الأممي :
1- لأول مرة يقبل حزب
الله الذي كان يشكل القوة
العسكرية الوحيدة في جنوب لبنان
بدخول قوات الجيش اللبناني
لمناطق الجنوب ؛ و قد كان هذا
مطلباً اسرائيلياً منذ انسحاب
جنود الاحتلال من الجنوب سنة 2000
، لكن حزب الله كان يرفض هذا
الانتشار للجيش اللبناني و
يعتبره إلغاء لمشروعية
المقاومة .
2-
بل إن قرار الأمم المتحدة
المذكور منع من تواجد أي مظاهر
لبنانية عسكرية في الجنوب عدا
الجيش اللبناني النظامي ؛ و هذا
يعني أن حزب الله الذي لم يقبل
قبل هذه الحرب بمشاركة الجيش
اللبناني لوجوده في الجنوب ؛
أصبح الآن يقبل بوجود الجيش
اللبناني وحيداً و بدون مسلحي
الحزب جنوب الليطاني .
3- بل ذهب القرار
أبعد من ذلك ؛ عندما أقر بنشر
قوات أجنبية متعددة ؛ مهمتها
منع الحزب من مقاومة إسرائيل ؛
فكان أن انتشرت نتيجة هذه الحرب
قوات فرنسية و إيطالية و
ألمانية و غربية و شرقية مهمتها
الإشراف على تنفيذ القرار
الأممي ؛ و منع تكرار أي هجوم
لحزب الله على إسرائيل .
4- كما أفرزت تلك
الحرب حصاراً أممياً ( براً و
بحراً و جواً ) على لبنان لمنعه
من تجديد ترسانته الحربية و
خاصة من الصواريخ ؛ التي كانت
تأتيه من إيران و عبر الممر
السوري غالباً . و بذلك انقطعت
إلى حد كبير طرق الإمداد
الضرورية لاستمرار المقاومة .
5- حجم الدمار و
الخراب الواسع الذي حل بالبنية
الأساسية للبنان ؛ و خاصة في
جنوب لبنان و الضاحية الجنوبية
من بيروت ؛ حيث مركز ثقل حزب
الله و قاعدته الشعبية ؛ و مقتل
و إصابة الآلاف من اللبنانيين ؛
و تهجير مئات الآلاف من منازلهم
، و تأثير ذلك على الاقتصاد
اللبناني عامة ؛ سيدفع الكثيرين
( و هذا ما حصل ) من أتباع السيد و
مناصريه للتساؤل المشروع : إلى
متى سنبقى نحن الجبهة الوحيدة
المفتوحة ضد إسرائيل ؟ . لماذا
لم يساندنا الآخرون – ممن لديهم
أرض محتلة -
في الحرب ؟ . ماذا أغنت عنا
عواطفهم و دعمهم الكلامي لنا ؟ .
هذه التساؤلات ستؤدي مع الوقت
لصدع بين الحزب و جماهيره (
يحاول نصر الله أن يتقيه بإلهاء
جماهيره بغزوة بيروت حالياً ) .
6- ازدياد الهوة بين
الحزب و معارضي سياسته الحربية
خارج جماهيره من الشيعة ؛ أولئك
الذين يرفضون أن يبقى لبنان
ساحة صراع مفتوحة بين قوى
إقليمية لها أجندتها من جهة و
إسرائيل و أمريكا من جهة أخرى ،
و يعارضون أن يبقى لبنان ورقة
ضغط لقوى خارجية
ترغب أن تحقق مكاسب ذاتية
على حساب دمار لبنان و دماء
اللبنانيين .
7- عدم تحقيق الحزب
لأي من أهدافه المعلنة ، و التي
كان يتذرع بها للتمسك بسلاحه
رغم نزع كافة أسلحة المليشيات
اللبنانية الأخرى ، و هي تحرير
مزارع شبعا و فك أسر الأسرى
اللبنانيين .
أمام هذه النتائج
الكارثية لحرب الصيف الأخير و
التي أنهت عملياً و للأسف
الشديد حزب الله اللبناني كحزب
مقاوم ؛ لا
نستطيع أن نغفل الجانب أو
الجوانب الإيجابية لهذه الحرب ؛
و التي أفرزها صمود مقاومي حزب
الله الأسطوري على الأرض ؛ و منع
الجيش الإسرائيلي ( الذي لا يقهر
) من تحقيق نصر عسكري ساحق ماحق
لطالما هدد به و حققه في مواجهة
جيوش عربية نظامية استهلكت
ميزانية دول كبيرة كمصر و سوريا
و الأردن . و بالتالي أحيت الأمل
من جديد بفعالية المقاومة و
قدرتها على تحقيق النصر على
الصهاينة .
هذا الصمود العظيم
و هذه الشجاعة النادرة و
البسالة الشديدة التي أبداها
مقاومي حزب الله الأشداء جعلتنا
نحن الشعوب العربية نتفاعل مع
هذا الحزب و نشجعه و ندعو له
بالنصر و الثبات ؛ و أصبحنا ننظر
إلى أمينه العام نظرة إكبار و
إعجاب و إجلال و احترام و تبجيل .
و لكن هذه الهالة
القدسية التي اكتسبها السيد حسن
من مقاومة الصهاينة
ما لبثت أن بدأت تتلاشى بعد
الحرب ؛ و لعلّها الخسارة
الأكبر التي خسرها السيد حسن و
حزبه في هذه الحرب ؛ فبعد أن
تفاعلت و تعاطفت معه الجماهير
من المحيط إلى الخليج ؛ بل على
امتداد العالم الإسلامي - و
رُفعت صوره و أعلام حزبه في أكثر
من عاصمة عربية و إسلامية و حتى
عالمية ؛ و بدأت تنادي باسمه و
تجد فيه أمل الأمة و رمز عزتها و
عنفوانها ؛ سرعان ما هدأت تلك
العواطف الجياشة ؛ و فترت تلك
النفوس التواقة ؛ و خاب رجاء
الجماهير بالسيد حسن و حزبه ...
لماذا حصل هذا
التراجع ؟ ؛ و كيف خسر السيد حسن
جماهيره ؟؛ و أين تلاشت الهالة
العظيمة التي كنا نراها حوله
تجلله في حله و ترحاله ؟.
سلفاً نحن كنا نعلم
أن السيد حسن إيراني الهوى ؛ و
هو لم يخف ذلك كما لم يخف علاقته
المميزة بالنظام السوري ؛ و كنا
نلتمس له عذراً في هذه العلاقة
المشبوهة رغم عدم ثقتنا بنظامي
طهران و دمشق ، و السبب أن
محذورات هذه العلاقة لم نكن
نراها تؤثر على أحد ما دام حزب
الله يستخدمها في خدمة مشروعه
المقاوم ؛ الذي هو في النتيجة
يصب في مصلحة الأمة ، و حتى
عندما ارتاب البعض بمواقف حزب
الله المتناقضة من قضايا الأمة
؛ و حتى عندما شكك البعض
بأهداف حرب تموز الأخيرة ؛ و أن
أجندتها إيرانية سورية و ليست
لبنانية ؛ كان صمود أبطال السيد
حسن على الأرض لمدة ثلاث و
ثلاثين يوماً في وجه نخبة جيش
الصهاينة يغطي على كل هذه
الارتيابات ؛ و يطغى على مجمل
تلك الملاحظات .
أما عندما وجه جيشه
العرمرم الذي بناه على مدى عقود
بدعم من سوريا و إيران لمحاربة
إسرائيل إلى بيروت ليسقط
الحكومة ؛ و يسقط معها المحكمة
الدولية التي ستحاكم المجرمين
الذين اغتالوا الرئيس رفيق
الحريري و رفاقه من معارضي نظام
الوصاية السورية على لبنان ؛ و
إصراره على تخوين الحكومة التي
وقفت معه و آزرته أثناء الحرب ؛
و إصراره على الدفاع عن رقاب
المجرمين في دمشق و في ريف دمشق
، و تمسكه بفرض آرائه و أفكاره
على الآخرين ، و تكبره و تجبره و
طغيانه على أبناء وطنه الذين
وقفوا معه و ساندوه و حموه ، و
محاولة استثماره لنتائج الحرب
من رفاقه في الوطن بعد أن فشل في
استثمارها مع عدونا الصهيوني
جعلتنا نراجع كل مواقفنا
السابقة و اللاحقة من هذا الحزب
المقاوم ، و كأن صموده في حرب
تموز أسكرنا ؛ و نزوله إلى شوارع
بيروت أذهب السكرة و أعاد
الفكرة .
لا شك أن لحزب الله
أجندته الخاصة من غزوة بيروت
الشعوبية ؛ و لكن أجندة نظام
الإجرام في الشام ؛ و نظام
الملالي في خراسان طغت و زكمت
روائحها النتنة الأنوف .
حتى أجندة حزب الله
لم تعد كما كنا نراها أجندة
مقاومة شريفة مضحية زاهدة في
شؤون الدنيا و السياسة ؛ بل على
العكس تماماً ؛ فالسيد حسن شعر
بحجم الكارثة التي أوقع حزبه
بها ؛ أو و هو الأغلب دُفع لها
دفعاً ؛ و أعترف أنه لم يقدّر
حجم الكارثة قبل وقوعها ،
فعوضاً أن يعالج المشكلة التي
أوقع بها حزبه و وطنه بحكمته
المعتادة؛ عالج خطأه بخطأ جديد
؛ ليغطي على خسارته السياسية
أمام العدو بعد حرب الصيف
بمحاولة إحراز نصر على حكومة
سبق أن شهد لها بالوطنية و
شاركها جميع قراراتها السابقة
منذ تشكيلها و حتى انسحاب
وزرائه - المباشرين و الغير
مباشرين – منها عشية طرح مشروع
المحكمة الدولية التي ستحاكم
قاتلي الحريري على المجلس . و
لأنه فشل من استثمار صمود رجاله
أمام العدو سياسياً ؛ حاول أن
يستثمره داخلياً ؛ ليبرر
لأتباعه و شيعته المتضررين أنه
حقق لهم شيئاً بعد كل هذا الدمار
و الخراب ؛ أما رجاله الذين لم
يعد لهم عمل بعد أن أنهت نتائج
الحرب مقاومتهم لإسرائيل ؛ فيجب
إلهاؤهم بعمل جديد ينشغلون به
عن طرح تساؤلاتهم عن نتائج
الحرب ؛ و ماذا حققت لهم من
مكاسب كانوا يقاتلون و يدفعون
أرواحهم من أجلها ؟.
و النتيجة أن السيد
حسن انحرفت بوصلته 180 درجة ؛
فطاش سهمه ؛ و هذا ما يعرفه هو
نفسه قبل غيره ، فنحن نشهد له
بالفطنة و الذكاء و سرعة
البديهة ؛ و دليلنا على ذلك بعد
كل ما سبق هو خطابه الأخير الذي
بدا فيه لأول مرة مهزوزاً و فاقد
الثقة و منعدم التركيز.
أما إيران فلم تخف
أجندتها ؛ و خرج الولي الفقيه
أية الله خامنئي ليقول : أنه
سيهزم أمريكا في لبنان ، بعد أن
ورطها في مستنقات العراق الأسنة
، و غرّزت في رمال أفغانستان
المتحركة . فخامنئي و الآيات
الملالي يأخذون من فم أبناء شعب
إيران ليسخوا و ينفقوا على رأس
حربتهم - حزب الله - في صراعهم مع
أمريكا و إسرائيل اللتين
تعارضان حصول إيران على السلاح
النووي لتبقى إسرائيل الدولة
النووية الوحيدة في المنطقة .
و باختصار : يريد
نظام الملالي في طهران أن يقول
لأمريكا و الغرب و إسرائيل : هذه
فرصتنا – و ربما لن تتكرر – في
حصولنا على السلاح النووي ؛ بعد
أن ساعدناكم في أفغانستان و
العراق ؛ و قاتلتم عنا هناك ؛
فأسقطتم عدونا الأيديولوجي
نظام طالبان ؛ ثم عدونا
التاريخي نظام صدام ؛ و
سلمتمونا العراق على طبق من ذهب
؛ و كنتم قبل ذلك قد ساعدتم
بتفكك الاتحاد السوفيتي على
حدودنا الشمالية ؛ و بذلك أمنتم
لنا حدودنا الشمالية و الشرقية
و الغربية ؛ و تمددنا عبر العراق
و سوريا إلى لبنان ؛ لنصبح مع
صنيعتنا حزب الله على حدود
إسرائيل ؛ و الآن أصبح بإمكاننا
أن نهدد قواتكم المنتشرة في
جوارنا بشكل مباشر ( في الخليج و
أفغانستان و العراق ) أو بشكل
غير مباشر ( عبر تنظيماتنا
الشيعية في العراق ) ؛ كما
بإمكاننا تهديد صنيعتكم
إسرائيل عبر رأس حربتنا في
لبنان حزب الله . فما عليكم إلا
الإقرار بالأمر الواقع و
الاعتراف بنا كدولة عظمى في
المنطقة ، و مفاوضتنا على هذا
الأساس لنتقاسم معكم مناطق
النفوذ في المنطقة .
أما نظام الأسد
فأجندته واضحة جلية لا تخفى على
ذي بصيرة ؛ فهو و قبل كل شيء و في
رأس أولويّاته يريد إسقاط
المحكمة الدولية التي ستنظر في
جريمة الحريري و رفاقه بأي ثمن
قبل أن تصل مقصلتها لرقبته و
تهدد وجوده ؛ و يريد أن ينفذ
وعده بتدمير لبنان على رؤوس
أهله إذا ما أخرجوه منه و منعوه
من حلب تلك البقرة الحلوب بعد أن
اعتاد و أدمن على شرب حليبها
الدسم على مدى عقدين ؛ و يريد أن
يثبت للعالم أنه ما زال يملك
أوراق و أدوات يستطيع أن يشاغب
بها إذا ما تم عزله و تجاهله في
سياسة المنطقة ؛ و يريد أن تبقى
جبهة لبنان مفتوحة كورقة ضغط
على إسرائيل ما دام هو نفسه من
تكفّل بحراسة جبهة الجولان
السورية من أي إزعاج
للإسرائيليين ؛ و يريد أيضاً أن
يستمر بخداع بعض قصيري النظر و
الذين يطربون لأصوات المطبلين و
المزمرين من أهل الخطب الحماسية
التي ليس لها رصيد من أنه ما زال
نظام الممانعة و الصمود و
التصدي في المنطقة و الذي يدعم
حماس و حزب الله و يمنع في الوقت
نفسه أي مخلوق من الاقتراب أو
حتى التفكير بالاقتراب من حدود
الجولان المحتل .
و لا نرى أي سبب آخر
يستطيع السيد حسن أن يقنعنا به
بمشروعية غزوته البيروتية
الشعوبية الفاشلة .
أما الآن و بعد أن
تورط السيد حسن في زواريب بيروت
التي فعلت بالسيد – و بغيره -
كما فعلت المليحة ذات الحجاب
الأسود بالناسك المتعبد المشمر
ثيابه للصلاة عندما وقفت له في
باب المسجد ، و بعد أن أصبحنا
نراه على حقيقته البشرية و بدون
الهالة المقدسة التي كنا نراه
بها ؛ و أصبح في أعيننا بشراً
غير معصوم يُخطئ و يصيب ؛ و أصبح
من حقنا أن نسأل تساؤلات كثيرة
عن سياسة السيد التي كانت هالته
القدسية تحجب أبصارنا و بصيرتنا
عنها:
- يا سيد حسن ما معنى
هذا الدفاع المستميت عن
المجرمين الذين اغتالوا و فجروا
البشر في بلدك لبنان ؟ . و أنت
تعرف أكثر من كل البشر حجم و عدد
جرائمهم .
- يا سيد حسن ما معنى
مسيرة الشكر و العرفان لآل
الأسد في سوريا ؟ . و هم الذين
نهبوا لبنان و قتلوا أحرارها و
اغتصبوا الحرائر و فرقوا و
فتنوا بين أهل البلد الواحد و
جعلوا لبنان حديقة خلفية لهم
استباحوا أهلها و بنوكها و كل
شيء فيها .
- يا سيد حسن ؛ هل
تعلم بعدد الأسرى اللبنانيين في
السجون السورية ؟’ و هل تعلم كم
فقد من اللبنانيين هناك ، و كم
هو عدد السجناء السورين في
السجون البعثية ؟ ، و كم عدد
الأسرى الفلسطينيين و العرب
فيها ؟ ، و هل يمكن مقارنتهم
بعدد الأسرى اللبنانيين في سجون
الاحتلال الغاشم .
- يا سيد حسن ؛ ما
معنى أن تختصر سوريا الحضارة و
التاريخ و الأمجاد بآل الأسد ؛
فتقول سوريا الأسد ؛ و أنت تعلم
ماذا فعل آل الأسد بسوريا ؛ و كم
قتلوا من أبنائها و استباحوا
مدنها و أحرارها و سجنوا و عذبوا
و اضطهدوا و هدموا المساجد و
الكنائس و نهبوا ثروات الوطن و
جيّروها لحساباتهم الخاصة .
- يا سيد حسن ؛ هل
سمعت بقانون رقم 49 في سوريا ؟ ، و
الذي يحكم بالإعدام لمجرد
الانتماء لتنظيم سياسي أو فكري
، و الذي لا يوجد له مثيل أو شبيه
في دول العالم ، و هل تعلم كم
صفّي اعتماداً على هذا القانون
الإجرامي من بشر ؟.
- يا سيد حسن ؛ ما
معنى أن تخون الرئيس السنيورة
الذي رفض أن يجلس مع
الإسرائيليين رغم دعواتهم
المتكررة له ، و رفض أن يوقع أي
معاهدة سلام مع الصهاينة ، و
قالها على رؤوس الأشهاد : لبنان
آخر بلد عربي سيوقع صلحاً مع
الصهاينة ؛ و تجعل من بائع
الجولان بطلاً ؛ و من وريث ملكه
الذي يتوسل إسرائيل ليل نهار أن
ترضى عنه و تجربه و تحاول أن
تفتح معه صفحة جديدة ، و كذلك ما
فتئ يتوسل أمريكا و هو مستعد أن
يفعل كل شيء من أجل الصهاينة و
الأمريكان – حتى أن يبيعك كما
باع غيرك – و هو لم يكتف بالكلام
بل أفشل عدة محاولات لضرب
المصالح الصهيونية و الأمريكية
و مد يده الذليلة لتصافح الرئيس
الصهيوني ، و بعد ذلك تعتبره بطل
الأبطال و رمز الصمود و هو لم
يطلق طلقة واحدة من أجل تحرير
أرضه المحتلة ، فكيف تناقض نفسك
و ضميرك بهذا الشكل المفضوح ؟.
- يا سيد حسن ؛ هل
للسوريين أرض محتلة ؟ . ستقول :
نعم ، سأقول : ماذا فعلوا من أجل
تحريرها ؟ . ستقول كما قال الأسد
: هذا تقصير منكم أنتم أيها
الشعب السوري لأنكم لم تأسسوا
مقاومة كما فعلنا نحن في لبنان
؟ . سأقول لك : هل سمح الأسد
الأب و الابن ( و روح القدس
المخابراتية ) بتأسيس مقاومة ؛ و
هل تدري ماذا يفعلون بمن يحاول
أن يفكر بتأسيس عمل مقاوم ؟ ، و
حتى في لبنان ؛ هل سمحوا لغيرك
بتأسيس مقاومة أو حمل سلاح ؟ ،
لو كنت لا تدري فتلك مصيبة و
إن كنت تدري فالمصيبة أعظم .
- يا سيد حسن ، ألم
يعلن الرئيس الإيراني السابق
خاتمي – و غيره من زعماء فارس - و
على رؤوس الأشهاد أنه لولا
إيران لم تستطع أمريكا دخول
أفغانستان و العراق ؟ ، ألم تسمع
أكثر من مسؤول إيراني يتبجح
بمساندة الأمريكان ؟ ، ألم تقف
التنظيمات العراقية صاحبة
الهوى الإيراني و لم تزل مع
أمريكا ؟ ، فهي التي دعته
لاحتلال العراق ، و هي التي ترفض
أن يخرج من العراق ، كما صرح
الحكيم و الجلبي و باقي الشلة
الإيرانية في العراق بذلك ، ألم
تسمع بفتاوى الآيات بمنع محاربة
الأمريكان في العراق ؟ ، لكننا
لم نسمع أي نقد منك لأولئك
الإيرانيين العراقيين ، فهل
مقاتلة أمريكا و إسرائيل حلال
في لبنان و حرام في العراق و
سوريا ؟ .
- يا سيد حسن ن ألم
تسمع بجرائم العصابات
الإيرانية في العراق ؟ ، ألم
تسمع بسجون المخابرات
الإيرانية هناك ؟ ، ألم تسمع
بوسائل التعذيب التي فاقت كل
تصور ؟ ، ألم تسمع بالمثقاب
الكهربائي الذي يحفر الجماجم ؟
، ألم تسمع باغتصاب النساء قبل
قتلهن و حرقهن من قبل عصابات غدر
و جيش المهدي ؟ ، ألم تسمع
بتمزيق المصاحف و هدم المساجد و
حرق مرتاديها ؟ ، ألم يعترف
العديد من أفراد عصابات بدر
أنهم تدربوا في إيران و يتلقون
تعليماتهم من المخابرات
الصفوية ؟ ، ألم يعترف الكثير من
عناصر جيش المهدي أنهم تدربوا
في لبنان على يد رجالك الأشداء ؟
، أم أنك ترى أن كل ذلك مباح لأن
أهل السنة هم نواصب و أعداء لأهل
البيت رضي الله عنهم و أرضاهم .
- ألم تسمع بعرب
الأهواز الذين يذبحون في إيران
لا لشيء إلا لأنهم يطالبون
بحقوقهم المشروعة ؟ ، ألم تسمع
بالتمييز الحاقد على أهل السنة
في إيران ؟ حيث لا يحق لهم أن
ينشئوا مساجداً لهم رغم أنهم
يشكلون نسبة تصل إلى ثلث السكان
، و هم في طهران وحدها أكثر
عدداً من شيعة لبنان كلها ،
لكنهم مضطهدون و مظلومون و
محرمون من كل حقوقهم المشروعة .
أسئلة كثيرة
تراودني الآن لم أجد لها جواباً
عندك يا سيد ، و تناقضات مريبة
لا يرضى عنها الرسول صلى الله
عليه و على آله و صحبه و سلم الذي
أتشرف و تتشرف بالانتساب إليه ،
و لا يرضى بها دينه القويم ، و
إلى أن تقنعني فعلاً لا قولاً
بغير ما أرى ، ستظل في نظري أحد
جنود نجاد الصفويّين الذين
يريدون اختراق قلوبنا و عقولنا
بدعوى رمي إسرائيل في بحر
الأوهام الساسانيّة
.
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|