عام
سوري جديد
دكتور
:عثمان قدري مكانسي
- المشاكل التي يعانيها المواطن
مزمنة صارت جزءاً لا ينفك عنه.
تزداد به لصوقاً ، وكلما أمـّل
أن تنفك عنه ويستريح منها أحس
بالوهن الكبير بسبب التصاقها به
بأقوى أنواع الـ " سوبر جلو
" المستورد من أوربا واليابان
.
- أما الحل الجزئي الخجول فأصغر
بكثير من المشاكل اليومية
المتفاقمة اللافتة للنظر سببه
اهتمام المسؤولين بأنفسهم ،
وأنفسهم فقط ، ومن ثم يسمح
للكلاب المتعطشة أن تلعق بعض ما
يتبقى من مائدة الكبار ، وعلى
هذا فالتأزم يزداد وضوحاً ،
وينشئ طبقة متدنية الحياة بائسة
تعيش لقلة الموت ، ويكبرهذا
التأزم بشكل
دائري يتوسع باطّراد .
- والفقر يزداد بين المواطنين على
الرغم من الثروات الضخمة التي
تمتاز بها سورية ،، هذه الثروات
التي تذوب بين أيدي الجشعين .أو
قل يتخاطفها الكبير ثم الأصغر
فالأصغر ، وكلهم في ميزان الشعب
صغار وأقزام
.
- والوعود التي تنشر في الصحف
والمجلات عن الفردوس القادم
والأمل الرغيب حبر على ورق جعلت
المواطن يمل ولا يصدق أصحابها .بل
هو في الأصل لايصدق ، ولكن ماذا
يفعل المساكين إذا لم يعيشوا
على أمل ولو كان كاذباً ؟ .
- والمواطن يترحم على العام
الفائت كلما ذهب عام وجاء عام ،
فموعود المصائب كل عام جديد
يتعاظم . ولعل المواطن عود نفسه
أن يترحم على النباش الأول ،
فلما كثر النباشون وكلهم طبعة
واحدة متكررة على عشرات السنين
في ظل الأسدين الكرتونين – الأب
والابن – دون روح القدس ، فقد
باعا القدس لليهود ، ورجَوَا
عطفهم وكرمهم ! وأقرّا أن القدس
عاصمة أبدية لمن بيده التثبيت
على " الكراسي " .... أقول
عوّد المواطن نفسه أن يودع
العام الفائت بالترحم عليه فقد
عوّده القائم على الأمر أن يصبر
على هول ما هو آت ، فهو أشد وأنكى
.. ولا بأس فالحاكم بأمره يعلم
الناس الصبر في الملمات ،
ويدربهم على احتمال ما هو آت ..
- ومع كثرة الأعياد – عيد الأضحى
، وعيد رأس السنة -
اللذين اجتمعا فوحدا الشعب
السوري بكل فئاته
يردد المواطن قول المتنبي :
عيد بأية
حال عدت يا عيد .... بما مضى أم
لهّم فيك تسهيد ..
ثم يكمل مما وهبه الله من موهبة
الشعر التي لا تقل عن موهبة
المتنبي ، ولكن بطريقة مغايرة :
أما السياسة إني لا أحبـذهـا .....
فيها " الطوارئ" لا يحيا
بها الصيد
فيها التشرد عن أوطاننا زمناً ..... لله
درّ بلادي ......
تـُربها عيـد
لابد من عودة يشفى السقيم بها .... ويسـقط الظلـم، والدنيـا أغاريد
- أما البطالة في بلدنا الحبيب
فإنها بفضل الحكومة الرشيدة تزداد
سنة بعد سنة ، وخط الفقر يتسع
حتى صارت نسبة الفقر فوق خط
النصف .. والحبل جرار ، ولن تمر
سنة أو سنتان حتى تجد المواطنين
جميعهم على قدم وساق في الفقر
والحرمان ، وهنا تتحقق المساواة
بين المواطنين ...أما الشرفاء من
المسؤولين فسرقاتهم تتنامى
ونهمهم لسلب قوت البلاد
يتفاقم . وقد
دس مسؤولوها في جيوبهم المزيد
من الغنائم التي نهبوها ،
وأودعوا في البنوك الأموال التي
سلبوها ، ولسان حالهم يقول : هل
من مزيد.
- كما
أن القمع يشتد ، والحريات
مفقودة ، فقد تكرم السيد الرئيس
وأعوانه النجباء
بالتفكير نيابة عن
المواطنين .
والتخطيط للمستقبل الزاهر
والتنعم الفاخر . وكم أفواه
المفكرين الذين يعكرون صفو
الحياة ، وزج بالكثير منهم في
السجون ليتدربوا على الصبر في
هذه المنتجعات الأسدية المرفهة
والحياة الناعمة! .
هذا غيض من فيض العام المنصرم ،
وفي هذا العام الجديد تكمل
الحكومة الرشيدة خطتها في رفع
مستوى البلاد والسهر على مصلحة
العباد .. وكل عام وأنتم بخير .
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|