النظام
السوري وشهادات ثلاث
بدرالدين
حسن قربي
في
اليوم الأخير من عام 2006
تتجمع شهادات إثبات كثيرة
على ماآل إليه حال الوطن
والمواطن السوري في معاشه ولقمة
عيشه جوعاً وفقراً وحرماناً
فضلاً عن الحاجات الأخرى،
ولكننا نكتفي بثلاث شهاداتٍ
منها، نستدعيها علاماتٍ
لِنُشْهِدَ العقلاء من الناس
على الحال التي أوصلنا إليها
الرفاق المناضلون من حزب البعث
العتيد، فعساهم يحمدون الله أن
بلادهم ماعرفت ثورات البعث
وحكمه ولاحاكميه، ويرق قلبهم
لحالنا فيسألون الله لنا فرجاً
قريباً على البلاد والعباد.
أولى
هذه الشهادات وهي أبلغها،
رسالةٌ أرسلها منذ أيامٍ عضو
مكتب الأمانة في حركة إعلان
دمشق للتغيير الديمقراطي
المعارٍضة في الداخل السـوري
السيد/ غسان نجار/ إلى الرئيس
السوري/بشار الأســد مع نهاية
العام 2006. أنقل منها وباختصار:
إنّه
أول خطابٍ مني إليك – أيّها
الرئيس – وأنا ابن هذا الشعب
المغلوب المقهور منذ عشرات
السنين، أنا ابن السبعين من
عمره، وقد رفض أن يهاجر من وطنه،
وفضّل أن يموت واقفاً فوق ترابه
فلم يعد ما يختم به حياته سوى
الدعوة الى الاصلاح التي هي
أمانة في عنق كل فردٍ ومواطن.
السيد
الرئيس: لقد استلمتَ تركةً
ثقيلةً من والدك. بلدٌ يعجّ
بالفساد، يمتلأ بالمظالم،
يترنح بالتخلف يتضور بالجوع
والفقر والحرمان. لكن سرعان ما
التفّتْ حولك بطانةٌ – لم توفق
بالاستعانة بها لا يألونك خبالا
– أو كنتَ لا أدري – مضطراً إلى
ذلك، وبدلاً من أن يسيروا معك
الى مراقي الفلاح والنجاح،
هبطوا بك الى مرابع التهلكة
والضياع، فحرفوك عن الطريق
القويم الذي فكّرتَ، وجنحوا
بالسفينة الى مهب الرياح
والعواصف، فهي على وشك الغرق أو
كادت. البطانة
التي حولك ملأتِ الجيوبَ،
وسرقتْ قوتَ الشعوب، فازدادت
الهوة والفوارق بين طبقات
المجتمع وتحولت الفئات الفقيرة
الى العدم، وكاد الفقر أن يكون
كفراً، فنشأت العصابات المسلحة
التي تسرق وتسطو ولا تبالي،
وازداد ثراء الطبقات المترفة
فحشاً، كل ذلك على حساب غالبية
فئات الشعب المعدمة وطبقاته
المسحوقه، واختلت موازين
العدالة وغاب الأمناء الناصحون.
ويتابع
السيد/ نجار وصف هذه البطانة
فيقول: هذا الوسط الموغل
بالفساد، من قبل فئة جشعة كلّما
ملأت جيوبها وأرصدتها بمليارات
الدولارات كلما ازدادت نهماً
وطمعاً وجشعاً فهي لا تشبع ولا
ترعوي.
ثاني
هذه الشهادات كانت في أم
المقابلات التلفزيونية مع قناة
العربية الفضائية مع انتهاء عام
2005، والتي اتهم
فيها السيد/ عبدالحليم خدام
النائب السابق للرئيس السوري
الدائرة الضيقة في الحكم،
بتراكم الثروة في أيديها في
الوقت الذي لا يجد فيه ملايين
السوريين ما يأكلون، ويبحثون عن
الطعام في القمامة، ونصف الشعب
تحت خط الفقر، والآخر في خطٍ
موازٍ له، والقلة القليلة تعيش
في بحبوحة من العيش.
أما
ثالث هذه الشهادات وأثبتها بلا
جدال، فكانت للرئيس بشار الأسد
نفسه في تصريحاته إلى ال (بي بي
سي البريطانية) في شهر تشرين
الأول/أكتوبر 2006 التي قال فيها:
المشكلة
الأصعب التي يعاني منها الناس
هي الوضع الاقتصادي، نحن بلد
فقير وليس غنياً، وأينما أذهب
كمسؤول فإني ألتقي الناس وأول
شيء يتحدثون عنه هو الأجور
والبطالة والمدارس والخدمات
الطبية، إنهم لا يمتلكون
الأساسيات بعض الأحيان في بعض
المناطق.
من
دون شك أن مثل هذه الشهادات
الموثقة تؤكد أن سـورية بعد
ثلاثةٍ وأربعين عاماً من حكم (الثورجية
والقومجية محاربي أمريكا
والصهيونية) منها ست وثلاثون
عاماً من حكم الأسد الأب
والابن، أصبحت بلداً فقيراً
وشعباً يعاني من المآسي على كل
جبهات الحياة باعتراف السيد
الرئيس، حيث تمكََّنوا
وبطريقتهم تربية طبقةٍ من
الفاسدين والمفسدين أمست
وأصبحت وغدت بمثابة شفاطاتٍ
مركزية عملاقة ممتدةٍ في كل
مناحي حياة الناس ومداخيل
أرزاقهم وعلى مستوى البلد كله،
ومتصلةٍ إلى كل جيوبهم لشفط
مافيها أويكون لهم فيها نصيباً
مفروضاً.
فطعام
الملاييين من جماهير الناس
يأكله حوت لايشبع ولايملأ فاه
إلا التراب، وغذاء الملاييين من
أطفال سورية يزدرده (هامور) أخ
له، وشراب الناس وحليب مئات
الألوف من الرضّع يشربه قريب
هذا الحوت (إن شاء الله سم هاري)،
وصحة الناس وعافيتها ودواؤها
يسرقها قرابة الهامور (ان شاء
الله اللي بيسرقه بيكون في صحته
وعافيته مصايب وبلاوي)، وعرق
ملايين الكادحين من المسحوقين
ينهبه هذا الصهر أو هذا النسيب
ليجعلوا من قطرات هذا العرق
الطهور أصفاراً حراماً تزيد في
ملياراتهم وأرصدتهم وهم في
سكرات فسادهم واستبدادهم
يعمهون ويتكاثرون، فصار عندنا
حيتان وهوامير وقطط سمان تبني
الوطن وتنهب ثرواته وقوت عماله
وفلاحيه وكادحيه بأحدث أساليب
العصر وتقنياته من طرق النهب
والهبش والتشبيح.
بكل
التأكيد، نودع العام 2006 وندخل
العام الجديد، وقد وصل الكادحون
والغلابى من شعبنا إلى حالٍ
تصعب على الكافر (كما يقال)،
لاتسر الصديق ولا تغيظ العدو من
الضنك وضيق العيش والبطالة وسوء
الخدمات التعليمية والصحية مما
أخرج الرئيس عن طوره وأنطقه
بشهادةٍ موجزةٍ وبليغة.!!
يافقراء
ســورية اتحدوا..!! بعد أكثر من
أربعين عاماً أصبح خلالها طعام
الملايين منكم نهباً يأكله (الهبّاشون)
ومايأكلون في بطونهم إلا ناراً،
وغذاء الملايين من فلذات
أكبادكم يبتلعه ( الشبيحة بلاعو
البتزا)، وهم ينادون كنار جنهم
هل من مزيد، وحليب أطفالكم
شربوه (إن شاء الله بيكون حميم
يقطّع أمعاءهم)، تاجروا بصحتكم
وعافيتكم ودوائكم، وتاجروا
بعرق ملايين الكادحين
والفلاحين منكم، وهم (يبيضون)
علينا بشعاراتٍ طنانةٍ رنانةٍ
من الصمود والتصدي والممانعة
والمقاومة ليغسلوا بهذا
أموالاً منهوبةً، ويطهروا
ثرواتٍ مسروقة مبتدعين في هذا
أحدث طرق غسيل الأموال وتبيضها
في العصر الحديث.
يافقراء
سورية وكادحيها ..!! ارفعوا الصوت
بملء فيكم وحناجركم في وجه كبار
مجرميها من الحرامية واللصوص
والعتاولة آكلي لقمة عيشكم،
ومصاصي دمائكم:
أربعون
عاماً تكفينا، كفى وكفاية،
انتهى، خلاص، و(بس)، حلوا عنّا،
انصرفوا، اتركونا، انقلعوا، (افرقونا،
العمى بقلبكم العمى، مابقى
بتشبعوا) ارحلوا ولن ننسى لكم
هذا المعروف رغم كل سرقاتكم
وطغيانكم.
إذا
كانت أربعون من السنين مع ثلاث
سنوات (اكسترا) غير كافية لكم
لتوصلونا إلى حالٍ نقتات فيها
لقمةً شريفةً وشربةً كريمةً،
ونتمتع وأولادنا بخدماتٍ صحية
تليق(بالآدميين)، وتحصيلٍ علميٍ
نافع، فكم تريدون من السنين..!!؟
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|