الحاكم
أعظم نعمة على شعبه.. أو أسوأ
نقمة عليه !
(
فهل الحكم السوري نعمة أم نقمة!؟
)
عبدالله
القحطاني
1-
الحاكم ـ سواء أكان فرداً أم
مجموعة ـ أعظم نعمة على شعبه ،
في حال صلاح هذا الحاكم ،
والتزامه بأهم ركيزتين من ركائز
الحكم الرشيد ، وهما : الشورى
والعدل .
2- الحاكم
أسوأ نقمة على شعبه ، إذا فَرض
نفسه عليه فرضاً ، دون رغبة من
الشعب ، أو رضى ، أو اختبار .. ثم
عاث في البلاد فساداً ، واستبدّ
برأيه ، وخنقَ أنفاس الناس في
بلاده !
3- للحاكم
شرعيتان : شرعية الاختيار (
الانتخاب الحرّ النزيه ) ،
وشرعية الاستمرارفي السلطة ،
وهذه شرعية مبنية ، أساساً ، على
التزامه بما عاهد الناس عليه ،
واختاروه على أساسه ، من مبادئ
وقيم وبرامج !
4- إذا فقد
الحاكم شرعية الاختيار ، أيْ
أنه فرَض نفسه على الناس دون أن
يختاروه، إلاّ أنه سار فيهم
سيرة حسنة ، بالعدل والشورى ،
وحسن الخلق ، والحرص على أمن
البلاد ومصالح العباد .. كان لهم
في ذلك عزاء ، عن شرعية
الاختيار، التي لم تتحقّق في
البداية ، لأنهم إنّما يختارون
الحاكم ، ليحقّق لهم الأمور
المذكورة ، مِن عدل وأمن ونحو
ذلك ! فيكون قد حقّق لنفسه شرعية
، في حكم لم يكن شرعياً في الأصل
!
5- إذا اختار
الناس الحاكم ، ظناً منهم أنه
صالح لحكمهم ، ثمّ تبين لهم ، أن
اختيارهم له، بنيَ على وهْم ،
وأنه ليس كما حسبوا ، من حيث
الكفاءة والصلاح والعدل ، أو
أنه كان صالحاً عند اختياره ، ثم
غيّرته السلطة ، أو طرأت عليه
طوارئ أفسدته .. إذا حصل هذا ،
كان للناس عزاءٌ ، في أنهم قد
اختاروه بأنفسهم ، وعليهم تحمّل
مسؤولية اختيارهم ، والانتظار
حتى يتِمّ مدّة حكمه ، أو
المبادرةُ إلى خلعه دستورياً ،
إذا استطاعوا !
6- إذا فقد
الحاكم شرعية الاختيار، ثم سار
في الناس سيرة سيئة ، يكون قد
جمع الشرّين معاً ، شرّ التسلّط
على الناس دون اختيار منهم ،
وشرّ السيرة السيئة.. فيكون بذلك
بلاءً مضاعفاً ، تستجير منه
الأمم والشعوب والأوطان !
7- والسؤال
المطروح هنا ، هو عن شَرعيتَيْ
نظام الحكم السوري ؛ شرعية
الاختيار (الانتخاب) وشرعية
الاستمرار، المبنيّة على العدل
والشورى ، والكفاءة والصلاح ..!
وهو سؤال مطروح على فئات عدّة ،
أهمّها :
• الحكم
السوري نفسُه ، أولاً !
• والشعب
السوري ثانياً !
• والزمر
المخدوعة بشعارات الحكم السوري
،التي تطبّل له ، من أبناء الدول
العربية، ثالثاً !
• والحكّام
العرب ، الذين يرون في استمراره
في حكم سورية ، ضمانة لاستقرار
الأمن الإقليمي
، رابعاً !
• ومنظّمات
الأمم المتّحدة ، وهيئاتها ،
ومؤسّساتها.. التي تراقب
الإنسان في العالم، لتعرف ما
إذا كان مضطهَداً ، أم لا ، ومَن
يضطهده ؟ وكيف ؟ ومتى؟ لتنصفَه
من مضطهِديه ، خامساً !
• والمتنطعون
، الذين يثرثرون بالديموقراطية
وحقوق الإنسان ، من حكّام الدول
الغربية، ومثقّفيها ،
ومؤسّساتها الدستورية
والثقافية والإنسانية.. سادساً !
المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|